[عبدالعزيز الخبتي]

عزيزي أبو حمودي تحية طيبة وبعد معذرة فقد تأخرت في الرد على التساؤل الذي طرحته في هذه المشاركة ولا أقول مبرراً إلا أنني مقصر في حق كل من يتصفح هذا المنتدى ولكن آمل منهم السماح والمعذرة فلم يعد الوقت كاف أمامي لأشارك كما كنت في السابق ، ومن أراد أن يكون ذا علم فلا يقبل بالمسئولية الإدارية لأنها قاتلة لطموح كل من يستشفي بالقراءة ومتابعة الجديد في تخصصه .آآآه على كل أخي أبو حمودي آمل أن تكون قد تقبلت عذري بعد تلك الآهات أما بخصوص الاستفسار الذي طرح في مشاركتك فإنني سأجيب عليه بالتالي : -أولاً : ذكرت أن مدة الدورة يومين ، وهي مدة قصيرة جداً ولا يتسع الوقت فيها لمعرفة أبعاد الرؤى المطروحة للتفعيل بل أنها غير مجدية للوصول إلى كل ما يتعلق بجوانب تفعيل مراكز مصادر التعلم ، وأن الرؤيا التي طرحت على المشرف التربوي وأقرها أمامكم ثم تراجع عنها أمام إدارة المدرسة بعد أن سبقه بالتراجع مدير المدرسة والذي قد يكون صاحب خبرة تربوية كشفت له أبعاد أخرى قد تكون سلبية لهذه الرؤيا ، وهنا أقول أن موافقة المشرف التربوي على إقرار تلك الرؤيا مباشرة وللجميع دون تجربة ميدانية لها كان سبباً رئيساً في تراجعه السريع أمام مدير المدرسة وإن كان البعد التربوي للتراجع غير واضح لي وقد يكون لكم ، ولكن عدم قبولها من بعض المعلمين لا يعني ضرورة إلغاءها ، فما لا يدرك جله لا يترك كله ، كما أنه من الطبيعي أن لا يتفق الجميع على فكرة واحدة أو رؤيا وهذا من سنن الحياة بل هو أمراً صحياً من وجهة نظري الخاصة ، لأن الرفض قد يثير تفكيري للبحث عن أسباب عدم القبول لدى فئة معينة وقد تكون على صواب وأنا على خطأ ، ولعل تراجع المشرف التربوي عن هذه الرؤية سببه معرفة أبعاد سلبية للرؤيا فرأى أن تركها أفضل من تبنيها ، ولكن كان عليه أن يبين ذلك لك ولجميع الأمناء المشاركين في تنفيذها في مراكز مصادر التعلم الأخرى .ثانياً : أرى أن الخطأ في تنفيذ الفكرة ميدانياً كان خطأ فني بعدم تجريبها وإداري ويتمثل في أنه يجب على المشرف التربوي تعميمها على الميدان التربوي بشكل رسمي بعد أن يتأكد من فاعليتها وإمكانية تطبيقها لتأخذ الصفة الرسمية في التنفيذ ، وبهذا تخرج أنت وزملاءك من الحرج الذي وقعتم به .ثالثاً : يجب أن نعلم بأن مركز مصادر التعلم ليس بالضرورة أن يكون مثالياً لتنفيذ جميع الدروس بداخله فبعض الدروس لا يمكن تنفيذها داخل المركز لعدة أسباب ليس المجال مجال ذكرها ؛ لكن أهمها أن طرائق التدريس التي تناسب هذا الدرس قد لا تتناسب وطرائق التدريس التي تنفذ داخل المركز أو أن الوقت لا يفي لو أن المعلم طبق تلك الطرائق المعمول بها داخل المركز ، لذا فإن المعلم الحصيف العارف بقدرات طلابه والفروق الفردية بينهم وأنسب طرق التدريس التي يمكن عن طريقها إيصال المعلومة لهؤلاء الطلاب هو من نحرص أن يكون ذا معرفة بطرق تفعيل مركز مصادر التعلم لأنه سيكون إيجابياً لو أنه استخدم هذا المركز في العمل التربوي ، وشخصياً لست حريصاً أن يستخدم مركز مصادر التعلم معلم غير مقتنع بأهمية هذا المركز في العمل التربوي لأنه سيكون عبئاً على المركز وعلى الطلاب طيلة الفترة التي يستخدمه فيها ، ومن هذا المنطلق فإن استخدام مجموعة من المعلمين ممن تتوفر فيهم ما سبق أن ذكرت أفضل بكثير من أن يستخدم المركز كل المعلمين وفق الشكل وليس المضمون ، والأهم من ذلك أن يستخدم جميع طلاب المدرسة المركز وإن كان بعدد محدد من المعلمين .رابعاً : ليس من الخطأ أن يتراجع المشرف التربوي أمام إدارة المدرسة عن قرار سبق أن اتخذه أمامكم وحثكم على تطبيقه ، لكن الخطأ يكمن في أن يعمم فكرة دون تجريبها على فئة محددة ، كذلك من الخطأ أن ينسب الخطأ لمن طرح هذه الفكرة لأن الطرح كان اجتهاد يحتمل الصواب والخطأ ؛ لكن التعميم في التنفيذ يحمل صاحبه خطأ الفكرة أو صوابها بعد المباشرة في تعميمها وتطبيقها دون تجريبها ، ولعل كل تلك الأخطاء قليلة أما الخطأ الأكبر وهو موافقة المشرف التربوي أن تكون الزيارة لمركز مصادر التعلم من قبل المعلمين عشوائية غير مخطط لها بل هي للترفيه وتغيير المكان أكثر مما تكون للفائدة المرجوة من توظيف مركز مصادر التعلم في العمل التربوي ومن تجارب سابقة أقول ما ذكرته سابقاً ، فالتحديد المسبق بوقت كاف لتوظيف مركز مصادر التعلم في تنفيذ درس محدد يمكن المعلم من التخطيط ( تصميم التدريس ) بشكل جيد للدرس سواء باختيار أفضل طرق التدريس المناسبة له والمتوافقة مع قدرات وخبرات طلابه وحاجة الأهداف السلوكية المراد تحقيقها أو بتحديد مصادر التعلم المناسبة لموضوع الدرس ومدى توفرها داخل المركز كماً وكيفاً ؛ ولا يمكن أن يتحقق ذلك آنياً بل يحتاج إلى وقت كافٍ وتخطيط جيد ومدروس وعناية بكل جزئية تتعلق بهذا الأمر ليتحقق التعلم للطالب ويتحقق التفعيل لمركز مصادر التعلم وتتم الاستفادة من كل المصادر المعينة والمساعدة على تحقق التعلم .لذا فإن أخطر ما يواجه مراكز مصادر التعلم في الوقت الحاضر هو سوء التخطيط لتوظيفها في العمل التربوي وأكثر ما يضج مضاجعي أن تتحول في يوم من الأيام إلى موقع لقضاء حصص الاحتياط لطلاب كل معلم غائب فيكتب عليها من الجور ما كان من معاناة للمكتبات المدرسية .أخي أبو حمودي إن في النفس الشيء الكثير تجاه ما طرحته في هذه المشاركة ، لكني حاولت جاهداً أن أقتصر وأتمنى أن تكون إجابتي لك شافية .وتحياتي لك أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جرَاها ويختصم