منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات

منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات (http://alyaseer.net/vb/forum.php)
-   المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات (http://alyaseer.net/vb/forumdisplay.php?f=11)
-   -   مكتبات الأطفال العامة لمحه تاريخيه عنها ، تعريفها ودورها في ثقافة الطفل :- (http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=7020)

bousi Dec-06-2006 01:24 PM

مكتبات الأطفال العامة لمحه تاريخيه عنها ، تعريفها ودورها في ثقافة الطفل :-
 
 لمحة تاريخية عن مكتبات الأطفال العامة:-

يحظى الأطفال بخدمات مكتبية متنوعة في دول العالم المختلفة ، بل ويعتبر إنشاء مكتبات الأطفال من المهام الوطنية في كثير من الدول ، حيث يحظى نشر أدب الأطفال بالإهتمام المتزايد في هذه الدول. وفي الولايات المتحدة مثلاً نجد أنه على الرغم من أن الخدمة المكتبية للأطفال في المكتبات العامة كجزء حيوي هام من العمل والخدمة المكتبية.

وأبرز ملمح في هذا المجال في الإتحاد السوفيتي حيث تتوافر مكتبات مستقلة لأطفال والتي بدأت في الظهور مبكراً في القرن العشرين. وتشير الإحصاءات إلى توفر 8000 مكتبة للأطفال تحت إشراف وزارة الثقافة ، 154.000 مكتبة مدرسية تحت إشراف وزارة التربية. ومكتبات الأطفال المستقلة إدارياً ومادياً تدخل إدارياً في شبكات أو نظم عامة للمكتبات العامة وهناك بالإضافة إلى هذا بعض الجهات الأخرى التي تعمل على تلبية الحاجات المكتبية للأطفال مثل: مكتبات الإتحادات التجارية ومكتبات دور الحضانة ، روضات الأطفال.

وفي المجر صدر عام 1952م قرار رسمي يقضي بإنشاء مكتبات الأطفال في مدن المجر. فقد زاد عدد مكتبات الأطفال من 47 مكتبة عام 1957م إلى 190 مكتبة في 1972م . وفي السويد تقدم الخدمة المكتبية للأطفال عن طريق المكتبات العامة والمدرسية وبالنسبة للمكتبات العامة فهناك أكثر من 40 قسماً للأطفال في المكتبات العامة. وفي العراق نجد أن أول مكتبة للأطفال تأسست في مدينة بغداد عام 1968م وتضم هذه المكتبة قاعة للمطالعة تسع حوالي مائة طفل ومرسم يستقبل الأطفال الذين لديهم الموهبة.

وبالنسبة لمصر يلاحظ أن تقديم الخدمة المكتبية تتمثل في فروع دار الكتب بمحافظتي القاهرة والجيزة والمكتبات العامة التابعة للإدارة المحلية بمحافظات الجمهورية. فضلاً عن قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المنتشرة في عدد من مدن الجمهورية. وقد نشأت دار الكتب أربع مكتبات متخصصة للأطفال بمحافظتي القاهرة والجيزة، بالإضافة إلى مكتبة الأطفال المركزية التي أنشئت عام 1968م بحي الروضة. وقد أنشأت جمعية الرعاية المتكاملة عدداً من المكتبات الحديثة للأطفال في بعض الحدائق ثم قامت بعدد من مكتبات الأطفال المستقلة وأقسام الأطفال التابعة للمكتبات العامة.

 تعريف مكتبات الأطفال العامة :-

أن المكتبات العامة يمكنها أن تتيح للأطفال فرصا للقراءة الحرة المنوعة منذ البدايات المبكرة من أعمارهم . وهى طبقا للأفكار والمعايير الحديثة تعتبر مركزا تعليميا يعين الأطفال على مواصلة التثقيف الذاتي ويساعدهم الوصول إلى مفاتيح المعرفة بأنفسهم ؛ ولقد بدأت مكتبات الأطفال في الانتشار بشكل كبير في النصف الثاني من القرن العشرين وذلك لسببين رئيسيين وهما :-

أولاً :- غزارة أدب الأطفال والذي يعرف بكل ما يتصل بثقافة الطفل من الإنتاج الفكري وبأي شكل من الأشكال ( كتب مصورة ، قصص، مسرحيات ، مجلات ، اسطوانات ، أفلام سينمائية وكرتونية برامج إذاعية وتليفزيونية ، برمجيات حاسوبية وغيرها ) .

ثانياً:- شعور المسؤولين المهتمين بحياة الطفل بان الطفولة عالم خاص متميز عن عالم الكبار، لذا يجب الاهتمام به وتوجيهه وجهة تربوية ونفسية واجتماعية سليمة عن طريق توفير الخدمات اللازمة له لإشباع حاجاته وميوله ورغباته. وأضف إلى ذلك أن الطفولة إذا ما احسن استغلالها فسوف تكون ثروة وطنية مهمة ، على اعتبار أن طفل اليوم هو رجل المستقبل.

