الأخ الفاضل me 12
تحية واحتراماً
تعتبر الكتابة حول موضوع " مباني المكتبات " كالكتابة حول " الأحلام " ، الكل يحلم ، والكل يكتب . ولكن المهم .. من يحقق الحلم ؟ .. وكيف يحققه ؟ .
فالمباني – بشكل عام – تعتبر الآن مشكلة اقتصادية ، على الرغم من الحاجات الاجتماعية والثقافية إليها ، وعلى الرغم – أيضاً – من الانعكاسات الأمنية والأخلاقية لتلك الاحتياجات . فالمعروف أن أسعار الأراضي الصالحة والمغرية للبناء في ارتفاع مستمر ، وبالتالي ترفع معها أسعار مواد البناء وأجور القائمين على البناء . مما ينتج عنه في النهاية حلم مثالي غالي التكلفة ، أو حقيقة واقعية متوسطة التكلفة .
ومباني المكتبات لا تخرج عن هذه الإشكالية ، فهي تعتبر مشكلة اقتصادية للأسباب السابق الإشارة إليها على الرغم من الحاجة الملحة لوجودها . ونضيف إلى هذا عدم وجود " المبنى النموذج " لتقديم خدمات معلوماتية لجمهور المستفيدين ، وذلك لأن من يحلم " منفصل " عمن يحقق الحلم . المعلوماتيون يضعون تصوراتهم أو فلنقل أمنياتهم للمبنى ، ولكن المنفذون يقدمون واقعاً يبتعد – في معظم الأحيان – عن تلك التصورات لأسباب كثيرة ومتشابكة .
وقد كان من حُسن طالعي أنني : حلمت – من ضمن ما حلمت - بالمبنى النموذج ، وعايشت تنفيذ بعض المكتبات العامة التي تعتبر – دون مبالغة – مفخرة لهذا الوطن ، ومسعدة لأهله . حيث شهدت في عقد التسعينيات من القرن العشرين إنشاء وافتتاح وتطوير عدة مكتبات ومراكز معلومات ، وحاولت تقديم رؤياي في هذا المجال من خلال الكتابات العلمية ومشاركة بعض المهندسين أثناء عملية تطوير اثنتين من المكتبات العامة بقلب القاهرة .
تحياتي ومحبتي للجميع
|