عرض مشاركة واحدة
قديم May-02-2010, 09:08 AM   المشاركة3
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

الكتاب: أزمة نشر أم أزمة قراءة؟
دمشق

ثقافة
الاحد 2 أيار 2010

موفق خراط

للقراءة دور مهم في تنمية فكر الإنسان، وإغناء وجدانه، وإخصاب خياله، ولها دورها المهم في إشباع الحاجات النفسية، وصقل السلوك الإنساني، وفي الاطلاع على عوالم أخرى، إضافة إلى أن الإبداع الفكري، أو الأدبي، أو العلمي يأتي –في الغالب- من أصحاب المواهب الذين كانت قراءاتهم غزيرة، وممن أعانتهم القراءة على تحديد اتجاهاتهم الفكرية والعلمية، وهي –من ثم- عامل رئيسي في رقي الأمم وتقدمها.
وتأتي الدول العربية –مع الأسف- من حيث عدد القراء، ومن حيث عدد الكتب، موزعة على عدد السكان، موزانة مع دول العالم المتقدم في آخر القائمة.

ولاشك أن لهذا عوامل، أو أسباباً عدة، منها الذاتي، ومنها الموضوعي. ‏
عن ذلك كانت محاضرة د. علي القيم معاون وزير الثقافة (الكتاب أزمة نشر أم أزمة قراءة) التي ألقاها في المركز الثقافي في «أبو رمانة». ‏
أين الأزمة؟ ‏
بداية قال المحاضر: (إن منظمة اليونيسكو اختارت يوم الثالث والعشرين من نيسان، ليكون اليوم العالمي للكتاب، في كل عام. ‏
وقد وقع اختيار المنظمة على هذا التاريخ، لأنه يصادف يوم ميلاد الكاتب المسرحي الانكليزي (شكسبير) ويصادف أيضاً يوم ولادة الكاتب الإسباني الشهير (سرفانتس). ‏
ويضيف المحاضر (إننا نحن في سورية جعلناه شهراً كاملاً). ‏
لماذا أعرضنا عن القراءة؟ ‏
تحت العنوان السابق قال د. القيم (إننا أمة متأصلة في عالم القراءة والعلم) فنحن في سورية الذين وجد عندنا آلاف الرقيمات، (خمسون ألف رقيم) في إيبلا ستة عشر ألف رقيم تعود إلى (2400-2450 ق.م). ‏
وقد وجدنا في أحد المواقع الأثرية أول قاموس، واكتشفنا مدارس لتعليم الموسيقا في (إيبلا) و(ماري). وهذا يعني –يضيف المحاضر- أن الإنسان السوري كان متأصلاً في الثقافة والعلم، وواعياً ومدركا لرسالته الحضارية، هذه الرسالة الإنسانية في العهود العربية الإسلامية، وذكر د. القيم (أن أول من فكر باستيراد الورق من الصين هم عرب بلاد الشام). ‏
نتعجب الآن لماذا تركنا القراءة، وهل الأزمة –يضيف المحاضر هي (أزمة نشر أم أزمة قراءة) وهي في رأي المحاضر هي في الاثنين معاً. ‏
أزمة الناشر؟ ‏
عن الناشر وأزمته قال د. القيم (إنه على الرغم من توفر أحدث المطابع لدينا –في سورية- وتوفر أرخص الأسعار للطباعة، في الوطن العربي، وربما في العالم، فإننا لانطبع أكثر من ألف نسخة للكتاب الواحد، وأحياناً نطبع خمسمئة نسخة فقط. وهذا العدد يعد قليلاً جداً بالنظر إلى عدد سكان سورية. ‏
هذا إضافة إلى أن الناشر يحتاج إلى أربع أو خمس سنوات ليبيع هذا العدد المحدود. ‏
وإذا عدنا إلى الخمسينيات والستينيات، -يقول المحاضر- حين كان عدد سكان سورية ثلاثة أو أربعة ملايين: كان الناشر (دار اليقظة)، ووزارة الثقافة، يطبعان ثلاثة آلاف نسخة من كل عنوان!. ‏
وأضاف –في مقارنة بيننا وبين البلاد المتقدمة، عن نصيب الفرد من الكتاب: (في أمريكا يطبع (11) كتاباً للفرد الواحد سنوياً، وفي بريطانيا يطبع (30) كتاباً للفرد الواحد!) وبين أنه من خلال إحصائية أجراها، أنه يطبع في الوطن العربي (سكانه 300 مليون) ألف كتاب، ونحتاج أربع سنوات لبيعها، وتكون حصة المليون فرد نسخة واحدة من الكتاب. ‏
دور القطاع الخاص والثقافة ‏
وعن أهمية دور القطاع الخاص في دعم الكتاب ومعارضه، قال د. القيم (إن الحكومات في دول العالم المتقدم، لاتمنح ترخيصاً لأي شركة أو مؤسسة، أو هيئة إلا بوجود بند في الترخيص تتعهد فيه الشركة بدعم المشاريع الثقافية في البلد، مقابل إعفائها بمقدار من الضرائب. ‏
وقد بدأ القطاع الخاص لدينا يقول المحاضر- يدرك أن التنمية الثقافية لاتقع على عاتق الدولة فقط، وإنما لابد للمؤسسات الخاصة والجامعات، أن يكون لها دور بارز في هذا. وتحدث المحاضر عن معرض ربيع دمشق للكتاب الذي أقامه اتحاد الناشرين العرب، على أرض حديقة الجلاء، بدعم من مؤسسات حكومية، وأخرى من القطاع الخاص. وكان لوزارة الثقافة جناح فيه عرضت فيه كتبها للبيع بأسعار رخيصة، (50) ل.س للكتاب و(10) ل.س للمجلة. وقد استمر المعرض شهراً وعلى الرغم من أن المعرض كان خاسراً مادياً، (قال أ. عدنان سالم رئيس اتحاد الناشرين إن الخسارة بلغت مليون ليرة سورية) –يضيف د. القيم: إلا أنه كان تجربة ممتازة، على صعيد توفير مكان كبير للمواطنين، تكون فيه الكتب بأسعار زهيدة. ‏
وعن توفير الكتاب على الشابكة (الانترنت) قال د. القيم إن الهيئة العامة للكتاب، التابعة لوزارة الثقافة، قامت منذ شهر، بتحميل جميع مالديها من كتب على موقعها في الشابكة، وهذا من شأنه أن يوصل الكتاب إلى أي موقع في سورية. ‏
ورأى المحاضر (أنه من خلال ذلك نستنتج أن الكتاب ليس في أزمة، وثمة وسائل متعددة لنشره وتسويقه وترويجه) وقد رأى (أن لاداعي للتخوف من الكتاب الاليكتروني فهو يمكننا من وصول الكتاب إلى أكبر عدد ممكن من القراء) ‏
وأشار د. القيم إلى أن وزارة الثقافة توفر الكتب للبيع بأرخص الأسعار، في جميع مراكزها الثقافية، وبسعر زهيد هو خمسون ليرة لأي كتاب. ‏
طابع لدعم الكتاب ‏
رأى المحاضر أن ثمة طرقاً متعددة، لجعل الكتاب بين أيدي المواطنين، من مثل أن يكون هدية في المناسبات، ومنها أن نقيم مكتبات في الأحياء، برعاية المخاتير، واقترح أن يكون في كل شعبة حزبية مكتبة للمواطنين عامة، واقترح أن تطرح الدولة طابعاً بسعر زهيد (5 ل.س) أو (عشر ليرات)، شرط أن يخصص عائده لدعم الكتاب، واقترح تشكيل جمعية تحت اسم (جمعية أصدقاء الكتاب) وقد رحب السيد مدير ثقافة دمشق بالفكرة، على أن تكون مؤلفة من مثقفين وتجار وأصحاب شركات، يكون لها دور نشط في التوعية إلى أهمية القراءة، وفي أمور أخرى تصب في مصلحة زيادة عدد القراء، وزيادة عدد الكتب. ‏
خلق عوامل جذب ‏
وقال د. علي القيم إن علينا خلق عوامل لجذب القراء إلى المعارض والقراءة، ومنها أن نخصص جوائز لأحسن قارئ، ومنها استضافة نجوم من عالم الفن في معارض الكتب. ‏
وكرر المحاضر القول: إن الكتاب ليس في أزمة، وأنه لاداعي للتخوف من الكتاب الالكتروني، وأكد أن الكتاب الورقي لم ينته دوره، رغم وجود البدائل الاليكترونية كالانترنت و(اللوح القارئ). ورأى أنه على العكس، فإن الكتب التي تحمل على الشابكة تقلص من التكلفة على القارئ إلى حد كبير وفي النهاية تكون العودة إلى الكتاب الورقي. ‏
الرقابة على الكتاب ‏
وعن الرقابة الرسمية على الكتاب قال المحاضر: (إن الرقابة في سورية لاتعد معوقاً، بل هي مرنة وميسرة إلى حد كبير. وربما كانت أقل رقابات الدول العربية تشدداً. وهذا أمر يساعد على نشر الكتاب). ‏

‏ الرابط
http://www.tishreen.info/_cult.asp?F...01005020243391













التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس