عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-21-2009, 11:01 AM   المشاركة279
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


افتراضي

خلال الأسابيع الماضية شهدت الساحة الثقافية العربية صخبا غير معهود احتجاجا على دعوة اسرائيل كضيف للشرف في معرضي تورينو وباريس للكتاب بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسها.
تنادى الكتاب والناشرون لمقاطعة المعرضين، فاتفق البعض واختلف الآخر ، وشهدت صفحات الصحف والمواقع الالكترونية سجالات ونقاشات بل و تراشقا بالتهم.
ولعل لسان حال الجمهور العربي ما بين قارئ ومشاهد ومتفرج كان يقول: معرض لندن قادم (14-16 ابريل/ نيسان)، فماذا أنتم فاعلون ؟ ففي معرض لندن كما يقول المثل العربي الأصيل "خلي الميدان لحميدان" بفضل إدارة المعرض التي قررت استضافة العالم العربي كضيف شرف والمجلس الثقافي البريطاني الذي دعا عددا هائلا من الكتاب العرب من المحيط الى الخليج ومن العمالقة الى المبتدئين الى الوسط، ونظم لهم الندوات والمقابلات وحلقات النقاش. فهل عوضت كل تلك الفعاليات غيابهم عن معرضين مهمين ؟
هكذا بدا أحد الأجنحة العربية

الناشرون يأملون خيرا
في جناج "مؤسسة محمد بن راشد" استوقفني ركن مكتوب عليه "إتحاد الناشرين العرب" فقررت التحدث الى ممثلي أولئك الناشرين حول استعداداتهم ومخططاتهم وآمالهم، فلم أجد منهم أحدا.
تفضلت آحدى الموظفات ولفتت انتباهي الى أن هذا ليس مقرهم الرسمي بل هم يتواجدون فيه أحيانا لأن تعاونا يربطهم بمؤسسة محمد بن راشد، فقلت أبحث عن مقرهم الرسمي. حين اهتديت اليه وجدته فارغا، نظرت في ساعتي فوجدتها تجاوزت الواحدة والنصف بقليل، قلت ربما كان وقت الغداء.
خرجت من هناك متابعا جولتي فوجدت الأجنحة الأخرى تعج بالناس. لم أستسلم، فلا بد من الاستماع الى الناشرين، واستغللت موعدا ذا طابع شخصي لي مع مدير المؤسسة العربية للدراسات والنشر ماهر الكيالي وأجريت معه مقابلة.
ماهر الكيالي أحضر معه ملخصات لكتب بالإنجليزية


أول ما لفت انتباهي وأردت الاستفسار عنه من الكيالي هو انني مثلا زرت الجناح الصيني ولم أر فيه كتابا واحدا باللغة الصينية، بل كلها باللغة الانجليزية وهذا مفهوم، فلماذا تتكاثر الكتب باللغة العربية على رفوف أجنحة الناشرين العرب وتكاد تغيب الترجمات الانجليزية ؟ وكيف سيثيرون اهتمام ناشر انجليزي ؟
كان الجواب انه مثلا أحضر معه ترجمة لأجزاء من الكتب التي يريد عرضها على ناشرين بريطانيين.
وجهت لماهر الكيالي سؤالا آخر يتعلق بشكوى كثيرا ما سمعتها من كتاب عرب أن الناشرين الأوروبيين معنيون فقط بأعمال أدبية تكرس صورة نمطية للعرب كما يراهم الأوروبيون، وأن الأعمال الأدبية التي تصور قمع المرأة وتسلط الرجل العربي وتلك التي تتطرق الى موضوع الارهاب فضلا عن الكتب التي تنقل صورة غريبة ومثيرة (exotic) للواقع العربي هي التي يرحب بها الناشرون الاوروبيون وخاصة البريطانيون.
قال لي الكيالي ان ذلك مرده رغبة دور النشر الغربية بمجاراة السوق وتوزيع أكبر عدد ممكن من النسخ.
أما عن رأيه فيما اذا كان بامكان الكتاب والناشرين العرب تعويض غيابهم عن معرضي باريس وتورينو فقال الكيالي انه "يأمل خيرا".
الكتٌاب: الحاضر يغني عن الغائب ؟
حين نتصفح برنامج فعاليات المعرض نلاحظ على الفور غياب بعض الأسماء اللامعة: أين محمود درويش الذي أعادت أمسيته الشعرية في معرض فرانكفورت الاعتبار الى الفعاليات العربية فيه ؟ لماذا لم يحضر الياس خوري، وهو المعروف أوروبيا ؟ ولماذا غابت أهداف سويف وحنان الشيخ وكلاهما تكتبان باللغة الانجليزية ومعروفتان للقارئ البريطاني ؟
وجهت الاسئلة الى ليلى حوراني المديرة الاقليمية للتبادل الابداعي في المجلس الثقافي البريطاني في دمشق ، فقالت ان هؤلاء جميعا تلقوا دعوات ولكنهم اعتذروا لأسباب خاصة بهم.
أما من حضروا فقد مثلوا تنوعا غطى جميع أرجاء العالم العربي: من السعودية الى الجزائر والمغرب مرورا بلبنان ومصر وفلسطين.
حضر شعراء ونقاد وكتاب روائيون، وكان الحضور جيدا في الفعاليات، ولكن غاب الكتاب والنقاد البريطانيون عن الفعاليات العربية، فالحضور كانوا إما من العرب أو من الأوروبيين المهتمين بالأدب العربي، وشهدت الفعاليات التي حضرتها نشاطا معقولا، ولكن غاب التفاعل الثقافي، اعني كان يمكن أن تعقد ندوات مشتركة ليتعرف الكتاب والنقاد والناشرون البريطانيون على الثقافة العربية حتى لا تقتصر معارفهم، وهم المؤثرون في تشكيل وعي القارئ البريطاني، على الافتراضات النمطية.
كان يمكن أن يدعى كتاب مثل مارتن إيميس المعروف بآرائه المثيرة للجدل الى حلقة نقاش ليروا ان كان معاديا للعرب والمسلمين فعلا أم مفكرا مستقلا وشجاعا.
لماذا لم يكن هناك معرض لتاريخ الحضارة العربية والإسلامية مثلا حتى يعرف زوار المعرض الكثيرون أنها لم تبدأ بأسامة بن لادن ؟ أين عروض الدبكة والرقص الشعبي والموسيقى العربية ومعارض الفن التشكيلي ؟
في النهاية ليس هناك مؤشر الى أن العالم العربي هو ضيف الشرف في هذا المعرض سوى لافتة كبيرة فوق أجنحة الناشرين العرب التي عرضت فيها بعض الكتب بلغة لا يفهمها معظم الزوار، وندوات في قاعات صغيرة مغلقة شارك فيها عرب وقليل من الأجانب المهتمين.
بانيبال: وسيط محايد
بين الأجنحة العربية في المعرض نجد ركنا لبانيبال، وهي مؤسسة ثقافية أسسها قبل أكثر من عشر سنوات الكاتب العراقي صموئيل شمعون ومارجريت أوبانك، لتصبح وسيطا بين الأدب العربي والقارئ البريطاني. وأثناء تجوالنا على الفعاليات العربية نجد موادا إعلامية لبانيبال تعرف بنشاطها.
بانيبال شعلة من النشاط


مارجريت تقول ان دور بانيبال المتميز يكمن في أنها مؤسسة مستقلة غير مضطرة لمجاراة توقعات القارئ وبالتالي فالعامل الوحيد في اختيارها للأعمال الأدبية العربية التي تترجمها الى الإنجليزية هو الجودة، وهي غير معنية بالنجوم الا اذا كان وراء نجوميتهم مستوى أدبي راق.
حازت مجلة بانيبال هذه السنة على جائزة"إنك ريترز" البريطانية لسنة 2008 بسبب "مساهمتها الفائقة في دنيا الأدب"، وهو اعتراف رسمي بريطاني بمكانة بانيبال ونجاعة فعالياتها، أما الإعتراف العربي بهذه المكانة فاسألوا عنه الكتاب العرب الذين يقدرون الجهود المتفانية لمؤسسي بانيبال في ايصالهم للقارئ باللغة الإنجليزية دون اضطرارهم لتقديم تنازلات مبدئية فيما يكتبون .

الرابط

http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/world_news/newsid_7349000/7349996.stm













التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس