عرض مشاركة واحدة
قديم Mar-10-2006, 06:13 PM   المشاركة2
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.64 يومياً


افتراضي

أختنا الفاضلة تحية واحتراماًمرفق مقدمة عن أ.د. حسن الساعاتي ، ريثما يتم تجميع قائمة بمؤلفاتة ، وهو من الحاصلين على جائزة الملك فيصل العالمية عام 1411 هـ .ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــحسن الساعاتي‏..‏ وابن خلدون مؤسس علم الاجتماعبقلم‏:‏ د‏.‏سامية حسن الساعاتيظهرت منذ أيام قليلة الطبعة السادسة لكتاب الدكتور حسن الساعاتي ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ضمن اصدارات مكتبة الأسرة في مهرجان القراءة للجميع لعام‏2003,‏ ومن جميل الصدف‏,‏ أن يواكب هذا الاصدار الذكري السادسة لرحيله‏.‏وهناك اسباب كثيرة دفعت استاذنا الدكتور حسن الساعاتي‏,‏ للاهتمام بالبحث في مقدمة ابن خلدون‏,‏ ودراسة آرائه‏,‏ وأفكاره‏,‏ والاجتهاد في تحديد علمه الاجتماعي‏.‏ ذلك أنه يذكر في كتابه أن ابن خلدون هو المؤسس الأول لعلم الاجتماع في العالم أجمع‏,‏ شرقيه وغربيه‏.‏ فقد سبق في ذلك أوجيست كونت الذي يعده الغربيون أول مؤسس لعلم الاجتماع في الغرب‏.‏ هذا فضلا عن أنه أول من تكلم عن لعلم الاجتماع بوصفه علما مستقلا‏,‏ أي له موضوع‏,‏ ومسائل ومنهج‏,‏ وأسلوب علمي يتميز به‏.‏وإذا كان علي طلاب الجامعات في العالم العربي‏,‏ أن يقرأوا ماكتب أفلاطون‏,‏ وأرسطو‏,‏ والرواقيون‏,‏ والابيقوريون‏,‏ والقديس أوجستين‏,‏ والقديس توما الأكويني‏,‏ وديكارت‏,‏ وغيرهم‏,‏ وماكتب عنهم‏,‏ وعن أفكارهم‏,‏ من عرض وشرح وتحليل‏,‏ فأحري بهؤلاء الطلاب أن يقرأوا ايضا‏,‏ ما كتب ابن خلدون‏,‏ العالم‏,‏ والفقيه والحكيم العربي‏,‏ الذي أنشأ بين العلوم الإنسانية علما جديدا‏,‏ وهو العمران البشري‏,‏ والاجتماع الإنساني‏.‏وفي تقديمه لكتابه يقول استاذنا الدكتور حسن الساعاتي‏,‏ لقد اطلعتني خبرتي الطويلة في تدريس مقدمة ابن خلدون‏,‏ وبخاصة بعد أن اخذت في بلورة أفكاره في كتابي هذا‏,‏ أن كثيرا من الطلاب العرب يدهشون من مجابهة حقيقة علمية ثابتة‏,‏ وهي أن المنشئ الأول لعلم العمران البشري‏,‏ والاجتماع الإنساني‏,‏ مفكر عربي مغربي المولد‏,‏ حضرمي المنبت‏,‏ هو أبوزيد عبدالرحمن ابن خلدون‏.‏ ذلك لأنهم يستكثرون علي عالم عربي أن يتفوق في علمه‏,‏ ويظـهر من بين قرنائه‏.‏ ويهديه ذكاؤه‏,‏ ويقوده منهجه‏,‏ إلي ابتكار علم جديد لم يسبقه إليه مفكر آخر في العالم‏,‏ شرقيه وغربيه‏,‏ بل لم يتوصل إليه أحد بعده إلا بعد مرور قرابة خمسة قرون‏.‏ويري الاستاذ الدكتور الساعاتي أن التربية السائدة في الشرق العربي تقلل من أهمية أعمال المتفوقين البارزين من رجاله‏,‏ وتهون من شأنها ولاتقدرها‏,‏ إلا إذا حازت تقدير الغربيين‏,‏ كما أن بعضها من اساتذة الجامعات أنفسهم‏,‏ ممن أثرت عليهم تربيتهم‏,‏ التي تهون من قدر كل متفوق عربي‏,‏ صار يقلل من قيم عمل ابن خلدون نفسه‏,‏ في الوقت الذي يدعو فيه في كتبه لعلماء غربيين مقلدين من التابعين‏,‏ وتابعي التابعين‏,‏ لأنه مبهور بكل ماهو غربي‏,‏ ينقله دون شك أو تمحيص‏,‏ لأنه هكذا وجده مكتوبا عندهم في كتبهم التي يعتقد في كل كلمة فيها‏.‏وقد وجه استاذنا الدكتور الساعاتي‏,‏ جزءا كبيرا من اهتمامه لإحياء التراث العربي‏,‏ وذلك منذ بدأ محاضراته في الجامعة سنة‏1946,‏ وحينما كان له دور رئيسي في تطوير خطة دراسة علم الاجتماع في القسم‏,‏ في كلية الآداب جامعة عين شمس‏,‏ وذلك عندما كان رئيسا للقسم‏,‏ وعميدا للكلية‏,‏ قرر تدريس مقدمة ابن خلدون علي طلاب الصف الأول منذ سنة‏1968.‏ وابتداء من سنة‏1970,‏ فعل الشيء نفسه‏,‏ في قسم الفلسفة والاجتماع بكلية الآداب بجامعة بيروت العربية‏,‏ حين كان عميدا للكلية‏,‏ ورئيسا لهذا القسم بها‏,‏ وقام بتطوير خطة دراسة علم الاجتماع فيه‏.‏وفي ذلك يقول أستاذنا الكبير الدكتور الساعاتي‏:‏ وقد أقنعتني خبرتي بشبابنا‏,‏ أنهم يعزفون عن معرفة ما خلف السلف من تراث‏,‏ طالما يعرض عليهم مختلطا‏,‏ غير خال من شوائب قدم الأسلوب‏,‏ وضعف الاعداد للنشر‏,‏ وطالما يقدم إليهم كما كبيرا يثير الملل‏,‏ وينمي الشعور بضياع الوقت‏,‏ في محاولة الخروج منه بشيء نافع‏,‏ وبخاصة أن الاجيال الصاعدة‏,‏ قد أصبحت لاتطيق غير السرعة في كل تصرفاتها‏,‏ ولاتبغي غير النفع من كل مجهود تبذله‏,‏ ومن واجبنا نحن الذين نقدر تراث السلف‏,‏ ونري فيه نفعا محققا لخلفهم من الشباب‏,‏ الذين يعيش أغلبهم في حيرة مقلقة‏,‏ تزيد شعورهم بالاغتراب‏,‏ وتجعلهم ينخرطون في سلك الرفض‏,‏ والتفكير السلبي‏,‏ من واجبنا أن نقدم لهم هذا التراث الغني القيم‏,‏ بالطريقة التي تنسجم مع روح العصر الحاضر‏,‏ وما فيه من قيم مستحدثة‏,‏ لايخلو الكثير منها من منطق اجتماعي سليم‏.‏ويلفت الاستاذ الدكتور حسن الساعاتي‏,‏ نظرنا‏,‏ من خلال كتابه المتفرد عن ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع‏,‏ إلي أنه يحدث كثيرا أن يكون عالم من العلماء مبتدعا لفكرةمن الفكر‏,‏ أو نظرية من النظريات‏,‏ أو يكون مبتكرا لمجموعة من الآراء والمبادئ‏,‏ التي تكون في مجموعها علما جديدا‏,‏ ولكنه في الوقت نفسه‏,‏ لايكون متفطنا إلي أنه مبتدع مبتكر‏.‏ كما لايكون واعيا بما ابتدعه من فكرة‏,‏ أو نظرية أو ابتكره من علم لم يسبق أن كان له وجود‏,‏ وإنما يكشف عن ذلك من يأتي بعده من الباحثين الذين ينبهون إلي ما يكون قد ابتدع أو ابتكر‏,‏ وبذلك يشاركونه الفضل‏,‏ إذ لولاهم ما سمع الناس باسم‏,‏ ولما وقفوا علي الجديد الذي ابتدعه‏.‏ولكن عظمة ابن خلدون ـ كما يري استاذنا الساعاتي ـ تتجلي في أنه كان يعرف معرفة أكيدة أنه قد ابتدع بين العلوم علما جديدا‏,‏ ولم يسبقه إليه أحد‏,‏ وأنه حدد لهذا العلم موضوعه ومسائله‏,‏ إذ يقول‏:‏ وكأن هذا علم مستقل بنفسه‏,‏ فإنه ذو موضوع‏,‏ وهو العمران البشري‏,‏ والاجتماع الإنساني‏,‏ وذو مسائل‏,‏ وهي بيان مايلحقه من العوارض والاحوال لذاته‏,‏ واحدة بعد أخري‏.‏ وهذا شأن كل العلوم وضعيا كان أو عقليا‏.‏ويقول ابن خلدون ايضا في ثقة واقتدار‏:‏ وكأنه علم مستنبط النشأة ولعمري لم أقف علي الكلام في منحاه لأحد من الخليقة‏.‏ ما أدري ألغفلتهم عن ذلك‏,‏ وليس الظن بهم‏,‏ أو لعلهم كتبوا في هذا الغرض‏,‏ واستوفوه‏,‏ ولم يصل إلينا‏.‏كما يقول في موضع آخرمن المقدمة واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة‏,‏ غريب النزعة‏,‏ غزيز الفائدة‏.‏أما عن قواعد المنهج في علم الاجتماع الخلدوني‏,‏ علي حد تعبير استاذنا الدكتور حسن الساعاتي‏,‏ وهي التي استخدمها ابن خلدون في الكشف عن علمه الاجتماعي الجديد‏,‏ فهي ست قواعد أساسية‏,‏ يحملها لنا في كتابه العبقري عن ابن خلدون‏,‏ أولاها الشك والتمحيص‏,‏ ثم التشخيص المادي‏,‏ يليها تحكيم أصول العادة وطبيعة العمران‏,‏ ثم القياس بالشاهد والغائب‏,‏ وخامسها السبر والتقسيم وسادسها التعميم الحذر‏.‏ويذكر الساعاتي عميد الاجتماعيين العرب أن حقائق الماضي هي الميدان المشترك بين علم التاريخ من جهة وعلم الاجتماع من جهة أخري‏,‏ ولذلك كان هم كبار المؤرخين نقل الاخبار والروايات بامانة‏,‏ وتسجيلها بدقة‏,‏ وتحصيل مادة وفيرة منها‏,‏ تعين علي تصويرالماضي تصويرا واضحا‏,‏ يجعل قراءته مفيدة‏,‏ والعبرة منه أكيدة‏.‏ولئن كان فضل المؤرخين القدامي في أمانة النقل‏,‏ وغزارة المادة التي صنعوا منها كتبهم‏,‏ فإن عبدالرحمن بن خلدون قد أضاف إلي ذلك فضلا آخر‏,‏ ظهر في ناحيتين‏:‏ الأولي في تفريقه بين التاريخ وفلسفة التاريخ‏,‏ والثانية في تساؤله الدائب عن العلل والاسباب للحوادث والوقائع‏,‏ ومحاولة الوصول إلي اجابات منطقية مستمدة من معرفته بطبائع العمران‏.‏وهكذا نجد ان ابن خلدون لم يهتم بالتساؤل عن أحداث الماضي‏,‏ فيسجلها‏,‏ ولكنه يسأل ايضا عن كيفية حدوثها‏,‏ وهذه مرحلة متقدمة عن سابقتها‏,‏ ثم هو لايقف عن ذلك فحسب‏,‏ بل يتقدم ايضا إلي مرحلة سامية في المعرفة فيتساءل عن سبب وقوع هذه الاحداث‏.‏لقد كان مبدؤه في كتابة مقدمته‏,‏ أن يسأل بخصوص أية ظاهرة من ظواهر العمران‏:‏ ماذا؟ وكيف؟ ولماذا؟ فإجابته عن الأولي والثانية‏,‏ ماذا؟ وكيف؟ تكون مادة الوصف الاجتماعي‏,‏ أما اجابته عن الثالثة‏:‏ لماذا؟ فتكون موضوع علم الاجتماع‏,‏ وهكذا كان دأب ابن خلدون العالم‏,‏ والفيلسوف الاجتماعي‏,‏ الذي كتب في اعتداد وصدق في بداية مقدمته‏:‏ ولم أترك شيئا في أولية الاجيال والدول‏,‏ وتعاصر الأمم الأول‏,‏ وأسباب التصرف والحول‏,‏ في القرون الخالية والملل‏,‏ ومايعرض في العمران من دولة وملة‏,‏ ومدينة وحلة‏,‏ وعزة وذلة‏,‏ وكثرة وقلة‏,‏ وعلم وصناعة‏,‏ وكسب واضاعة‏,‏ وأحوال متقلبة مشاعة‏,‏ وبدو وحضر‏,‏ وواقع ومنتظر‏,‏ إلا استوعبت جمله‏,‏ وأوضحت براهينه وعلله‏.‏ (المصدر : جريدة الأهرام 42682 ‏السنة 127-العدد 2003 اكتوبر 16 ‏20 من شعبان 1424 هـ الخميس -على الرابط التالي http://www.ahram.org.eg/archive/2003/10/16/OPIN9.HTM)ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــتحياتيـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس