[د.محمود قطر]

المكتبات المدرسية بنوك معلومات تزخــر بالمعرفة

أعد الملف :سيد الضبع
باتت المكتبات المدرسية مرتكزاً لكثير من الأنشطة التربوية والتعليمية داخل المدرسة وبنوكاً تزخر بكنوز المعلومات، بعد الطفرة التطويرية التي شهدتها تلك المكتبات، الأمر الذي جعلها نظاماً فرعياً للتعليم، يتفاعل مع النظم الفرعية الأخرى داخل المدرسة.



ولأهمية دورها في تعزيز القدرات الإبداعية والفكرية للطلبة حرصت "العلم اليوم" على استعراض ذلك الدور ومدى توافقه مع متطلبات الميدان التربوي في ظل المستجدات الدولية المتسارعة، إضافة إلى استعراض الخطط التطويرية التي استهدفت تلك المكتبات وانتقلت بها من الدور المساهم إلى الدور الداعم لتنفيذ العديد من البرامج والأنشطة التربوية.

في البداية أوضحت خديجة أحمد عبدالله، رئيس قسم التقنيات ووسائل التعلم بوزارة التربية والتعليم، أن المكتبات المدرسية في مختلف المدارس الحكومية التابعة للوزارة في دبي والإمارات الشمالية شهدت نقلة نوعية وتطويراً شاملاً في مختلف مرافقها وما زالت عملية التطوير التي تتم على مراحل مستمرة حتى يتم الانتهاء من تطوير جميع المكتبات المدرسية، بما يتوافق مع المستجدات الدولية، لافتة إلى أن الوزارة أطلقت مشروع تطوير المكتبات المدرسية وتحويلها إلى مراكز لمصادر التعلم وبالفعل تم الانتهاء من المرحلة الأولى بالمشروع .

حيث تم تطوير 50 مركزاً كمصادر تعلم تطويراً شاملاً، يتوافق مع أحدث المستجدات العالمية في ذات المجال. ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الثانية التي تضم 50 مكتبة أخرى خلال الفترة القصيرة المقبلة، مؤكدة أنه تم اتباع آليات عدة لتطوير المشروع بشكل مرحلي، جاء في مقدمتها، إعداد أحدث المعايير والمواصفات العالمية للأثاث المطور لمراكز مصادر التعلم في مدارس الحلقة الأولى، إذ تمت إضافة وحدات أثاث جديدة تتناسب والمرحلة العمرية للطلبة بمواصفات مطورة وألوان جاذبة لتلك المرحلة، وتجهيزات تقنية كالسبورات الذكية، إضافة إلى مصادر تعلم مطورة ووسائط تعليمية إلكترونية.



نظام إلكتروني متكامل

وعن التطور الإلكتروني الذي شهدته المكتبات المدرسية، أكدت خديجة أحمد أن الوزارة تسعى إلى تطوير أداء المكتبات وخدماتها، من خلال تطبيق نظام إلكتروني متكامل يتوافق مع أحدث المعايير العالمية المعتمدة لإدارة المكتبات المدرسية، لافتة إلى أن ذلك النظام تم تصميمه بواسطة مجموعة من الخبراء في مجال البرمجيات وتكنولوجيا المكتبات والمعلومات، ليلبي جميع الاحتياجات التي تتطلع إليها المكتبات العربية بمختلف أنواعها، سواء كانت عامة أو أكاديمية أو مدرسية.

وتم تصنيف ذلك البرنامج ضمن البرامج المعتمدة، حيث إنه يطبق ما يسمى بحقول مارك MARC 21 للتعامل مع جميع أنواع وأشكال مصادر المعلومات. كما أنه يعمل من خلال بيئة عمل الإنترنت بالكامل، وكذلك بواسطة الشبكات الداخلية من داخل المكتبة وخارجها عبر الويب، لافتة إلى أن ذلك النظام شمل 50 مركز مصادر تعلم في المرحلة الثانوية بدبي والمناطق الشمالية.

وسيتم تنفيذ دورات تدريبية مكثفة لاختصاصيي مصادر التعلم المستهدفين باستخدام النظام، وذلك لضمان نجاح عملية التطوير والارتقاء بمفهوم المكتبة وأسلوب تأدية الخدمات بها لمستويات متقدمة وبدرجة عالية من الوضوح والكفاءة، والمشاركة خلال شبكة الإنترنت في إتاحة المعلومات ومصادر التعلم، وسيتم تزويد 91 مركز مصادر تعلم بنظام صوتي مطور.



التعلم الذاتي

من جانبه أوضح الدكتور أحمد يوسف حافظ موجه أول المكتبات بوزارة التربية والتعليم، أن الهدف العام من تطوير المكتبات وتأسيس مراكز مصادر التعلم هو توفير بيئة تعليمية مناسبة تتيح للمتعلم الاستفادة من أنواع متعددة ومختلفة من مصادر التعلم، وتهيئ له فرص التعلم الذاتي وتعزز لديه مهارات البحث والاكتشاف، وتمكن المعلم من اتباع أساليب حديثة في تصميم مادة الدرس، وتنفيذها وتقويمها.

مشيراً إلى أن وتيرة التطور المتسارعة التي فرضت نفسها بقوة على مختلف الميادين، وتحديداً الميدان التربوي؛ دفعت إلى ضرورة تحول المكتبات المدرسية من شكلها التقليدي المتعارف عليه إلى مراكز مصادر تعلم معنية بتقديم خدمات متعددة للطلبة والمعلمين، غير مقتصرة على توفير الكتب والقصص والدوريات المطبوعة.

لذلك تم جمع المواد المطبوعة مع المواد السمعية والبصرية وما تتطلبه من أجهزة تقنية في تشغيلها في مكان واحد، أطلق عليه مركز مصادر التعلم. وقد أدى هذا التحول إلى تغير في المفهوم والأهمية والأهداف والوظائف والمكونات. وعليه يمكننا أن نعرف مركز مصادر التعلم بأنه بيئة تعليمية تحوي أنواعاً متعددة من مصادر المعلومات، يتعامل معها المتعلم وتتيح له فرص اكتساب المهارات والخبرات وإثراء معارفه عن طريق التعلم الذاتي.

المصدر