وهناك تعريفات عديدة لمكتبات الأطفال لكن جميعها مشتركة في سمة واحدة وهى تعتبر من أهم سمات مكتبة الأطفال وهى " تنشئة الأطفال تنشئة علمية وثقافية سليمة " . ومن هذه التعريفات :-

(1) المكتبات العامة للأطفال :-

" واحدة من المؤسسات ذات الطابع التعليمي والتثقيفي والترفيهي وتعمل أساسا على الإسهام في تنشئة الأطفال تنشئة سليمة، وتطوير اهتماماتهم وقدراتهم ، وإكسابهم مهارات التعلم الذاتي ، بما يتضمنه ذلك من تنمية مهاراتهم وقدراتهم القرائية في مختلف مراحل العمر ، باستخدام شتى الوسائل".

(2) عرفت مكتبات الأطفال أيضا :-

" أنها قسم مخصص كليه لاستعمال الأطفال . أو قاعة في المكتبة العامة والمركزية أو في فرعية مخصصة لتقديم خدمات للأطفال وتوفير مجموعات الكتب لهم".

 دور مكتبة الطفل العامة:-

يتبلور دور مكتبة الطفل العامة في دور هام وأساسي وهو:-

"تثقيف النشأ بشكل يستطيع معه التعامل والتفاعل مع المجتمع بشكل علمي وإجماعي سليم". وقد ذكرت د. سهير أحمد محفوظ أن للمكتبة العامة دور فعال لأنها تتعامل مع المجتمع بشكل عام وتتوجه إلى الأسرة بمختلف أفرادها ومنها الطفل الذي تغرس في نفسه منذ البداية عادة الإطلاع على الكتب.

بالإضافة إلى أن دور المكتبة والمكتبة العامة بالذات دور حاسم في التنمية الثقافية لأن الكتاب الجيد هو خلاصة فكر إنساني جيد ومنظم في كل مجال ولهذا ينعكس أثره على تفكير القارئ الصغير وسلوكه بوجه عام فينشأ ميالاً إلى النظام وإلى المعاملة المهذبة مع غيره وهذا هو أساس النجاح في أي عمل فردي وجماعة.

وعلى هذا يمكن إجمال دور مكتبة الطفل في عدة نقاط :-

1) توسيع المدراك القرائية لدى الطفل.
2) تسهيل وصول الطفل للمعلومات.
3) إكتشاف الميول الحقيقية والإستعدادات الكامنه والقدرات الفعاله للطفل.
4) إكساب الطفل إهتمامات جديدة.
5) تنمية الوعي الاجتماعي للطفل ومساعدته لممارسة حياة إجتماعية سليمة من خلال المشاركة في المواقف الإجتماعية المختلفة.
6) تهيئة الطفل للتعامل مع المؤسسات الإجتماعية السليمة.
7) مساعدة الأطفال وتعليمهم كيفية الحصول على المعلومات من أكثر من مصدر. وكيفية إستخدام المصادر بأشكالها المختلفة سواء كان بشكلها التقليدي أو الإلكتروني.
8) غرس القيم والعادات الإجتماعية السليمة .

 المكتبات ودورها في ثقافة الطفل :-

تتعد المؤسسات داخل المجتمع التي يمكنها أن تساهم في إحداث التغيير نحو الأفضل في ثقافة المجتمع او ما نصطلح عليه . وحيث أن الكلمة المكتوبة هي أهم المميزات الإنسانية على وجه الإطلاق على مدى تاريخ الثقافة والحضارة البشرية ، فان دور المكتبة العامة بين المؤسسات التي تحدث التغيير الثقافي المطلوب يكون بذلك دورا أساسيا . وحيث أن المكتبة هي المؤسسة التي تقتنى الكتاب بشكل أساسي فإنها تصبح عنصرا محوريا في جميع المؤسسات الاجتماعية التي تسهم في إحداث التنمية الثقافية في المجتمع كالمنزل والمدرسة والجامعة وأجهزة الإعلام المختلفة والمقروءة والمسموعة.
ولذلك تعد مكتبة الطفل بوجه خاص من أهم المؤسسات التي تعمل على تكوين شخصية الطفل وثقل مواهبه وتنمية قدراته وتوجيهيها التوجيه الأمثل من خلال ما تقدمه له من مصادر معلومات تناسب حاجاته ورغباته والقرائية وميوله واستعداداته ، من خلال الأنشطة والخدمات المكتبية المتنوعة كقراءة القصة وعرض المسرحيات والأفلام الهادفة وغيرها . وعلى الرغم من أن هناك عدة وسائل وأجهزة وجدت لتخدم الطفل إلا أن المكتبة بالتأكيد من أهم هذه الوسائل والأجهزة والمؤسسات من أبقاها أثرا ، إذ أنها تساعد في تزويد الطفل بالمعلومات والخبرات والمهارات والاتجاهات واللازمة له ، كما أن الاستخدام الجيد لكل الأنواع الأخرى من المكتبات إنما يتوقف على أول مكتبة يقابلها الفرد في حياته وهى " مكتبة الطفل " ولهذا تولى كل الدول عنايتها بمكتبات الأطفال بل وتعتبر ذلك من المهام القومية الجديرة بالاعتبار .

