عرض مشاركة واحدة
قديم Aug-02-2010, 04:34 PM   المشاركة21
المعلومات

مسافرة
مكتبي نشيط

مسافرة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 28262
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: مصـــر
المشاركات: 49
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي

جزيل الشكر على اهتمامكما زادكما الله من فضله

واعتذر عن التأخر في العودة

ربما أختلف معكم في الرأي حول وجود فرق بين كلا المصطلحات الثلاثة وبناء على هذا كتبت ما يلي حول تعريف المكتبة الرقمية وفقا لبحث سابق قمت بجمعه.

تباينت المفاهيم واختلفت وجهات النظر حول تحديد مفهوم للمكتبة الرقمية. ففي الوقت الذي نجد فيه أهل كل تخصص يُعرفها من وجهة اهتمام تخصصه؛ نجد تبايننا أيضا حول المفهوم بين أهل التخصص الواحد.

ومن يعنونا هاهنا هم أهل التخصص من المكتبيين وأخصائيي المعلومات والذين بدورهم يتفاوتون في وضع اصطلاح محدد لمفهوم المكتبة الرقمية، فتجد فريقا يرى أنها تتكامل في مصادرها الرقمية مع المصادر التقليدية (1)، في حين يرى فريق أخر أنها لا تشتمل إلا على المصادر الرقمية فقط (2)، ومن ثمَّ نجد الاختلاف الثاني يشق طريقه ليُفصح عن إشكالية وجود كيان مادي لها من عدمه !!.

ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن المكتبات الرقمية تقوم ببعض مهام المكتبات التقليدية، وأنها تطور لها وليست بديلاً عنها، ومن ثَمَّ فهم يُعارضون النظر إلى المكتبة الرقمية على أنها كيان لم يوجد من قبل، بحيث أن كل ما تحتويه من مصادر ينبغي أن يكون في شكل رقمي، وليس هناك مبنى، وأن كل العمليات والإجراءات تتم من خلال عالم افتراضي عبر شبكات حاسب آلي موزعة عالمياً (3)، نجد البعض الأخر يتجه إلى القول بعدم وجود كيان مادي لها، ومنهم الباحثان: أوبنهيم وسميثسون ( 1999 ) واللذان يرون أنهما حتى اللحظة لا يعلمان بوجود مكتبة رقمية حقيقية، وإنما هي مكتبة المستقبل، وأن ما هو موجود اليوم فهي المكتبة الإلكترونية، ولا يمكننا أن نطلق عليها مكتبة رقمية، ولكن مع مرور الزمن فإن المكتبات ستأخذ شكل المكتبة الإلكترونية أكثر فأكثر من خلال استخدام التقنيات الحديثة بشكل متزايد مع بقاء المكان، وبقاء أشكال أخرى من المصادر كالمطبوعة والمسجلة، والذي سيقود في مرحلة متقدمة وبعيدة نوعًا ما إلى ضرورة اختفائها واستبدالها بالمكتبة الرقمية المدعومة بكل معطيات هذا العصر وتوجهاته المستقبلية.(4)

وإذا أردنا أن نخرج من موضوع هذا الخلاف؛ نجد الطريق واسعا للدخول إلى طور أخر من الاختلافات، ألا وهو الخلاف الواقع حول مفاهيم المصطلحات المتداخلة مع مصطلح المكتبة الرقمية، كالمكتبة الإليكترونية والافتراضية ونحوهما، وإن كان المجال لا يتسع لبسط هذا الخلاف إلا أنه من الممكن القول بأن كلا من المكتبة الرقمية والإليكترونية والافتراضية ما هي إلا اصطلاحات متنوعة تُعبر عن مفهوم واحد، إلا أن شهرة مصطلح المكتبة الرقمية قد جاء نتيجة لما أفرزته التقنيات الحديثة من الهاتف الرقمي والراديو الرقمي (5)، وهو ما ذهبت إليه أيضا جمعية مكتبات البحث الأمريكية، فقد أشارت إلى أن تلك المصطلحات التي أفرزتها البيئة التكنولوجية ما هي إلا مرادفات للمكتبة الرقمية، وأن كلا منها قد ساد في فترة من فترات التطور التي شهدتها المكتبات بإدخال تقنية الحواسيب إليها .(6)

وهناك مخرج أخر يرى أن الاختلاف في الاصطلاحات يرجع للبُعْد الجغرافي في استخدام كلا من مصطلحي المكتبة الرقمية والمكتبة الاليكترونية، فالأولى تُستخدم في الكتابات الأمريكية، بينما تُستخدم الثانية في الكتابات الانجليزية، في حين يستخدما في الكتابات العربية بشكل ترادفي (7)، وأما اصطلاح المكتبة الافتراضية فقد سبق ظهوره على ظهور اصطلاح المكتبة الرقمية .(8)

وثَمَّ مخرج أخر يطرح وجهة نظره للخروج من إشكالية تعدد المصطلحات وتداخلها والذي يقترح (9) النظر إلى مصطلح المكتبة الإلكترونية على أنه يدل على آلية توصيل خدمات المعلومات، مثل مصطلح التجارة الإلكترونية، فهي تعكس آلية للتعامل من خلال تقديم خدمات عبر شبكة حاسبات.

 وأن مصطلح المكتبة الرقمية يعكس بصورة أدق المحتوى وصناعته وضبطه، حيث يهدف إلى أن يتم الوصول إلى مداه من خلال رقمنة المجموعات وزيادة إمكانات الوصول للمجموعات الرقمية المنشأ.

أما مصطلح المكتبة الافتراضية فيعكس بيئة عمل المستفيد في التعامل مع مصادر معلومات رقمية غير ملموسة واستخدام المكتبة في غير التواجد المادي.

وفي ضوء العرض السريع السابق فإن الباحثة ترى تعريف المكتبة الرقمية وفقا لما ذهب إليه الدكتور عماد عيسى صالح عندما عرَّفها بأنها تلك المكتبة التي تتجه سياستها نحو زيادة رصيدها من المصادر الرقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي، وتتم عمليات ضبطها ببليوجرافيا وتنظيمها وصيانتها باستخدام نظام آلي متكامل، يتيح أدوات وأساليب بحث واسترجاع لمختلف أنواع مصادرها، سواء على مستوى بدائل الوثائق أو الوثائق نفسها، ويتاح الولوج إلى مستودعاتها الداخلية والخارجية والاستفادة من خدماتها عن طريق شبكة حاسبات، سواء أكانت محلية أو موسوعة أو عبر شبكة الانترنت.


ـــــــــــــــــــــــ
1) ذهب إلى هذا الرأي كل من جاري مارشيونيني (1998) وويليم صفدي (1995) ودافيد باربر (1996) وكذلك جاري كليفلاند (1998). راجع: عماد عيسى صالح محمد. المكتبات الرقمية: الأسس النظرية والتطبيقات العملية / تقديم محمد فتحي عبد الهادي.- القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2005، ص 38، 40.

2) ذهب إلى هذا المعنى كل من فيلب باركر ( 1997) و الهجرسي. راجع: عماد عيسى صالح محمد، مصدر سابق، ص 38، 41. وتوماس ديلوفري، وحسن السريحي، وناريمان حمبيشي. راجع: حسن عواد السريحي. "مبنى المكتبة الإلكترونية: دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات" / ناريمان خالد حمبيشي.- الرياض: مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، ( 10/ 2000 – 3/ 2001 )، مج 6، ع 2، ص ص 196 – 223، تاريخ الاطلاع: 30/5/ 2009، متاح في: [http://www.kfnl.gov.sa/idarat/KFNL_J...0وناريمان.pdf]. ، والمالكي. راجع: مجبل مسلم لازم المالكي. "المكتبات الرقمية: الواقع والمستقبل".- الرياض: مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية ( 2 -7 /2006 )، مج 12، ع1، ص 183 - 214. ، ومحمد مكاوي. راجع: محمد محمود مكاوي. "البيئة الرقمية بين سلبيات الواقع وآمال المستقبل".- مجلة المعلوماتية، ع 9، تاريخ الاطلاع: 26 / 4 / 2009، متاح في [http://informatics.gov.sa/modules.ph...icle&artid=86]. ، وغيرهم... حيث يرون أن المكتبة الرقمية هي تلك المكتبة التي تشكل المصادر الإلكترونية الرقمية كل محتوياتها، ولا تحتاج إلى مبنى، وإنما لمجموعة من الخوادم (Servers) وشبكة تربطها بالنهايات الطرفية للاستخدام.

3) عماد عيسى صالح محمد، مصدر سابق، ص 46 – 50.

4) حسن عواد السريحي. مصدر سابق.

5) سعد الزهري. "رقمنة ملايين الكتب في الغرب وعدم التفريق بين الانترنت والمكتبة الرقمية في الشرق".- مجلة المعلوماتية، ع 10، تاريخ الاطلاع: 11/5/2010، متاح في: [http://informatics.gov.sa/details.php?id=100].

6) أسماء بشير أبو لويفة. "التحول نحو المكتبة الرقمية في المؤسسات المصرفية: دراسة حالة لواقع مكتبة مصرف ليبيا المركزي".- cybrarians journal، (6/2005)، ع 5، تاريخ الاطلاع: 30/3/2009، متاح في: [http://www.cybrarians.info/journal/no5/dlib.htm].

7) عماد عيسى صالح محمد، مصدر سابق، ص 46-50.

8) سعد الزهري. مصدر سابق.

9) عماد عيسى صالح محمد، مصدر سابق، ص 46 – 50.












  رد مع اقتباس