عرض مشاركة واحدة
قديم May-24-2008, 01:15 PM   المشاركة98
المعلومات

سالم باشيوة
مكتبي مثابر

سالم باشيوة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 37422
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 44
بمعدل : 0.01 يومياً


افتراضي عندما سقطت نقطة الغرب أصبحنا عرباً


"عندما سقطت نقطة الـغـرب أصبحنا عــرباً"

من خلال ما تم تداوله في المنتدى حول موضوع "الأرشفة الإلكترونية" يتبين أن هناك موقفينأساسيين:
أولاً: الموقف الأول الذي يتعامل مع التكنولوجية على أنها تقدّم امتيازاتوحلولاً "عجيبة" اذا ما تمّ ادخالها في الميدان. في حين الموقف الثاني: يتوجس خيفةمن هذه الحلول، ويدعو الى التأني وتدقيق النظر ووو.... والى مراعاة التنظيم التقليدي للوثيقة.
فكلا الموقفين يبدوانصحيحين الى حدّ ما، باعتبار ان تقديم التكنولوجيا كما هي بعرض محاسنها وما يمكن انتقدمه من خدمات وحلول للمؤسسات ومراكز المعلومات والتوثيق والأرشيف، من الخطواتالأساسية الأولى التي يجب الدعوة اليها، والهدف منها ترسيب "الحمولة الفكرية" لمثلهذه الحلول، وتكوين الأرضية النظرية والتي ستؤسس للمنظومة القيمية (او المواقف) تجاه هذه التكنولوجيا.
وأما الموقف الثاني على ما ذهب إليه (أستاذنا المحترم) سفيان بوحراث، ينظر الى هذه الحلول بنظرة الميدان والتجربة، حيث عبّر عن هذه الاشكالية بقوله "في اعتقادي أن الأرشيف الإلكتروني لا يجب أن يحضى بالأولوية وبالإهتمام الزائد عن حده على حسابالأهمو هو الجوانبالتظيمية و الفنية الأرشيفية اليدوية"وهو رأي كما أسلفت نابع من تجربتهالطويلة في هذا الميدان، حيث ان المشاكل التي تعاني منها مراكز الأرشيف والتعامل معالوثيقة (بكل ما تتميز به من خصائص فيزيائية وتاريخية و..) دفعت بهذه المراكز الىالارشفة الالكترونية بغرض "حماية الأصل traçabilité" وبدرجة كبيرة، وتبقى المميزات والخدمات التي تنجرّ عنها، هي خدمات بالتبعية.
فمن خلال هذا "العصف الفكري" في مندى اليسير، يتبين ان ادخال التكنولوجية في مؤسسات التوثيق والارشيف، تمر بهذه المراحل الأساسية:
- مرحلة التهيئة النظرية، او التعبئة الفكرية للتكنولوجية المراد تطويعها، من خلال التحسيس لها وتنظيم المحاضرات او حتى تدريسها كمقررات دراسية منتظمة.
- تهيئة الظروف التنظيمية.
- التنظيم التقليدي (اليدوي) للوثائق.
- العمل على خلق جوّ مهني مسؤول يقدّر طبيعة العمل. [بمعنى ان يعي الأفراد مسؤولياتهم تجاه العمل، فإذا غاب المشرف على العمل مثلاً، فإن العمل يستمر وباحترافية لا العكس..]

وبالتالي فإننا بحاجة في الوقت الراهن الى التأسيس للمنظومة المهنية المسؤولة والواعية التي ستقدر تحديات الأمة، وفق الحمولة الحضارية التي نحملها ونختصّ بها.
فما دامت حياتنا المهنية تسير بالعبث والطيش واللامسؤولية، والتي تترجمها عبارات أصبحت في مرتبة "المشهور" من بينها (طَـبّعْ ، ما يش خدمتي ، نتاع الدولة، نخدم قيس دراهمي، ماشي داري، بحر عليهم...) وغيرها كثير.

فالارشفة عندهم (الغرب) هي تكنولوجية نابعة من احتياجاتهم، وأما الأرشفة عندنا (العرب) فهي موضة ومكياج للتباهي. [ولكل قاعدة استثناء]

هذا هو واقعنا، فكيف المفرّ؟












التوقيع
****الظروف تكيفنا دائماً، ولا تستطيع ان تتلفنا أبدا****
**** ملء السنابل تنحني تواضعا *** والفارغات رؤوسهن شوامخ
  رد مع اقتباس