الموضوع: طلب بسيط
عرض مشاركة واحدة
قديم Mar-14-2011, 09:38 AM   المشاركة6
المعلومات

ابودانة الزهراني
مشرف
منتديات اليسير

ابودانة الزهراني غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 41734
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 157
بمعدل : 0.03 يومياً


افتراضي اهمية القراءة

بقلم: د. فاطمة البريكي
القراءة مفتاح المعرفة، وبغضّ النظر عن طبيعة المقروء، فإن كل قراءة تضيف إلى القارئ شيئًا، وعليه فإن الإنسان مسؤول عن انتقاء المواد التي يقرؤها، وقديمًا قالوا إن اختيار الرجل قطعة من عقله. وكل ما يقرؤه الإنسان لا بد أن يجد له مكانًا في ذاكرته ووجدانه، كما يعمل على تشكيل ملامحه الداخلية النفسية والفكرية دون أن يشعر بذلك، لذلك لا بد من أن يحسن المرء اختيار مقروئه، كما يجب على التربويين وأولياء الأمور أن يحسنوا اختيار المواد التي يقرؤها الصغار والناشئة لما لها من أثر كبير عليهم في المستقبل، على المستوى الشخصي، وعلى المستوى المجتمعي أيضًا.

ومع كل ما قيل وما يُقال عن أهمية القراءة إلا أننا نفاجأ بعدد كبير من الناس الذين لا يقرؤون. وقولي "لا يقرؤون" هنا ليس من قبيل المبالغة، إنما هو عين الحقيقة، إذ ذكر لي أحدهم أنه لم يقرأ في حياته كتابًا غير الكتب المدرسية التي كان مضطرًا إلى قراءتها أحيانًا لينتهي من عذاب الدراسة الذي ما كان والده سيسمح له بالخلاص منه إلا بالتخرج والحصول على الشهادة الجامعية. وهذه حالة واحدة لكنها تمثل حالات أخرى كثيرة موجودة في مجتمعنا.
وبالإضافة إلى وجود عدد كبير ممن لا يقرؤون فإنه يوجد عدد ربما أكبر ممن يعطلون ويثبطون من عزيمة من يجد في نفسه رغبة حقيقية في القراءة، إذ يكفي أن يمسك أحدنا كتابًا في مكان يوجد فيه غيره حتى إن كانوا من أفراد أسرته أو أصدقائه ليسمع عدة أصوات تدعوه إلى أن يلقي بالكتاب ليشاركهم الحديث، أو ليشاهد معهم التلفاز، أو ليخرج معهم للتنزه، ولا تخلو الدعوات من بعض الذم للقراءة وللكتب التي تضعف البصر، وتشغل الإنسان عمن حوله حين يندمج مع ما يقرأ.
كما ترتبط القراءة بالثقافة في عرف الكثيرين منّا، ونتيجة لهذا أصبح من المألوف أن نسمع من يستنكر أن يُسأل عن قراءاته لأنه ليس مثقفًا! وكأن الثقافة أصبحت حكرًا على فئة من الناس دون غيرها.
إن كل فرد في المجتمع مثقف، ولكن يوجد تفاوت في طبيعة الثقافة، ومستواها، ومستوى وعي الفرد بها وتوظيفه لها في المواقف والسياقات المختلفة التي تواجهه يوميًا. وليست القراءة سوى وسيلة من وسائل التثقيف الذاتي التي يقوم بها الفرد بنفسه دون طلب أو أمر. وكثيرًا ما تبوء محاولات الأمر المباشر بالقراءة بالفشل، لأنها إن لم تكن رغبة ذاتية وحاجة ملحّة يشعر المرء بضرورة الاستجابة لها فإنها لا تأتي بنتائج إيجابية إطلاقًا.












  رد مع اقتباس