عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-25-2007, 06:39 PM   المشاركة26
المعلومات

دكتور محمد زين
مكتبي جديد

دكتور محمد زين غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 28518
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 13
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

الأخت الكريمة / رشا شكراً لك شكراً جزيلاً

أعضاء المنتدى الكرام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
نكمل سوياً ما بدأناه ، وموعدنا اليوم مع :


المحور الثاني
التعليم عبر الشبكات

Networks-based Instruction

أولاً : مفهوم التعليم عبر الشبكات :
اعتمدت المجتمعات فى العصر الحديث على المد المعلوماتى خصوصاً بعد اتساع دائرة المعرفة والبحث فى شتى الميادين، وظهور الأجهزة الإلكترونية المستخدمة فى تكنولوجيا المعلومات، وأصبح عصرنا الحاضر يسمى بعصر المعلومات المرتكز على الشبكات سواء المحلية أو العالمية.
وباعتبار أن جوهر التعليم وأساسه المعلومات فإنه هو الأخر تأثر بالتطور والتقنيات التكنولوجية التى أعطت له بعداً ومفهوماً جديداً، وظهر ما يسمى بالتعليم الافتراضى أو التعليم الإلكترونى أو التعليم الشبكى النابع من التعليم من بعد
ويعرف "كلارك G. Clark" التعليم القائم على الشبكة العالمية Web-based Instruction (WBI) بأنه تعليم فردى يقدم للمتعلمين عبر شبكات كمبيوتر عامة أو خاصة، ويتم التعامل معه باستخدام مستعرض Web، وهو لا يعنى مجرد تحميل لبرامج التعليم المبنية على الكمبيوتر، ولكنه يعلم وفقاً للطلب On-Demand مخزن فى جهاز خادم Server يتم الوصول إليه عبر الشبكة، ويمكن تحديثه بشكل سريع جداً، كما يمكن السيطرة على الدخول إليه من قبل مقدم الخدمة (G. Clark 2003, 5).
ويصفه "حسين إبراهيم" بأنه برنامج تعليمى يستفيد من خصائص ومصادر الشبكات المحلية والعالمية، وما تتيحه من وسائط فائقة Hypermedia لخلق بيئة تعلم هادفة، من خلال تطبيق الإستراتيجيات التعليمية المناسبة لتحقق التعليم المعزز والمدعم، وهو بذلك يعد مثالاً فعالاً للتعليم من بعد، الذى يمكن من خلاله الوصول إلى المتعلم فى أى مكان عبر الشبكة، لكى يدرس فى الوقت المناسب له (حسين إبراهيم: 1998، 60).
ويؤكد ذلك "محمد نبيل العطروزى" ويرى التعليم الشبكى على أنه استخدام التكنولوجيا الحديثة التى تعتمد أساساً على المهارات اللازمة للمشاركة بين الطلاب والمعلمين شبكياً، فى أى وقت وأى مكان (محمد نبيل العطروزى: 2002، 136-145).

نلاحظ فى التعريفات السابقة أنها تتفق على أن التعليم القائم على الشبكات يقوم على فكرة الوصول بالتعليم إلى المتعلم بغض النظر عن مكانه، عبر ما يطلق عليه التعليم حسب الطلب، الذى يفتح أمام المتعلمين عالماً واسعاً من البدائل المتاحة التى تتلاءم مع ميولهم واستيعابهم الذاتى.
هذا فضلاً عما تسمح به التطبيقات المختلفة للتعليم الشبكى من تعامل الطالب الواحد مع عدد كبير من المعلمين، يستفيد من خبراتهم المختلفة بدلاً من الصيغة التقليدية التى يقف فيها المعلم الواحد أمام جمهور من الطلاب.
كما نجد أن التعليم القائم على الشبكات يختلف عن غيره من أساليب التعليم من حيث أنه يتم فى الوقت والمكان المناسب، وبالشكل والمحتوى المناسب من حيث الكم والكيف، والشخص المناسب، وبالسرعة المناسبة.

ثانياً : خصائص التعليم عبر الشبكات :
يتيح استخدام شبكات المعلومات المحلية والعالمية فى التعليم مزايا عديدة تؤكد فى مجملها على قدرة الشبكات على ابتكار بيئات تعليمية غير نمطية، مما جعل التعليم الشبكى نظاماً متكاملاً، اتسم بعدة سمات ميزته عن باقى أشكال التعليم.
وقد أجريت دراسات عديدة حول التعليم القائم على الشبكات منها : (L. Schrum & T.A. Lamb 1997, 26-28)، (إبراهيــم عبد الوكيــل الفار: 1998، 191)، (J. Harris 1999, 55)، (G. Kearsley 2000, 4-10)، (عبد الله بن عبد العزيز الموسى: 2002، 17-15)، (محمد وجيه الصاوى: 2002، 146-173)، (The Florida Center for Instructional Technology 2003, 4-18).

وقد توصلت هذه الدراسات إلى خصائص وإمكانيات متعددة للتعليم القائم على الشبكات، أمكن تجميعها وتصنيفها فى المحاور العشرة التالية :
1- المرونة : Flexibility
تتمثل فى التعليم عبر الشبكات حين يرغب المتعلم فى أن يراجع دروسه أو يتلقاها خلال فترات تتغير وفق ظروفه ووقته، مما يؤكد على الاستمرارية فى الوصول إلى المناهج، وهذه الميزة تجعل الطالب فى حالة استقرار حيث بإمكانه الحصول على المعلومة التى يريدها فى الوقت والمكان الذى يناسبه.
2- الملائمة : Convenience
يحقق التعليم عبر الشبكات المناخ الملائم لكل من المعلم والمتعلم، حيث يتيح للمعلم أن يركز على الأفكار الهامة أثناء إعداده للمحاضرة أو الدرس، كذلك يتيح للطلاب الذين يعانون من صعوبة التركيز وتنظيم المهام للاستفادة من المادة، وذلك لأنها تكون مرتبة ومنسقة بصورة سهلة وجيدة.
3- التكافؤ : Equity
حيث أن أدوات الاتصال تتيح لكل طالب فرصة الادلاء برأيه فى أى وقت ودون حرج، خلافاً لقاعات الدرس التقليدية التى تحرمه من هذه الميزة، إما بسبب الخجل أو الخوف أو القلق أو غيرها من الأسباب، لكن هذا النوع من التعليم يتيح الفرصة كاملة للطالب لأنه بإمكانه إرسال رأيه وصوته من خلال أدوات الاتصال المتاحة من بريد إلكترونى، ومجالس النقاش، غرف الحوار مما يجعل الطلاب يتمتعون بجرأة أكبر فى التعبير عن أفكارهم والبحث عن الحقائق عما لو كانوا فى قاعات الدرس التقليدية.
4- الفاعلية : Effectiveness
المتعلم فى التعليم عبر الشبكات نظراً لاستخدامه الوسائل التكنولوجية الحديثة تجعل العملية التعليمية أكثر تأثيراً وفاعلية، وأكد ذلك المشروع البحثى الذى أجرى بأكاديمية السلام الجوى بأمريكا "حول فاعلية وكفاءة استخدام شبكات الكمبيوتر والإنترنت كبيئات تعليمية، وكان من بين ما توصلت إليه الدراسة مساهمة الشبكات فى دعم الأنشطة الجماعية والتعاونية، مع تدعيم التفاعل بين الطلاب فى المشروعات التى أعدوها.
5- الترابط : Connectivity
المنتديات الفورية مثل مجالس النقاش وغرف الحوار تتيح مجالاً لتبادل وجهات النظر فى الموضوعات المطروحة، مما يزيد فرص الترابط بين الطالب وزملائه ومعلميه، كما يساعد ذلك على خلق بيئات جديدة للتفكير الجمعى وحل المشكلات والتعليم التعاونى، أيضاً يعمل على تكوين معرفة وأراء قوية عند المتعلم من خلال ما اكتسبه من معارف ومهارات عن طريق غرف الحوار.
6- تنوع الأدوات لملاءمة تنوع الطلاب : Diversity
توفر الشبكات طرقاً مختلفة وأدوات عديدة، تتيح للمتعلمين على اختلاف درجاتهم فى الميول والاتجاهات والاستعدادات تعلماً جيداً متميزاً لدرجة تكاد تصل إلى أن لكل متعلم طريقة تناسبه، فمنهم من تناسبه الطريقة المرئية، وآخرون تناسبهم الطريقة المسموعة أو المقروءة، وبعضهم تتناسب معهم الطريقة العملية، ونمط التعليم الشبكى ومصادره يتيح إمكانية تطبيق المصادر بطرق مختلفة وتسمح بتعدد طرق التدريس.
7- عدم الاعتماد على الحضور الفعلى : Non-presence
لابد للطالب الالتزام بجدول زمنى محدد وملزم فى العمل الجماعى بالنسبة للتعليم التقليدى، أما الآن فلم يعد ذلك ضرورياً لأن التقنية الحديثة وفرت طرق للاتصال دون الحاجة للتواجد فى مكان وزمان معين، لذا أصبح التعليم عبر الشبكات فرصة لتخطى الحواجز الزمانية والمكانية والوصول إلى المعلومة أينما كان موقعها.
8- سهولة الوصول إلى المعلم :
أتاح التعليم عبر الشبكات سهولة كبيرة فى الوصول إلى المعلم فى أسرع وقت وذلك خارج أوقات العمل الرسمية، لأن المتعلم أصبح بمقدوره أن يرسل استفساراته للمعلم من خلال البريد الإلكترونى E-mail، وهذه الميزة ملائمة للذين تتعارض ساعات عملهم مع الجدول الزمنى للمعلم، أو عند وجود استفسار فى أى وقت لا يحتمل التأجيل.
9- تنوع المشاعر وتعددها : Multi-sensory
من أهم سمات التعليم الشبكى أن وسائله متنوعة وتقابل احتياجات كل متعلم، ومستوى أدائه، فقد يتعلم شخص عن طريق الصورة المرئية، وأخر عن طريق الصوت والصورة، فمن ثم تتعدد لدى الأشخاص مجموعة من المشاعر المتباينة، وكذلك لدى الشخص نفسه من وقت لأخر حتى يقضى على الملل وتصبح العملية التعليمية متجددة.
10- سهولة وتعدد طرق تقييم تطور المتعلم :
أعطت أدوات التقييم الفورى الذى يتيحها التعليم القائم على الشبكات للمعلم طرق متنوعة لبناء وتوزيع وتصنيف المعلومات بصورة سريعة وسهلة لتقييم مدى تطور المتعلمين وتحقيقهم لأهداف المحاضرة أو الدرس.