 أهداف مكتبة الطفل:-

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة عام 1949م، بياناً رسمياً حول أهداف المكتبة العامة وتضمنت عام 1972 بمناسبة العام الدولي للكتاب الدعوة إلى الإهتمام والتركيز على تطوير مكتبات الأطفال والكتب التي تقدم لهم. كما أسندت في نفس العام إلى الإتحاد الدولي لجمعيات المكتبات (IFLA) مراجعة البيان السابق إصداره، وإعداد بيان رسمي منقح بأهداف المكتبة العامة.

وتضمن هذا البيان الجديد نصاً واضحاً بضرورة الإهتمام بمكتبات الأطفال ، حيث تقرر أنـه " يجب أن تتيح المكتبة العامة للكبار والأطفال فرص الإستفادة من أوقاتهم وتعليم أنفسهم بإستمرار، وأن تتيح لهم الإتصال الدائم بالتطوير في مجال العلوم والأدب " ، وأنه من السهل على الطفل أن يكتسب في بداية حياته عادة تذوق القراءة والكتب، وإستخدام المكتبات العامة ومصادرها لذا فإن المكتبة العامة تتحمل مسئولية خاصة لإتاحة الفرصة للأطفال كي يختاروا الكتب والمواد الأخرى بأنفسهم. وينبغي أن تضم المكتبة مجموعات خاصة بهم من الكتب وأن يخصص لهم أجزاء معينة من المكتبة، عندئذ تصبح مكتبة الأطفال حيوية ومشجعة لأنواع متعددة من الأنشطة".
وقد قامت هاريت لونج Harriet G. Long أهداف مكتبات الأطفال العامة في مجموعة من العناصر رتبتها على النحو التالي: -

‌أ. تيسير إستخدام الأطفال لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الكتب.
‌ب. إرشاد الأطفال وتوجيههم عند إختيارهم للكتب أو غيرها من المواد.
‌ج. تشجيع الأطفال وغرس متعة القراءة فيهم كعمل نابع منهم يتابعونه فيما بعد.
‌د. تشجيع التعليم مدى الحياه من خلال الإستفاده من مصادر المكتبة العامة.
‌ه. مساعدة الطفل على تنمية قدراته الشخصية وفهمه الاجتماعي.
‌و. قيام مكتبة الطفل بدورها كقوة إجتماعية تتعاون مع المؤسسات الأخرى المعنية برعاية الطفل.


ومن هنا يمكننا حصر أهداف مكتبات الأطفال العامة فيما يلي:-

1- هدف تعليمي ، وذلك من خلال:-

‌أ. توفير مصادر معلومات مناسبة لحاجات الطفل ورغباته وميوله.
‌ب. تعريف الطفل بمكتبته وكيفية إستخدامها والمحافظة عليها وعلى مصادرها وتشجيعه على إرتيادها والإستفاده من كافة خدماتها.
‌ج. إرشاد الطفل وتوجيهه عند إختياره لمصادر المعلومات لغرض القراءة.
‌د. تشجيع التعليم المستمر لدى الطفل.
‌ه. الإجابه عن أسئلة الطفل وإستفساراته من خلال إستخدام مصادر المعلومات المتوفرة.

3- هدف تنموي:-

إذ تهدف المكتبة إلى المساهمة في تطوير قدرات الطفل العقلية ومهاراته اللغوية والإتصالية والفنية والعلمية والإجتماعية …الخ وذلك من خلال خدماتها ومصادرها المختلفة.

4- هدف إجتماعي ،و ذلك من خلال :-

‌أ. غرس عادة القراءة والمطالعة لدى الطفل.
‌ب. مساعدة الطفل على تكوين عادات واتجاهات إجتماعية سليمة كالتعاون والإيثار والصداقة والهدوء وإحترام الآخرين وحسن التعامل مع الكتاب والمعلومة…الخ.
‌ج. خلق بيئة مناسبة للقراءة والإطلاع تمتاز بالهدوء والراحة العامة.

6- هدف ترويحي ، وذلك من خلال :-

‌أ. توفير مواد ووسائل الترويح المختلفة كالقصص والمسرحيات والأفلام السينمائية وأفلام الكرتون الموجهه والألعاب التعليمية وبرمجيات الحاسوب الترفيهيه ، وغيرها.
‌ب. توفير المكان الفسيح الذي يساعد الطفل على الحركة والإنطلاق والإستمتاع بالوقت والترفيه عن النفس.


المراجع

1- محمد فتحي عبد الهادي. مكتبات الأطفال. القاهرة:دار غريب
2- سهير أحمد محفوظ. تكنولوجيا المعلومات ومكتبات الأطفال على مشارف القرن 21. مصدر سابق
3- عمر أحمد الهمشري. المرجع في علم المكتبات والمعلومات. ط1.- عمان:دار الشروق، 1997.
5- Encyclopedia dictionary of library and Information science terms. Sayed hassaballah, El reyad: Dar el marekh,1998.
6- هادي نعمان الهيتي.ثقافة الأطفال. الصفاة:المجلس الوطني للثقافة والفنون والأدب، 1988م. عالم المعرفة؛ 123.


