عرض مشاركة واحدة
قديم May-27-2003, 09:00 PM   المشاركة1
المعلومات

أبـوفـيـصـل
إدارة المنتدى

أبـوفـيـصـل غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 391
تاريخ التسجيل: Aug 2002
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 2,363
بمعدل : 0.30 يومياً


افتراضي مستقبل أقسام المكتبات والمعلومات

علي بن سعد العلي ، صحيفة الرياضإن عملية استشراف المستقبل من أهم الخطوات التي على ضوئها توضع وتبنى الخطط وهذا الأمر لا يقتصر على فئة دون أخرى، بل يشمل الجميع كيانات وأفراداً. حديثنا اليوم هو عن مستقبل أقسام المكتبات والمعلومات في عصر سريع التغير والتطور في جميع مناحي الحياة ولابد لأي تخصص إذا أراد الاستمرار والحياة، أن يؤقلم نفسه ويطور حاله لكي لا يموت ويندثر.تتنادى الأصوات بالتركيز على التخصصات التي تواكب متطلبات العصر وحاجة السوق، وهذا أمر منطقي ومطلب وجيه يفترض أن يعمل به الجميع بمختلف تخصصاتهم وتوجهاتهم. فبالنسبة لأقسام المكتبات والمعلومات وهي موضع حديثنا، فوضعها الحالي يجعلها أحد هذه التخصصات التي ينادي العديد بتقليص وضعها وحجمها بحجة كون خريجيها لا يوجد لهم مكان في سوق العمل في وقتنا الحاضر وهو أمر واقع للأسف. إن الأمر من وجهة نظري لا يكمن في عدم أهمية التخصص ولا في قيمة الدور الذي يقوم به المختصون من أهله، ولكن الأمر يكمن في عدم مواكبة التخصص للتغير والتطور الحاصل حوله وهو ما أدى إلى وجود حالة أشبه بالتضاد بين ما هو مطلوب وما هو متوافر. من المهام والأدوار الأساسية لعلم المكتبات والمعلومات والتي لا تتغير أو تتبدل مهما كانت المتغيرات الطارئة من حوله هي مهمة أو دور القيام بخدمة توفير المعلومات التي تلبي رغبات وحاجات مجتمع المستفيدين، ولكن ذلك لا يعني الركون إلى هذا الدور ومن ثم التقاعس عن مواكبة المتغيرات الحاصلة في مجالات التقنية أو الاتصالات، بل المطلوب هو أن نمتاز بالمرونة الكافية والقدرة على تبني وتسخير هذا التطور الحاصل لكي يكون لنا القدرة على المنافسة في سوق لا تقبل إلا من يكون قادراً على تلبية متطلباتها وإلى مجتمع من المستفيدين يطمح ويرغب أن تتواكب خدمة ومهمة تقديم وتوفير المعلومات مع التطور الحاصل والذي يسهل عليهم - مجتمع المستفيدين - الحصول على المعلومة بأسهل وأسرع الطرق الممكنة. ما سبق يدعوني للقول أن مستقبل علم المكتبات والمعلومات ليس بمظلم بل أكاد أجزم من أن المستقبل أمامه مشرق إذا تمكن المختصون من وضع الآليات المناسبة لعمل نقلة نوعية في هذا المجال فالدلائل تشير إلى أن التطور التقني والعلمي الحاصل وكذلك الانفجار المعلوماتي الحالي أعطى للتخصص مجالاً أوسع وأرحب لأن يؤدي دوراً حيوياً هاماً في المجتمع.. وهذا لن يتأتى إلا إذا تمكن المختصون والمهتمون من ادراك هذا الوضع ومن ثم التعامل معه على أساس ذلك. من هذا المنطلق فإن دور أقسام المكتبات والمعلومات لدينا مهم جداً لأنها تحمل على عاتقها مستقبل تكوين التغيير المرجو من خلال إعداد وتخريج طلبة مؤهلين لمواصلة المشوار ومن ثم التطلع لعصر جديد وتقنيات أجد. لذلك فإن المطلوب هو الاسراع في تحديث مناهج وبرامج التخصص بما يتواكب مع متطلبات العصر واحتياجات السوق. فبداية الخطوة تأتي عن طريق عمل دراسات جدوى عن مدى حاجة السوق لمختصي ودارسي علم المكتبات والمعلومات وكذلك معرفة المهارات التي يطلبها سوق العمل ولها حاجة كبيرة ومن ثم محاولة صياغة وتشكيل مقررات الاقسام على ضوء ذلك. كذلك لابد أن يتم التركيز على البرامج العملية ومحاولة ايجاد مناهج تفاعلية بين الطالب والمنهج وذلك بإعطاء الطلاب الفرصة بأن يطبقوا عملياً ما تعلموه نظرياً لكي يكونوا مؤهلين للنجاح في مجتمع وعصر اقل ما يقال عنه عصر التقدم التقني والانفجار المعلوماتي وعلى سوق تتطلب توافر مهارات عالية للتعامل مع ذلك الوضع. ايضاً، التواصل بين أقسام المكتبات والمعلومات وخريجيها يجب أن لا ينقطع، فاستمرار التواصل يتيح للأقسام معرفة مدى نجاح سياستها التعليمية وذلك عن طريق معرفة مستقبل هؤلاء الخريجين ومدى نجاحهم في التأقلم مع سوق العمل عن طريق مدى تحقق رغباتهم في أعمال تواكب مؤهلاتهم












  رد مع اقتباس