ثالثاً : مستويات استخدام الشبكات فى التعليم :
هناك الكثير من التغيرات التى تحدثها التكنولوجيا فى مجال التعليم اليوم، وبالرغم من أن استخدام الشبكات فى مجال التعليم يتنامى، وبشكل مطرد فى الجامعات والمدارس فى كل أنحاء العالم، فإن استخدام وتوظيف إمكانيات هذه الشبكات فى مجالات التعليم والتعلم لازالت محدودة سواء كانت فى حجرات الدراسة أو خارجها (أحمد خيرى كاظم: 1998، 15-17)، وعندما نواجه بضرورة استخدامها فى عملية التعليم فإن كثيراً من الأفراد يعتقدون أنه يجب عليهم إنشاء بيئة على الشبكة ذات طابع خاص، وأنه يجب أن يكون لها دعم تعليمى خاص، بينما من المحتمل أن يكون هذا هو هدف بعض البيئات وليس ضرورياً لكل البيئات (L.L. Deborah & J.G. Marshall & P.T. Robert 2000, 129-146).

ويقترح كل من "هارمون ومارشال S.W. Harmon & J.G. Marshall" خمس مستويات لاستخدام الشبكات بشكل عام فى المدارس والكليات، وهذه المستويات تمثل جزءاً من القواعد الأساسية لاستخدام الشبكات بشكل متقدم، وسنشعر أن هذه المستويات تتطرق إلى مساعدة المدرسين على فهم كيفية استخدام الشبكات فى حجرة الدراسة، وكل مستوى يوفر مستويات من التفاعل بين الطلاب والمدرسين، وبين الإنسان والتكنولوجيا وهــذه المستويات هى : (S.W. Harmon & J.G. Marshall 1999, 28-32)

* المستوى (صفر) : عدم استخدام الشبكة : No Use
هذا المستوى لا يحتاج إلى استخدام الشبكة على الاطلاق، وعلى الرغم من أنه قائم الآن فإنه سيصبح بعد فترة غير شائع.
* المستوى (1) : الاستخدام المعلوماتى : Information Use
هو من أكثر المستويات شيوعاً وانتشاراً، وأسهلها استخداماً، ويقوم بتزويد الطلاب بمعلومات تتصف بالمثالية، وبطريقة نمطية منسقة، وتلك المعلومات تكون إدارية فى طبيعتها، ومن المحتمل ألا تنقل محتوى المقرر بطريقة مباشرة، وربما يحصل الطلاب على هذه المعلومات من وقت لأخر أثناء استعراض المقرر لأغراض المراجعة، ولكن لا يتوقع أن تتم المراجعة بطريقة مستمرة، ويتكون هذا المستوى بطريقة نمطية من المعلم الذى يضع المواد والمقررات، والجدول الدراسى للمقررات، ومعلومات عن المقرر، وهذا النوع من المعلومات يتم إنشائها بسهولة بواسطة المعلم أو المساعد، ويتطلب قليل من الصيانة اليومية، ويحتاج إلى حيز صغير.
* المستوى (2) : الاستخدام التكاملى : Supplement Use
يعد أكثر فائدة من المستوى الأول الذى يتعلق بالمعلومات، ولكنه أصعب فى إدارته بدرجة بسيطة، والفرق الرئيسى بنيهما أن المستوى التكاملى يقدم للمتعلم معلومات عن محتوى المقرر ولكنها ليست هامة بدرجة كبيرة للمقرر، أما الجزء الأساسى للخبرات التعليمية يتم تقديمها داخل الفصل الدراسى، وربما يحصل الطلاب على هذا النوع من المعلومات من الشبكة من وقت لأخر، ويتكون هذا المستوى من مذكرات للمقرر يضعها المعلم على الشبكة، وملاحظات إرشادية، ومثال نموذجى مصمم بـPower Point، ويحفظ بلغة HTML ويوضح على الشبكة للمراجعة.
ومن الأمور التى يجب وضعها فى الاعتبار عند الاستخدام التكاملى للشبكة أن هذا المستوى يتطلب قدراً من الخبرة الفنية من جانب المعلم، كذلك توقيت وضع المعلومات على الشبكة حيث وجد أنه إذا تم وضع مذكرات المحاضرة على الشبكة قبل القاءها بالفصل فإن نسبة الحضور فى الفصل ستنخفض بدرجة ملحوظة.
* المستوى (3) : الاستخدام الأساسى : Essential Use
يشير هذا المستوى إلى أن الطالب لا يمكن أن يكون عضواً منتجاً فى الفصل بدون الحصول على المعلومات بانتظام من خلال الشبكة، لذا يحصل الطالب على معظم إن لم يكن كل المعلومات من محتوى المقررات فى هذا المستوى من الشبكة، ويتطلب هذا النوع من المعلم أن تكون لديه مهارات خاصة فى التصميم التعليمى، وإذا لم تتوافر لديه هذه المهارات فيجب الاستعانة بفرد لديه هذه المهارات لمعاونته فى عمله، والمادة الأساسية للمقررات التى تتاح عبر الشبكة تتطلب من الطلاب أن يكونوا أكثر نشاطاً وفاعلية فى تعلمهم.
* المستوى (4) : الاستخدام العام : Communal Use
بدأ هذا المستوى فى الانتشار الواسع فى الفترة الحالية، وفيه يلتقى طلاب الفصل وجهاً لوجه على الشبكة، ومحتوى المقرر يمكن تقديمه إما فى بيئة مباشرة على الشبكة أو فى فصل دراسى تقليدى بطريقة مثالية، ومن المفترض أن يقوم الطالب بإنتاج الكثير من محتوى المقرر بأنفسهم، وهذا المستوى يحتاج من المعلم والطالب أن يكون لديهم مهارات جيدة فى التعامل مع لغة HTML، والتكنولوجيا بصفة عامة، كما يتطلب استخدام أدوات أخرى للتعامل مع الشبكة مثل الدردشة على الإنترنت، ولوحات الأخبار... وغيرها.
* المستوى(5) : الاستخدام المتعمق : Immersive Use
مازال هذا المستوى غير شائع اليوم، بالرغم من وجود بعض التجارب الناجحة، ويرجع ذلك إلى أن معظم المؤسسات التعليمية لا يوجد لديها البنية الأساسية لدعم هذا المستوى، ولا يوجد لدى معظم المعلمين المهارات اللازمة لتنفيذه.

ولا يشير هذا المستوى إلى الفكرة التقليدية للتعليم من بعد، بل ينبغى أن ينظر إليه على أنه مجتمع تعلم افتراضى، حيث توضع جميع محتويات المقررات، والأنشطة المصاحبة، والتفاعلات معها على الشبكة مباشرة، لذا يجب أن يكون لدى المعلم والطالب أيضاً مستوى عالى من الخبرة الفنية وإستراتيجيات التعلم المتقدمة.
كما يؤكد الباحثان أيضاً على عدة عوامل أخرى تحدد المستوى الذى يجب استخدامه فى التعليم الشبكى وهى: (S.W. Harmon & J.G. Marshall 1999, 34)
1- المسافة بين الطالب والمعلم Distance.
2- ثبات واستقرار المادة Stability of Material.
3- الحاجة إلى الوسائط المتعددة Need for Multimedia.
4- الحاجة إلى تتبع الطالب Need for Student Tracking.
5- عدد الطلاب Number of Students.
6- مقدار التفاعل فى التعليم Amount of Interaction.
7- الضغط الاجتماعى لاستخدام الشبكة Social Pressure to Use Web.
8- الحاجة إلى مرجع الشبكة للاسترشاد به Need for Online Reference.
9- البنية التحتية للشبكة Infrastructure.
10- مستويات الارتياح للطالب وللمعلم Comfort Levels.
11- نمو الشبكة وتطويرها Access.

ومن خلال استعراض الكاتب المستويات السابقة لاستخدام الشبكات فى التعليم، يرى أن هذا التصنيف غير محدد بدقة، ولم يراعى الفصل بين كل مستوى والأخر، لذا يقترح أربع مستويات أكثر تحديداً وهى :
1- المستوى الإثرائى : وفيه يدرس الطالب بالطرق التقليدية، ويترك له الدخول فى جميع المواقع الإلكترونية بغرض الإثراء سواء كانت متخصصة فى مجال دراسته أو غير متخصصة.
2- المستوى المساعد : الدراسة بالطرق المعتادة، ويوجه الطالب إلى استخدام مصادر التعليم والتعلم الموجودة على الشبكة ذات العلاقة بالمقررات الدراسية لكنها ليست متعمقة فى موضوعاتها.
3- المستوى الأساسى : يوضع المقرر على الشبكة، ومعه كل ما يساعد على دراسته من مكتبات رقمية ومحركات بحث، ويوجه الطالب إلى الدراسة من خلال تلك المصادر المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمحتوى المقرر.
4- المستوى المُتكامل : وفيه يتم الربط بين المستويات الثلاث السابقة، حيث يوضع المقرر على الشبكة، ويتاح للطالب الرجوع إلى مصادر التعليم والتعلم المرتبطة بمحتوى المقرر، والمصادر الإثرائية سواء كانت متخصصة أو غير متخصصة فى مجال دراسته، والاستفادة منها بصورة متكاملة.

مستويات استخدام الشبكات فى التعليم

وانطلاقاً مما سبق عرضه لمستويات التعليم عبر الشبكات والعوامل التى تحدد المستوى الذى يجب استخدامه، يرى الكاتب ضرورة أن يستجيب الطلاب المعلمين لهذا النمط الجديد فى التدريس لمواجهة مطالب المستقبل فى مجال التعليم، كذلك ينبغى على الجامعات أن تساعد الطلاب فى التغلب على مشكلات هذه البيئة الجديدة للتعليم، مع وجود حاجة ملحة للتأكيد على بعض العمليات مثل كيف نتعلم، وكيفية تنظيم المعلومات، وتحديث التعليم، وكيفية الاتصال.

رابعاً : مستويات الإفادة من التعليم عبر الشبكات
تعتبر شبكات الكمبيوتر أداة لها فعاليتها فى تغيير إستراتيجيات التدريس التى يتبناها المعلم داخل الفصل الدراسى، سواء كانت تعتمد هذه الإستراتيجيات على مبدأ التعليم الفردى أو التعاونى، ولكن يجب أن نشير هنا إلى أنها تزيد من فاعلية المتعلم ونشاطه داخل الفصل، ونمو اتجاهه نحو المادة الدراسية (نبيل على: 2001، 320).

