عرض مشاركة واحدة
قديم Aug-30-2006, 01:15 PM   المشاركة1
المعلومات

AHMED ADEL
مكتبي متميز

AHMED ADEL غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 18689
تاريخ التسجيل: Aug 2006
الدولة: الإمارات
المشاركات: 249
بمعدل : 0.04 يومياً


قلم ابن النديم / بائع الكتب

ابن النديم هو أبو الفرج محمد بن اسحق بن محمد اسحق النديم، المتوفي حوالي عام 438 هـ = 1047م. وهو يشهر بكتابه "الفهرست". وقد نشأ وقضي حياته ببغداد.

ويظهر أنه كان ذا صلة بالوراقة، وهي مهنة بيع الكتب وهي التي عاونته على تأليف كتابه الغزير المادة، والذي قضى معظم وقته في تأليفه، هو وكتاب آخر يدعى "التشبيهات".

وعلى أية حال، فإن كثرة التأليف ليست دليل النبوغ، ولا ندرتها لمؤلف واحد، دليل جهله وتخلفه، فالعبرة بالإخلاص والتجويد.

وإذا كانت المعلومات التاريخية قليلة جدًا عن حياة ابن النديم، فليس هذا بمانع من الكتابة عنه مفكرًا. وكتابه "الفهرست" وحده يعد خير تعريف به، حيث إنه عمل مثمر يعود على الناس بالنفع.

وفي كتاب الفهرس مقالات عشر، حسب تنوع الثقافة التي قرأها ابن النديم أو التي سمع عنها، وجميعها يقدم صورة واضحة لحصيلة علمية ضخمة وجدت لدى العرب، في منتصف القرن الرابع الهجري. وهذه المقالات هي:

1- اللغات والكتب المقدسة وعلوم القرآن.

2- اللغة والنحو.

3- الأخبار والأنساب.

4- الشعر.

5- علم الكلام.

6- الحديث والفقه.

7- الفلسفات.

8- الأسماء والخرافات.

9- الاعتقادات.

10- الكيمياء أو الصنعة.

وقسم المؤلف كل مقال هنا إلى عدة فنون، روي في كل فن منها أسماء الكتب وأخبار المؤلفين على اختلاف طبقاتهم. فقد ذكر الرواة والفقهاء والنحاة والمتكلمين والأطباء وغير هؤلاء، كل حسب تخصصه. وربما ذكر المؤلف المتعدد المواهب أو الكتاب المتعدد الفنون في أكثر من فن أو موضع.

وقد حاول بعض الباحثين قديمًا وحديثًا، نسبة ابن النديم إلى التشبع تارة، وإلى الاعتزال تارة أخرى، قاصدين بهذا أن يعيبوه، وأن يصرفوا الناس عن الانتفاع بحصيلة فكره، وهؤلاء الخصوم لا تحكمهم إلا العصبية المذهبية.

فلكل من الفريقين براهينه ضد الآخر، لكن يجب أن يظل موقفنا نحن محايدًا، وألا نحرم أنفسنا من الثمار الناضجة التي نجدها لدى أسلافنا، دون أن نشارك في الخصومة، كما يجب إطراح الغث مهما كان قائله.

أما مصنفنا هذا "نوادر المعارف، عند ابن النديم" فتدور فكرته حول إبراز المعلومات النادرة والطريفة، التي حكاها ابن النديم في كتابه الفهرست، والتي لا يستطيع القارئ استخلاصها إلا بعسر، وقد تمر عليه دون أن تثير اهتمامه.

ولا يظن أن مصنفي هذا يغني الناس عن كتاب الفهرس ذاته؛ فالأولوية دائمًا للأصول، وإنما قصدنا هنا التيسير والتسهيل ولفت الأنظار إلى بعض الأفكار التائهة وسط التفصيلات المتشعبة، ويبقى أن كتاب الفهرست يزخر بتفاصيل لا حصر لها وبتواريخ متعددة، وبأسماء أشخاص وأسماء كتب يصعب حصرها.

إن المعارف التي قدمها ابن النديم، إنما تصور جانبًا مشرقًا من جوانب الحضارة العربية، التي اعتمدت على العلم والمعرفة. وهي وإن وقفت تاريخيًا عند سنة 377 هـ لكنها تعتبر من أقيم المعارف وأرقاها، وهي تبدو على صورتها الحقيقية عند التشذيب والتجريد.

والمعلومات التي أوردها ابن النديم، إنما يعز على المدقق الحصول عليها في أي مصدر آخر؛ ولعل هذا راجع إلى أن ابن النديم كان يعتمد على المشاهدة والمعاصرة، واستقاء المعلومات من بعض المخطوطات التي فقدت بعد زمنه.

ولم أنتق من الأعلام هنا إلا الشخصيات التي ورد عنها بعض المعلومات الطريفة، أو الحكم الغالية، وكذلك لم أنتق من النوادر سوى المفيد للقارئ علميًا أو أدبيًا أو تاريخيًا، وقد اقتضانا هذا أن نعرض عن كل نادرة يشتم منها الإسفاف وإضاعة الوقت.

وربما نقلت بالنص دون علامات، أو لخصت، أو عبرت بأسلوبي، لكنني راعيت معنى واحدًا، هو أن أقدم الفكرة للناس في سهولة ويسر، بعيدًا عن التعقيد والتقعيد والإغراق في ذكر التواريخ والتفاصيل وأسماء الرجال والكتب.

وقد راعينا هاهنا وضع الأفكار على هيئة فقرات منفصلة داخل الفصول؛ ترويحًا عن القارئ، فيصبح وكأنه في حديقة غناء فيحاء، يتنقل بين الورود، وينشق عبير هذه الرياحين في كل خطوة يخطوها.

وفي مصنفنا هذا كثير من الأمثلة الصالحة لوضع قدوة أمام الناس، ليستنيروا بها، كما أن ذم المثالب لدى بعض السابقين إنما هو تطير للاحقين من أمثال هذه الأمور، وفي ذلك استقامة الإنسان وتحضره.

وبخلاف هذه المقدمة، فإن مادة هذا المصنف قد تشكلت على هيئة ستة عشر "موضوعًا" روعي فيها الاختصار والإيجاز إلى حد أن بعضها قد لا يزيد عن صفحة واحدة؛ ولذا لم نشأ أن نسميها فصولاً، وإن جاز تسميتها فنونًا، وهي:

الخط، اللغة، الترسل، الشعر، الغناء، الأسمار، الشعوذة، السير، كتب الشرائع، الفقه، الفلسفة، الكلام، التصوف، الهندسة، الطب، الكيمياء.
نص الموضوع موجود على الرابط التالى
http://www.kotobarabia.com/BookDetails.aspx?ID=2389












التوقيع
*لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين*

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفع ،،، بالطوب يرمى فيقذف أطيب الثمر

http://arablibrariannet.blogspot.com/
  رد مع اقتباس