أ/ هبه محمد خليفة
أخصائية مكتبات ومعلومات
قاعة د / شوقي سالم
المكتبة المركزية - جامعة حلوان

د.محمود قطر Dec-06-2006 08:10 PM

شكراً على جهدك الطيب
 
الأخت والزميلة الفاضلة / هبة خليفة
شكراً على هذا الجهد الطيب في إعداد هذه المشاركة ، لا سيما وأن هناك إتجاهاً متنامياً لزيادة كم وكيف المكتبات العامة والمخصصة للأطفال ، ولعلنا نقرأ لك قريباً ، عن نماذج لهذه المكتبات ، مثل سلسلة مكتبات جمعية الرعاية المتكاملة ..
وفقك الله وجميع المخلصين في مجال المكتبات والمعلومات

تحياتي ومحبتي للجميع

الاء المهلهل Dec-06-2006 09:08 PM

بحث ممتاز يسلمووووووو
 
http://www.arabsys.net/pic/thanx/2.gif

http://www.arabsys.net/pic/thanx/4.gif

bousi Dec-11-2006 11:42 AM

شكر خاص
 
شكراً استاذة آلاء على هذا الترحيب الشديد وارجو ان تكون ابحاثي خير نفع وعون لكل اخصائيي المكتبات والمعلومات

amira hassan Apr-18-2008 02:37 PM

جزاكِ الرحمن خيرا
ا/ هبه
موضوع رائع
حضرتك افدتينى كثيرا جدا
بارك الله فيكى

هموسة Apr-21-2008 11:55 PM

موضوع مهم جدا

جزاكم الله الخير كله

نوف محمد Apr-10-2009 02:15 PM

يعطيك الف عاافية

بجد نفعني كتيررررررررررر ..

ثآنكــس }

ابراهيم محمد الفيومي Apr-11-2009 10:22 AM

شكرا على الاحاطة وبارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك

بدر الدين نوح Apr-20-2009 09:50 AM

السلام عليكم ارجو مساعدتى فى الاتى
1-تعريف مكتبة الطفل التصميم التنظيم الادارة الاهداف
2-تعريف المكتبة العامة المبنى الهداف الادارة
3- تعريف المكتبة المدرسية الاهداف المبنى التنظيم

ابراهيم محمد الفيومي Apr-20-2009 09:58 AM

ما شاء الله جاري الاطلاع
وقد صدر حديثا في عمان للاستاذ الدكتور ربحي عليان كتاب عن مكتبات الاطفال
انظر الرابط
http://alyaseer.net/vb/showthread.php?t=18998

amar mekhiber Apr-20-2009 04:26 PM

بارك الله فيك بحق موضوع رائع وقيم

أمينةمكتبة2005 Apr-24-2009 12:18 AM

http://www.al-nadem.com/vb/uploaded/5_1177626617.gif

rashad hassan aldaghma May-30-2012 07:15 PM

شكراً لكم جزيل الشكر والتقدير

خير جليس في الأنام Sep-30-2014 12:50 AM

مكتبة الطفل وتجهيزاتها
 
مكتبة الطفل وتجهيزاتها
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\51A3~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image002.gif[/IMG]
تعد مرحلة الطفولة المبكرة من افضل المراحل العمرية لتعليم وإكتساب المهارات المتنوعة ولذلك تسعى المؤسسات الحكومية والأهلية الى تدريب الأطفال على اكتساب المهارات الحية والاجتماعية والمعرفية من خلال الوسائط التربوية المختلفة خلال المنزل والمدرسة وتمثل مكتبة الطفل إحدى هذه الوسائط التي عن طريقها يتم تربية وتنشئة الطفل ، ومكتبات الأطفال هي نوع من المكتبات أوحت بقيامها مقتضيات الحضارة والتقدم الحادث في العالم غربه وشرقه فإنشاء مكتبات للأطفال معناه إعتراف الدولة بهم كأفراد في المجتمع لهم حقوق وفي نفس الوقت عليهم الحفاظ على مكانة الكتاب كوعاء من أوعية المعلومات التثقيفية.

معاير وأسس:
يمثل إعداد كتب الأطفال صعوبة بالغة أمام المؤلفين والناشرين وغيرهم من المشاركين في إعداد الكتب من رسامين ومخرجين ،إذ يجب ان ينطبق على الكتب مواصفات خاصة بالمضمون والاخراج حتى يكون مناسبا للطفل ، يجذبه وهذا يتطلب قابليته للقراءة او ما يمكن ان يسمى بالانقرائية بمعنى ان الطفل يقبل على قراءته ويفهم مادته.
[IMG]file:///C:\DOCUME~1\51A3~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image004.gif[/IMG]
وحول هذه المعايير يقول يعقوب بن علي البوسعيدي المشرف على قرية القراءة: “ان هناك اسس ومعايير تناسب الطفولة المبكرة والمتوسطة والمتقدمة ، والتي تهدف الى تنمية مهارات وأفكار الأطفال ، وتوسيع الآفاق وتشجيع الإطلاع والقراءة ، وتزويد الطفل بالمعرفة التي تعين في دراسته وما تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها ، وإذا اتجهنا ناحية الشكل لا بد من تسخير الالوان الجذابه والرسوم والصور الملونة ،وكذلك الاخراج الجيد مع التركيز على المضمون والمحتوى العلمي للكتاب”.
وتقول خالصة الهنائي المشرفة على قرية القصص: “بلا شك ان هناك معايير ومواصفات هامة لكتب الاطفال ، فكتب الأطفال لا تختلف عن الكتب الأخرى ، ومن أهم معايير ومواصفات كتب الأطفال معيار الثقافة ، ومعيار المستوى العمري للطفل ، وكذلك المستوى التعليمي وان تكون الكتب مصممة وفق هدف يخدم الطفل بما يتناسب مع بيئته التي يعيش فيها”.
ويقول الدكتور محمد مجاهد الهلالي من قسم المكتبات بجامعة السلطان قابوس : “إن هناك مراحل وخصائص وأبعاد متعددة لنمو الطفل وخلال هذه المراحل فإن الطفل يكون بحاجة الى المأكل والملبس وهذه حاجة توفر قبل ان يولد وتبقى مسألة الروح والعقل وهي ادب الطفل وقليل من الآباء يهتم بأدبه وتعليمه وتربيته وتثقيفه وكتب الأطفال جزء من ادب الطفل فالكتب شكل من أشكال الادب وعند اختيار الكتب للطفل فهناك معايير وضعها علماء المكتبات والمعلومات وهي ثابتة لا تتغير مع كتب الصغار والكبار وهذه المعايير هي أولا مدى الثقة والتي يقصد بها الثقة بالشخص الذي ألف الكتاب ونشره او ترجمة او حوره ، يأتي بعدها المعرفة التي يغطيها ذلك الكتاب وماذا يمثل هذا الموضوع وهل هناك كتب ألفت في نفس الموضوع ، وما الإضافة التي أضافها هذا الكتاب ، وفي المرحلة التالية تأتي المميزات الخاصة وماالذي يميز هذا الكتاب عن غيره ، إذا كانت هناك مؤلفات كثيرة في هذا الموضوع وكذلك معيار المعالجة وهو مهم جد فلا بد ان يتسم اسلوب الكاتب بالبساطة والوضوح والسهولة في اللغة حتى يفمهما الطفل حسب مراحل النمو ، ومن ثم ننتقل الى الشكل المادي للكتاب الذي نقدمه للطفل فلا بد ان تغلب عليه الصور بالنسبة للأطفال في مراحلهم الاولى وأيضا تكون الطباعة واضحة ومميزة والمعيار الأخير هو الترتيب حيث انه لا بد من عمل قائمة محتويات او كشاف للكتاب اذا كان مرجع السهولة تصفح الطفل للكتاب والوصول الى الموضوعات التي يرغب فيها”.
انواع الكتب:
لكل مرحلة من مراحل الحياة حاجاتها ومطالبها التي يجدر بالمتوجهين بابداعاتهم الى الأطفال ان يكونوا على وعي بها والكتب هي جزء لا يتجزأ من ذلك لكن يبقى السؤال ماهي أنواع الكتب المناسبة للأطفال ومستوى المادة العلمية التي تعطي للطفل.
وحول ذلك تقول خالصة الهنائي : “يوجد العديد من الكتب للاطفال فهناك كتب تقليدية وتنقسم حسب المعرفة البشرية من ديانات ومعارف عامة وعلوم وغيرها وتتميز بأنها تخدم الطفل في كافة المجالات ولأن الطفل نشأ وتربى وعرف الكتب بشكلها التقليدي، وهناك كتب غير تقليدية تمثل في الأقراص المدمجة والأشرطة وهي تتمثل في مجموعة من البرامج الجاهزة التي يتم تحميلها على أقراص مدمجة ومتنوعة مثل برامج دينية وثقافية وعلمية وتتميز بانها تخدم الطفل في علوم شتى ولكنها قد يلجأ الطفل إليها لأنها شيء جديد يألفه وبالتالي فهو يتجه إليها لانه يرغب في استكشاف ما بداخلها كما أنها قد تكون متعبة للطفل نوعا ما في مشاهدتها إذ انها تحتاج الى وسيط لمطالعتها عكس الكتب التقليدية ويقول يعقوب البوسعيدي بان هناك مجموعة من الكتب مثل القصص والحكايات والموسوعات العلمية ، والمسابقات والمعلومات العامة والرسم وكل ما يخدم الطفل وينمي أفكارهم ويزيد من الحصيلة المعرفية لديهم ويدخل في رصيد خبراتهم العلمية”.
ويقول الدكتور محمد مجاهد: “بالنسبة لانواع كتب الأطفال المرتبطة بأدب الطفل وهو ينقسم الى الشكل والمضمون و الشكل ببساطة يتضمن كل أشكال المادية لمصادر المعلومات التي يتعامل معها الكبار فهناك مصادر معلومات تقليدية مثل الكتاب ، المرجع ، ومصادر غير تقليدية كالاقراص الالكترونية ، وهذه الاشكال نضع فيها المضمون وهي المعرفة البشرية والتي تغطي المراحل المختلفة للطفل حيث ما يناسب مرحلة قد لا يناسب المراحل الأخرى ، كذلك لا بد من مراعاة الفروق بين الجنسين فما تقدمه للذكر يختلف عما تقدمه للأنثى فهناك أنواع من كتب الأطفال تتضمن كل الأشكال المادية المعروفة بالإضافة الى كل موضوعات المعرفة البشرية ولكن مع تبسيطها وتوضيحها والنزول الى مستوى الطفل.
مكتبه الطفل وتجهيزاتها:
ينجذب الأطفال دائما الى كل ما هو جميل ومغر وكذلك الاشياء غير المألوفه لديهم ، والمكتبة الخاصة بالطفل لها تجهيزات ومواصفات خاصة لا بد ان تراعي عند تصميمها عدد من الأمور[IMG]file:///C:\DOCUME~1\51A3~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image006.gif[/IMG] التي لا بد ان تؤخذ بعين الاعتبار عند الشروع تصميم مكتبة الطفل.
وهي كما تقول خالصة الهنائي : “ان تجهيزات مكتبة الطفل تختلف عن تجهيزات المكتبات الأخرى سواء من الناحية المادية او البشرية فمن الناحية المادية تحتاج المكتبة الى ان يكون الأثاث ملائما لطبيعة الطفل ، وان تكون الرفوف موضوعه على ارتفاع مناسب ليسهل وصول الطفل الى الكتب بسهولة، وان يكون طلاء القاعات بألوان زاهية ، وان تكون الستائر جذابة ذات ألوان ملائمة للطفل ، اما من الناحية البشرية فمكتبة الطفل تحتاج الى أخصائي يتمتع بشخصية دقيقه متزنه ميالة الى المرح والنشاط والحركة وان تكون محبة للأطفال ، كما ان تكون رسالته الاساسية هي الاهتمام بالطفل وأدب الطفل وإيصال المعلومة له لتنمية مواهبه وإثراء معارفه وشخصيته فكلما كانت شخصية اخصائي المكتبة صادقة في رسالتها كلما ساعد ذلك على الارتقاء بالطفل و تنمية ثقافته.
ويقول الدكتور محمد مجاهد: “ان ادب الطفل ليس في الهواء بل لا بد من وجود مكتبة للطفل او مؤسسة تنظم هذا الادب ويقدمه للطفل والتجهيزات الاساسية التي تحتاج لها مكتبة للطفل تعتمد على ركائز اساسية وهي المواد البشرية والتي تتضمن أمين المكتبة ، والإدارة التي تخطط للمكتبة و العاملين في المكتبة بالإضافة الى المستفيدين الذين هم من الأطفال ، وبعد الموارد البشرية تأتي الموارد المادية وهي الميزانية المخصصة للمكتبة ومن ثم هناك التسهيلات و التي تتضمن الموقع الذي تبنى عليه المكتبة والتجهيزات الاساسية من المواد التقليدية وغير التقليدية والأثاث والحاسب الآلي وهناك نقطة مهمة على جانب كبير من الأهمية وهي السياسات والتشريعات واللوائح والنظم والمعايير والتي على أساسها تعمل المكتبات ، وبها إعتراف بالطفل و أهمية وحقوق وواجباتها تجاهه ، وكذلك العلاقات العامة والتسويق من أجل التعرف على احتياجات الأطفال من خلال الباحثين والدراسات ومن ثم تقديم الخدمات التي تناسبهم”.
وفي الأخير استطاع أدب الطفل ان يخطو خطوات راسخة مرتكزة على أسس معرفية موضوعية [IMG]file:///C:\DOCUME~1\51A3~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image008.gif[/IMG]بعيدة عن الارتجال وأصبح الذين يهتمون بالكتابة للاطفال جزءا من حملة واسعة تهدف الى تقديم العون للطفل لينمو سليما متوازيا متكاملا في مختلف جوانب شخصيته فنشأت الاتجاهات الحديثة ونمت الدراسات المهتمة بشخصية الطفل في نواحيها الاجتماعية والنفسية.
لعب الأطفال ودورها في توسيع الآفاق الفكرية عند الأطفال
كتبت ـ زينه صباح: هناك سؤال يطرح دائما هل الألعاب مفيدة؟ وهل لها دور في تنمية تنشئة شخصية الطفل وما أهمية اختيار لعب الأطفال ؟ وهل لها دور في العملية التربوية والتعليمية؟[IMG]file:///C:\DOCUME~1\51A3~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image010.gif[/IMG]
كل هذه التساؤلات وجدنا لها أجوبة في لقائنا الذي اجريناه مع الدكتور محمد مجاهد الهلالي الأستاذ المساعد بقسم المكتبات والمعلومات جامعة السلطان قابوس ويحيى الكندي المنسق بالقرية الدينية وأجاب الدكتور مجاهد ويحيى الكندي ان للعب الأطفال دورا بالغ الأهمية في تكوين الطفل بمختلف المراحل العمرية التي يمر بها وأيضا في أبعاد النمو من حيث البعد الديني والاجتماعي والنفسي فهي تعتبر وسائل لغايات مستقبلية وعن أهمية للاختيار الألعاب للطفل أجابا انه ينبغي ان تتاح الفرصة لاختيار ولكن في حدود ينبغي بها مراعاة المعايير العامة من حيث توضيح سبب رفض هذه اللعبة دون غيرها فيلزم في هذه الحالة التوجيه بما يتناسب مع شخصية الطفل و هذا يأتي من خلال الخبرة والدراية لكي تكون هذه العاب عاملا مساعدا وليس عامل هدم وأضاف الفاضل يحيى الكندي أن إشراك الطفل في اختيار اللعبة هو الوسيلة السليمة،
وكان سؤالنا الاخير في هذا اللقاء هو أهمية الألعاب في العملية التعليمية وأجابنا الدكتور مجاهد عن هذا السؤال ان الألعاب تشكل المنظومة المادية وتحقق ليس فقط التسلية بل التربية أولا بما يتناسب مع كوننا مسلمين والتعليم وتنشيط مدارك الطفل المختلفة

خير جليس في الأنام Sep-30-2014 12:53 AM

المصطلح الغائب من حياة الطفل العربي مكتبة الطفل
 
المصطلح الغائب من حياة الطفل العربي
مكتبة الطفل



[IMG]file:///C:\DOCUME~1\51A3~1\LOCALS~1\Temp\msohtmlclip1\01\c lip_image001.jpg[/IMG]

الأطفال عماد المستقبل ومنجم الفكر.. لهم عناية خاصة ولعقولهم اهتمام بالغ..
فالطفولة تعتبر من أهم مراحل البناء الفكري وأفضل المراحل العمرية لتعليم
واكتساب المهارات، علمية كانت أو معرفية.. لذا فكثير من المؤسسات التي تخطط
لتلك المرحلة العمرية سواء كان الطفل بالمنزل أو المدرسة تركز على إكسابه مهارات
من خلال الوسائط التربوية.
وتمثل مكتبة الطفل إحدى هذه الوسائط التي عن طريقها يتم تربية وتنشئة
الطفل.. فإذا أسسنا بناءه على أساس العلم والمعرفة فقد ضَمِنّا مستقبلاً مشرقاً
وجنود فكر وقلم..


إن إنشاء مكتبات للأطفال معناه اعتراف الدولة بهم كأفراد في المجتمع لهم حقوق، وفي نفس الوقت نهدف إلى الحفاظ على مكانة الكتاب كوعاء من أوعية المعلومات التثقيفية.

ولكن الحقائق والإحصاءات تفاجئنا بأن طفلنا العربي لا يلاقي الاهتمام المطلوب في هذا المجال، بعكس دول الغرب التي جندت الطاقات لبناء حيل واعٍ يحمل من العلم الكثير...

ولذا فإن فكرة الاهتمام بعقل الطفل وتحويل طاقاته إلى جهود ذات منفعة؛ أمر يحتم إيجاد أهداف سامية تعتمد على الدين والعرف. ومن ذلك: العمل بجد لإنشاء مكتبة للطفل لتغذي فكره وتنمي عقله وتنشّط خياله وتربي وجدانه ومشاعره وتهذّب نفسه...

لذا يجب على المتخصصين بالتربية العمل على إعداد مكتبة نموذجية للطفل لتكون في متناول يده.

والقيام بإعداد كتب الأطفال ليس أمراً سهلاً إنما يمثل صعوبة بالغة أمام المؤلفين والناشرين، إذ يجب أن ينطبق على الكتاب مواصفات خاصة بالمضمون والإخراج حتى يكون مناسبا للطفل، يجذبه وهذا يتطلب قابليته؛ بمعنى أن الطفل يقبل على قراءته ويفهم مادته...

حول هذه المعايير يقول يعقوب بن علي البوسعيدي – المشرف على قرية القراءة بسلطنة عمان- : (إن هناك أسساً ومعايير تناسب الطفولة المبكرة والمتوسطة والمتقدمة، وتهدف إلى تنمية مهارات وأفكار الأطفال، وتوسيع الآفاق وتشجيع الاطلاع والقراءة، وتزويد الطفل بالمعرفة التي تعينه في دراسته وما يتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها. وإذا اتجهنا ناحية الشكل لابد من تسخير الألوان الجذابة والرسوم والصور الملونة وكذلك الإخراج الجيد مع التركيز على المضمون والمحتوى العلمي للكتاب)..

أما الدكتور محمد مجاهد الهلالي- من قسم المكتبات بجامعة السلطان قابوس- فيقول: (إن هناك مراحل وخصائص وأبعاداً متعددة لنمو الطفل. وخلال هذه المراحل يكون الطفل بحاجة إلى المأكل والملبس وهذه حاجة توفر قبل أن يولد؛ وتبقى مسألة الروح والعقل وهي أدب الطفل وقليل من الآباء يهتم بأدبه وتعليمه وتربيته وتثقيفه. وكتب الأطفال جزء من أدب الطفل فالكتب شكل من أشكال الأدب وعند اختيار الكتب للطفل فهناك معايير وضعها علماء المكتبات والمعلومات وهي ثابتة لا تتغير مع كتب الصغار والكبار وهذه المعايير هي أولا مدى الثقة التي يقصد بها الثقة بالشخص الذي ألف الكتاب ونشره أو ترجمه أو حاوره، يأتي بعدها الجوانب المعرفية التي يغطيها ذلك الكتاب).

