عرض مشاركة واحدة
قديم Oct-31-2009, 10:19 AM   المشاركة4
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

في العيد 26 للكتاب في صنعاء
بقلم : عبدالعزيز المقالح (كاتب وشاعر يمني )
..من حق الإنسان في بلادنا وفي كل مكان من عالم اليوم أن يحتفي بالكتاب ويحتفل بمناسباته، وأن يحاول أن يعيد إليه ما كان له في التاريخ من قداسة بوصفه المعلم وصانع النور، والقاهر الحقيقي للجهالات، وما ينشأ عنها من تخلف وفساد ووحشية، وليس بالغريب أن يكون اكتشاف الإنسان للحَرْف بداية تكوين إنسانيته وخروجه من طور الغابة إلى طور المدنية، وأن تكون الكلمة المكتوبة وسيلة التفاهم بعد أن كانت الإشارة ثم اللسان، وأن تتولى حروف الكلمة رسالة الأديان وأخلاقياتها؛ مكتوبة بحروف من الطين أو الأحجار أو الخشب قبل أن يكتشف الإنسان الورق، وبه تدخل البشرية عصر المعرفة والأنوار.
وفي معرض الكتاب الحالي الذي لا أبالغ في تسميته عيداً لما يشيعه من بهجة في النفوس ومن رغبة في الارتقاء الروحي والعقلي، في هذا المعرض، أتذكر معارض الكتاب الأولى في القاهرة، وكيف بدأت متواضعة ثم توسع شأنها، وصارت عربية ودولية بكل ما للكلمة من معنى شامل، وتعود بي الذاكرة إلى آخر معرض حضرته في مصر، وبالقرب من النيل، وكيف كان تظاهرة ثقافية، يلتقي فيها أساتذة الجامعات والفنانون والصحفيون والشعراء، وكيف يجعلك ذلك المناخ العلمي تشعر بالسعادة، حين ترى توفيق الحكيم ونجيب محفوظ يتصافحان بالقرب من إحدى دور النشر أو حين ترى الفنان عبدالمنعم مدبولي، وهو يطلق ضحكاته المدبولية في أثناء تصفحه لكتاب هنا، وآخر هناك.
إن معارض الكتاب ليست للتجارة والبيع والشراء كما يتبادر إلى الأذهان، وإنما هي أعياد حقيقية للمعرفة، ومواسم للالتقاء بالناس وبأحدث الإصدارات، وبآخر ما جادت به العقول العربية والإنسانية. وسبق لي أن كتبت - قبل سنوات - مقالاً تحدثت فيه عن الدور الثقافي والتعليمي لمعارض الكتاب، وأنه ليس من المهم أن ينتقي رواد المعرض ما يحلو لهم من كتب؛ بقدر ما تتركه رؤيتهم بانبهار لهذا الكم الهائل من الكتب التي تحمل المعارف البشرية. وبالأمس التقيت في قلب المعرض صديقاً لم أره منذ زمان وقال لي لقد جئت لكي أتفرج فقط، ولأثبت لنفسي أن الإنسانية بخير مادامت تقرأ وتكتب.
هزتني كلمات الصديق وأضافت إلى معرفتي معلومة جديدة عن دور معارض الكتاب، وأنها تؤكد لنا بالواقع الملموس أن الحياة تتجدد، وأن البشر لا يملون من القراءة والكتابة لإثبات وجودهم أولاً، ولتأكيد اتصالهم بالحياة رغم كل ما يحيط بها من مشكلات وهموم ثانياً.
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن الساحة لم تعد خالية للكتاب المطبوع أو الورقي وحده في معارض الكتاب بعد ظهور المنافسة الحادة له من قبل الكتاب الرقمي (الالكتروني) عبر الأقراص المدمجة وعبر الانترنت، وإن كانت ما تزال المنافسة في بدايتها.
وسوف تكون الغلبة فيها للكتاب المطبوع والحظ الأوفر له في المدارس والجامعات وفي الحياة العامة. وهذه الغلبة المؤكدة لن تمنع من أن تأخذ المستجدات في مجال التوصيل نصيبها من اهتمام شريحة ستظل ضيقة، مهما اتسعت، وذلك لارتباطها بأماكن محددة، وبأجهزة تتوقف القراءة على وجودها وتوفر إمكاناتها، وعلى العكس من ذلك الكتاب الذي تستطيع أن تحمله معك إلى أي مكان تريد، ويصحبك في المنـزل والطريق، في المكتب والحديقة، في الريف والمدينة، حيث توجد الكهرباء، وحيث لا توجد. إنه الكتاب أم المعرفة وأبوها وحارسها الخالد.

الرابط
http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&item_no=481012&version=1&templ ate_id=24&parent_id=23












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس