"الرياض" تسجل خدماته للتراث والمخطوطات
مركز الملك فيصل يسهم في ترميم المخطوط التراثي
6فنيين يعالجون 168ألف كتاب ومخطوطة ويرممون 585مخططاً و 579وثيقة وصكّاً
متابعة خالد الزيدان، أنس البراهيم:
* يمثل الاسهام في ابراز دور الحضارة الاسلامية في تطور البشرية هدفاً اصيلاً من اهداف انشاء مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية في عام 1403ه . ومن سبل بلوغ هذا الهدف العمل على اقتناء المخطوطات الاصلية او صور منها، وتحتاج هذه المخطوطات الى عناية خاصة لضمان استمرار الاستفادة منها عبر الاجيال. ومن أهم وسائل العناية بالمخطوطات القيام بترميمها وتعقيمها بأحدث التقنيات التي اتاحها هذا العصر.وقد عمل المركز منذ انشائه على مواكبة ما يحدث من تطور في مجال ترميم المخطوطات وتعقيمها، وأنشأ قسماً يقوم بهذه المهمة من خلال متخصصين على اطلاع واسع بما يشهده هذا الميدان الحيوي من تطور في الوسائل والاساليب والتقنيات. ويبلغ عددهم 6فنيين مؤهلين يحملون الشهادات الجامعية في مجالي الكيمياء والاحياء، ويعملون في ترميم المخطوطات والمطبوعات والرقوق والوثائق والصكوك. وقد بلغ عدد الكتب المطبوعة والمخطوطات التي تم تعقيمها اكثر من 168804كتابا ومخطوطا، بينما تم ترميم نحو 585مخطوطاً ومطبوعاً، و 579وثيقة وصك، وبلغ مجموع عدد اوراقها 78408ورقة. * مراحل التعقيم والترميم: تتم عمليات التعقيم والترميم في مراحل دقيقة، ويمكن اجمال هذه المراحل في النقاط التالية: إجراء عملية التعقيم للقضاء على الحشرات والديدان. ترقيم صفحات المخطوط بالمرسم لحفظ ترتيبها وتجنب فقدانها. كتابة تقرير توضح فيه حالة المخطوط واقتراحات المعالجة. إجراء عملية النظافة الجافة لازالة الأتربة والاوساخ. إجراء اختبار يتعلق بالحموضة، وثبات الحبر، واللجنين. إزالة الحموضة عن الاوراق باستعمال المحاليل المناسبة. تقوية الاوراق الضعيفة، وتكملة الاجزاء المفقودة من الاوراق وسد الثقوب بأوراق الترميم المناسبة.وقد استفادت من خدمات قسم الترميم جهات حكومية كثيرة ومؤسسات علمية وافراد. * الدورات التدريبية: يقوم قسم الترميم بعقد دورات تدريبية في مجال ترميم المخطوطات والوثائق ومعالجتها وطرق حفظها، وقد نظمت حتى الآن خمس دورات، وكان من اهم اهدافها تأهيل المتدربين حتى يمكنهم التعامل مع المخطوطات والوثائق بأحدث الوسائل والتقنيات التي تحفظها من التلف والضياع. واستفاد من هذه الدورات متدربون من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. وتضمنت الدورات تعريفاً بالأجهزة المستخدمة في المعالجة والترميم، مع دراسة نظرية عن طرق التعقيم المختلفة وطرق الحفظ والمواد المستخدمة، ودراسة الاخبار وانواع الاوراق، ومسببات تلف الاوراق، الى جانب تطبيق عملي لطرق التعقيم والترميم والمعالجة. * المعمل المتنقل لترميم المخطوطات:في إطار الاداء بقسم الترميم قام المركز بتشغيل معمل متنقل لترميم المخطوطات وصيانتها.وجاء تصميم هذا المعمل من خلال التعاقد مع مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة لتصميم معمل متنقل لترميم المخطوطات وفق أحدث التقنيات المتوافرة في العالم، وعقب انتهاء التصميم الذي تمت الموافقة عليه، وتنفيذ المعمل حسب المواصفات الدقيقة، تم تدريب العاملين فيه. وتتركز مهام المعمل في الانتقال الى اماكن وجود المخطوطات ومعالجتها، وبخاصة اذا كانت حالة المخطوطات لا تسمح بنقلها او يخشى اصحابها من نقلها الى اماكن بعيدة حرصاً عليها، حتى لا تتعرض للتلف.* مكونات المعمل: يتكون المعمل المتنقل من الأجزاء التالية: جهاز تعقيم مخطوطات ومطبوعات عن طريق التبريد الجاف. قسم ترميم مصغر لاجراء عمليات الترميم. قسم تصوير للمصغرات الفلمية.* تتلخص العمليات التي يقوم بها المعمل المتنقل في الآتي: تعقيم المخطوطات للقضاء على ما تصاب به من حشرات وفطريات باستخدام طرق علمية مأمونة العواقب. ترميم المخطوطات باصلاح ما فيها من تلف. تجفيف المخطوطات عند تعرضها للمياه او الرطوبة. حفظها بتصويرها على ميكروفيلم.ويتولى العاملون في المعمل ارشاد المهتمين بالمخطوطات الى افضل وسائل حفظها وصيانتها والعناية بها.ويمكن لأصحاب المخطوطات من مؤسسات وافراد من داخلالمملكة وبخاصة من خارج مدينة الرياض الاتصال بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية وتقديم طلباتهم عندحاجتهم الى الخدمات التي يقدمها المعمل المتنقل. ويعد المعمل وسيلة مهمة لمعالجة الوثائق والمخطوطات التي تحتفظ بها الهيئات الحكومية والافراد، ويعمل المركز على عقد اتفاقات مع هيئات حكومية من اجل تعقيم وترميم ما لديها من وثائق ومخطوطات قديمة. وقد قام المعمل بتعقيم اكثر من 60585مخطوطاً وكتاباً مطبوعاً. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية قد اشاد بدور هذا المعمل واكد ان الهدف منه هو الاسهام في المحافظة على المخطوطات العربية والاسلامية في داخل المملكة وخارجها بوصفها ثروة علمية وفنية لا تقدر بأي ثمن مادي او معنوي على حد سواء.
المصدر:
تحياتي