وللتربويين كذلك معايير يجب أن تتوفر في كتب الأطفال، حيث يرون أن كتاب الطفل، شأنه شأن كتاب الكبار، ينقسم إلى شكل ومضمون؛ والشكل ببساطة يتضمن كل الأشكال المادية لمصادر المعلومات التي يتعامل معها الكبار، فهناك مصادر معلومات تقليدية مثل الكتاب، المرجع، ومصادر غير تقليدية كالأقراص الالكترونية، وهذه الأشكال نضع فيها المضمون وهو المعرفة البشرية التي تغطي المراحل المختلفة للطفل؛ لأن ما يناسب مرحلة قد لا يناسب المراحل الأخرى، كذلك لابد من مراعاة الفروق بين الجنسين ذكراً كان أم أنثى...

ومن هذا المنطلق على الوالدين أن يعوّدوا أبناءهم على القراءة منذ سن الرابعة ابتداءً بالصور والتعبير عنها مروراً بالقصص الهادفة، ونهاية بالكتب العلمية عند كبرهم... وذلك بتوفير مكتبة في المنزل بها عدد من الخيارات الجاذبة والهادفة. ويكون لهذه المكتبة مكان ثابت في المنزل، أو تكون متنقلة. كما يجب الاهتمام بتطوير مكتبات المدارس.

إن القراءة تعد رافداً مهماً للرقي والتحضر... بل قبل ذلك هي وسيلة للوعي والتلقي، ومن هذا المنطلق نحتاج إلى أن نعرف أهميتها وخطورة غيابها..

وكنظرة عاجلة لحركة نشر كتب الأطفال في العالم نجد أن طفلنا العربي يعيش على هامش الاهتمامات، يستقي علمه غالباً من فلم كرتوني مصنوع بفكر ومكونات غريبة عن بيئته ومعتقده وثقافة مجتمعه ليولد جيل يعاني من العنف والمشكلات الاجتماعية الخطيرة..

في ضوء هذه الحقائق المحبطة تأتي الأرقام لتخبرنا بأبعاد المشكلة بشكل مقارن ومحزن، تقول الأرقام:


* الطفل الأمريكي: نصيبه من الكتب في العام 13260 كتاباً.
* الطفل الإنجليزي: نصيبه من الكتب في العام 3838 كتاباً.
* الطفل الفرنسي: نصيبه من الكتب في العام 2118 كتاباً
* الطفل الإيطالي: نصيبه من الكتب في العام 1340 كتاباً
* الطفل الروسي: نصيبه من الكتب في العام 1485 كتاباً في العام

أما الطفل العربي فلا نكاد نجد له رقما ولو هزيلا يمثل نصيبه في عالم الكتب فالمكتبة العربية شبه خالية من كتب الأطفال حيث بلغ عدد كتب الأطفال الصادرة في أحد الأعوام 322 كتاباً فقط، بالرغم من أن لدينا أكثر من 54 مليون طفل يمثلون 42% من العدد الكلي للسكان في العالم العربي.

وتشير إحصائية منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إلى أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة.. ليكون مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية مجتمعة من ورق ومستلزمات الطباعة أقل من استهلاك دار نشر فرنسية واحدة!

يقول الدكتور "محمد الوهابي" – وهو أديب وطبيب للأطفال- :
(بينما أنا عائد يوماً من هولندا إلى بلجيكا بالقطار كان بجانبي سيدة هولندية بمعية ابنها الصغير وفجأة بدأ الصغير في البكاء ففتحت أمه حقيبة يدها وسلمت له كتاباً وراح يقرأ بإعجاب وارتياح وانقطع عن البكاء.

واستغربت من هذه الحادثة؛ لأنني ظننت أن الهولندية ستسلم لابنها الحلوى فإذا بها تقدم له زاداً نفسياً لا ينضب معينه وهو الزاد الفكري الذي يحتاجه أطفالنا كثيراً).


وثمة تجربة قامت بها إحدى الأخوات: فقد وضعت في أحد أركان المنزل كرسياً مريحاً وله وسادة للقدمين ومزود بإضاءة موضوعة بجانبه ويعرف هذا الكرسي في وسط العائلة بكرسي القراءة، وإلى جانبه وضع جدول ليقوم الأب بوضع مواعيد لحجز الكرسي للقراءة وبجوار الكرسي كان هناك منضدة وضع عليها الكثير من الكتب المتنوعة والمجلات.

ومما تقدم.. أفلا نرتب أهدافنا من جديد، لنكوّن جيلاً واعياً يرتكز عقله على المعلومة؟

ــــــــــــــ
المرجع/ مجلة حورية العدد 8 جمادى الأولى 1427هـ
المصدر : http://www.saaid.net/tarbiah/155.htm

ريمه الخاني Dec-17-2016 04:59 PM

بارك الله بكم وبجهودكم النيرة,حبذا لو نجد هذا الكتاب الكترونيا:

1- محمد فتحي عبد الهادي. مكتبات الأطفال. القاهرة:دار غريب
وشكرا لكم

ريماس الهيثم Sep-06-2017 04:30 PM

شكراً على هذا الجهد الطيب في إعداد هذه المشاركة


الساعة الآن 09:37 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لـ : منتديات اليسير للمكتبات وتقنية المعلومات
المشاركات والردود تُعبر فقط عن رأي كتّابها
توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين