عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-07-2008, 09:09 AM   المشاركة2
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.20 يومياً


افتراضي اعترافات سارق آخر!

صبحي منذر ياغي
23/12/2006 قرأت ما كُتب في صفحة "أدب فكر فن" حول مسألة سرقة الكتب و"لطشها"، وها أنذاأراني اليوم محرَّضاً لكي أدلي، بدوري، باعترافاتي، مؤكداً اني من أضعف خلق الله أمام "الكتاب". كنا نردد دوماً مقولة شعبية قالها بعض عشاق المطالعة، وعشاق الكتاب،مفادها: "غشيم كل من يعير كتاباً، والأغشم منه من يردّ هذا الكتاب"، لذا، لا يحاولنّاحد من أصدقائي استعارة كتاب من مكتبتي، لكني مستعد الاستعداد كله لأن أستعير كتابامنه، والبقية تأتي.
كنت دائما أعتبر "شفط" الكتاب لقراءته والاستفادة منهحلالاً، وخصوصاً اذا كان مالك هذا الكتاب من الذين لا علاقة لهم بالقراءة ولابالكلمة وبالحرف. من نوادر ما حدث معي، ان والد احد أصدقائي توفى ذات يوم وكانتلديه مكتبة ضخمة في منزله، تضمّ أروع دواوين الشعر والموسوعات والكتب التاريخيةوالسياسية القيمة، وكان صديقي من عشاق السهر، ومطاردة النساء الجميلات، ومعاقرةالخمر، ولا علاقة له بكل هذه الكتب التي يجهل عناوينها ومضامينها، فبدأت رحلتي معه،حيث كنت أقوم "باستعارة" الكتب من مكتبة والده المرحوم، التي بدأ الغبار يحتلُّرفوفها، وصارت العناكب تتمطَّى بأرجلها فوق موسوعاتها ومجلداتها، الى أن صارت المكتبةشيئا فشيئا ضيفة دائمة في منزلي.
في أحد الأيام كانت فرحتي كبيرة عندما عثرت فيمكتبة مدرسة راهبات القلبين الأقدسين في بعلبك، والتي كنت أدرِّس فيها موادالاجتماعيات، على كتاب نادر وبات مفقوداً، عنوانه "تاريخ بعلبك"، للمؤرخ البعلبكيميخائيل موسى ألوف. وبغية السيطرة على هذا الكتاب، وضعت مخطَّطاً يقضي بإجراء تحقيقلنشره في مجلة "النهار العربي والدولي" يومذاك عن تاريخ بعلبك، وعن ارتباط هذاالتاريخ مع مدرسة القلبين الأقدسين، فأقنعت الأم الرئيسة المسؤولة عن المدرسة بفكرتي وبحاجتي الى هذا الكتاب، ثم أجريت تحقيقي ونشرته في المجلة، وكان ثمنه انصار الكتاب من سكان مكتبتي ولا يزال (يا خوفي من ان تكون الام الرئيسة تقرأ مقالتياليوم، فتتذكر تلك القصة وتطالبني باعادة الكتاب الى مكتبة المدرسة.
يؤلمني انالمكتبات في منازلنا باتت في طريقها الى الانقراض، واذا وجدت فإن أكثرها للزينةوالديكور، او لاستكمال مسيرة الدجل الاجتماعي، كما فعل احد الظرفاء في بعلبك الذيكان يقتني الكتب ذات المجلدات المذهبة الفاخرة كديكور في منزله، عندما قام بنشررؤوس بعض الكتب بالمنشار لتصبح متساوية مع الكتب الاخرى على رفوف المكتبة، و... مستقيمة، على ما قال!
سقى الله يوما كنا فيه نقصد المكتبة العامة لنقرأ أروعالكتب التي لم نكن نملك المال لشرائها، قبل ان يقوم بإقفالها يومذاك(غازي كنعان)، حتى يتسنَّى لأصحاب المنزل الذي استأجرته البلدية كمكتبةعامة استرداد منزلهم، في وقت لم يعمد القائمقام الذي كان مكلفا أعمال البلدية (قبلعودة البلديات) الى استئجار منزل بديل فضاعت المكتبة وضاعت كتبها، لا بل سرقتوتبخرت. وما يؤلمني ان مكتبة عبده مرتضى الحسيني في بعلبك، وهي اكبر مكتبة في الشرقالاوسط يملكها شخص، تبعثرت هنا وهناك وبيع قسم منها، وبقي الآخر، فيما التَهم العفنبقيتها، لأن الدولة والجمعيات والمؤسسات لم ترد على نداءاتنا التي أطلقناها فيالسابق لانقاذ هذه المكتبة التي كانت من أثمن كنوز المعرفة في لبنان.
السؤال: هل دخلنا عصر الجفاء المكتبي؟












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس