من جريدة الصباح : نظام التصنيف واثره في فهرسة مصادر المعلومات
 

صبيح الحافظ
*باحث علمي ومصمم نظم معلومات

المعلومات هي كل الحقائق والبيانات والمعارف المسجلة في شكل من اشكال التسجيل الصالحة للافادة والبحث، اي في صورة مرئية او مقروءة او مسموعة. اذن فان تسجيل المعلومات ليس مجرد حفظها بل ان الحفظ يخدم قضية الافادة من هذه المعلومات
اي الرجوع اليها عند الحاجة وقد سجل الانسان منذ قديم الازل معلومات على انواع متعددة من وسائط التسجيل وما تسمى اوعية حفظ المعلومات وقد انقرض بعضها كاوراق البردي او الحجارة او سعف النخيل او جلود الحيوانات وغيرها الى ان جاء الورق وغيره من الوسائط الجديدة وقد انقسمت هذه الاشكال الى نوعين رئيسين هما:
1. الاشكال التقليدية كالكتب والمجلات والخرائط والابحاث والصورة.. الخ
2. الاشكال غير التقليدية وتسمى الاشكال المصغرة (المايكروفورمس) مثل (المايكروفيلم) والوسائط الاخرى التي تستعمل في مدخلات ومخرجات الحاسبات الالكترونية مثل الاشرطة المثقبة والاسطوانات والاقراص الممغنطة والاقراص الليزريةواقراص الـ DVD.
نحن نجمع المعلومات ونوثقها ونحفظها لكي نسترجعها عند الحاجة ولاجل ذلك نحن بحاجة الى وسيلة للدلالة عن مكان المعلومة المطلوبة من الكم الكبير المخزون في المكتبة او الارشيف الفهرسة هي الوسيلة التي نبحث عنها وقد استعملت الارقام او الحروف كرمز لوضع الفهارس وكنتيجة للتطور الذي حصل في انتاج المعلومات عند قيام الثورة الصناعية في اواخر القرن الثامن عشر حدث انفجار هائل في عملية انتاج المعلومات وتراكمها عندها اصبحت تلك الفهارس قاصرة في تلبية الحاجة لاسترجاع المعلومات.قام العالم الاميركي ملفيل ديوي بوضع مفهوم (التصنيف) لتحديث وتطوير الفهارس بهدف معالجة المشكلة ويعني التصنيف بابسط تعريف هو وضع الاشياء المتشابهة مع بعضها في مكان واحد فبالنسبة الى وضع الكتب وترتيبها في مكان واحد ولموضوع واحد في رف معين واخرى في رف اخر وهكذا.ننلخص خطة تصنيف ملفيل ديوى انه قام بتقسيم المعارف البشرية الى عشرة مواضيع رئيسة وقد وضع لكل موضوع رمز محدد يبدأ من الصفر وحتى الرقم (9) وقد قسم كل موضوع الى عشر فروع وهذه قسمت هي الاخرى الى عشرة شعب وهكذا استمرا لتقسيم الى ما لا نهاية ولذلك سميت (بخطة تصنيف ديوى العشرى) ومن نتائج عملية تصنيف مصادر المعلومات هي تضييق مجال البحث عن المعلومة المطلوبة وذلك من خلال توزيع الكتب والملفات بعد تصنيفها ووضع كل صنف في رف معين.وبعد حين ظهرت نواقص في خطة ديوى العشري فبرز الاستاذ رانجا ناثان (هندي الجنسية) وهو استاذ مساعد لمادة الرياضيات فوضع بعض التعديلات على خطة ديوى واصبحت اكثر فائدة بخطة جديدة وسميت بـ(خطة الكولون) ولكن ان افضل خطة عالمية ظهرت بعد الكولون هي خطة مكتبة الكونغرس وتعد لدى الدارسين خطة عالمية ثابتة ومتكاملة بهدف استعمالها وتطبيقها في المكتبات ومؤسسات الارشيف الاخرى.





صدور تتفتح مثلما الزهور... وصدور يخنقها الدخان!