منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات

منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات (http://alyaseer.net/vb/forum.php)
-   منتدى تقنية المعلومات (http://alyaseer.net/vb/forumdisplay.php?f=8)
-   -   النشر الإليكتروني والمصادر الرقمية / أ.د. كمال بطوش (http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=19824)

Pr_Battouche May-31-2009 03:30 PM

النشر الإليكتروني والمصادر الرقمية / أ.د. كمال بطوش
 
النشر الإلكتروني بين تكنولوجيا المعلومات و المصادر الإلكترونية


يوصف هذا العصر بأنه عصر تكنولوجيا المعلومات، إذ أنه يتناول المعلومات في كافة مراحلها إعدادا، تنظيما ونشرا وذلك لأغراض الاستفادة منها في اتخاذ القرارات المختلفة. ويعد النشر الإلكتروني من بين أهم مظاهر تكنولوجيا المعلومات، فهو يساهم في عملية تأليف وبث المعلومات إلكترونيا معتمدا في ذلك على تطبيق التقنية الحديثة في إنتاج المعلومات من تنفيذ الحروف بواسطة الحواسيب وتطبيق وسائل إلكترونية أخرى تتعلق بالحفظ و التخزين. وكنتيجة لعملية النشر الإلكتروني، لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المصادر الإلكترونية للمعلومات كظاهرة بديلة للمصادر الورقية. فلقد أصبح باستطاعة المستفيد التجول بحرية ضمن المصادر الإلكترونية المتاحة عبر شبكات المعلومات التي تربط المؤلف بالمستفيد مباشرة. قد يعرف النشر الإلكتروني شكلا يكون فيه مأخوذا عن النصوص المطبوعة والمنشورة وموازيا لها بحيث أنه ينتج نقلا عن المنشورات الورقية ويوجد إلى جانبها، كما قد يعرف نوعا آخر يستوجب وجود النصوص الإلكترونية فقط مع إلغاء لتلك النصوص المطبوعة والمنشورة في صيغها التقليدية. ومن ثمة فالنشر الإلكتروني هو عملية إتاحة المعلومات بالنسبة للباحثين سواء كان ذلك عن طريق وسائط التخزين (بحث غير مباشر عن المعلومات) أم عن طريق مواقع الشبكات (بحث على الخط المباشر عن المعلومات.
وبما أن النشر الإلكتروني هو صيغة جديدة لتأليف المعلومات ونشرها فإنه يتطلب تقنيات دقيقة وأختصاصي المعلومات ترتكز وظائفهم في مجال تسيير وإيجاد حلقات الوصل بين المؤلف والمستفيد داخل التصميم العام لشبكات المعلومات. وإن كانت تلك هي أهم متطلبات عملية النشر الإلكتروني فإن هذا الأخير يقدم جملة من الخدمات بالنسبة لمؤسسات المعلومات والباحثين معا، وذلك من خلال تقليص الفترة الزمنية ما يبن إنتاج المعلومات وإتاحتها ونشرها إلكترونيا. كما أنه يساهم في حفظ المعلومات من عوامل التلف والفناء، ناهيك عن توفير تكاليف العمليات الفنية داخل المكتبات من جهة، والتغلب على مشكلة الحيز المكاني من جهة أخرى. ويعتبر النشر الإلكتروني وسيلة جديدة في إثراء إنتاجية المؤلفين، فهو يزيد من فرص إنتاج المعلومات ونشرها لدى الباحثين.

مظاهر تكنولوجيا المعلومات والنشر الإلكتروني


تلعب تكنولوجيا المعلومات دورا هاما في حياة المكتبات الجامعية، خاصة وأنها تعمل على إتاحة الأدوات والوسائل اللازمة لتسهيل عملية الحصول على المعلومات و تبادلها وجعلها في متناول المستفيدين منها بسرعة وفعالية. إذ أن هذه التكنولوجيا تزاوج ما بين تقنيتين حديثتين: أولاهما تقنية التخزين الآلي للمعلومات، وثانيهما تقنية توصيل واسترجاع المعلومات عبر المكان. ولقد عرفت التقنية الأولى وسائل عديدة، تطورت تصاعديا من حيث طاقة استيعابها للمعلومات، وذلك من أبسط المليزرات إلى أعقدها. في حين أن التقنية الثانية لعبت دورا جوهريا في نقل المعلومات وانسيابها، كما عملت على تيسير الولوج الفوري للعلوم و المعارف. وبقي أن نشير أن تكنولوجيا المعلومات بشقيها تبقى ضرورية للمكتبات الجامعية الجزائرية للحاق بركب التحكم الإلكتروني في مجال المعلومات وتحسين نوعية وخدمات المعلومات وإدارتها. فلقد لعبت وسائط تخزين المعلومات دورا جوهريا في حفظ المعلومات كما هي وإعادة إنتاجهاأو تصويرها في أشكال جديدة. في حين أن تقنيات التوصيل والاسترجاع ساهمت في تطوير نقل المعلومات وانسيابها لتصل إلى أبعد مكان خلال ثوان معدودات، كما أنها عملت على إتاحة فرصة الولوج الفوري السريع إلى المعلومات. ولقد تبين لنابأنه في الوقت الذي يسعى فيه الباحث إلى استخدام الوسائط الحديثة في تخزين المعلومات وحفظها، فإن نسبة استخدامها داخل المكتبات الجامعية الجزائرية تبقى ضئيلة جدا ودون المستوى. فإذا كان الباحث الجزائري يفضل استخدام أنجع الوسائل بغية تحسين سبل الاستفادة من المعلومات بأسرع وقت وأقل تكلفة، فإن المكتبة الجامعية تبقى عاجزة عن اقتناء وسائط التخزين الحديثة لارتفاع أثمان هذه الأخيرة من ناحية وما تتطلبه من تجهيزات وموارد مالية من ناحية أخرى. وإن كان الكل يجزم بضرورة استخدام تكنولوجيا توصيل واسترجاع المعلومات لتحسين نوعية خدمات المعلومات المقدمة وإدارتها، فإنها تبقى بعيدة المنال داخل المكتبة الجامعية الجزائرية. فنسبة كبيرة من الباحثين داخل الجامعة الجزائرية يتجهون نحو استخدام وسائل الاتصال الحديثة في الولوج إلى المعلومات كالإبحار داخل المواقع الإلكترونية لشبكة الانترنيت أو من خلال تبادل الملفات والمراسلات الإلكترونية عبر هذه الشبكة. وإلى حد الآن تبقى وسائل الاتصال تلك مقتصرة على كبريات الجامعات الجزائرية (قسنطينة، الجزائر، وهران)

النشر الإلكتروني: أساس المصادر الرقمية


إن النشر الإلكتروني هو عملية نقل المعلومات من الناشر إلى المستفيد النهائي مباشرة من خلال شبكات الاتصال التي تربط ما بين مختلف الحواسيب. فهذا الشكل الجديد من أشكال النشر يعتمد في أداء مهامه على معظم مكونات تكنولوجيا المعلومات (الحاسبات الإلكترونية، الاتصالات، أشعة الليزر، الحفظ الإلكتروني...). كما يعتمد النشر الإلكتروني على وسائل أخرى كالتصوير المصغر و الاسترجاع من على أقراص الليزر. وباستخدام هذه التقنيات يتطلب النشر الإلكتروني التأسيس لوظائف جديدة في قطاع المعلومات ترتكز في معظمها على إيجاد حلقات الوصل في الشبكات التي يشترك فيها المؤلف والمستفيد من المعلومات. ولقد ساهم النشر الإلكتروني في ضمان الكثير من الخدمات للمكتبات الجامعية سبقت الإشارة إليها في العنصر السابق. كما أنه لا يفوتنا أن نشير إلى كون النشر الإلكتروني قد ساهم بقسط وافر في إنتاج المصادر الإلكترونية للمعلومات، و من ثمة سرعة الحصول على المعلومات والولوج إليها. ونظرا لما آلت إليه البحوث العلمية في مجال هذا النوع الجديد من مصادر المعلومات فلقد تنوعت هذه الأخيرة وعرفت عدة تقسيمات مختلفة حسب تغطيتها، معالجتها، الجهات المسؤولة عنها ونوعها


للموضوع مراجع

عمر الحريري Jun-01-2009 03:58 PM

شكرا أستاذي الفاضل على المقال الجيد وعلى التوقيع الأجملدمت للعلم ناصرا ولعلم المكتبات رمزا وللأخلاق مثالا

ابراهيم محمد الفيومي Jun-01-2009 04:47 PM

بارك الله فيك
تقبل تحياتي
دمت لنا

سنااااء Jun-01-2009 07:52 PM

رد عن مشاركة
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا للأستاذ الدكتور كمال بطوش على هذه المعلومات القيمة التي أفادنا بها.أعجبني كثيرا التوقيع الذي تم إعتماده من طرف الأستاذ لكن هذا ليس بالجديد عليه لأننا عهدناه دائما مثالا للطيبة والتسامح والأخلاق وقدوة في العلم والإنضباط والجدية اللطيفة.فجزاك الله خيرا ودمت لنا
شكرااااااااااااااااااااا.CorrectCorrectCorrect

عماد الدين Jun-01-2009 10:59 PM

حياك الله يا أستاذ
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته:
أحييك وأشكرك أستاذنا القدير على هذا الطرح الرائع ونرجو منك المزيد إنشاء الله لأن مواضيعك تخدم المكتبيين و الأرشيفيين بصفة عامة تقبل مني تحياتي و احترامي وتقديري أستاذنا الفاضل.

أخــــــــــــوك عــماد الدين.

Pr_Battouche Jun-03-2009 12:17 AM

شكرا على المرور وعلى عبارات الشكر
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

شكرا لكم على المرور وعلى عبارات الشكر التي زينتم بها هذا الموضوع ... تحية خالصة لكم: سناء، عماد الدين، ابراهيم محمد الفيومي وعمر الحريري.

إن الموضوع المنشور هو بداية لسلسلة من المواضيع والمقالات التي سأعمل على نشرها من خلال هاته الصفحة التس سأخصصها لأمور النشر الإليكتروني، المنشورات الإليكترونية والمصادر الرقمية ...

فاطمة لجين Jun-03-2009 12:15 PM

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرا لك استاذي الفاضل على هذا الطرح الرائع والتوقيع الاروع.

جزاك الله الف خير ودمت لنا.

قواسمية عبد الغني Jun-04-2009 04:05 PM

طرح اكثر من رائع تشكر عليه اخي ...

وكلنا يعلم مميزات النشر الالكتروني .. في اتاحة مصادر المعلومات وتداولها
فقط عندي سؤال حول الموضوع ... هل يعتبر النشر الالكتروني احدي الوسائل التي ساعدت على ظهور استراتيجيات البحث في المعلومات الالكترونية والافتراضية ... وان كان كذلك ولا بد ... كيف يمكننا ... بناء استراتيجة ... معينة للبحث .. وكيف يمكننا ان نحافظ على الملكيات الفكرية داخل هذا النشر ؟؟؟؟

اتمني ان يكون السؤال واضح

وشكرا مرة اخرى على الموضوع

Pr_Battouche Jun-04-2009 06:01 PM

الولوج المباشر إلى المعلومات / أ.د. كمال بطوش
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

شكرا لكل من فاطمة وعبد الغني على الاطلاع على الموضوع وعلى العبارات الطيبة، لكن وردا على سؤالك عبد الغني، الذي اعتبره بريئا، كوني كنت انتظر أسئلة حول النشر الإليكتروني والمصادر الرقمي، لا القفز إلى مواضيع أخرى تتعلق باستراتيجية البحث عن المعلومات على الخط، وطرق الحفظ على الملكية الفكرية ... لكن لا بأس فكما عهدتني أيها الطالب العزيز (سابقا)، فإنني سأتدرج في الإجابة حول الأسئلة المطروحة من خلال مشاركاتي القادمة ضمن الموضوع، وعليه سأكتفي هاته المرة بتقديم فكرة حول موضوع الولوج المباشر إلى المعلومات، لتتضح الامور حول العلاقة ما بين النشر الإليكتروني والمصادر الرقمية من جهة، وما بين الولوج المباشر (الوصول المباشر) إلى المعلومات من جهة أخرى، وأعدك ان المرة القادمة سأخصصها إلى استراتيجيات البحث عن المعلومات داخل المصادر الرقمية. قصبرا قليلا، لأن المنهجية تتطلب التدرج المتسلسل والمنطقي في طرح الأفكار ...


1. الولوج إلى المعلومات: حتمية معرفية

مع ظهور التكنولوجيات الحديثة للمعلومات دأب المختصون في مجال المعلومات والاتصالات على تطوير وإيجاد نظم ووسائل تسهل سبل الولوج لمصادر المعلومات بأيسر الطرق، بأقل التكاليف والجهود، وفي أسرع وقت ممكن. وبذلك عرفت عملية الولوج هاته تطورات ملموسة من فترة إلى أخرى لارتباطها بالمستجدات المستمرة في مجال تكنولوجيا الاتصال ونقل المعلومات. ولا بأس من التذكير بمراحل تلك التطورات:

أ. الإحاطة الجارية وتحديث المعلومات

ويعود تاريخ ظهور هاته الخدمة إلى بداية الستينات إذ شكلت تقدما تقنيا سمح بالولوج إلى المعلومات، تداولها والتعامل معها. لعل أبرز غايات هاته المرحلة الإلمام بالمستجدات المعرفية التي تهم المستفيدين في مختلف تخصصاتهم الموضوعية، من حيث تمكينهم من التعرف على النظريات الجديدة والطرق العلمية الحديثة. ولقد ساهمت هاته الخدمة في سد الفجوة الزمنية التي تفصل بين فترة ظهور المعلومات وبين فترة الاستفادة منها، كما أنها كانت الدافع الرئيسي في ظهور خدمة ما يعرف بالبث الانتقائي للمعلومات. وإنه تم التمكن من تحقيق ذلك أمام إصرار المستفيدين من المعلومات على ضرورة تحقيق خدمات أسرع وتوفير إمكانات الولوج إلى المعلومات بطرق أيسر.

ب. قواعد و بنوك المعلومات

إن ظهور هاته الخدمة في مجال المعلومات تزامن مع ظهور أجهزة الحواسيب وتطبيقاتها لنمط الاتصال عن بعد، ومن ثمة يمكن التمييز ما بين نوعين من هاته القواعد والبنوك: أولاهما تلك المنتجة على المليزرات ذات القدرة الفائقة على تخزين المعلومات، وثانيهما تلك التي تتيح عملية مساءلتها على الخط المباشر وانطلاقا من مكان المستفيد. وتمتاز قواعد المعلومات في شكل المليزرات بسهولة استخدامها مع إمكانية تعديل استراتيجية البحث المستخدمة ناهيك عن توفيرها لتكاليف الاشتراك بها من خلال استبدال المليزرات القديمة بنظيرتها الحديثة. أما عن بنوك المعلومات التي توفر خدمة البحث على الخط المباشر فإنها تمكن المستفيد من البحث عن المعلومات عن طريق الاتصال المباشر بالمنتجين أو الموزعين.

جـ. الولوج المباشر للمعلومات

مع بداية الثمانينات وبظهور عدد كبير من بنوك المعلومات المتموقعة في إطار الشبكات، ظهر شكل جديد من أشكال الرجوع إلى المعلومات والولوج إليها، وذلك قصد تسهيل عملية البحث وتبادل المعلومات بطريقة مباشرة. ولقد انتقلت عملية الولوج إلى المعلومات إلى نظام تفاعلي ما بين مصادر المعلومات والمستفيدين منها (LOCKHEAD DIALOG) ذلك ما يجعل نسبة كبيرة من الباحثين يؤكدون على أهمية وضرورة الولوج المباشر إلى المعلومات.

1.1. أسس الولوج إلى المعلومات

إذا كان هذا العصر يعرف نموا متعاظما في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فإن المستقبل القريب سيشهد تحقيق التكامل والتطابق بين هذه التطورات التي تقوم على تحقيقها كبريات المؤسسات والهيئات المنتجة لقواعد المعلومات في شكل أقراص أو مواقع إلكترونية. وإن عملية تطور تكنولوجيا المعلومات تشكل حجر أساس في عملية الولوج إلى المعلومات من حيث تيسيرها وتوسيع طاقة استيعابها وتوصيلها للمعلومات. فالتطور من المعالجة الآلية للمعلومات إلى استخدام الحاسوب كأداة للتفكير سيساهم إلى حد كبير في الإنتاج والإبداع في مجال المعلومات.

لقد أدى هذا التطور الكبير في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى ابتكار وسائل جديدة تمكن من عملية الولوج إلى المعلومات لا سيما تلك المتعلقة بالشبكات، إذ أن خوادم المعلومات عملت على تسهيل عملية البحث والولوج المباشر للمعلومات. فإذا كانت الإفادة من مصادر المعلومات المطبوعة تتطلب موارد مالية ضخمة للاشتراك والاقتناء، فإن خدمات الولوج إلى المعلومات تكفل الإفادة من مصادر المعلومات الإلكترونية على أساس الدفع بقدر الإفادة العلمية. فتوفر المستخلصات الكيميائية (CHEMICAL ABSTRACTS) في شكلها الورقي يكلف المكتبات 4.000 دولار سنويا، بخلاف عملية الولوج المباشر لمرصد بيانات الوعاء المرجعي المذكور والتي تكلف 10 دولارات أو أقل. إذن إن فرص الإفادة من مصادر المعلومات في شكلها الإلكتروني تتحسن وتزداد تطورا بنفس القدر الذي تتضاءل فيه فرص الإفادة منها في شكلها المطبوع. فحسب الأستاذ هارت (HART) من جامعة الينوا بالولايات المتحدة الأمريكية أن نسبة كبيرة من المؤلفات الفكرية ستصبح في المستقبل القريب جدا قابلة للبث على الشبكات العالمية وبثمن زهيد، فقد تصل تكلفة الولوج لإنتاج فكري معين تساوي ثمن طابع بريدي.


2.1. خدمات الولوج إلى المعلومات ومتطلباته

لقد غيرت مصادر المعلومات الإلكترونية واستراتيجيات الولوج المباشر للمعلومات الإفادة من المعلومات تغييرا جذريا. فإذا كانت مصادر المعلومات الورقية تتطلب ميزانية للاشتراك والتداول فإن خدمات الولوج المباشر تكفل الإفادة من مصادر المعلومات على أساس الدفع بمقدار الإفادة العلمية المذكورة آنفا، ناهيك عن كون الطريقة التفاعلية التحاورية التي تتم بها تعمل على تحقيق جملة من المميزات نذكر منها:

أ. السرعة والشمولية

لقد أصبح بإمكان الباحث الولوج إلى المعلومات، تحميلها وطباعتها بشكل فوري ودقيق. فبإجراء عملية مقارنة بسيطة نستنج أن الوقت المستغرق في عملية الولوج المباشر إلى المعلومات لا يمثل سوى 5/10% من الوقت المستغرق في عملية البحث اليدوي، إضافة إلى تغطيته لجميع مصادر المعلومات المتاحة أثناء عملية الولوج. ولقد أثبتت دراستنا الميدانية أن نسبة كبيرة من مسؤولي المكتبات الجامعية الجزائرية والباحثين على حد سواء تجزم بسرعة وشمولية عملية الولوج المباشر إلى المعلومات، وإتاحتها إمكانية تبادل المعلومات واسترجاعها عبر المكان وبسرعة فائقة. ومن ثمة فإن مميزات الولوج المباشر إلى المعلومات تخدم بنسبة كبيرة البحوث العلمية داخل الجامعة من حيث سرعة إنجازها.

ب. المرونة والتحديث الفوري

ويعني أن الحواسيب تتلقى المعلومات، تجهزها وتقدم النتائج بسرعة تمكن من الاستفادة منها، إضافة إلى إمكانية التفاعل مع عملية البحث عن المعلومات والولوج إليها. ولن تتحقق تلك العملية إلا على يد فريق مختص يعمل على تعديل المعلومات بصفة دورية، تتيح للمستفيد فرصة الاستفادة من نتائج هذا التعديل واستخدام المعلومات الحديثة والفورية التي حلت محل المعلومات المتقادمة.

جـ. البساطة و فاعلية التكلفة

أمام ظهور شبكات المعلومات أصبح الباحث في غنى عن الانتقال إلى المكتبات والاستفادة من أرصدتها، إذ مباشرة ومن مكان عمله يتمكن من الولوج إلى المعلومات بطريقة أقل تكلفة. خاصة إذا ما راعينا الوقت الكبير الذي يستغرقه كل من الباحث وموظفي المكتبات في البحث عن المعلومات يدويا، كما أن عملية الولوج المباشر إلى المعلومات تسهم في تخفيض نفقات المكتبات من خلال إلغاء الاشتراك في الخدمات التقليدية للتكشيف والاستخلاص، لا سيما وأن هناك الكثير من قواعد وبنوك المعلومات المتاحة عبر الشبكات تسمح بالاستفادة من محتوياتها بالمجان.

3.1. في سبيل استراتيجية ولوج إلى المعلومات

إن المصادر الإلكترونية للمعلومات وسبل الولوج المباشر لها قد أدت إلى تحسين فرص إتاحة هاته العملية والتقليص من تأثير المسافات كأحد معوقات عملية الاتصال. إذ يمكن القول بأن استراتيجية الولوج إلى المعلومات أصبحت أمرا لا مفر منه إذ أنها تتيح للباحث إمكانيات كبيرة ومتنوعة في الحصول على معلومات تخدم بحثه و تضع بين يديه المعلومات الآنية و المتقادمة في وقت واحد. كما كان لظهور شبكة الانترنيت دورا عظيما في عملية تداول المعلومات، بل وأصبحت مصدرا أساسيا وسريعا في الولوج إلى المعلومات في شتى المجالات العلمية. ولقد أحدثت شبكة الانترنيت ثورة في الانتقال بالباحثين من استخدام البيبليوغرافيات الورقية في تجميع المعلومات إلى استخدام الويبوغرافيات في الولوج إلى المعلومات عن بعد.

لقد أصبح الباحث اليوم أكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى استراتيجية جديدة تمكنه من التعامل مع المعلومات داخل محيط البحث العلمي، وتتيح له فرص الولوج لكم لامتناهي من المعلومات. كما تسمح له بتفحص المعلومات الحديثة وتدقيقها من خلال بوابات جديدة، هاته الأخيرة تساعد الباحث في المرور إلى أي مكتبة كانت مع إجراء عملية البحث الببليوغرافي بطريقة أكثر فاعلية ومردودية. وانطلاقا من ذلك يمكننا القول بأن قواعد وبنوك المعلومات الإلكترونية قد أدت إلى تحسين أداء عملية الولوج المباشر إلى المعلومات، ذلك ما دفع بالباحث داخل الجامعة الجزائرية إلى استخدام البريد الإلكتروني بنسبة كبيرة عبر شبكة الانترنيت في الولوج إلى المعلومات. مع العلم بوجود خدمات أخرى تسمح بذلك، كالائتمار عن بعد، مجموعات النقاش والتجول في رحاب المكتبات المتموقعة على شبكة الانترنيت.
[/CENTER]

للموضوع مراجع

قواسمية عبد الغني Jun-04-2009 07:31 PM

والله لم اجد ما ارده اليك من جميل يا استاذي ... المحترم .. فعلا تعودنا منك دائما التواضع والافادة ... المستمرة التي تتميز بها ... فعلا تستحق الكثير من الاحترام والتقدير ... وشكرا ايضا على نصائحك ... المنهجية ... التي استفدنا منها كثيرا

واسمحلي لم انتبه في اول الامر انك انت صاحب الموضوع المييز فعذرا استاذي الفاضل ...

واعيد واشكرك مرة اخرى على تواضعك ... وطريقت اسلوبك في معالجة ونقل المعلومات

زادك الله من فضله وبورك فيك ...

تلميذك قواسمية

زهير بوعلي Jun-04-2009 10:51 PM

شكرا للأستاذ الكريم...نرجو من المشرفين تثبيت هذا الموضوع القيم حتى يستفيد الجميع وتعم الفائدة..

سعاد بن شعيرة Jun-04-2009 11:39 PM

في انتظار المزيد
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا أستاذنا الدكتور كمال بطوش على طرح هذا الموضوع الهام
لكم اشتقنا لمحاضراتكم القيمة التي أفدتونا بها خلال دراستنا الجامعية
لكن و مع انتشار تكنولوجيا المعلومات و استخداماتها و من أهمها النشر الإلكتروني فلم يعد هناك مانع من الانتهال من علمكم الغزير والاستفادة من إنتاجكم و خبرتكم
نحن في انتظار المزيد من إسهاماتكم و مشاركاتكم الفعالة
طالبتكم : سعاد بن شعيرة

hanbezan Jun-06-2009 04:05 AM


بارك الله فيك اخي الفاضل د. كمال على هذه المعلومات القيمة
جعلها العلي القدير بميزان حسناتك


عمر الحريري Jun-06-2009 12:26 PM

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ،
جزاك الله خيرا أستاذنا الدكتور كمال بطوش على الموضوع مجددا وعلى الرد السريع على الأسئلة والإستفسارات ، ننتظر مزيدا من المواضيع

دمت في رعاية الله وحفظه

Pr_Battouche Jun-27-2009 10:04 AM

أصول البحث عن المعلومات
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

بادئ ذي بدء أشكر كل الزملاء الذين تعاقبو على قراءة الموضوع، كما أخص بالشكر الدكتورة حنان على المرور والتعقيب الطيبين. نزولا عند طلب الاخ عمر الحريري، ووفاءا لما وعدت به في أخر مشاركة حول استكمال باقي جوانب مواضيع النشر الإليكتروني عملية البحث عن المعلومات الإليكترو-افتراضية، فإنني سأتناول هاته المرة موضوع: "أصـول البحـث عن المعـلومـات"

تمهيد

تتنوع البحوث تبعا للهدف المنشود من كل بحث، غير أن الحدود بين كل نوع من أنواع هذه البحوث ليست محددة بدقة، "فكل البحوث تمر بمرحلتين إحداهما استكشافية استطلاعية، وثانيهما مرحلة الإصدار والإنتاج " . إن رحلة البحث عن المعلومات تعتمد على أسس علمية، تمثل الخطوات المنهجية الواجب اتباعها بغية الوصول إلى المعلومات. ومن ثمة فلقد حاولنا اقتراح ثلاث عناصر هامة في عملية البحث عن المعلومات، محاولين من خلال ذلك الاقتراح معاينة مدى إدراك الباحث بالجامعة من منهجية البحث عن المعلومات. وعليه فالعنصر الحيوي أثناء البحث عن المعلومات هي انتقاء المعلومات واستثمارها داخل البحوث العلمية، مما يدل على أن مهمة انتقاء المعلومات العلمية التقنية تعد مرحلة حاسمة في الإقرار بقيمة المعلومات ومدى خدمتها للبحث. أما عن تحديد الأوعية موضوع البحث واستكشافها من خلال الاطلاع على ما تحتويه من معلومات، مما يدل هو بدوره على أن الباحث في حاجة إلى تعلم أصول البحث الوثائقي، خاصة وأنه عادة ما يكون مترددا في تحديد الأوعية الفكرية التي تخدم بحثه. إضافة إلى أن عملية استكشاف محتويات تلك الأوعية لها قيمة كبيرة في الإقرار بموائمة معلوماتها لموضوع البحث. أما عن إدراك الغاية من عملية البحث عن المعلومات فيمكن الجزم بقدرة الباحث على الربط ما بين المعلومات وما بين الغاية من كل واحدة منها داخل كل مرحلة من مراحل البحث. إذن إن عملية البحث عن المعلومات داخل محيط البحث العلمي لابد وأن تحاط بجملة من الضوابط التي تسعى في مجملها التمكين من انتقاء المعلومات وتوظيفها داخل البحث العلمي. وما تجدر الإشارة إليه أنه بإمكان الباحث وضع جملة من المعايير التي يراها مناسبة في توجيه مسار البحث عن المعلومات، وذلك انطلاقا من تعدد واختلاف التخصصات المعرفية.

تحديـد غايـة البحث عن المـعلومـات

إن البحوث، وان اختلفت ميادينها، فالغاية منها واحدة من الأمور التالية: اقتراح معدوم، أو جمع متفرق، أو تكميل ناقص، أو تفصيل مجمل، أو تهذيب مطول، أو ترتيب مخلط، أو تعيين مبهم، أو تبيين خطا، وقد تتفرع عن هذه الغايات غايات أخرى ولكن يمكن أن ترد إلى واحدة من الأمور المذكورة سابقا، وجميعها تبتغي الوصول إلى مزيد من المعرفة، والرقي للإنسان، ومن حوله. بعد تحديد هدف البحث، والاختيار الدقيق للموضوع في ظل ما ينتابه من حدة وأهمية ووفرة المصادر، لابد أن يضع الباحث الخطوط الكبرى بمنهج بحثه ويعرف الغاية التي يحققها منه، إذ لا يمكن انجاز بحث دون أن يكون لدى الباحث تمثيلا بسيطا للموضوع ولعناصره مع إمكانية الاستعانة بدوائر المعارف والقواميس من اجل الفهم الدقيق لموضوع البحث وهدفه المنشود.

استكشـاف الأرصدة وإيجاد الأوعيـة

تتعدد المكتبات وتتنوع أهدافها واحتياجات المستفيدين منها، فكل نوع من هذه المكتبات له طبيعة خاصة تميزه عن غيره، ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا جميعا "إن الهدف العام من المكتبات بأنواعها المختلفة هدف ثقافي تربوي اجتماعي تنموي، وهذا الهدف الأخير هدف أدركه المسئولون فيما بعد في أيامنا الحالية، وأصبحنا نطالع دراسات حول الدور التنموي للمكتبات أو دورها في مجال خطط التنمية". إن تسميات كثيرة تطلق على المرافق والمؤسسات القائمة على توفير خدمات المعلومات في أي مجتمع، وإبراز الخيط الرابط بين هذه المؤسسات جميعا، وكيف كان تغيير تسمياتها مرتبطا ببعض التطورات في مجال إنتاج المعلومات وتسجيل المعلومات، ورصد أوعية المعلومات، وتجميع هذه الأوعية، وتنظيمها، وتجهيزها، لتيسير سبل الإفادة منها فبالإضافة إلى المكتبات بكل أنواعها، لدينا أيضا الأرشيفات، ودور المحفوظات على اختلاف مستوياتها، ومركز التوثيق، ومراكز المعلومات، ونظم استرجاع المعلومات، وبنوك المعلومات ومراصد البيانات، ومراكز تحليل المعلومات ... هذا فضلا عن وحدات النوعية والتوجيه والإرشاد في المجالات الاجتماعية والصحية والزراعية والصناعية ... الخ، كل هذه الهيئات يمكن اللجوء إليها لالتماس المعلومات التي تخدم البحث الوثائقي، هذه المعلومات التي توجد على وسائط مختلفة أو آلية أو مطبوعة.
يقوم الباحث بترجمة موضوع بحثه إلى كلمات مفتاحية يقوم عبرها بجمع المادة العلمية التي تخدم دراسته، سواء كان البحث في وسائل البحث التقليدية مثل فهرس المواضيع المستخلصات، أو وسائل البحث الآلية عن طريق البحث على الخط المباشر أو الفهرس الآلي. وإن من أهم ما يدفع بالبحث إلى النجاح مصادره ومراجعه، واطلاع الباحث عليها جميعا، أو على معظمها. وسنذكر فيما بعد أهم المصادر والمراجع التي يحتاجها الباحث من أجل التخطيط لدراسته، وهو أمر يتطلب الإلمام بطرق البحث وأساليبه، وأدواته، والتمكن من استخدامها .

استثمـار الأوعيـة المنتقـاة وتحليلهــا

تعتبر عملية اختيار المواد المناسبة لأي نوع من البحوث من بين الكم الهائل من المواد المطبوعة، وغير المطبوعة، التي جمعها الباحث لبحثه من أهم العمليات التي تؤثر تأثيرا سلبيا أو إيجابيا على فعالية البحث، بل إن المهارة تتجلى في ألا يقرأ إلا المادة العلمية اللازمة له فقط، وبالقدر الذي يحتاج إليه ما أمكن ذلك. إن جودة الاختيار تضمن للباحث الوصول إلى أفضل النتائج، وأكثرها قدرة على الإجابة عن التساؤل التي طرحت سابقا. ويتأثر الاختيار بمدى قدرة الباحث على انتقاء المعلومات الأكثر ملائمة للبحث الوثائقي الذي هو في طور إنجازه، فبعد أن يسجل الباحث أسماء المصادر والمراجع التي يريد أن يستفيد منها، يبدأ في قراءتها قراءة مستوعبة فاحصة، وينفذ إلى أعماق موضوعه حتى يتمكن من انتقاء الوثائق التي تعالج بدقة وفاعلية موضوع بحثه، كما أن الاختيار مرتبط بمدى مناسبة المادة لمقابلة احتياجات واهتمامات الباحث ومدى فعاليتها وإسهامها في تحقيق أهداف البحث. إن القراءة الأولية للأبحاث والكتب حول الموضوع المبحوث تساعد الباحث في رسم فكرة واضحة عن موضوع بحثه وتمكنه من التعرف على العناصر التي سيتم إدراجها في البحث نظرا لأهميتها، وتوافر المعلومات عنها، إذ بعد إطلاع الباحث على المعلومات المتوافرة حول الموضوع الذي قام بجمعها واختيارها يكون بإمكانه وضع خطة أولية لبحثه تتضمن الفصول الرئيسية والعناوين الفرعية التي يرغب في معالجتها نقطة نقطة، وهذه الخطة لابد أن تدرس دراسة دقيقة وفاحصة حتى يتم تدارك الأخطاء منذ البداية، ونوجه الباحث نحو الهدف المنشود.
إن عملية تدوين المعلومات الموجودة في الوثائق المختارة من أهم مراحل إعداد البحث، لان الباحث يقوم في بعض الأحيان بتلخيص الأفكار الرئيسية للمكلف، وأحيانا أخرى يقوم باقتباس معلومات وإعداد قائمة بالمراجع وتهميش كل المعلومات التي نقلها من الأوعية الفكرية لإمكانية العودة إليها. إن هذه الخطوة في الحقيقة هي المرحلة التي تظهر فيها شخصية الباحث، الذي يقوم بالتنقيب عن الحقائق والمعلومات حول موضوع المعالج من الوثائق التي تم انتقاؤها مستندا في ذلك على مواد مرجعية، ومحاولا من خلال ذلك التفريق بين ما هو مهم وما هو ثانوي، وتحليل المعلومات مع التعليق عليها إيجابا أو سلبا، فضلا عن التعليل، وذكر الأدلة، والحجج والبراهين، وباختصار لابد من ظهور شخصية الباحث. فالباحث في هذه المرحلة يقوم بتفسير الأفكار والآراء، وتحليلها ونقدها، و هذا يعتمد على المناقشة، والحجج الواضحة، المقبولة والمنطقية، والرأي الراجح الذي يقدمه الباحث حلا لمشكلته أو موضوعه، بعيدا عن الانطباعات العامة . ويمكن حصر التحليل في بعض النقاط:

- نقل فقرات أو أفكار محددة من المصادر والمراجع بلغة المؤلف مع الحذف والاختصار .
- إعادة صياغة أفكار معلومات، باستخدام لغة الباحث وأسلوبه بصورة مجملة، أي يقوم ببلورة أفكار ومعلومات بأسلوبه الخاص .
- شرح ومناقشة المعلومات الواردة والتعليق عليها وإبداء الرأي فيها.
- نقل المعلومات في مجملها وتحليلها ونقدها.

بعد التحليل يأتي الفرز أي التصنيف والترتيب لهذه المعلومات، بحيث لابد من أن تغطي كل جوانب الموضوع نقطة نقطة، كما لابد أن تكون معلومات البحث مترابطة ومنسجمة في إطار محدد وواضح. بعد القيام بعملية التحليل والفرز يتم إعادة تدوين البحث في صورته النهائية مع مراجعته من حيث عناصر الشكل، والتبويب والتنظيم والإخراج والسلامة اللغوية، أخيرا يتم تقديمه وثيقة شخصية تستجيب للعمل المطلوب.

للموضوع مراجع

Pr_Battouche Jun-27-2009 10:13 AM

أصول البحث عن المعلومات على الخط
 
تمهيد

إن البحث عن المعلومات على الخط المباشر يختلف عنه في الطريقة العادية، إذ بدلا من البحث والتفتيش الذاتي في أدلة مصادر المعلومات وما يترتب عنه من هدر للوقت وبذل مجهودات كبيرة. إن مجالات البحث عن المعلومات على الخط واسعة جدا، فهي تقدم معلومات شاملة وموسوعية، لا سيما تلك المعروضة على شبكة الانترنيت، فهي تلبي كل الحاجات البشرية الضرورية منها والكمالية وأكثر. فعلى الرغم من أن الباحث في الجامعة همه هو جمع أكبر قدر من المعلومات لخدمة إشكاليات بحوثه، فإن البحث عن المعلومات على الخط المباشر يتخذ شكلا مغايرا وبسيطا باعتماده على وسائل وأدوات بحث تتطلب منا جهدا ووقتا أقل، وذلك باتباع منهجية معينة وفقا للمراحل التالية:

أ - الملاحة واستخدام محركات البحث.
ب - صياغة الاحتياجات بواسطة الكلمات المفتاحية.
ج - استعراض المعلومات المنتقاة وقراءتها.
د - تحميل المعلومات وتفريغها.

البحث على الخط المباشر يستوجب معرفة و دراية بأدوات البحث المختلفة، إضافة إلى المحركات التي تمكن من الولوج المباشر إلى المعلومات و مصادرها على الخط.غير أن محركات البحث تتطلب من الباحث هي الأخرى اطلاع واسع في مجال التكشيف، عبر إدراك طرق استخراج الكلمات المفتاحية من النص Key Word In Context أو تلك الموجودة خارج النص Key Word Out of Context، لا سيما و أن هاته العملية تعد عملية أساسية في التعبير عن الاحتياجات على الخط المباشر. فبعد التعبير عن الاحتياجات بواسطة الواصفات المناسبة، يقوم الباحث باستعراض النتائج و من ثمة انتقاء و اختيار الأنسب منها لموضوع بحثه. و عادة ما يقوم الباحث بتحميل المعلومات من على الخط المباشر ليتسنى له فيما بعد الاطلاع عليها دون تكاليف الارتباط، و بأكثر راحة ليتمكن من التقييم والاستغلال الأنسب للمعلومات المجمعة و المحملة على وسائط معينة .
لقد تم التمكن من معرفة مدى إدراك الباحث بالجامعة لأصول البحث عن المعلومات على الخط، لا سيما وأن هذه الأخيرة يتحكم فيه عنصر التكلفة، إذ كلما طال الخط كلما ارتفعت التكلفة. الملاحظ أن الباحث أمام حداثة استخدام طريقة البحث على الخط المباشر بالجامعة لا يزال يقضي وقتا طويلا في عملية التعرف على محركات البحث ومن ثمة استغلالها، مما يجعلنا نؤكد حاجة الباحث إلى مبادئ البحث عن المعلومات على الخط المباشر. إلا أن الباحث يبقى غير قادر على استعراض المعلومات و قراءتها على الخط، لأن ذلك يثقل كاهله بتكاليف إضافية، مما يدفع بالباحث إلى استخدام عملية التحميل والتفريغ ليتسنى له قراءة ما تمت عملية تحميله بأكثر راحة.

أ. الملاحـة عبـر الشبكات ورحلة البحث عن المعلومـات

في هذه المرحلة تقوم أداة البحث بالتجول بين صفحات ومواقع الويب (Web) ومجموعات الأخبار وسائر خدمات الانترنيت المنتشرة عبر العالم، وذلك بهدف البحث عن الكلمات المناسبة والمطابقة لما نبحث عنه،واعتبارها كممرات عبور إلى الموضوعات التي يجري البحث عنها . وفي أثناء عملية البحث هذه يتم حفظ كلا عناوين المواقع التي تشتمل على الكلمات المطابقة لما يبحث عنه، ومن ثم يتم تخزين تلك العناوين داخل قاعدة البيانات التي يتم إنشاء هيكلها الخاص داخل الموقع أو الصفحة الرئيسية التي تمثل أداة البحث.

ب. التمكـن من التعبير عـن موضوع البحث بواسطة الواصفات

وفيها تحتفظ قاعدة البيانات السالفة الذكر بكل الكلمات التي تم التوصل إليها في المرحلة السابقة، وكذلك عناوين المواقع التي وجدت بها، حيث يتم تخزين هذه المعلومات في شكل منظم وقابل للاسترجاع بمجرد تقديم تعليمات معينة، وتخزن تلك المعلومات قصد الرجوع إليها عند الحاجة. وفي حالة العثور على أكثر من شكل لبعض الكلمات الخاصة، تحتفظ قاعدة البينات بالعلاقة التبادلية بين هذه الأشكال والمعاني المختلفة، وبين الكلمات الخاصة التي يتم البحث عنها فعليا، مع تعريف المستخدم بالكلمات التي ينبغي إزالتها والتي قد تؤدي إلى حدوث ازدواج في المعنى مما يؤدي إلى الوصول إلى مواقع بعيدة عما نبحث عنه.

ج. اسـترجـاع المعلومـات واستعراضهـا

ويتم فيها استقبال طلب المستخدم بتقبل موضوع استفساره، ثم تقوم أداة البحث المستخدمة بإجراء عملية البحث داخل قاعدة البيانات المنشأة التي تحتوي على كل المعلومات التي تتوافق بشكل كلي أو حتى جزئي مع موضوع الاستفسار المقدم من قبل المستخدم، وبعدها يتم عرض النتائج على الشاشة. وعلى المستخدم (الباحث) أن يقوم بتخزينها على الأقراص المضغوطة أو طبعها مباشرة على الطابعة مع إمكانية التخلي عن بعض المعلومات التي يراها لا تخدم موضوع بحثه. يمكن تبسيط مفهوم تكنولوجيا الاتصال والاسترجاع على أنها عبارة عن عملية من عمليات خدمات المعلومات على الخط المباشر، والممثلة خاصة في مراصد بيانات إلكترونية يمكن البحث فيها بطريقة تفاعلية تحاورية عن طريق منفذ Terminal للاتصال بالحاسب الإلكتروني وأحيانا ما تكون هذه الطرفية منفذا على بعد آلاف الأميال من الحاسب الإلكتروني المركزي ... وللإفادة من هذه الخدمات يجلس المستفيد أو الباحث إلى طرفية متصلة بالحاسب الإلكتروني المركزي عن طريق خط هاتفي عبر شبكة الاتصال عن بعد Telecommunication وبإمكان المستفيد أو الباحث بواسطة هذا المنفذ الاتصال بمئات من المراصد البيانات البيبليوغرافية وبذلك يكون المستفيد على الخط مع برنامج الاسترجاع بنفس الطريقة التي يكون أي إنسان على الخط عندما يتحدث مع إنسان آخر هاتفيا .

د. تـحميـل المـعلومـات و تـفريـغهــا

وهو عملية الحصول على ملفات من حواسيب عن بعد باستخدام بروتوكول نقل الملفات (FTP)، "ففي الوقت الذي نجد فيه الملف الذي نحتاج إليه، يمكن تحميله بالضغط على رابط الملف، عندها يخصص الحاسوب نافذة لذلك تسمح باختيار الملفات من السجل، وما على الباحث إلا تسجيل حجم الملف الذي يريد تسجيله" . و العملية المرتبطة مباشرة بعملية التحميل، هي عملية تفريغ معلومات الملفات المحملة عن بعد في أقراص مليزرة أو أشرطة ممغنطة عن بعد، بواسطة حاسوب المستعمل (المستقبل للملفات) مع إمكانية طبعها مباشرة على الورق.
تسمح شبكة الانترنيت بالوصول إلى كل أنواع المعلومات، سواء كانت نصية أو صوتية أو بيانية، مركبة من صور ثابتة أو متحركة. كما توجد العديد من البرامج المجانية Sharewares or Freewares التي يمكن أن تكون برامج، أنظمة تشغيل أو ملفات. هذه الأخيرة التي يمكن تحميلها عن بعد باستخدام الـ FTP (File Transfer Protocol) بعد مساءلة قواعد أو بنوك المعطيات أو مجموعات الأخبار، ثم تسجيل نتيجة الطلب (أو المساءلة). فباستطاعة مكتبة مشتركة في شبكة الانترنيت أن تقوم بعملية استرجاع المعطيات المكتبية من مكتبات عالمية أخرى عن بعد باعتماد طريقة التحميل عن بعد .
إن بعض الحواسيب المفتوحة على الانترنيت تحتوي على برامج تحويل الملفات FTP، هذا الأخير إذا كان بحوزتنا حساب أو اشتراك في الانترنيت فإنه يسمح باستعمال اسم المستعمل وكلمة سر وتسجيلها في فهرس خاص، أو تحديد الملفات المحولة من دون السماح بقراءتها. كما أنه لا يمكن من استعمال برامج سؤال قواعد المعطيات، ولا يبعث رسائل إلكترونية، فهو يرسل مباشرة الملفات المطلوبة إلى حاسوب المرسل إليه (المستعمل الذي يسجل اسمه في الفهرس). فالفحص لا يتم إلا بعد تحويل الملف إلى حاسوب المرسل إليه.
كما أن هناك إجراءات أخرى للتحميل عن بعد، وفيه يتم تحميل ملفات مختارة بفضل "أرشي" أو "فيرونيكا" وغيرهما باستخدام FTP anonyme، الذي يسمح بقيام علاقة بين زائر مجهول ومستعمل للنظام من أجل نقل وتحويل الملفات إلى حاسوبه، وهذا الإجراء FTP anonyme الذي يدعى مجهولا، على عكس FTP العادي، لا يتطلب بالضرورة أن يكون بحوزتنا حساب أو اشتراك بالانترنيت، ولا اسم المستعمل، ولا كلمة السر، فأي زائر يستطيع تفحص قواعد المعطيات والقيام بعملية التحميل دون قيود، فقط عليه أن يختار أداة من آليات البحث يعتمد عليها –كالتي عرضت سابقا- في القيام بهذه العملية . وعلى الباحث أن يدرك جيدا صعوبة عملية التحميل بواسطة FTP لأنه عليه أن يقوم بنفسه بتسيير الأشكال المختلفة للملفات المستعملة في الحاسوب البعيد انطلاقا من حاسوبه


للموضوع مراجع

قواسمية عبد الغني Jun-28-2009 12:20 PM

وعليكم السلام ورحمة الله
لقد اتحفتنا يا استاذنا الكريم بهذه المعلومات القيمة جدا ... التي نحن في حاجة اليها خاصة في هذا الوقت بالذات ونحن نعيش في كثرة الكم المعلوماتي وعصر الكتروافتراضي

وفعلا كنت عند وعدتك وكما عهدناك بنشاطك وحيوتيتك وحبك لنشر العلم والمعلومات

اطال الله في عمرك وجعلك ذخرا لنا وللجزائر

ووفقك الله الى الخير ... ومزيدا من النجاحات

وفي الاخير تقبل مروري البسيط على صفحاتك المشرقة

Pr_Battouche Jun-28-2009 10:55 PM

بوركت يا عبد الغني
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

شكرا لك عبد الغني على مرورك الطيب وشكرا لك كذلك الكلمات والعبارات، لقد عهدتك طالبا مجدا وبارا، وها أنت تلج منتديات النقاش العلمية وكلك نشاط وحيوية ... آملي ان أراك باحثا في دراسات ما بعد التدرج، وإني متيقن أنك إذا تسلحت بالمعارف اللازمة وحضرت جيدا سيكون اسمك ضمن قائمة الناجحين المفلحين بإذن الله ...

وفقك الله يا عبد الغني

عمر منصور البزايعة Jul-16-2009 11:30 AM

شكرا يا استاذ الدكتور كمال غلى الموضوع المهم


الساعة الآن 02:17 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين