عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-21-2012, 10:46 PM   المشاركة173
المعلومات

ahmed omar
مكتبي مثابر

ahmed omar غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 118104
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: مصـــر
المشاركات: 35
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي أخصائي المعلومات في عصر تكنولوجيا المعلومات


: إن أهم ما يميز حاضرنا هو تسميته بعصر المعلومات، أي العصر الذي أخذت فيه المعلومات جزء كبير من حياة الإنسان واهتماماته، وأصبحت المعيار الذي تقاس به مستويات ودرجات الأشخاص والمجتمعات، إذ برز مصطلح " مجتمع المعلومات" منذ تسعينات القرن الماضي كغطاء مفهومي لثورة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في الاجتماعات التي تتمحور حول ذلك الموضوع.
تأثر دور أمين المكتبة المدرسية بعد توافر وتزايد التقنيات حفظ ونقل المعلومات بل واثر ذلك على طريقة إدارة المكتبة المدرسية لتتحول من كونها مستودع للكتب، وأداة لقضاء وقت فراغ الطلاب والمدرسين لتصبح أداة حديثة لتنمية قدرات ومهارات التلاميذ ووسيلة لدعم المناهج الدراسية ومصدرا من مصادر التعلم. وتحول أمين المكتبة المدرسية من كونه مدير مخزن للكتب إلى مستشار وداعم ومسير للمستفيدين لاستخدام المصادر الحديثة المرتبطة بالمناهج الدراسية
إن التحول السريع في أنماط التعليم وطرقه ووسائله وتقنياته يحتم على أمين المكتبة المدرسية أن يطور من دوره التقليدي ويطور وسائل اتصاله بالإدارة المدرسية والمعلمين والتلاميذ. لذا نجد أن المكتبة المدرسية وفي عالم التكنولوجيا تستطيع أن تتعدى حاجز المكان بواسطة استخدام الحاسب الآلي وشبكات المعلومات لتوفير المعلومات لمن يطلبها من المدرسة، وأشير هنا إلى أهمية شبكات المعلومات في ربط المكتبات المدرسية الثانوية بعضها ببعض لتكون شبكة المعلومات قوية تكون اهتماماتها موحدة وموجهة لتكامل مصادر المعلومات.
وأتمنى على القائمين على المكتبات المدرسية في الجزائر وخصوصا الغرب الجزائري إلى المبادرة باقتراح شبكة معلومات موحدة للمكتبات المدرسية وفق قانون موحد يستفيد منه الجميع.
يتعدى دور أمين المكتبة المدرسية في ظل عصر المعلومات عن دوره وتأثيره التقليدي إلى التعاون مع المدرسين والإدارة المدرسية لمعرفة احتياجات التلاميذ المعلوماتية.
إن طلب المعلومات من قبل التلاميذ والمدرسين والإدارة يتطلب من أخصائي المعلومات البحث عنها خارج جدران المكتبة، من هنا نجده يساهم مساهمة فاعلة في عصر المعلومات في مساعدة التلاميذ والمعلمين على الحصول على المعلومات بسرعة وفاعلية. لذا يجب على أخصائي المعلومات أن يكون متخصصا في استخدام تقنية المعلومات ليستطيع أن يستفيد ويفيد في هذه التقنيات. بل يتعدى ذلك إلى تدريب المستفيدين على استخدام هذه التقنيات الذين هم بالدرجة الأولى التلاميذ والمعلمين.
وفي التحول نحو جعل التلميذ يعتمد على نفسه في الحصول على المعلومات لدعم المنهج الدراسي، فإن أخصائي المعلومات يصبح مصدرا مهما لإجابة استفسارات التلاميذ وسد حاجاتهم المعلوماتية.
وبالنظر في عصرنا الحاضر نجد توافر الكثير من مصادر المعلومات التقليدية المطبوعة إلى المصادر الحديثة في شكلها الإلكتروني وهذا ما يحتم على أخصائي المعلومات من أن يبحث عن المعلومات باستخدام الوسائل الحديثة، مما يدعو إلى التغير في سياسة تنمية المجموعات في المكتبات المدرسية والتحول التدريجي نحو قيام مفهوم المكتبة الرقمية Digital Libraryهذا بدوره سوف يدفع بأخصائي المعلومات إلى ضرورة البحث عن الطرق السليمة لتقييم مصادر المعلومات بما تحتويه من معلومات سواء أكانت على أقراص مدمجة أو من خلال الإنترنت وذلك بهدف اختيار المناسب منها وتقديمها للرواد في مركزه على نحو يلبي رغباتهم وحاجاتهم من المعلومات وتساعد في دعم المنهج الدراسي ومناسبتها لأعمار التلاميذ.
فمراكز المعلومات تستطيع أن تنشر فهارسها ومحتوياتها آليا على الإنترنت وبذلك تتيح لكل فرد من البحث فيها والاستفادة منها دون عوائق المكان والزمان.
وبإتاحة هذه المصادر المتعددة في شكلها الإلكتروني كان لزاما على أخصائي المعلومات شرح الكثير من المسائل القانونية والأدبية المتعلقة بالدخول واستخدام بعض المواقع أو قواعد المعلومات كقانون الحماية الفكرية وغيرها من القوانين الأخلاقية المنظمة للاستفادة من قواعد المعلومات المتعددة.
واختصاصي المعلومات هي تلك فئات العاملين في حقل المعلوماتية ويقومون بأعمال تتعلق بتحليل نظم المعلومات ودراستها وتصميمها وتنفيذها، ويقومون بالإشراف الفني والتقني على هذه النظم كما يشمل الفئات التي تعمل ما بين مصادر المعلومات التقليدية والإلكترونية بناء على طلب المستفيد واقتراح مصادر المعلومات لمن يحتاجها ولديهم مهارات عالية في مصادر المعلومات ونظم فهرستها وتصنيفها وتكيفها واستخلاصها ونظم استرجاعها كما يشمل المصطلح الفئات التي تعمل في إدارة مراكز المعلومات المختلفة ومدرسو المعلوماتية في الأقسام الأكاديمية التي تقدم برامج تأهيل اختصاصي المعلومات.
إذ أن التطورات الحاصلة في حقل المعلومات تضع بعض العراقيل أمام المستخدمين للحصول على المعلومات المطلوبة في الوقت المحدد، هنا يأتي دور اختصاصي المعلومات من أجل تسهيل التفاعل ما بين مجتمع المستخدمين للمعلومات، فقد تغير الدور التقليدي للمكتبيين وأصبح يرتكز على التصميم والتطوير في إنتاج المعلومات والخدمات ضرورة أتضح من خلال قيامه بالتحليل والتركيب لمحتويات المعلومات بالنيابة عن المستخدمين هذا بالإضافة إلى الدور التوجيهي والإرشادي إلى المستخدمين للمعلومات.
وعليه فقد أصبح على حد قول عبد مالك بن سبتي: " أخصائي المكتبات والمعلومات هو الشخص الذي يتلقى أكاديميا على مستوى عال لأداء العمل بمؤسسات مرافق المعلومات على اختلاف أنواعها"
ويضيف عبد المالك بن سبتي إلى أن مفهوم العمل المكتبي يستدعي من المهني أن يتطور معه وذلك بالتفتح على التطورات الجديدة المرتبطة بالمهنة من كفاءته وخبرته:" وبالرغم من أن المكتبي يعد أخصائيا للمعلومات إلا أنه من المفارقة أو الصدفة أن يجد نفسه بعيد عن هذه التحولات فيما أصبح يعرف اليوم بمجتمع المعلومات".
على المكتبي أن ينمي من مهاراته في عصر يلجأ إليه لتحديث معلوماته، حيث يشير أمان (محمد أمان، 1991) إلى أن برامج التطوير والتعليم المستمر تزيد في تمكين أخصائي المعلومات من مسايرة المفاهيم والمعارف والمهارات الجديدة، والإعداد للتغيرات التي تحدث في مستقبلهم المهني وتحديث تعليمهم الأساسي.
وفي هذا السياق يعرض مارميون (Marmion, 1998)، إلى أن واحدة من التحديات التكنولوجية الكبيرة التي تواجهها مهنة المكتبات في الحاضر، هي كيفية إعداد أخصائي المكتبات لاستخدام التكنولوجيات الحديثة.
ويرى تايش دانيال (Taesch Danielle)أنه لابد من تدريب أمناء المكتبات تدريبا جيدا، وهذا من أجل مواجهة التحديات الجديدة التي تواجه المكتبات، والمتمثلة في التغيرات التكنولوجية الجارية.
ويعرض لنا هوفتون (Houghton, 1999)إلى تغيير دور أخصائي المعلومات، في ضوء الغزو الواضح لتكنولوجيا المعلومات للمكتبات، حيث لا بد أن يتميز بالمهارات التالية:أتمتة المكاتب، استخدامه الممتاز للإنترنت، استخدامه لشبكات الحاسبات المحلية وغيرها من المجالات التي ترتبط بتقديم خدمات المعلومات المطورة للمستفيدين.
وتستعرض دراسة (Mendelssohn, 1996)الخصائص التي يجب توافرها في أخصائي معلومات المستقبل، معرفة جيدة بنظم الحاسب الآلي، القدرة على توجيه وإرشاد المستفيدين، الإلمام بمهارات الاتصال، القيام بدور الوسيط بين المستفيد ومصادر المعلومات، خلفية متميزة عن تنظيم المعرفة وإدارة المعلومات، إضافة إلى توافر مزيجا من المهارات الفنية والقدرات الذاتية.
ويناقش جارود (Garrod, P. , 1998)ضرورة التزود بمهارات جديدة من أجل لعب دور كامل في البيئة الإلكترونية المتشابكة، كما يشير إلى ضرورة تحديد المهارات التي ينبغي اكتسابها.
يذكر لنا سمير عثمان في مقاله "أمين مكتبة المستقبل المفارقات في وضعية أمين المكتبة في ظل مجتمع المعلومات الذي يجب أن يحتل فيه المكانة الأولى فيقول: " إن مجتمع المعلومات الحديث هو هذا الذي فيه حافظ المعلومات وممارسها، هو عصب جميع العمليات فيهن ومع ذلك نجد دائما أن المكتبيين هم الفئة المساعدة التي تحتل الجانب المساند للفئات صانعة القرار... ومن ثم فلكي يكون الإنسان مشرعا، فهذا يحتاج إلى طموح أن من يكون مؤهلا يجب أن يكون ذا عزيمة وحسم، ولكن قبل الشجاعة وقوة الاحتمال يجب أن يتوفر الإقناع والإيمان المبدئي بذاته بالخدمة التي يؤديها"
ولهذا نجد هاني محي الدين عطية قد طرح فكرة تسويق الذات وهي تعني الأخذ في الاعتبار طرق الإقناع التي يستخدمها Philip Kotlerفي كتابهMarketing for non profit organisationsإذ إعتبر فيليب أن فكرة التسويق: " ليس على أنه مجموعة من محددة من المؤسسات والعمليات التبادلية، ولكنه نظام نظري يتعلق بهذه العمليات التبادلية وبالمعاملات بحيث يساعد في تحليلها وشرحها والسيطرة عليها"
إن المكتبة الشاملة تحتاج إلى مؤهلين يمتلكون كفايات ومهارات متعددة، ابتداء من مهارات تنظيم مصادر المعلومات إلى التعامل مع قواعد المعلومات، ومن مهارات تتعلق بأساليب تقديم خدمات المعلومات إلى مهارات في مجال تطويرها وتسويقها ومن كفايات في مجال المكتبات إلى كفايات في مجال التربية وتقنيات التعلم.
ولقد ذكر لنا على أن المنظمات الخيرية ليست هي الوحيدة المعنية بتسويق الذات، ولكننا جميعا نقوم بتسويق أنفسنا في العمل وحتى في المنزل من خلال عمليات التبادل الذاتي، بل حتى نسوق أنفسنا لأنفسنا. وحسب ما يزعم في تحليله التسويقي فإن تقدير الذات نوع من السلع التي نحصل عليها من أنفسنا ومن الآخرين مقابل أعمال خيرية وأعمال أخرى يمكن تسويقها.
ولإنجاح تسويق الذات يقترح هاني محي الدين عطية الخطوات العملية:
* تغيير الاسم أو المصطلح: كما هو معلوم كان دخول التقنية في مجال المكتبات أثر كبير في ظهور مصطلح أخصائي المعلومات، ومصطلحات أخرى عديدة، و أيا كان الإتفاق أو الإختلاف حول طبيعة الإسم ومضمونه، فإن هناك اتجاها جديدا بتغيير اسم أمين المكتبة الذي ارتبط أساسا بالمبنى بإسم آخر جديد هو Cybrarian، وهو ذلك الشخص الذي لا تحده أي جدران وإنما يعمل بحرية واستقلالية لحساب نفسه، رئيسا في تخصصه ومجال عمله. ومن جهة نظر هاني محي الدين عطية أن المشكلة ليست في كلمة "مكتبة" والسعي إلى تغيرها بكلمة معلومات، بقدر ما هي في كلمة "أمين" في حد ذاتها، والتي تعني حافظا أو قائما على الخزانة
إذ يرى عبد المالك بن سبتي إلى أن صورة المكتبي تغيرت إذ:" بدأت مهامهم تتجه أكثر فأكثر نحو السيبرانية، بل إن مهمتهم أخذت في التحول من مكتبين إلى سيبرانين (Cybrarians)بسبب طبيعة أعمالهم ومهامهم الجديدة"
من خلال مواكبة التطور كمستشارين للمعلومات، موجهين نحو مصادر الإلكترونية وسبل البحث فيها، والقيام بمهام البث الانتقائي للمعلومات، وتحليلها، وتنظيم الملفات الآلية إلى غير ذلك من الأعمال، التي تتطلب معرفة معمقة بتقنيات التجهيزات الإلكترونية، وطرق استخدامها في المكتبات ومراكز المعلومات.
* التدريب المهني: مهنة المكتبات ليست مهنة نظرية فقط بل عملية أيضا ومن يشترط فترة تدريب لممارسة المهنة قبل الالتحاق بها، إذا يرى هاني أن مهنة المكتبات يجب أن تأخذ مكانتها بجانب المهن العملية الأخرى مثل الطب والقانون و المحاسبة، كما يحدث في عدد كبير من الدول الغربية.
المهارات التقنية والمعلوماتية لاختصاصي المعلومات: يمكن إبراز المهارات التالية والتي يجب على اختصاصي المعلومات إتقانها حسب الدور الذي تقوم به في بيئة التعليم الإلكتروني.
* مهارات في دراسات الاستخدام Usabilitystudies information seeking behaviorsودراسات سلوكيات البحث.
* مهارات تحليل الاحتياج ألمعلوماتي للمستفيدين Information Needs Analysis
* المهارات الأساسية في استخدام تقنيات المعلومات إضافة إلى المهارات المتقدمة في إستخدام الإنترنت ومحركات البحث وتطوير وبرمجة ومواقع الإنترنت خاصة القائمة على قواعد المعلومات Web-enabled databases Websites
* تصميم وتشغيل الخدمات المعلوماتية الإلكترونية ( الخدمات المرجعية، قواعد المعلومات) من خلال شبكة الإنترنت.
* تصميم وتشغيل نظم وبرامج المكتبات الرقمية ويشمل ذلك مهارات الرقمنة Digitizationواستخدام البرامج والأجهزة.
* المهارات الأساسية والمتقدمة للتحليل وتصميم النظم وتصميم الواجهات Interface Design.
* المهارات الأساسية لاسترجاع المعلومات مثل المهارات المتعلقة بالبحث وإستراتجياته والمهارات المتقدمة في إعداد المكانز والكشافات الآلية.
* المعرفة بالقوانين والتشريعات الدولية والمحلية المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية والخصوصية وما يتعلق بتشريعات الإنترنت ونظم الاعتماد الأكاديمي للبرامج التعليمية المقدمة من خلال شبكة الإنترنت.
* على اختصاصي المعلومات التعاون مع أعضاء هيئة التدريس والعمل كفريق عمل عند تصميم وإعداد المنهج الإلكتروني لاستكمال ما يحتاجه المنهج من مصادر معلومات وتحديد المهارات المعلوماتية لاستخدامه.
ويضيف محمد فتحي عبد الهادي مهارات تناول لغة أجنبية وخاصة اللغة الإنجليزية، ومهارات إدارية وتنظيمية على مستوى عال وتعليمية، وكذا التعهد بالتعلم مدى الحياة.
أخصائي المعلومات والإنترنت:
نظرا للانتشار الكبير الذي تتمتع به شبكة الإنترنت حاليا في الأوساط التعليمية، وخاصة المدارس باختلاف مراحلها التعليمية، فقد تناولت بعض الدراسات التطوير المعني لأمين مكتبة المدرسة فيما يتعلق باستخدام الإنترنت.
يعرض لنا جرونسكي (Grotzky, 1996)دور الإنترنت في تدريب العاملين، خاصة إذا قامت المكتبة بتصميم البرنامج داخليا، وتتضمن تلك العوامل: الإعداد الجيد للبرنامج، أسلوب إيصال المعلومات، قدرة المدرب على القيام بدوره بكفاءة.
ويصف آيالا (Ayala, 1996)تجربة إدخال الإنترنت والتدريب عليها في إحدى المكتبات الجامعية المتوسطة، وهي مكتبة Jerniganبولاية تكساس الأمريكية. وتتناول الدراسة إختيار فريق العمل، وتعرض للعناصر الموضوعية التي اشتمل عليها البرنامج التدريبي وتشمل البريد الإلكتروني، برنامج Gopher، برنامج Telnet، برنامج نقل الملفات Ftp، برنامج Lynxو Eudora.
ويطرح ميشرا (Mishra, 1999)في بحثه الذي طرح في المؤتمر القومي السادس للميكنة في المكتبات بعنوان: "المكتبات الأكاديمية في عصر الإنترنت" والذي عقد في فبراير 1999 بالهند، يطرح نموذجا جديدا لتدريب المكتبيبن وأخصائي المعلومات العاملين في المكتبات الأكاديمية الهندية، ويهدف البرنامج إلى زيادة الوعي بالإنترنت والويب كما يقدم تطبيقات عملية على استخدامهما.
ويشير ميكيتا (Mikita, E., 1993)إلى أهمية الدور الذي تلعبه الإنترنت حاليا في مهني المكتبات، بالنظر إلى ثروة المعلومات الهائلة التي تشتمل عليها.
ويشيربارك (Park, 1996)إلى دور الإنترنت الذي تلعبه في تدريب أمناء المكتبات المدرسية وإكسابهم مهارات التعامل مع الإنترنت، خاصة أن دورهم لن يكون مقصورا على مجرد الاستخدام بل سيمتد ليشمل تدريب وتعليم التلاميذ والمدرسين في مدارسهم، وتستعرض الدراسة البرنامج التدريبي الذي أعدته جامعة ممفيس بولاية تنسي بالولايات المتحدة لأمناء المكتبات المدرسية، والذي تضمن مجموعة من ورش العمل لتغطية أساسيات التعامل مع الإنترنت.
كما عالجت إحدى الدراسات الجوانب المتعددة التي يمكنها أن تسهم فيها الإنترنت في مساعدة أخصائي العلميات الفنية في المكتبات (McCoy, P., 1995)حيث تناقش الدراسة تدريب العاملين على بعض الجوانب المتعلقة باستخدام الإنترنت في أعمال الفهرسة، التزويد مثل تنزيل التسجيلات الببليوغرافية من الفهارس المتاحة على الشبكة، استخدام معيار Z39.50، الإتصال بالمرافق الببليوغرافية على الإنترنت، مثل: RLIN, OCLC وغيرها.
وإذا كان التدريب على الإنترنت قد احتل مكانا متميزا في مفردات الإنتاج الفكري، فقد ركزت بعض الدراسات على المصادر التي يمكن للمكتبات أن تلجأ إليها والقائمين على التدريب لمساعدتهم في تدريب العاملين، وفي هذا الإطار يستعرض بالاس (Balas, 1997) بعض المصادر المتاحة على شبكة الإنترنت، ومن بينها Road-map 96ومنها فصل دراسي افتراضي BCKsSKOL 101والذي يطرح ثلاثين درسا مدة كل منها 15 دقيقة صممت خصيصا للمكتبات، كما يعرض بعض مواقع الحصول على الكتب مثل smartbook.comإضافة إلى الإشارة لقائمة بريد إلكترونية تعرف باسم NETTRAINموجهة للقائمين على تدريب الإنترنت.
ومن المشروعات الأخرى في مجال تطوير مهارات العاملين، يستعرض نيكولز Nichols, 1994)) مشروع أطلق عليه "مشروع 6: Project " في مدرسة للأعمال Bristol business schoolبجامعة غرب إنجلترا، حيث تم التركيز على إعداد أخصائيين موضوعيين في مجال إدارة الأعمال.
ويشير هاك (Haak, 1996)إلى تغيير طبيعة دور أمين المكتبة المدرسية في المستقبل، حيث يعرض بصفة خاصة إلى كيفية استغلال أمناء المكتبات المدرسية للإنترنت في مدارس الولايات المتحدة، موضحا أن المهام المختلفة للأمين تتمثل في قيامه بدور أخصائي المعلومات من حيث مساعدته في اختيار مصادر المعلومات، ودور المدرس من حيث إرشاد وتوجيه التلاميذ والمدرسين وأولياء الأمور، وأخيرا كتربوي من حيث إسهامه في بناء وتطوير المقررات.
لذا فإن أخصائي مراكز مصادر التعلم في المؤسسات التعليمية فرصة غير مسبوقة وقد لا تتكرر في تعليم مهارات البحث في الإنترنت، مما يبرز علاقة جديدة بين كل من الأساتذة والتلاميذ وأخصائي مركز التعلم تسعى لتوظيف إمكانيات الإنترنت في الرقى بمستوى التعليم.
إن ما يمكن ملاحظته هو أن جميع الدراسات ركزت على تطوير مهارات العاملين، خصوصا فيما يتعلق بتأهيل أمين المكتبة المدرسية للقيام بدوره التربوي والتوجيهي والتقني في بيئة المعلومات الإلكترونية. ويتضح حاليا الدور الريادي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في هذا الإطار، وهو ما يعكسه عدد المشروعات التدريبية. ولهذه الأسباب يمكننا القول أن العنصر البشري سوف يبقى دائما محل اهتمام الدارسين والباحثين، غير أن طبيعة التغيرات المتلاحقة في مهنة علم المكتبات سوف تأثر إيجابا في المزيد من التأهيل لأخصائي المعلومات، كما نتوقع أيضا أن يجد أخصائي المعلومات في هذه البيئة الإلكترونية ما يريده من تأهيل عن طريق التعلم عن بعد، باعتبار شبكة الإنترنت أداة أساسية للتطوير المهني لأخصائي المعلومات.












  رد مع اقتباس