[أم الدواهي]

عزيزي جرة قلم

بحثت عن مكامن الإعجاب في المقال الذي نشرته في مشاركتك فلم أجد ما ذكرته من ذلك الإعجاب إلا تكراراً لكلام قرأته في كتاب ابني في المرحلة الثانوية ولم يزد عن ذلك شيئا ، فكان مني العجب على ما كان يعنيه الكاتب من كتابته لهذه المقالة التي أعدت نشرها في هذه المشاركة ، وكان عجبي من قول الكاتب :

ما أريد أن أقوله هو أن المكتبة المدرسية تعنى بجمع مصادر المعلومات ــ بغض النظر عن طبيعة الوسيط الموجودة عليه ــ وتعمل على تقديم هذه المصادر للمستفيد وهو الطالب أو المعلم بالشكل الذي يلبي احتياجاتهم التعليمية والثقافية

ومكمن عجبي يتمثل في أن ما أورده كاتب هذا المقال بعيداً كل البعد عن واقع المكتبات المدرسية في مدارس البنين والبنات ، بل أن واقع التنظيمات التي تسير عمل المكتبات المدرسية لا يمكن هذه المواقع من تأمين احتياجات الطلاب ومعلميهم من مصادر التعلم لأن فعلهم لذلك يخالف قواني وأنظمة قبول الهدايا والشراء الخاص لهذه المكتبات التي حرم عليها النظام فعل ذلك إلا بتزويد مركزي من قبل الوزارة جل ما يتم عن طريقه يمثل مجمله مجاملات لكتاب لا تخدم المصادر التي قاموا بتأليفها حاجة هؤلاء الطلاب والمعلمين سواء كانت تلك الحاجات معرفية أو مهارية بل يكاد مجملها لا يصلح أن يكون في مكتبة خاصة فما بال أن يكون في مكتبات مدرسية ؛ ومن لا يصدق ما قلت عليه بزيارة حدى المكتبات المدرسية وسيرى العجب العجاب ولن يخرج بأي إعجاب .
فإذا كان هذا هو واقع مكتباتنا المدرسية فماذا كان يريد كاتب هذه المقالة أن يقول ؛ أن ما كان يريد قوله هو إن الكاتب يحاول من خلال ما كتب أن يؤكد للقراء أن تغيير مسميات المكتبة المدرسية لا يخرجها عن ذلك الحضن الذي تربت وترعرعت فيه وأنها جزء لا يتجزأ منه مهما حاول التربويين اقتحام الحصون المصانة بها ، فهي جزء من عائلة علم المكتبات والمعلومات ولا تمت لعلم تقنيات التعليم باي صلة تتجاوز صلة النسب ؛ وأن تم بينهما تزاوج لكن النسب في الأصل يرجع بها لتخصص المكتبات أكثر من أي تخصص آخر ، وتأكيداً لما يريد الكاتب أن يثبته في أصل النسب للمكتبات المدرسية أورد هذه العبارة :

فلقد كان المكتبيين هم السباقون لتطوير مفهوم المكتبة المدرسية ــ ولعل نظرة بسيطة للأدب المنشور في مجال المكتبات يوضح لك ذلك ـــ إيماناً منهم بالدور الذي تقوم به، فتخصص المكتبات والمعلومات هو تخصص يقدم خدماته لجهات ومجتمعات عدة

لذلك أخي جرة قلم تعجبت كثيراً من اعجابك بهذه المقالة ، لأنني لم أجد فيها شيئاً جديداً يثير العجب بل وجدت ما يثير التعجب ويرشد القارئ الناقد إلى وجود معضلة ما بين المكتبيين والتربويين في تأكيد أصل نسب هذا الموقع التربوي داخل المدرسة ، فالمكتبي يرى أنها امتداد لشجرة عائلة تخصص المكتبات والمعلومات وأرباب تقنيات التعليم يصرون على أن نسبها قد انتقل إلى شجرة عائلة تقنيات التعليم أو التقنيات التربوية بشكل أكثر شمولية لأنها في موقع لا يمكن أن يتجزأ عن العائلة التربوية وهو المدرسة بطبيعة الحال .

أملي أن يكون الإعجاب في المستقبل بشيء فيه من الإعجاب ما يمحوا أثر العجب لنعجب جميعاً مع من سكنه الإعجاب .