منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات - «المكتبة المستـقبلية».. احصل على الكتاب بتقنية الغد‏

«أبوظبي» تدشن علاقة تكنولوجية بين القارئ والمعرفة

«المكتبة المستـقبلية».. احصل على الكتاب بتقنية الغد‏

المصدر:

إيناس محيسن - أبوظبي

التاريخ: 10 مارس 2010
المكتبة توفر علاقة تفاعلية مع القارئ. من المصدر

‏كشفت ابوظبي عن مكتبة مستقبلية تعد الأولى من نوعها في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، وتعتبر نقلة نوعية متقدمة في هذا المجال، إذ تكسر نمطية المكتبات التقليدية وتحيلها إلى تاريخ، لتحل بدلاً منها علاقة تكنولوجية بين القارئ والمعرفة، مستخدمة أحدث التقنيات.
وتجمع المكتبة التي دشنت خلال الدورة الـ20 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي اختتمت فعالياته يوم الأحد الماضي، بين المعرفة والترفيه، باستخدامها أحدث وسائل التكنولوجيا في عالم الخدمة المكتبية، وفي مجال المعلومات والبحث، بما يجعلها استشرافاً للمستقبل وثورة في عالم التقنية.
وتعتمد المكتبة المستقبلية وسائل جذب ومبادرات عدة، لصنع علاقة تفاعلية مباشرة بين القارئ والمكتبة، من أبرزها، حسب مدير الخدمات الفنية في دار الكتب الوطنية الدكتور خالد الظاهري؛ اعتماد كلمة «ابوظبي» شعاراً صوتياً للمكتبة، يفتح لمستخدمها أبواب المعرفة والقراءة، إذ يسجل المشترك كلمة «ابوظبي» بصوته، لتتحول إلى موجات صوتية خاصة به، وتقوم إدارة المكتبة بتجسيد الشعار الصوتي لعدد من الأعضاء في شكل جذاب بأسلوب لوحات الفسيفساء، وتعلق على جدار المكتبة، كما يمكن ان يضعه على قلم أو قميص او كوب، وهو ما يصنع حالة من الارتباط والتفاعل بين المشترك والمكتبة.
وأضاف الظاهري لـ«الإمارات اليوم» ان «فكرة الشعار تم استلهامها من تراث ابوظبي وتاريخها وتراجم رجالها، وكلها تعتمد على السرد الشفاهي، وجاء الشعار ليكون رابطاً بين بحر المعرفة في صورته الحديثة المتطورة وبين تراث الدولة وتاريخها».
نمو متواصل
وأفاد مدير الخدمات الفنية في دار الكتب الوطنية، بأن مشروع مكتبة ابوظبي المستقبلية دخل حالياً حيز التنفيذ، ومن المقرر أن ينطلق فعلياً مع نهاية العام الجاري، على ان يشمل كل أنحاء ابوظبي والمناطق التابعة لها، بما فيها المناطق النائية والحدودية، وكل مكان في احتياج للمعرفة والثقافة.
وتابع «سيشهد المشروع نمواً وتطوراً متواصلاً في الفترات المقبلة ليظل مواكباً لكل التطورات التكنولوجية، وأيضا متوافقاً مع احتياجات القراء ومع التطور العمراني في الإمارة والدولة»، مشيراً إلى أن إطلاق المكتبة في معرض الكتاب كان الخطوة الأولى في مرحلة تنفيذ المكتبة، تتبعه حملة واسعة للتعريف والترويج للمشروع طوال الأشهر المقبلة، موضحاً ان هناك خمسة مواقع سيركز عليها في المراكز التجارية التي تتميز بقربها للجمهور.
‏أنشطة ‏
‏يتضمن مشروع المكتبة المستقبلية في أبوظبي منطقة الأنشطة، ويركز فيها على تنمية مهارات القراءة وعلى الموضوعات التي تهم الوالدين مثل تربية الأطفال، وكيفية صنع جيل قارئ، إضافة إلى البرامج الخاصة بتطوير المهارات الشخصية وعقد لقاءات مع المؤلفين الأكثر شهرة. ومكتبة المواد السمع بصرية، وتسمح هذه المنطقة بالاستمتاع بالكتب المسموعة والموسيقى واستخدام الألعاب الالكترونية. كما سيتمكن مستخدمو المكتبة الجديدة عبر الإنترنت اللاسلكي من التواصل مع مجموعات المكتبة وقواعد البيانات والمكتبة الإلكترونية، وذلك من خلال استخدام الحاسب الشخصي الخاص بكل زائر أو الأجهزة المتاحة بأقسام المكتبة المختلفة. إلى جانب حافـلات الكتب التي تجول أبوظبي، وهي معدّة خصيصاً لتكون مكتبات متنقلة تتوافر فيها مجموعات من الكتب والمواد الرقمية الأخرى، وتكون هذه المواد متاحة للإعارة، وتقوم هذه الحافلات بزيارة المدارس والمستشفيات والأندية، وغيرها.‏
وذكر الظاهري ان آليات تنظيم عمل المكتبة واشتراك القراء في خدماتها المتنوعة، ستكون متطورة، لتخلق علاقة غير مألوفة بين القارئ والكتاب.
وأضاف «نعلم ان نسبة الإقبال على القراءة لدينا أدنى من المستوى الذي نتطلع إليه، ولذا ينصبّ اهتمامنا على تشجيع الجمهور على القراءة، وجذبه بكل السبل الممكنة، ولدينا العديد من الأفكار المبتكرة التي نسعى من خلالها لتحقيق ذلك، وسيتم الكشف عنها وتطبيقها في الفترات المقبلة، ومن هذا المنطلق سيتم وضع آليات عمل المكتبات، فعلى سبيل المثال، فالتأمين المادي نظير الاستعارة، والتمسك باستعادة الكتب من الأعضاء، لا يمثلان محور اهتمامنا، بقدر ما نهتم بخلق ساحة نقاش ثقافية تتسع لمختلف الأعمار من مختلف فئات المجتمع».
وأوضح ان المشروع ليس مجرد مكتبة متطورة؛ ولكنه منظومة متكاملة وضخمة، تلبي احتياجات وتطلعات مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك المعاقون على اختلاف درجات إعاقاتهم «فمحتويات المكتبة لا تقتصر على الكتب المطبوعة فقط، ولكنها ستضم أيضا مواد سمعية وبصرية، بالإضافة إلى مكتبة للفنون، وأماكن مخصصة لمشاهدتها، وغرف لعزف الموسيقى وحتى مسرح للكاريوكي، وغيرها من وسائل الجذب الجماهيري».
أقسام وخدمات
ومن المقرر ان يتضمن مشروع مكتبة ابوظبي المستقبلية، خدمات وأقساماً عدة من أهمها؛ خدمات الاستعـارة الالكترونية، إذ تستخدم محطة الاستعارة الإلكترونية تقنية تحديد هوية المواد عبر الترددات الصوتية، كي تمكن كل زائر من استعارة وإعادة الكتب والمواد المتوافرة الأخرى، (الكتب، الأقراص المضغوطة، المواد السمعية والبصرية والمجلات) بنفسه من دون الاضطرار لطلب المساعدة من موظف المكتبة، وتبقى هذه الخدمة متاحة على مدار 24 ساعة يوميّاً خلال أيّام الأسبوع. كما يمكن لأعضاء المكتبة، من خلال هذه التقنية، القيام بعمليات البحث في فهارس المكتبة وغيرها، من دون الاستعانة بموظف المكتبة، مّا يوفر الكثير من الوقت.
وهناك أيضاً مناطق الخدمة الذاتية، التي ستنتشر منافذها في مراكز التسوق والشوارع الرئيسة والجامعات. وسيتمكن المستخدم من خلال هذه الخدمة من التعرف إلى البرامج والأنشطة الخاصة بالمكتبة، وفتح عضوية جديدة او تجديد عضويته، ومعرفة سجل الاستعارة الخاصة به، وتجديد اشتراكه ودفع قيمة رسوم التأخير، والتعرف إلى رصيده المتبقي في بطاقة الدفع الآلي، بالإضافة إلى البحث في فهارس المكتبة لمعرفة توافر وأماكن الكتب والمجلات والمواد السمعية والبصرية والمواد الإلكترونية، واستخدام المواد الرقمية المتاحة.
ومن خدمات المكتبة موزع الكتب والأسطوانات المدمجة، وهو جهاز منتشر في مراكز التسوق والمراكز التعليمية يوفر المطبوعات الصادرة عن مشروع «كلمة» و«قلم»، وإصدارات دار الكتب الوطنية بالإضافة إلى أحدث الإصدارات العربية والعالمية. وكذلك مكتبة الأطفال، التي تستخدم وسائل غير تقليدية في جذب الأطفال من سن ست إلى 12 عاماً، والناشئة من 13 إلى 14 عاماً للقراءة، إذ يتم مزج المرح والتعليم معاً باستخدام الألعاب التعليمية والكتب والمجلات والأقراص المضغوطة للأطفال، علاوة على المكتبة الرقمية.

الرابط
http://www.emaratalyoum.com/life/fou...-03-10-1.67001