وفى هذا الإطار يمكن النظر إلى التعليم عبر الشبكات فى برامج التطوير المهنى من حيث أنه مقياس متصل Continue (L. Schrum & T.A. Lamb 2003, 4)

المقياس المتصل للتعليم عبر الشبكات
- أحد طرفيه هو مرحلة التعليم وجهاً لوجه مع بعض المساعدات المباشرة على شبكة الإنترنت Online Support حيث تتم بعض المناقشات عبر هذه الشبكة، كما يتم استخراج بعض المعلومات منها، ومثال ذلك أن يكلف المعلم الدارسين بالبحث عن بيانات معينة على الإنترنت والقيام بتحليلها من أجل مناقشتها فى قاعة الدرس، أو أن يقوم بالشرح داخل الفصل على أن يتم حل وتقديم التكليفات المنزلية عبر الشبكة، ويكون هنا الدارسين فى منطقة جغرافية واحدة.
- وفى منتصف الطريق على هذا المقياس، نجد البرامج تعتمد أساساً على العمل من خلال الإنترنت، بينما يتخلله بعض الاجتماعات وجهاً لوجه للمناقشة والتوجيه، ولازلنا هنا مع مجموعات متقاربة جغرافياً.
- وعندما نصل بالمقياس إلى منتهاه، نجد البرامج تعتمد بالكامل على الإنترنت (Online) فلا يلتقى المشاركون فى البرنامج أبداً، ويتم الاستعاضة عن اللقاء وجهاً لوجه بوسائل أخرى كالحوار على الشبكة Chat، أو المناقشات المتوصلة Threaded Discussion، أو كما يسمونها لوحة الأخبار Bulletin Board.
ويضيف "الغريب زاهر إسماعيل" أنه يجب على المعلم أن يحدد لطلابه محتوى الاتصال المباشر بالتفاصيل الدقيقة والواضحة، والحوار الذى يجب أن يتم مع الطلاب الآخرين، ومساعدتهم فى تحديد ما الذى يحتاجونه لتعلمه مع الآخرين، وكيفية عرض وجهات نظرهم وأعمالهم الدراسية على الآخرين (الغريب زاهر إسماعيل: 2000، 180)
وتأسيساً على المقياس السابق، ومن خلال ما تقدمه تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات الحديثة من وسائل الاتصال بين الأفراد، والتى توفر أنماطاً مختلفة من التفاعل بين الأفراد، نجد أن أكثرها شيوعاً واستخداماً فى التعليم عبر الشبكات نوعان هما : (وزارة التربية والتعليم: 2003، 6)
1- التعليم الشبكى المتزامن Synchronous (نفس الوقت/ أماكن مختلفة) : ويقصد به تفاعل الطلاب مع بعضهم ومع المعلم فى نفس الوقت، ولكن فى أماكن مختلفة وعلى مسافات متباعدة من خلال الشبكة، معنى ذلك أن التعلم يحدث فى نفس وقت الشرح من المعلم سواء كان مع الطالب أم لا.

2- التعليم الشبكى غير المتزامن Asynchronous (أوقات مختلفة/ أماكن مختلفة): ويقصد به تفاعل الطلاب مع بعضهم البعض ومع المعلم فى أوقات مختلفة، وفى أماكن مختلفة من خلال الشبكة، معنى ذلك أن التعلم لا يحدث فى نفس وقت الشرح الذى يكون المعلم قد سجله للطالب فى وقت سابق.

ومن المراحل الهامة عند تطبيق التعليم عبر الشبكات مرحلة تصميم التفاعل، فالطالب يستخدم بيئة تعلم إلكترونية متكاملة يتفاعل فيها كما يفترض أن يتفاعل فى بيئة التعلم الواقعية، وقد صنف "داين ايرلش D.B. Ehrlich" التفاعل فى نظم التعليم عن بعد- خاصة تلك النظم المعتمدة على الشبكات- إلى أربعة أنواع من التفاعل هى : (D.B. Ehrlich 2002, 13-17)

- تفاعل بين المتعلم والمحتوى.
- تفاعل بين المتعلم وزميله.
- تفاعل بين المتعلم والمعلم.
- تفاعل بين المتعلم وواجهة التفاعل.

وهناك العديد من المبررات التى جعلت من استخدام شبكات الكمبيوتر والإنترنت فى التعليم أمراً لا يمكن انكاره أو رفضه، وذلك لتعدد الخدمات التى تقدمها والمزايا التى تتمتع بها والتى سبق الإشارة إليها، مما دفع كثير من المؤسسات التعليمية والجامعات لاستخدامها فى توفير تعلم متميز مثل :
أ- المشروع السويسرى Swiss : الذى يهدف إلى دعم وسيلة نقل المعلومات إلى المجتمع، وقد افترضت مجموعة Fu.Nt إنشاء حرم جامعى افتراضى Swiss Virtual Campus وفى إطار هذا المشروع تم تشجيع معاهد ومؤسسات التعليم العالى على إعادة تصميم بعض مناهجها الدراسية وتوفيرها فى شكل رقمى إلكترونى، كما تسمح للطلاب المستفيدين منها فى الحصول على ساعات دراسية معتمدة فى المواد الدراسية المحصلة مما يؤدى إلى معادلة الشهادات، كل ذلك يعمل على تحسين جودة العملية التعليمية المقدمة للطلاب، ويقدم فرص نجاح جديدة للطلاب بطريقة مستقلة عن قيود الوقت والمكان، كما يقدم إعداداً أفضل للتعليم المستمر (محمد محمد الهادى: 2002، 55)
ب- تجربة جامعة واشنطن Washington University: التى قامت بتسجيل خطط الدروس والواجبات المدرسية المنزلية لبعض فصول الدراسة على شبكة الويب، وغالباً ما يتم نشر مذكرات المحاضرات على الويب أيضاً، كما يطلب المعلم من طلابه امتلاك E-mail، واستخدامه فى المشاركة فى النقاشات الإلكترونية، ويتم إعطاء درجات لطلاب الفصل تبعاً لمدى مساهمتهم عن طريق البريد الإلكترونى، تماماً مثلما يتم تقييمهم فى مساهمتهم داخل الفصل، وفى إنجازهم للواجب المدرسى المنزلى (إبراهيم عبد الوكيل الفار: 2000، 295).
جـ- نموذج موقع الحرم الإلكترونى الفرنسى : الذى يشرف على إدارته المركز الوطنى للتعليم من بعد National Center for Distance Education (NCED) التابع لوزارة التعليم والبحث بفرنسا، ويقدم هذا الحرم خدماته للطلاب المسجلين من داخل وخارج فرنسا ويقرر عددهم هذا العام بـ(400.000) طالب، وهو يوفر لطلبته كل ما توفره الجامعة التقليدية: مكتبة إلكترونية، توجيهات، تقييم، قوائم التكوين المهنى... وغير ذلك (Campus Electronique 2004).
د- مشروع شبكة تعليم جامعة وطنية كندية عبر شبكة الإنترنت : الذى يربط (12) منشأة تعليمية فى كندا، بحيث تجمع كل برامجها بطريقة مشتركة معاً، وتقدم للشباب المتحدث باللغة الفرنسية دراسات عديدة باللغة الفرنسية، وفى هذا النطاق تعتبر جامعة (أتوا Attawa) الجامعة المسئولة عن هذا المشروع وإدارته، بالإضافة إلى ذلك توجد مشروعات افتراضية للتعليم المتعدد اللغات كما فى ولاية (أونتاريو Ontario) بكندا التى تقدم برامج متسمة بالثراء للمستخدمين (محمد محمد الهادى: 2002، 56).

كما أجريت تجارب مماثلة فى كل من : جامعة كاليفورنيا بركلى University of Berkeley، جامعة كاليفورنيا الجنوبية (USCITV)، جامعة كاليفورنيا فى لوس أنجلوس (UCLA)، جامعة فونيكس University of Phoenix، جامعة انديانا University of Indiana، جامعة روجرز University of Rogers، جامعة أثينا University of Athena، جامعة ويسترن Western Governors University، الجامعة المفتوحة البريطانية Open University، جامعة الينويز Illinois University، الجامعة العالمية International University، جامعة زيف ديفز لعلوم الكمبيوتر Ziff-Davis University.
وبجانب العديد من هذه التجارب المتميزة توجد تجارب عربية محدودة مثل: جامعة العرب الإلكترونية، جامعة سوريا الافتراضية، جامعة التكوين المتواصل بالجزائر، جامعة أسيوط المصرية والتى بدأت فى تقديم مقررات عن طريق الشبكة لكليتى الزراعة والعلوم.


لكم منى خالص التحية والتقدير والى لقاء أخر باذن الله












التوقيع
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
  رد مع اقتباس