عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-26-2007, 02:37 PM   المشاركة14
المعلومات

سالم باشيوة
مكتبي مثابر

سالم باشيوة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 37422
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 44
بمعدل : 0.01 يومياً


منوّع

نحو تفعيل خميرة المكتبيين في المجتمع


أو


أرموا بالتخصص إلى الميدان تحتضنه الحاجة.


لقد اطّلعت على الاقتراح الذي "قذف" به الدكتور صلاح المسند في منتديات اليسير، والمتعلق بمهنة المكتبات والتوثيق وكيفية إيجاد آلية فعّالة لتوظيف الخريجين من هذا التخصص.
لا أخفي أني أهتم بهذا الموضوع، لأني ربما من بين ضحايا إستراتيجية التوظيف في العالم العربي، لولا أن الله منّا علينا بالدراسة فيما بعد التدرج، والتي –بحقّ- فتحت الآفاق ووسعت المدارك والنظر في الأشياء.
إن قضية "التوظيف" ينبغي كما أشار "المسند" إلى ضرورة مشاركة كل الأطراف والأطياف (أهل التخصص بطبيعة الحال، وأرباب العمل، مسؤولي الشركات الخاصة والعمومية..) فتتناقش العقول وتتناقح الأفكار فيما بينها فتولّد رأياً طيباً صائباً، لعله ينفس على زملاءنا الكرب الذي هم فيه.
لأن الواقع يتكلم بأن مستوى التوظيف –خاصة في المكتبات- ضعيف! والسؤال لماذا هناك مشكلة في توظيف خريجي المكتبات والتوثيق؟
لعلي قد أشرت في مداخلتي الأولى إلى ما أراه متنفساً لتخصّص المكتبات وخريجيه وهو ضرورة إعتماد التكوين حسب "المدرسة الكندية" والتي مفادها بكل إختصار إلى أن الإستراتيجية تكون مبنية حسب "الحاجة". ما معنى الحاجة؟ والحاجة Le Besoin هي الكفاءات والقدرات المهنية التي تتطلبها مهنة المكتبات بصفة عامة في خريجي هذا التخصص. بمعنى أن المؤسسة الاقتصادية أو التجارية أو الخدماتية تحدّد احتياجاتها من المهارات، وهذه المهارات تصاغ في البرنامج البيداغوجي الجامعي أو حتى الثانوي... في شكل تخصّصات عامة أو متخصصة وعليها يكون تكوين دفعات محددة، وفي كلّ مرة يكون التكوين حسب المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية، ففي ماليزيا مثلاً هناك ما يسمى "بالمدارس الذكية" والتي مفادها أن الحكومة الماليزية –كما تعرفون- تقوم فيها التنمية وفق خطة إستراتيجية خماسية حتى سنة 2020، وبالتالي فإن هذا البلد له مرصد يقوم بترصد المتغيرات التكنولوجيا والفنية ... الحاصلة والتي سوف تحصل في المستقبل، وإذا ما بيّنت الدراسات الاستشرافية أن تقنية ما ستكون سيدة خلال العشرة سنوات القادمة، فإن المدرسة الذكية تقوم بإعداد برنامج بيداغوجي تحضيري خاص بهذه التقنية موجه إلى طلبة الأقسام الثانوية (الأهلية) وما أن تجيء تلك المرحلة حتى تكون هناك دفعة من المتكونين لهم مقدمات في هذه التقنية فيعتكفون بالبحث فيها وتدارسها.
وأعود إلى صلب الموضوع لأقول حقيقة "مُرّة" وهي أن الاستراتيحية الحالية في الدول العالم العربي تكون من أجل التكوين! والدليل على هذا لماذا لا نجد "مكتبيين" بمعنى الكلمة عندما نبحث عنهم عند التوظيف، ومع هذا فهم بالآلاف والآلاف في وطننا الحبيب!!!!!! والأدهى والأمر من هذا فهو بمجرّد أن يتم تكوينه الأكاديمي يجد نفسه أمام ضرورة إعادة تكوينه أو رسكلته وفق معايير أخرى.
يا إخوتي لماذا يتقزز البعض من الدراسة في هذا التخصص، لأننا بكل صراحة لا نملك بدائل حقيقية تستجيب للإحتياجات الحقيقية للمجتمع.
وحتى لا أثقل على الإخوة في المنتدى، أقول ينبغي ويستوجب :
j: تشخيص الواقع الاقتصادي (نوع المناهج الاقتصادية المتبعة في الوطن العربي، البنية الاقتصادية لهذه البلدان...)
k تشخيص الواقع الاجتماعي: دراسة فعّالة لواقع وآفاق شبكة العلاقات الاجتماعية والنظم العادات والتقاليد السائدة في المجتمعات العربية.
l تشخيص الواقع الثقافي العربي: ما هي التركيبات الثقافية للإنسان العربي، وما هي المنتوجات الثقافية التي يقبل عليها هذا الإنسان.
m تشخيص واقع النظام السياسي: الاتجاهات السياسية في البلدان العربية بنيتها وهيكلتها...
وبعد هذا التشخيص يتبين جلياً ماهي المهارات التي يتطلبها الواقع ويفرضها المستقبل، وبالتالي نكوّن حسب هذه الحاجة، وإلا فإن الجامعة تكون "طالبا" بمقاس (A5) والواقع يتطلب إطاراً بمقاس (A3) مما يفرض نموذجين غير متطابقين، نموذج مشبّع نظرياً بمعلومات –ماشاء الله- ونموذج يتطلب مهارات بسيطة يفتقدها في النموذج النظري.
فإذا نظرنا إلى تطور مهن المكتبات والمعلومات زظهور المهن الجديدة، نقول بأن الواقع هو الذي فرضها، ولكن يبقى التكوين فيها ضعيفاً –ربما- لعدم وضوح الرؤية وضعف العلاقة بين مؤسسات التوظيف ومؤسسات التكوين.
والسؤال المطروح هل يمكن لأخيك الصغير صاحب الخمس سنوات أن يلبس سروالك؟!!!
لكم مني ألف تحية وسلام من أرض الشهداء الجزائر
سالم من العاصمة الجزائر.












  رد مع اقتباس