الملتقى* الوطني* "واقع الكتاب في* الجزائر*: الإستراتيجيات والرهانات*"
خير أنيس في* منافسة بين الورقي* والإلكتروني
برياح زهرة / عشيري* عبد السلام
26-04-2012
خرج مجموع الأساتذة والدكاترة الذين شاركوا في ملتقى واقع الكتاب في الجزائر: الإستراتيجيات والرهانات الذي أختتم أول أمس بالمتحف الوطني أحمد زبانة وأشرفت على تنظيمه مديرية الثقافة لوهران بالتنسيف مع دار الثقافة ، حيث جاء في إطار الإحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر وجاءت هذه المبادرة إنطلاقا من أهمية القراءة ودورها في نشر المعرفة في شتى بقاع العالم حيث ظل الكتاب على مدى التاريخ إحدى أقوى الوسائل التي ساعدت على نشر المعرفة والتراث الفكري والحضاري ووسائل حمايتها على مرّ العصور في زمن تنحصر فيه مظاهر العناية بالقراءة في المجتمع ويصبح الإحتفاء باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف واجبا على جميع المؤسسات الحكومية والخاصة التي لها علاقة بالثقافة والمعرفة والتعليم.
وركز مجموعة من الدكاترة الذين تدخلوا في هذا الملتقى الوطني حول تاريخ حضارات الإسم سواء في الماضي أو الحاضر المقرون بالإهتمام بالعلم والعلماء فالكتاب يمثل العلم والعلماء الذين يمثلون القراءة ويعتبر الكتاب حسب المتدخلين أداة لإكتساب المعارف وتقاسمها واليوم يحدث الكتاب مرحلة التنافس مع الوسائل التكنولوجية الجديدة في مجال حفظ وتداول ونشر المعلومات بين من يرى أن الإستخدام التكنولوجي للمعلومات يبشر بمجتمع يعيش بلا ورق مطبوع أو مخطوط وهو المجتمع اللاورقيمستدلين على ذلك بزيادة وانتشار الحاسب الآلي ووسائل تكنولوجيا المعلومات ، أما البعض الآخر يرى أن الكتاب أساس أية تنمية مستقبلية للعمل الفكري والإبداعي المنظم في عالم المعلومات وهو يخص شرائحا واسعة من هذا المجتمع كالمكتبات ومراكز الأرشيف وغيرها.
إن الحديث عن المكتبات الرقمية المجانية على الأنترنيت أخذت نصيبا من جلسات الملتقى حيث ركز فيها الدكتور كمال بطوش والأستاذة وردة مصيبح من جامعة منتوري بقسنطينة عن المكتبة الرقمية في الوساط الجامعي الذي لا يمكن فصلها عن الأهداف الأساسية للمكتبة الأكاديمية التقليدية ورسالتها ووظائفها حيث أنها الأساس والمرتكز للمكتبة الرقمية والتي تعد وظائفها جزءا من وظائف المؤسسات الأكاديميات الأم وعليه فقد ظهرت الكثير من المكتبات المجانية على شبكة الأنترنيت في سبيل تيسير سبل الوصول الحرّ إلى مصادر المعلومات المساعدة في عملية التعليم وتعتبر كما ذكر المتدخلين المكتبات الرقمية أحد أهم الركائز التي يعتمد عليها الطالب والباحث معا في الوصول إلى المعلومة العلمية والتقنية والتي أصبحت الحاجة إليها كبيرة.
وفي نفس السياق حول نواديالقراءة في عصر الويب تدخلا كل من الأستاذة بن حاوية أمينة والأستاذة وليد زوليخة من جامعة معسكر وركزا على الثورة التكنولوجية التي أسهمت في قلب المشهد المعلوماتي رأسا على عقب فظهر بالواب (1) ثم الواب (2) وسريعا الواب (3) في انتظار العديد من التسميات في زمن التطور المعلوماتي للشبكة العنكبوتية حيث يرتكز دور النوادي في التأكيد على هويتها الرقمية من خلال عرض خدماتها عبر الفضاء الإلكتروني للشبكة العالمية التي أصبحت الوسيلة الرئيسية لكل من يسعى إلى ركب التطور وتحقيق ذاته ووجوده.
الشيء الأهم من خلال التدخلات أنها دارت حول مشكلات الكفيف الجامعي مع الكتاب للأستاذة بن شعيرة سعاد التي ركزت على الكفيف الذي يعاني أكثر من غيره في عدم توفر مكتبات متخصصة وإن توفرت هناك صعوبات في تلبية إحتياجاته نظرا لكون أي طالب جامعي مطالب بإعداد بحوث ودراسات في إطار دراسته بالنسبة لما يعنيه في استيعاب المحاضرات المقررة أو إعداد بحوثه وعرضها في الحصص التطبيقية أو بالنسبة لمذكرة نهاية التخرج مع حاولة اقتراح بعض الحلول لهذا الإشكال.
لقد كانت المشاركة قوية من قبل الدكاترة والأساتذة المشاركين من عدة ولايات ومنها الجزائر العاصمة وقالمة وبجاية وقسنطينة ومعسكر وعنابة ومستغانم وسيدي بلعباس والجلفة وسطيف والبليدة وأخيرا جامعة وهران وأغلب التدخلات كانت ذات فائدة كبيرة بالنسبة للباحثين والحضور المثقف.
والشيء الأكيد أن الإحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف يتطلب تقديم مبادرات تخدم الكتاب والمطالعة وتسهم بالإرتقاء بالكتاب والقارئ مثل الإهتمام بالمكتبات وندوات تناقش أهمية تعزيز دور الكتاب والمطالعة بإعتبارها من أهم وسائل تكوين الوعاء الثقافي والإجتماعي وبناء مجتمع المعرفة خاصة في عصر التكنولوجيا والمعلوماتية.
إن الأمم والشعوب المتحضرة تحتفي بهذا اليوم وتقدر فيه المؤلف والمبدع والكتاب إيمانا منها بأهمية القراءة والمعرفة في حياة الشعوب وفي التنمية الإنسانية.
يبقى الشيء الأكيد أن ملتقى واقع الكتاب في الجزائر الإستراتيجيات والرهانات كان ناجحا إلى أبعد الحدود لأنه طرح العديد من الإشكاليات في ظل البحث عن الحلول ناجعة تصب في مجال تطوير الكتاب الورقي والإلكتروني في ظل منافسة تخدم أولا وأخيرا الكتاب الورقي.