[Pr_Battouche]

المختبرات العلمية التعاونية و دورها في إرساء دعائم مجتمع المعرفة

إن اهتمام المكتبيين والباحثين في خبايا الاتصال العلمي عموما، بسلوكيات البحث عن المعلومات العلمية والتقنية وتداولها فيما بين العلماء والباحثين لا يعد أمرا حديث العهد، حيث وضع Price مفهوم الجامعة الخفية (Collège invisible) في بداية الستينات من القرن الماضي اعتمادا على ما لاحظه من انتشار كبير لشبكات من العلاقات والاتصالات غير الرسمية التي تربط فئات محصورة من الباحثين، بهدف تفعيل بحثهم على المعلومات و تداولها فيما بينهم بشكل أفضل وأسرع. فإذا كانت هذه العلاقات تقوم أساسا على الوسائل الشفوية كأداة اتصال أساسية بين أعضائها، فإن تطور وسائل الاتصال وظهور شبكات المعلومات الإلكترونية التي أصبحت تعتمد اليوم كأهم وسيلة لتداول المعلومات بين فئات عريضة وواسعة من المجتمع العلمي والأكاديمي، أدى إلى تطور مفهوم الجامعة الخفية، وظهور مفهوم المختبرات التعاونية (Collaboratoire)، التي أصبحت تعتبر من الأدوات التي ينتظر منها أن تفتح المجال واسعا للدول النامية في طريقها للاندماج في مجتمع المعرفة، من خلال تمكينها من تخطي كل الحواجز الجغرافية والزمنية والسياسية، وكسر عزلتها العلمية والاستفادة من خبرات علماءها وأدمغتها سواء بالداخل أو بالخارج، وتطويعها لخدمة تنميها المحلية المستدامة. وتهدف هذه الورقة إلى توضيح مفهوم المختبرات العلمية التعاونية، وكذا التعرض إلى مشروع SIST الجزائر الذي يؤدي الكثير من وظائفها، ومدى مساهمته في تفعيل النشاط العلمي والبحثي كخطوة أساسية للتأسيس الفعلي لمجتمع المعرفة بالجزائر.