عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-07-2009, 01:17 PM   المشاركة613
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

القراءة حق
حِصارٌ ثقافي في الكويت



تنشر الصفحة الثقافية في «القبس» طوال أيام معرض الكتاب الرابع والثلاثين مجموعة من المقالات تتناول قضية الرقابة بوجهات نظر متعددة، بأقلام عدد من المشاركين في الحملة المناهضة للرقابة وغيرهم من المعنيين بأمرها، تحت شعار «حق القراءة».

«قل لي ماذا تقرأ، أقل لكَ من أنت» هذه ليستْ عبارة مهملةٍ في كُتب. التراث. إنما هي وحيٌّ مسموعٌ في أذن. الحضارة.، فبأيّ. ذاكرةٍ نعيش ولأيّ. وعي نؤجلُ ذواتنا، وكل شيءٍ ممنوعٌ –هنا- في معرض الكتاب الدولي بالكويت، هذه الدولةُ التي تسمو بالرؤية وتتسعُ بالفن وتهذي بالإبداع في ثقافةٍ أبعد من روح. المكان.، فالنشر والتوزيع لمطبوعات المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب أصبحتْ عابرة للقارات، فأينما تتجه عينك لكشكٍ صغيرٍ تبزغ (مجلة العربي) منذ خمسين عاما وكأنّها مدرسةُ تطوفُ العالمَ بأبجديةٍ عربيةٍ واعية.
هذه الكويتُ التي نستنيرُ بها، وكَمْ تفاءلت المجتمعاتُ العربية بدستورها وبالديموقراطية التي تحكم القانون.
من منا لا يعرفُ الكويت ، إذاً ؟!!
كانَ معرضُ الكتاب بالعاصمة محطَّ أنظار. الدول الخليجية والعربية بشكلٍ عام، فما حصل اخيرا في معرض الرياض والمنامة من منعٍ لكتبٍ تنويرية وثقافية، ربما لم يخطر ببال. أحدٍ أنْ تكونَ الكويتُ مفخخة ً أيضا بهواجسَ أصوليةٍ وفوبيا إسلاموية لا تمتُّ للفكر الديني بالوعي الحضاري، كُنا نعتقد أنّ معرض الكويت للكتابَ سيشكل علامة فارقة في مستوى الكتب التي تُثاقف الشعوب وتُلاقح الفكر، كما أنّنا توسَّمنا في الفعاليات. وهجا لا تغربله العتمة.
افكر من دون جدوى
بماذا يفكر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثة. آلاف. عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ}
هكذا قال درويش في (حالة حصار)، و هكذا طالَ (الحصارُ) أفق العاصمة الكويتية، فالثقافة ُ لا تحتمل الهتك، والرؤى لا تنوءُ من الوعي والكتابة محو للتاريخ وتاريخٌ للكتابة. وإدانة ٌ بيضاء لواقعٍ مظلم. ولكن الاعتصام المعتاد لأيّ. حدثٍ في الدول. العربية لا نتيجة تنتظره سوى صفعة الجلاد أو الخيبة، وآمل أنّ يُفكر الكتابُ الكويتيون في إرادةٍ أكبر من القمع، فهم قرؤوا الكتب الممنوعة على الأرصفة ولم يستمع لهم أحدٌ، ثمة أبعادٌ للحرية.، كما أنَّ هناك أرواحا ضيقةُ ومكبوتة تهذي بالحرية. على أرصفة. المعرض.
لم تَعُد الكتب «خيرَ جليس» في عالمنا العربي، لأننا خـُنّا الف.كرَ، وأشغلنا الدّنيا بعروبتنا الحائرة، وهذا الجليس المزعوم سوفَ يجرحه الغبارُ، وتكتمه العزلة و تقتله الادعاءات المزيفة، فمعرضٌ للكتاب. أمْ معرضٌ للتنكيل. بالكُتّاب.؟!!!!
أهي لعنة الأنثى، رُبّما ؟
لقد انحصرتْ المشاركات في الأنشطة المنبرية على النّساء العرب، وغابت المثقفات الكويتيات عن الحضور ولا مبرر، فالهوية ُ يجبْ ألّا تنخدش في مرايا الوعي و اللاوعي أيضا.
مَنْ سيُردم هذه الفضيحة يا تُرى؟!!
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمشاريعه الحضارية التي أطلقها منذ زمنٍ كانتْ ولا تزال مشعلا وهّاجا في جميع الدول العربية، وما م.نْ مُثقفٍ إلا وانتمى لهذا الأفق الفكري، كما أنّ أيّ مهرجانٍ ثقافي يُقام في الكويت. يحظى باهتمامٍ عربي ودولي حيثُ الثقافة ُ تحضر بوصفها إنسانا خليجيا ب.غترةٍ و عقالٍ. ففي كل فكرةٍ شبه من الإنسان وفي كل موقفٍ سلوكٌ لا تحجبه العادة أو الحياة. الرجل كانَ غائبا إلى حدّ. كبير، كانَ غائبا عنْ المشاركة.، ولكنه حاضرٌ بالقرار.، هنا .... معرضٌ كبيرٌ وكتبٌ ضيّ.قة، في الكويت. «حصارٌ ثقافي» وغزو جاهلي يستلبُ روحَ المثقف. الذي اعتادَ على الحرية و الرأي الآخر و الديموقراطية، فلستُ أدري بعد الآن، بأيّ. عينٍ سأرى الكويت.، وكيفَ سأغفو بعتمة هذا الحصار ؟!!
الحيرةُ – أيضا- أننا على بوابة. عامٍ جديدٍ، فمطلع 2010 سيكونُ مأهولاً بالمعارض، وأهمها معرض القاهرة الدولي للكتاب الذي يستشرفُ كل إصدارٍ جديدٍ، و كل وعي جديدٍ، ولكن مادام «الحصارُ» باسطـــا ذراعيه على دور النشر ومعارض الكتاب في الدول العربية ستضيقُ الأمكنة بنا، فمَنْ لا يعرفُ الكويتَ الآن، ربما لا يعرفُ البقية َ غدااااااااااااا .

الرابط
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=547838&date=07112009












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس