عرض مشاركة واحدة
قديم Aug-20-2006, 02:21 AM   المشاركة5
المعلومات

هدى العراقية
مشرفة منتديات اليسير

هدى العراقية غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 15536
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: العــراق
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي الأعلام العرب في المكتبات والمعلومات

عرين تحاور عدداً من الشخصيات على صعيد

المكتبات والمعلومات في الوطن العربي ..
لقاء


قامت "عرين" وعلى هامش الندوة العلمية الأولى للوثيقة العربية والمؤتمر العام الثاني للنادي العربي للمعلومات بإجراء حوارات عدة مع بعض الشخصيات المشاركة في الفعاليتين المشار إليهما أعلاه، هذه الشخصيات·· لها حضور فاعل في مجال التوثيق والأرشيف والمعلومات في الوطن العربي، وقدمت إسهامات لها مكانتها في حقلي المكتبات والمعلومات سواء كان ذلك على صعيد المؤلفات والكتب أو المشاركات العربية والإقليمية والدولية في محافل علمية وفي المؤتمرات والندوات وورشات العمل عبر المحاضرات والبحوث والدراسات والأوراق العلمية في الموضوعات والمحاور المعنية ·· إضافة إلى المسؤوليات والأعمال الموكلة لتلك الشخصيات (سابقاً وحالياً) في إدارة مؤسسات ومراكز تعمل في حقول المكتبات والتوثيق والأرشيف والمعلومات·وكانتالحوارات مع كل من : أ·د عامر قنديلجي مدير عام دار الكتب والوثائق في بغداد سابقاً،


والذي يعمل حالياً كأستاذ في كلية المكتبات والمعلومات في الجامعة المستنصرية ود· قاسم عثمان نور عميد المكتبات في جامعة جوبا وأستاذ علوم المكتبات في الجامعة السودانية والسيد محمد محمود بحيص مدير عام مركز الأرشيف الوطني الفلسطيني والسيد عماد أبو عيد مدير مكتبة عبد الحميد شومان العامة ورئيس فرع النادي العربي للمعلومات في الأردن·والسيد مصطفى عريش مدير المبادلات والتطوير في المديرية العامة للأرشيف الجزائري





·أ·د· عامر إبراهيم قنديلجي

النادي العربي للمعلومات خطا خطوات جريئة وجادة
على مستوى النشاطات التوثيقية والوثائقية والمعلوماتية المختلفة

* ثمة تعريفات كثيرة للوثيقة··،وهناك خلط بينها وبين مصطلحات أخرى (كالأرشيف مثلاً)·· كيف تعرفون الوثيقة؟·· وماهو دورها في حياة الأمم حضارياً وثقافياً؟··
** الوثيقة بمفهومها العام والتي يقابلها بالإنكليزية Document تعني كل وعاء أو مصدر من مصادر المعلومات، سواء كان هذا المصدر كتاباً أو مجلة أو جريدة أو فيلماً أو صورة أو إجازة سياقة أو مخطوطة أو قرصاً ليزرياً أو قرصاً ممغنطاً··وإلخ·أما الوثيقة الأرشيفية التي تعني Archives، تعني الوثائق المحفوظة في مراكز حفظ الوثائق التي تحمل معلومات تاريخية وقانونية، والتي كانت في يوم ما معلومات حية يتعامل بها الأفراد وتتعامل بها المؤسسات والدول·· كذلك فإن الوثائق الأرشيفية هي الوثائق الرسمية وغير الرسمية التي تتعامل بها الدوائر والمؤسسات والأفراد، ويسميها بعضهم (الوثائق الإدارية)· كذلك هنالك تعريف (الأرشيف الصحفي) والذي يعني المصادر المتوفرة في قسم المعلومات الصحفية في الصحف والمجلات والتي تشتمل على القصاصات الصحفية والمراجع والوثائق الأخرى المكتوبة والمطبوعة أو المسموعة والمرئية أو حتى المحوسبة·وهنا لا بد أن نشير إلى أن كلمة أرشيف غير عربية فهي مشتقة من كلمة Archives بالإنكليزية والفرنسية، وهذه هي الأخرى مشتقة عن الكلمة اليونانية Archivum وهكذا، وتعني مصادر المعلومات التي تعود إلى المؤسسات والأفراد، وانتهى العمل بها وأصبحت لها قيمة قانونية أو تاريخية أو سياسية·· ولا يعني ذلك أن كل وثيقة أرشيفية ينبغي أن تحفظ وتخزن، وإنما الكثير منها لا أهمية مستقبلية لها سواء للأفراد والمؤسسات والدول·

* هل تختلف الوثيقة العربية عن سواها من وثائق الشعوب الأخرى من حيث الشكل والمضمون وطبيعة دورها··؟ وهل اختلف هذا الدور في الماضي عنه في الحاضر؟ وكيف تجلت آلية هذا الاختلاف؟
** بما أن الوثيقة تعني تسجيل تراث ونشاط الدول والأمم، وبما أن أمتنا العربية لها عراقة وحضارة معروفة، فوثائقها لها أهمية خاصة لكي تعكس مثل هذه الحضارة والتطورات والاكتشافات التي أوجدتها للعالم الذي كان معظمه يسبت في ظلام الجهل وعدم المعرفة··كذلك فإن للوثيقة العربية أهمية خاصة حتى بعد أن تراجعت الحضارة العربية، وحاول الأجانب اغتصاب حقوقها، فالرجوع إلى الوثائق يساعد أمتنا العربية في المطالبة بحقوقها المغتصبة·

* هناك من يقول: إن دور الموثق انتهى·· منطلقين مما أفرزته السنوات الأخيرة من تطور تكنولوجي هائل في حقل التوثيق·· فما رأيكم··؟!
** إن دور الموثق دور مهم وأساسي لأنه الإنسان الذي يتعامل مع الوثائق من حيث جمعها وتحديد أهميتها، ومن ثم تنظيمها وفهرستها وتصنيفها أو عمل الكشافات والمستخلصات المطلوبة بها تسهيلاً لوصول الباحثين والمستفيدين إلى معلوماتها·وقد تطور دور الموثق المعاصر عند التعامل مع مختلف أنواع تكنولوجيا المعلومات فأصبح يتعامل مع الوثائق والمصادر بشكل يتناسب مع هذا التطور·· فعلى سـبيل المثال أصبح يسـتخدم المكنز (Thesaurus) بدلاً من قوائم رؤوس الموضوعات، وأصبح يستخدم ما تسميه بالواصفات (Descriptors) بدلاً من رؤوس الموضوعات· وذلك بفرض الاسترجاع السريع والدقيق للمعلومات والربط بين مثل هذه الواصفات عن طريق الربط البولياني وما شابه ذلك·

* أدت الوثيقة دوراً كبيراً في تصحيح بعض أخطاء المؤرخين (كالعملات والطوابع مثلاً··) ألا يعني ذلك أن الوثيقة تخدم الماضي بقدر ما تخدم الحاضر؟
** نعم الوثيقة تخدم الماضي وتخدم الحاضر، أضف إلى ذلك أنها تخدم المستقبل·· لأن المثل يقول: "زرعوا فأكلنا ونزرع فيأكلون" أي إنه مثلما وثق أباؤنا وأجدادنا، ينبغي أن نوثق نحن لأجيالنا المستقبلية، أولادنا وأحفادنا، لكي يستفيدوا منها في التعرف على تراثهم وحضارتهم وحقوقهم··

* تحتوي مقتنيات متحف اللوفر من سحر الشرق الغامض على أوان ونقوش بعض المدن الأسطورية مثل ماري وبابل·· ألا يدل ذلك على أهمية دور الوثيقة العربية في حضارة الغرب؟ وكيف يمكننا تفعيل هذا الدور في وقتنا الحالي؟
** ينبغي علينا نشر الوعي الوثائقي عند أبنائنا وشعوبنا، وخاصة ما يتعلق بماضينا الغني بالوثائق مختلفة الأنواع سواء كانت رقماً أو ألواحاً طينية في وادي الرافدين والشام أو أوراق البردي في وادي النيل، وغير ذلك من الوثائق المكتوبة والمدونة التي تروي قصص تاريخنا العريق وحضارتنا·

* قدمت الرقم والألواح الطينية التي ضمتها مكتبات بلاد الرافدين خدمة جليلة للحضارة الإنسانية،فما الذي قدمته الوثيقة العراقية في هذا المجال؟
** الوثيقة العراقية، سواء كانت قديمة بشكل ألواح طينية اكتشفت في المواقع المتعددة في العراق القديم (وادي الرافدين) وخاصة مكتبة آشور بانيبال وتصنيفها الملكي المعروف والذي يعد أول تصنيف في العالم، إضافة إلى كون المكتبة نفسها من أقدم المكتبات في العالم·


بطاقة تعريف·· أ·د· عامر إبراهيم قنديلجي


ـ أستاذ قسم المكتبات والمعلومات الجامعة المستنصرية وعضو الهيئة الإدارية للجميعة العراقية للمكتبات والمعلومات -
ماجستير بعلم المكتبات والمعلومات - جامعة كنت- أوهايو- الولايات المتحدة الأمريكية 1969 · -
أطروحة (معادلة للدكتوراه) - علم المكتبات والمعلومات - جامعة كنت- أوهايو- الولايات المتحدة الأمريكية 1973 · -
دكتوراه (ثانية) بعلم المكتبات والمعلومات- الجامعة المستنصرية-بغداد· -
أمين توثيق، مكتبة الأمم المتحدة، نيويورك، 1973-1977 · -
عضو هيئة تدريسية-قسم المكتبات والمعلومات- الجامعة المستنصرية بغداد، من عام1977 مدير عام مركز التوثيق الإعلامي لدول الخليج العربي 1980-1985 -
مدير المكتبة المركزية للجامعة المستنصرية 1978-1980 -
مدير عام دار الكتب والوثائق - بغداد، 1992-1994 -
محاضر في قسم الإعلام - جامعة بغداد، 1997-2001 -
محاضر في قسم نظم المعلومات - كلية المنصور الجامعية، منذ عام 1999 -
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والعالمية في مجالات الأشيف والتوثيق والمعلومات· -
له أكثر من 25 كتاباً في مجال التوثيق والمعلومات وأكثر من 70 بحثاً في المجال ذاته·

الوثيقة العراقية تتمثل أيضاً في التراث الذي تركه لنا الأجداد إبان الحضارة العربية التي كان مركزها بغداد· ومعها اكتشافات علمائنا في الطب والفلك·· والذي أفاد العالم، ومنه العالم الغربي في نقل المعلومات الحضارية له·

* ما أهم الطرق المستخدمة حالياً لحفظ الوثائق ومعالجتها، وهل ترون أنها تسهم في إطالة عمر الوثيقة؟!
** هنالك عدد من الوسائل والطرق في حفظ الوثائق وتخزينها، منها الطرق التقليدية وهي قاصرة وبعيدة عن أساليب الحفاظ المتطورة· وتتبع بعض مراكز الوثائق أسلوب الترميم وإضافة بعض المواد الكيماوية للوثائق للمحافظة علىها لأطول فترة ممكنة·وهنالك وسيلة التصوير والتوثيق المايكروفيلمي، أي بتحويل الوثائق إلى أشكال مصغرة فيلمية أومسطحة (مايكروفيش)·


* شاركتم في فعاليات الندوة العلمية الأولى حول الوثيقة العربية ما تقويمكم للندوة كمحاور·· وما مدى أهمية مثل هذه الندوات والملتقيات العربية على صعيد الوثيقة؟!
** الندوة هذه لها أهمية خاصة بالنسبة لي، وأشكر مركز المعلومات القومي والنادي العربي للمعلومات على إتاحة هذه الفرصة للمشاركة في هذا الملتقى العلمي القومي، وزيارة سورية الشقيقة·أعتقد، في هذه المناسبة، أن النادي العربي للمعلومات قد خطا خطوات جريئة وجادة على مستوى النشاطات التوثيقية والوثائقية والمعلوماتية المختلفة· ونأمل متابعة وتفعيل مقترحات وتوصيات هذه الندوة، وكذلك الاستمرار بمثل هذه الأنشطة العملية والقومية التي تكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة من تاريخ أمتنا الحاضرة والتحديات التي تواجهها·

أ· د· قاسم عثمان نور

لقـد اسـتفادت الحـضارة الغـربية كثيراً من المخطوطات والرسائل العربية
نظراً لمكانة وأهمية الحضارة العربية بين حضارات الأمم

* بداية ماهو انطباعكم عن الندوة العربية الأولى حول الوثيقة العربية وماذا قدمت هذه الندوة؟

** مبادرة طيبة بل ممتازة من النادي العربي للمعلومات تلك التي تبناها وأخذالنادي قصب السبق في اقتراح يوم الوثيقة العربية الذي أقرته اليونسكو وعممته على كل الدول العربية، حيث أصبح يوم 17 أكتوبر يوماً للوثيقة العربية في كل أرجاء الوطن العربي، واجتماع مثل هذه المجموعة من العلماء والاقتصاديين والموثقين وعقد مثل هذا اللقاء وتقديم مثل هذه الأوراق والمحاور هو في الحقيقة خدمة جليلة لعلم الوثائق العربية وخدمة للمواطنين العرب وللتاريخ العربي الإسلامي· ?

ماذا عن علم الوثائق ومدى ارتباطه بالتاريخ الإسلامي؟
** علم الوثائق الإسلامي: من العلوم التي لها أصول وقواعد وجذور عميقة من التاريخ الإسلامي، حيث ارتبط علم الوثائق ارتباطاً عميقاً وقوياً بتاريخ الشعوب الإسلامية: التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري والأدبي والثقافي، وهو تاريخ حياة الشعوب وليس تاريخ الملك والملوك والحكام وقادة الجيوش ·وأعطى العلماء المسلمون والعرب أهمية كبيرة لهذا العلم فأصدروا فيه مجموعة من المصنفات التي تناولت أصوله وأدواته ومناهجه وأدبه، ومن تلك المصنفات :كتاب صبح الأعشى للقلقشندي ومؤلفات ابن منجد الصيرفي وكتاب الرسائل ومؤلفات ابن خلدون وأدب الكتّاب لابن قتيبة·· وكل تلك المؤلفات تؤكد أن هذا العلم ـ علم الوثائق ـ من العلوم التي وضع أسسها وقواعدها العلماء العرب والمسلمون··وليس كما يدّعي بعضهم بأن علم الوثائق يرجع تاريخه إلى العصر الشارلماني أو القرن الثامن عشر الميلادي، فقد سبقت المؤلفات العربية في ذلك المجال ـ المؤلفات الأوربية بعدة قرون·

* أسس العرب قديماً وعرفوا أنواعاً كثيرة للوثائق الديوانية ·· ففي أي العصور عرفت وبماذا كانت تُعنى؟
** هي تلك الوثائق والأوراق التي تصدرها الدولة على كل مستوياتها وتأخذ الطابع القانوني والإداري، وتصدر بموجبها القرارات والقوانين وتقوم عليها الحجج القانونية· وعرفها المسلمون من عهد الخلفاء الراشدين، وأول من ابتدعها الخليفة عمر بن الخطاب (حوالي سنة 20 هـ) فكان أول من أقام ديوان الجند وأنشأ أول خزانة للوثائق أطلق عليها، >بيت القراطيس<، وبعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية وتوسعها وتعاقب الخلفاء والولاة والحكام، أنشئت دواوين عدة فكان هناك ديوان الخراج وديوان الجند وديوان البريد وديوان الرسائل(الإنشاء) وكان يتم اختياررؤساء الدواوين من بين العلماء والأدباء خاصة كتّاب الرسائل، حتى تولى بعض الكتّاب منصب الوزارة وبخاصة في العصر العباسي والفاطمي·وقد تركت لنا تلك الدواوين ذخيرة قيمة من الرسائل سجلها مؤلفون أمثال: الطبري واليعقوبي وابن الأثير وابن خلدون· ?

وماذا عن وثائق ماقبل الإسلام؟
** يقال بأنهم وجدوا مثلاً في الكعبة المشرفة بعض الأوراق، وذكر ابن النديم في >الفهرست< أنه اطلع على رقعة فيها دين لعبد المطلب على أحد التجار، ومعروف وضع المعلقات على جدران الكعبة، كذلك هناك النقوش الحجرية التي مازالت موجودة في الحجاز والرقم الطينية في بلاد الرافدين والبرديات في الحضارة الفرعونية والرق في الحضارة الرومانية وجميعها تعد وثائق قبل الإسلام·و دور العرب الهام في اكتشاف الورق أدى إلى انتشار الوثائق ثم الطباعة ثم وصول الوثائق إلى الأندلس ومنها إلى إيطاليا وفرنسا وسائر أوربا·ثم أتى غوتنبرغ بآلة الطباعة اليدوية وطبع أول إنجيل في القرن الخامس للميلاد· ?

ماهي مصادر تكون الوثائق في السودان خلال التاريخ والمراحل التي مرّت بها؟
** السودان عرف الإسلام من بدء فجر الدعوة النبوية الشريفة، وفي عهد عمر بن الخطاب وولاية عمرو بن العاص على مصر، كانت في أول حملة على أرض النوبة وكان ذلك في حوالي سنة 21 للهجرة والثانية في عهد عبد الله بن أبي سرح القائد العربي الذي عقد مع النوبة معاهدات عرفت بـ عهد القبط (وكلمة القبط مأخوذة عن البيزنطيين وتعني المعاهدات والاتفاقات التي تعقد بين جماعة وأخرى، واستمرت تلك المعاهدات أو الهدنة بين النوبة والمسلمين عدة قرون، يتم بموجبها دفع جزية سنوية لخليفة المسلمين، وأخيراً تمكن المسلمون من الاستيلاء على أرض النوبة وتكونت أول دويلة إسلامية في السودان، وبفضل القرآن وانتشار اللغة العربية والثقافة العربية الإسلامية تأسست مجموعة من الدويلات الإسلامية في السودان مثل مملكة سنار ومملكة الفور وغيرها، وقد خلف سلاطين تلك المماليك مجموعة من الوثائق التي تمت بأمر الحكم والسلطان والتي نظمت الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في ذلك الوقت·واهتم السودانيون بوثائق النسب فقد كانوا حريصين جداً على إثبات نسبهم وتوصيل هذا النسب إلى قبائل في الجزيرة العربية أو إلى الرسول والخلفاء، وأصبحت أشجار النسب لها مكانة مقدسة لدى الأحفاد وتوارثوها جيلاً عن جيل·أما في العصر الحديث فكانت في البداية فترة الحكم التركي بعد سقوط سنار سنة 1820، وفي عهد محمد علي باشا عندما أرسل إسماعيل ابنه لغزو السودان بدأ عصر الوثيقة الحديثة التركية ـ المصرية حوالي سنة 1882، وخلفت وثائق الإدارة والجيش والولايات والقوانين وكثيراً من وثائق إدارة الدولة، ومعظمها موجود الآن في استنبول والقاهرة·تأتينا بعد ذلك الفترة المهدية بعد نجاح الثورة المهدية في السودان بقيادة الإمام محمد أحمد المهدي (1883 ـ 1898) خلفت تلك الفترة وثائق الدعوة والمراسلات بين المهدي وقواد الجيوش وحكام الولايات والعلماء، وتعد الآن وثائق المهدية من أضخم المجموعات التي تحتفظ بها دار الوثائق في الخرطوم ودار الوثائق المصرية في القاهرة ودار الوثائق البريطانية في لندن وبعض المكتبات الجامعية في بريطانيا·بعدها تأتي وثائق العصر الحديث (وهي فترة الانتداب البريطاني على مصر والسودان) 1898 ـ 1955 وخلفت وثائق بكميات هائلة تتوزع على القطاعات الإدارية والقانونية، والتي تعالج مختلف المجالات وهي محفوظة في دار الوثائق القومية في مصر والمكتبات البريطانية في لندن·

* متى تأسست دار الوثائق القومية في السودان؟ وماذا عن جهود تنظيمها ونشاطها؟
** تأسست دار الوثائق القومية في الخرطوم سنة 1916 كثاني دار وثائق عربية بعد المصرية، وكانت تسمى بمكتبة المحفوظات وقد أسستها الإدارة البريطانية لحفظ الملفات والأرشيف الحكومي ثم أضيفت لها وثائق السنارية والمهدية ودولة الفور، وتولى إدارتها مستر هولد البريطاني ثم تلاه د· محمد إبراهيم أبو سليم الذي استطاع بذل جهود خارقة خلال 40 سنة ليطور الدار وتصبح واحدة من أهم الدور في الوطن العربي، وخلال النزاع المصري ـ الإسرائيلي حول طابا قدمت مجموعة من الوثائق التي تقر أحقية مصر بطابا، وذلك من خلال الوثائق البريطانية في السودان في تلك الفترة·وعن الجهود التي بذلت في تنظيم الوثائق نشير أولاً لثلاث كتب للدكتور( أبو سليم) وهي عن وثائق الأرض في دولة الفونج (سنار) والأرض في دولة الفور والأرض في المهدية، وقد ناقشت هذه الثلاثية تمليك الأرض خلال قرون عدة(من القرن 15 وحتى 19 )·ووضعت كذلك مجموعة من الكشافات والفهارس التي تنظم الوثائق المختلفة وتسهل وصول المستفيدين إليها·كما قامت الدار أيضاً بتدريب وتأهيل مجموعة من الفنيين لفهرسة وتصنيف الوثائق وطرق حفظها والتعامل معها· ?

وكيف يمكن الحفاظ على تلك الوثائق·· وهل الطرق المستخدمة في حفظ الوثائق ومعالجتها··· ناجحة؟ أم ثمة طرق حديثة أو تقليدية غير مستخدمة مهمشة وهي ضرورية ؟!··


بطاقة تعريف: د. قاسم عثمان نور -

عميد عمادة المكتبات جامعة جوبا -
وأستاذ علوم المكتبات في الجامعات السودانية -
بكالوريوس وثائق ومكتبات - جامعة أم درمان الإسلامية -
دكتوراه: جامعة الخرطوم-السودان مكتبة جامعة الخرطوم -


مساعد أمين مكتبة 1962-1981 · -
رئيس قسم المكتبة والنشر-معهد الخرطوم الدولي للغة العربية 1982-1990 · -
أستاذ علوم المكتبات جامعة أم درمان الإسلامية 1994-1997 · -
عميد عمادة المكتبات ورئيس شعبة المكتبات بجامعة جوبا بالسودان 1998 · -
له العديد من الكتب والإصدارات شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والعالمية في مجالات الأرشيف والتوثيق والمعلومات·

** إذا تحدثنا عن الوثائق الورقية فهي أكثر الوثائق تعرضاً للدمار، وذلك لأسباب خاصة بالطبيعة أو بالإنسان في سوء الاستخدام، وأيضاً لتحلل المادة الكيميائية (بفعل طول الزمن) التي تربط بين السيلوز الورقي مما يؤدي إلى تفكك الوثيقة خاصة بعد فترة زمنية تتراوح مابين عشرين إلى خمسين عاماً ،لذلك يلجأ الاختصاصيون للمعالجة الكيميائية أو عن طريق التغليف بالحرير أو البلاستيك، وهذا إجراء مكلف ويتم عادة للوثائق الهامة، أما الاحتياجات التي ترافقه كخزن الوثائق فيجب أن يراعى وضعها في جو معتدل لأن الرطوبة والحرارة الزائدة والتيار وضوء الشمس المباشر··كلها تؤدي إلى تلف الوثائق، ولابد أيضاً من وضع الوثائق في خزائن محكمةغير قابلة للحريق،وخاصة الوثائق ذات الأهمية·

*على أي أساس تقاس أهمية تلك الوثائق ؟
** تقاس أهمية الوثيقة وفق موضوع الوثيقة وأهميته والفترة التي تتناولها، فوثائق الحدود مثلاً لها أهمية كبيرة، وكذلك الوثائق الناظمة للمعاهدات والاتفاقيات بين الدول أيضاً، هناك وثائق تمليك الأراضي والأوقاف والوثائق التاريخية ووثائق تنصيب الملوك··إلخ·

*على مايدل ذلك؟
** هذا يدل على ثراء اللغة العربية ومكانة التعليم والحضارة العربية، وقد استفادت الحضارة الغربية من المخطوطات والرسائل العربية ومن ترجمات للوثائق اليونانية والهندية والفارسية، وحفظت الوثائق الإسلامية الحضارة الإسلامية من الضياع والاندثار حتى العصر الحديث·

* أخيراً·· بماذا تعرّفون الوثيقة؟
** يمكن تعريف الوثيقة تعريفاً عاماً بأنها كل مايخلفه الإنسان من أوراق وتسجيلات ومخطوطات وكتابات ··من المواد الكتابية القديمة في كل أشكالها وأنواعها بدءاً من الرقم الطينية وأوراق البردي والرقوق ثم الورق ووسائط المعرفة الحديثة من أفلام وأسطوانات وأشرطة··فالوثائق تنوعت وأصبحت تأخذ أشكالاً متعددة ومسميات مختلفة وتقسيمات متنوعة·

أ· محمد محمود بحيص

واقع المخطوطات والأرشيف في فلسطين يعاني حالة من التشتت ناتجة عن حالة التشتت التي يعيشها الشعب الفلسطيني



* يعاني واقع الأرشيف والمخطوطات في فلسطين من التشتت والكثير من المشكلات·· بماذا تحدثنا عن هذا الواقع؟!

** الحقيقة كما ذكرتم يعاني واقع المخطوطات والأرشيف في فلسطين حالة من التشتت ناتجة عنحالة التشتت التي يعيشها الشعب الفلسطيني فنجد معظم وثائقنا مبعثرة في دور الأرشيف وخزائن الوثائق العالمية وخاصة ـ كما تعلم ـ التركية والبريطانية والألمانية والكندية ·· إلخ وثمة عدد لا بأس به من الوثائق المتعلقة بفلسطين موجود في الدول العربية، وهذه الوثائق في مأمن يسهل الرجوع إليها· أما المحفوظات الأرشيفية والوثائق التاريخية الموجودة في فلسطين في المؤسسات الفلسطينية والتي تعرضت لسنوات طويلة للإرهاب الإسرائيلي الذي حاول - ومازال - الانقضاض على هذه الوثائق ومصادرتها وإتلافها وحجبها عن العالم، وبالتالي حجب الحقيقة، فكون الوثيقة تمثل مهمة الإثبات أو واجهة الإثبات، وبالتالي تحرص إسرائيل على أن تحجب الحقيقة وأن تصادر الوثيقة·والوثائق الموجودة في المؤسسات لاسيما مؤسسة الأوقاف الإسلامية والمؤسسات المسيحية والأديرة والكنائس، وأستطيع القول: إن تلك الوثائق في أيد أمينة، أما الوثائق المملوكة لأفراد وأشخاص وعائلات فلسطينية في القدس ونابلس وبعض المدن الفلسطينية، فما زالت تحافظ على هذه الوثائق، وأحياناً بين الفينة والأخرى تقوم بعض الشخصيات أو الورثة بتقديم ما لديها أو بعض منه لدائرة الأرشيف الفلسطينية إما على شكل هبة أو بيع لمركز الأرشيف الوطني ومراكز التوثيق الفلسطينية الأخرى·


* إزاء ما تقوم به إسرائيل في مصادرة وإتلاف الوثائق وحجب الحقائق كما ذكرت·· ماذا فعل المتخصصون بالتوثيق والأرشيف والمكتبات لتعطيل أو لوقف عمليات التخريب الإسرائيلية؟·

** لم تكن مجابهة هذا الواقع المرير والصعب بالأمر الجديد فقد سبقته محاولات منظمة وقوية جداً قادتها منظمة التحرير الفلسطينية عبر سنوات طويلة من النضال، وبالتالي حاولت دوائر ومؤسسات المنظمة كالدراسات التي كانت موجودة في بيروت مثلاً·· حاولت دائماً أن تدعو لاسيما اللاجئين في الشتات إلى الحفاظ على وثائقهم وإلى محاولة جمع الوثائق من العالم·· لكن أنت تعلم أن إسرائيل عندما اجتاحت لبنان سنة 1982 وخربت بيروت قامت بمصادرة هذه الوثائق وحملها إلى داخل الوطن المحتل، وبعد ذلك أعادت الجزء اليسير بعد أن صورت الوثائق وأخذت معظم المعلومات عنها·نحن الآن نحاول ألا نقوم بتجميع الوثائق في مناطق يتم السيطرة عليها أمنياً من قبل إسرائيل·ونحاول أن نخزنها في أماكن آمنة وتحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، هذا أحد الإجراءات الوقائية التي نقوم بها على الدوام، ثم نحاول ألا ننقل وثائقنا من مكان إلى آخر ونحاول أن نحجب المعلومات التي تتعلق بنتائج المسوحات التي تتعلق بشكل وعدد أوضاع الوثائق المخزنة لدينا سواء داخل فلسطين أو خارجها·



* حدث مؤخراً اعتداء إسرائيلي على بيت الشرق ومقتنياته، ماذا عن ذلك الاعتداء؟

** حقيقة هو استمرار مواصلة للسياسة التصفوية القمعية التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية والتي لم يتبدل أو يتغير شكلها أو حجمها من زمن بعيد وطويل، إنما هي ما زالت ممعنة في ضرب منجزات الشعب الفلسطيني، وضرب حضارته وضرب الإثبات التاريخي المادي المحسوس في أحقيتنا بهذا الوطن وممتلكاته الثقافية والحضارية، فالهجمة كانت مبرمجة ومنهجية وسياسية بالدرجة الأولى، فقامت بمصادرة الوثائق الموجودة في بيت الشرق وسائر المؤسسات الفلسطينية ومنعت رجال القانون من الاقتراب من تلك المؤسسات ومنها بيت الشرق حتى لا يتمكن هؤلاء من الاطلاع على عمليات التخريب والسلب لتلك الوثائق وحجبت ذلك عن الإعلام، وحتى الآن ترفض إعادة أي وثيقة إلى مكانها، ونحن بدورنا - وبعض المؤسسات الأخرى - قمنا على الفور بالاحتجاج للمؤسسات الدولية وخاصة اليونسكو وقدمنا مذكرات إلى المجلس الدولي للأرشيف، حيث إننا نعد أعضاء من الفئة (أ) بالمجلس، كذلك قمت شخصياً بإرسال خطاب إلى السيد سمير غريب رئيس الفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للأرشيف الذي قام بدوره برفع تلك الاحتجاجات إلى مؤتمر سترا الذي يعقد بتاريخ هذه الدورة نفسها في مدينة ريكيافك في آيسنلدا، ووصلني أن المؤتمر قام بمناقشة هذا الموضوع وأرجو أن ينتج عن ذلك خيراً بالضغط على إسرائيل لإعادة فتح هذه المؤسسات وإعادة الوثائق لأصحابها· ?


أهم الوثائق التي كانت في بيت الشرق وهل ثمة عدد محدد لتلك الوثائق؟

** آلاف من الوثائق تتعلق بتاريخ المدينة المقدسة وعائلاتهاوما حدث لها والعمليات التي تعرضت لها من هدم للبيوت ومصادرة الأراضي ومن تطويق المدينة بأحزمة استيطانية إلى جانب الممارسات الأخرى التي تعرفونها·هذه الوثائق توثق لزمن بعيد، منها ما يعود للفترة العثمانية، ومنها يعود إلى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، إضافة إلى فترة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين··ثم الفترة الأخيرة، ثم هناك سجلات وملفات لأفراد تتعلق بشكاوى لقضايا جزائية وحقوقية كان يقوم بيت الشرق من خلالها بمبادرة مجموعة من المحامين ورجال القانون بالدفاع عن حقوق هؤلاء المقدسيين بحماية حقوقهم كونهم تعرضوا وما زالوا يتعرضون للتهجير والطرد من مدينتهم التي عاشوا فيها منذ أن وجدت القدس منذ أن بُنيت على أيد اليبوسيين العرب·



* كيف ترى آلية وواقع التعاون العربي في مجال التوثيق والمعلومات·وهل لديك وجهات نظر لتفعيل آلية هذا التعاون؟·

** حقيقة، هذه الندوة (يوم الوثيقة العربية) والندوات التي سبقتها كلها تدعو لتوطيد العلاقة بين الأرشيفيين والموثقين العرب، وأشعر شخصياً بالرضا، وخاصة بعد هذه الندوة وأتمنى أن تكون التوصيات بحجم التحديات التي تواجه الوثيقة العربية·أستطيع أن أقول: انبزغ يوم جديد وفجر جديد على الوثيقة العربية من عشر سنوات تقريباً وحتى الآن، وذلك لبدء مؤسسات وأطر عربية كثيرة بالعمل في هذا المضمار والتعاون لإغناء التجارب العربية وللمطالبة في حقنا بالحصول على وثائقنا الموجودة في خزائن الدول الأوربية·



بطاقة تعريف··محمد محمود بحيص




ـ مدير عام مركز الأرشيف الوطني الفلسطينيي -
بكالوريوس لغويات - جامعة بيرزيت - 1981 · -
ماجستير تربية - جامعة مانشستير في بريطانيا - 1988 · -
مدير الإعلام الخارجي بوزراة الإعلام 1994-1997 · -
مسؤول ملفات التعليم والصحة والسياحة في الطواقم الفنية (بيت الشرق-القدس) -
عمل في إدارة مؤسسات صحية وتعليم لغة إنكليزية 1981-1991 · -
له العديد من الكتب والإصدارات· -
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والعالمية في مجالات الأرشيف والتوثيق والمعلومات· -
يقوم حالياً بالتحضير لنيل درجة الدكتوراه من الجامعة البريطانية· ?

برأيكم ما مدى إمكانية استعادة تلك الوثائق؟
** أعتقد أن هنالك دوافع قانونية يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، وأعتقد أن تفعيل جانب العلاقات الثقافية بين الدول العربية والأوربية، وعبر تلك العلاقات نستطيع ذلك، ولكن المطالبة يجب ألا تكون فقط ثنائية بل يجب تعزيز المطالبة الجماعية العربية لإعادة وثائقنا، ونحن بدورنا كموثقين وأرشيفيين تقع علينا مهمة رصد وتسجيل ما لدينا من وثائق حتى نقدمها للجانب السياسي والدبلوماسي في دولنا للمطالبة بها بصورة حضارية، ولا تؤثر على علاقتنا بالدول الأخرى· ?

وأخيراً··؟
** حقيقة من وحي هذا اللقاء أريد أن أتوجه بالشكر لك شخصياً، كما أتوجه باسمي وباسم زملائي من الوفد الفلسطيني المشارك بالشكر الجزيل للنادي العربي للمعلومات ولمركز المعلومات القومي على عقد هذه الندوة العربية الرائعة وعلى حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وأتمنى أن يستمر هذا المد القوي في سورية الشقيقة في مجال المعلومات والمعلوماتية والمكتبات ومحاولة مواكبة التطور التقني والمهني في هذا المجال.

أ· عماد أبو عيد

على الموثقين والمكتبيين العرب رفع مستوى مهاراتهم التقنية
* الأستاذ عماد أبو عيد كونك رئيس فرع الأردن للنادي العربي للمعلومات خلفاً للمرحوم يوسف قنديل، ماذا تحدثنا


عن نشاط الفرع في الأردن؟
** في الواقع فجعت الأسرة المكتبية في الأردن وفي الوطن العربي أيضاً بوفاة الأستاذ يوسف قنديل رئيس جمعية المكتبات الأردنية، ورئيس النادي العربي للمعلومات - فرع الأردن،وكذلك الأستاذ عيسى العزب نائب رئيس الفع في الأردن والمدير الإداري وذلك أثناء عودتهما إلى عمان إثر مشاركتهما في فعاليات الندوة الثامنة لجمعيات مكتبات بلاد الشام التي أقيمت مؤخراً في دمشق·وحقيقة إن غياب الأستاذين الكبيرين عن الحركة المكتبية أوجد نوعاً من الفراغ أو الفجوة الكبيرة في هذا المجال سواء كان في جمعية المكتبات الأردنية أو النادي العربي للمعلومات·لكن الأسرة المكتبية الأردنية ووفاءً للمرحومين تداركت الموقف بأسرع ما يمكن وفاءً واستمراراً لكل الجهود التي بذلاها في هذا المجال، فاجتمع ممثلو المؤسسات المنتسبة للنادي في الأردن، وتم اختيار مكتب ورئىس للفرع هم الأستاذ عماد أبو عيد (رئيساً) ،د· ربحي عليان والأستاذ عوني منصور، والأستاذ عمار الشريف - والأخت خزيمة شرف، وحاولنا إعادة الأمور إلى نصابها بحيث ننطلق بشكل مناسب ونعيد الانطلاقة التي بدأها الآخرون في الفترة السابقة·


* كمشارك في فعاليات الندوة العلمية الأولى للوثيقة العربية، ما رأيك بالندوة من حيث التنظيم والمشاركة والفعالية؟
** كان تنظيم الندوة العلمية الأولى للوثيقة العربية ممتازاً، ويشكر النادي العربي للمعلومات ومركز المعلومات القومي على هذه البادرة العربية الأصيلة التي قاموا بها، وبالذات الإعلان عن يوم للوثيقة العربية في 17/10 من كل عام، وعلى هامش يوم الوثيقة أقيمت الندوة الأولى في دمشق، وقد تميزت بتنظيم كبير ولافت ومشاركة عربية واسعة من مختلف بلدان الوطن العربي ابتداءً من سورية مروراً بالأردن وفلسطين والعراق والخليج العربي ومصر والسودان وصولاً إلى المغرب العربي، هذه المشاركة الواسعة أثرت الندوة في البحوث والدراسات الهامة، وكانت محاور الندوة ذات أهمية كبرى، وبصفتها الندوة الأولى تناولت عدة محاور ابتداءً بأهمية وتاريخ الوثيقة وانتهاءً بالتطبيقات والتقنيات الحديثة وعرض أهم التجارب في مجال الوثيقة العربية، والحقيقة إن كل محور من هذه المحاور يمكن أن يصبح في المستقبل ندوة بحد ذاته لكن كونها الأولى فهي عامة وشاملة، وهذا عمل جيد والبحوث التي قدمت جاءت غنية، والباحثون مشاركون هم معروفون على مستوى الوطن العربي، والشيء المميز الآخر في هذه الندوة هو الحضور الكثيف لفعاليات الندوة التي جاءت لا غبار علهيا وكذلك كل الترتيبات الأخرى·وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر للنادي العربي للمعلومات ومركز المعلومات القومي على تقديم هذه البادرة الخيرة على الصعد جميعها·

* هل تقدمتم باقتراحات حول يوم الوثيقة العربية؟
** نعم كان لي اقتراح حول يوم الوثيقة العربية كونه إعلاناً هو أن تقام الندوات القادمة عنه مداورة بين الدول العربية لنوسع من دائرة الاستفادة والمشاركة في يوم الوثيقة العربية، وتعميم هذا الهدف السامي الكبير·

* عدا عن مسألة ضرورة تنظيم الندوة مداورة بين الدول العربية هل لديكم وجهات نظر أخرى من شأنها تفعيل يوم الوثيقة على الصعيد العربي، أو آلية عمل يمكن الاستفادة منها بشكل مفعل في هذا المجال؟
** في الواقع كما تحدثنا سابقاً الخطوة الأولى أن تنظم الندوة كل سنة في دولة عربية يتم اختيارها في الندوة التي تسبقها كتوجيه، وبذلك تعم الفائدة الجميع، والخطوة الثانية هي الاستمرار والتوسع في الاتصالات مع كل المؤسسات العربية العاملة في حقول التوثيق والمعلومات في الوطن العربي للتعريف بالوثيقة العربية ويوم الوثيقة العربية، وأيضاً للمساهمة والمشاركة في هذا المجال إلى جانب الكتابة والأبحاث والدراسات والنشر والإعلام لتعميم الفكرة بشكل أكبر وأوسع، ولعل التقنيات الحديثة تساعدنا في ذلك فمن الإنترنت مثلاً نستطيع تعميم هذه التجربة بشمولية أكبر وفائدة أعم على المستوى العالمي· ?

كيف ترى واقع التوثيق في الأردن خاصة، وعلى صعيد الوطن العربي عامة؟
** بالنسبة لواقع التوثيق في الوطن العربي له تاريخه، وله حيثياته وله شجونه ومداولاته الكثيرة جداً·والواقع أن الوطن العربي يشهد حالياً نهضة تقنية حديثة بشكل مبشر لا سيما بعد أن غزت التقنيات الحديثة مجالات الحياة ومناحيها كلها وبالذات مجال تخصصنا كمكبيين وموثقين عرب· وهذا بالتالي فرض على الموثقين والمكتبيين العرب أن يرفعوا من مستوى مهاراتهم التقنية الحديثة بشكل يتوافق والتطورات الحديثة الموجودة ونشهد عربياً تجارب عديدة في مجال التوثيق والمعلومات في مختلف الأقطار العربية، بيد أن الكثير من المؤسسات العربية تحتاج إلى المساعدة والخبرات والمهارات والتدريب في مختلف المجالات التقنية للوصول بها إلى ما تصبو إليه· ?

ذكرت أن المؤسسات العربية تحتاج إلى مساعدة برأيكم كيف تتم تلك المساعدة؟

** الموضوع الذي يجب أن نركز عليه في هذا المجال هو موضوع التأهيل والتدريب، وهو عملية أساسية ومستمرة وبه نستمر في رفع مستويات وكفاءات الأفراد العاملين في هذا المجال ، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير والمهنة إضافة إلى الاستفادة الكبيرة من الخبرات، وثمة مسألة أساسية في هذا السياق وهي تفعيل القانون العربي في حقل التوثيق والمعلومات وتبادل الخبرات إلى جانب الأبحاث والدراسات والنشر التي تساعد على تطوير هذه المراكز العاملة في هذا المجال، وذلك كله مقترن بالحاجة إلى الإمكانيات المادية لهذه المراكز أو للأفراد العاملين فيها·

* ثمة نداءات كثيرة من قبل العاملين في حقل توثيق المعلومات تطالب بضرورة توحيد المصطلحات المتعلقة في هذا المجال، ما مدى أهمية وضرورة تلك المطالب؟

** في الحقيقة، إن موضوع توحيد المصطلحات هو من الميادين الشائعة في هذا المجال، لأن هناك اختلافات على صعيد البلدان العربية كل، صحيح نحن نتكلم اللغة الفصحى ولكن هناك أكثر من 22 لهجة عربية معروفة ومشهورة، وقد تتغير هذه اللهجة داخل القطر الواحد ومن هنا تأتي الصعوبة الكبيرة في السيطرة على هذا الموضوع، ونحن ننادي بالعربية الفصحي كأحد المخارج الأساسية للتغلب على الفروقات القطرية، وهذه نقطة مهمة جداً، ونحن كمكتبيين وموثقين عرب بذلنا جهوداً في هذا المجال، ولعل ركائز الوصف الموضوعي تحل الكثير من هذه الإشكاليات·وثمة تجـارب عربية كثيرة في هذا المجال أهمها المكنز الموسع الذي أصدرته مؤسسة عبد الحميد شومان وبلدية دبي ومركز جمعة الماجد للثقافة والتـراث، ويجب التغلب على الفروقات العربية الموجودة في البلدان العربية المختلفة سواء في المشرق أو المغرب العربي، فهذا نوع من التوحيد، ولكننا بحاجة إلى زيادة الوعي المهني ورفع الكثير من الفروقات القطرية وتشجيع اللغة العربية الفصحى باستخدام الأدوات العلمية الصحيحة والرائجة في هذا المجال·

* وأخيراً··
** أشكرك شخصياً وأشكر كافة القائمين على النادي العربي للمعلومات ومركز المعلومات القومي على بذل هذه الجهود التي نتج عنها مشروع عربي كبير وحضاري ونأمل أن تتضافر الجهود في كل الأقطار العربية للوصول إلى مرتبة ممتازة على صعيد التوثيق والمعلومات، وأن يأخذا منزلتهما في المجتمع وبين شرائحه كافة·


أ· مصطفى عريش

ثمة أمور كثيرة تصرف عليها الدول العربية مبالغ باهظة

ولاتعود عليها بالفائدة بقدر ما لو تم استثمار ذلك في الإنترنيت


* شاركتم في فعاليات الندوة العلمية الأولى ليوم الوثيقة العربية·· برأيكم ما دور هذه الندوة في تفعيل يوم الوثيقة عربياً؟
** لابد أولاً وقبل كل شيء أن نستثمر هذه اللقاءات، وأن تكون متكررة متعددة الموضوعات بحيث يكون في كل ندوة موضعاً خاصاً بالتوثيق يحضره خبراء من كل الدول العربية ويكون هناك تبادل في الآراء والخبرات، وإقامة تعاون بين كافة البلدان العربية وخاصة تلك التي أحرزت تقدماً في مجال التوثيق والمعلومات، ولهذا الغرض لابد من تكرار هذه الندوة وإعطائها صفة علمية قبل كل شيء، ونخرج من الطابع البروتوكولي الروتيني لنصبح في مستوى مايجب أن يكون عليه يوم الوثيقة العربية، وتكون الجهود مكرسة لإعلاء شأن الوثيقة العربية، التي لابد أن تصل إلى ركب البلدان المتقدمة والتي وصلت إلى تقنيات متطورة مازلنا بعيدين عنها كل البعد·

*ماالطريقة التي يمكن عبرها اللحاق بركب تلك البلدان؟
** مثلاً التكوين فالذي يجب أن نستثمره في التكوين، الأطر العاملة، ولابد في هذا المجال من الاستفادة من المنظمات الدولية العاملة في حقل المعلومات والتوثيق والثقافة >اليونسكو ، المجلس الدولي للأرشيف < وهناك فرص للتكوين، ولكن الدول العربية لعدم معرفتها بوجودها لم تستغلها حتى الآن

·*لماذا؟
** لماذا ! لأنهم لم يعطوا قيمة كبيرة لقطاع التوثيق والمعلومات، فمعظم اهتمام البلدان العربية ينصب لمصلحة الاقتصاد، ولكن المعروف أن الاقتصاد، دون ارتكاز على الوثائق والمعلومات هو اقتصاد فاشل ، فلذلك يجب أن ننمي قدراتنا على التكوين وعلى الإمكانيات المعلوماتية فما يسمى بالإنترنيت يجب ألا يبقى غريباً في الوطن العربي، وخاصة أن تلك الوسائل ومن سنوات أصبحت رخيصة الثمن، وثمة أمور كثيرة تصرف عليها الدول العربية مبالغ باهظة ولاتعود عليها بالفائدة بقدر ما لو تم استثمار ذلك في الإنترنيت فعندها تكون الفائدة عامة في داخل البلد وبين أقطار الوطن العربي كله·· كذلك لابد من استثمارالأطر العاملة والتجهيزات وإقامة التعاون العربي · ?

ماواقع هذا التعاون حالياً؟
** حالياً لو أن دولة عربية لديها تقدم ملحوظ في مجال الوثيقة فيجب أن تقيم دورات للعاملين في حقل الوثائق، وأن تكون تلك الدورات متعددة تشمل التقني والمهندس والعامل في مجال التوثيق ، ولكل المستويات، ففي تونس مثلاً هناك خبرة حسنة وأيضاً في الجزائر ومصر وفي السعودية خبرات هائلة، ولكن ثمة دول كالصومال وجيبوتي واليمن وليبيا (لاأريد أن أنقص من قيمة هذه البلدان) لديها نقص في هذا المجال ولاتعرف كيفية التغلب على هذا النقص، ومن هنا تقع المسؤولية على الدول المتقدمة عربياً التي ينبغي أن تمد يد المساعدة والعون لتلك الدول·فمثلاً فيما يخص الاطلاع على الوثائق ·حبذا لو أن التشريعات الموجودة حالياً في الدول العربية تتيح إمكانية الإطلاع على الوثيقة العربية دون اشتراط مدة محددة على تخزينها (60-80-100سنة) فهذا ممكن أن تبقى فيما يخص الدول الغربية، أما بين الدول العربية فيجب أن نسهل عملية الاطلاع على الوثائق ، لكي نستفيد منها في وقتنا الحاضر ·

* دكتور تعرف أن الوطن العربي يمتلك مخزوناً كبيراً جداً من الوثائق والمخطوطات ··كيف يمكن استثمار هذا المخزون في مسألة إبراز الوجه الحضاري العربي ؟
** لابد أولاً وقبل كل شيء أن يكون هذا المخزون مصوناً بطريقة جيدة وأن يحافظ عليه وتعريضه لطرق التصنيف والفهرسة (والفرز) وعمليات فنية من شأنها إزالة الرطوبة والغبار فالمحافظة على هذا المخزون أولاً والاهتمام بالفهارس وإدخال الإنترنيت في هذا المجال، وفتح تلك المخازن للباحثين والمؤرخين والطلبة والمحققين وللتلاميذ أيضاً، فيجب أن يكتسب التلاميذ معرفتهم اللاحقة عبر إطلاعهم على الوثائق، كذلك على المراكز والمؤسسات ودور الأرشيف أن تفتح أبوابها لزيارات الجميع وحتى للباحثين عن أنسابهم، فشجرة النسب مثلاً تنمي نوعاً من أنواع الفكر وتنمي أيضاً مجالات أخرى من المعرفة، ففي هذه الطرق نعطي الوثيقة ظهوراً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولابد من معالجة الوثائق علمياً·· فلو كان هناك مخزون وثائقي غير معالج معالجة علمية لما أمكن الاطلاع عليه·· وأغلب الدول العربية غير مصنفة وثائقها، عدا عن ذلك وجود مليوني وثيقة عربية في إستنبول وأنقرة في الأرشيف العثماني الخاص بالدول العربيةمنها أرشيف أكثر من 20 دولة عربيةوالمليون وثيقة تلك، هناك فقط 150 ألف وثيقة مصنفة والباقي مبعثر يعلوه الغبار فلا بد أن تبذل الدول العربية مجهودات كبيرة في هذا المجال·

* ألا تتطلب تلك المجهودات أموالاً كبيرة؟
** نعم، صحيح تتطلب أموالاً كبيرة، ولكن ثمة دول عربية ميسورة قادرة على ذلك ولكن عليها أولاً وضع خطة لتصنيف تلك الوثائق وتصويرها وتوزيعها على الدول العربية الأخرى لأن الوثيقة هي التي تعطي المعلومة، وبالمعلومة تكمن الفائدة والتنمية·

* كونك خبيراً جزائرياً في قطاع الأرشيف والتوثيق والمعلومات فما هو واقع الأرشيف والتوثيق في الجزائر؟
** بالنسبة لواقع التوثيق في الجزائر فهو حالياً في مرحلته الثانية لأنه في مرحلة التطبيق الفعلي للوائح والتشريعات ···لأنه كان يجب أولاً إقامة الأبنية التي تستوعب وتحفظ الأرشيف والوثائق في الجزائر ترافق ذلك مع محاولة إيجاد الأنظمة واللوائح والتشريع العصري الذي تم وضعه سنة 1988 واستلهمنا لدى صياغته تجارب الدول الغربية مثل كندا وفرنسا وإسبانيا فقد وضعت تلك الدول تجاربها تحت تصرفنا، وبعد هذا التشريع وضعنا لوائح للعمل فيما يخص الفرز والتصنيف والحماية، وكل هذه اللوائح أصبحت أداة قانونية للقيام بالعمل وركزنا أيضاً على مجال التكوين في معهد في جامعة الجزائر وهو معهد المكتبات والأرشيف مدة الدراسة فيه أربع سنوات ويخرج الدارس حاملاً إجازة جامعية في المكتبات والأرشيف، ويجند هؤلاء للعمل في مختلف نواحي الجزائر في المديريات والمراكز الخاصة بالأرشيف، كالمديرية العامة في الجزائر ومديريات محلية في كل ولاية، فالشباب خريجو الجامعات المتخصصة يعملون في الجزائر وخارجها·كما نستثمر فرص التكوين الموجودة في فرنسا وكندا وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية إذاً نحن الآن في مرحلة التطبيق وشيئاً فشيئاً تتحسن الأمور وتصبح الصورة أوضح·

*كلمة أخيرة ···
** أتمنى أن تتميز هذه الندوات المنظمة في مجال التوثيق والأرشيف بطابع الجدية وروح المسؤولية، وألا تكون متباعدة كثيراً ، وأن ترتبط موضوعات الندوة السابقة باللاحقة حتى لايتبعثر الجهد والأفكار والآراء المتبادلة·


بطاقة تعريف··مصطفى عريش -


مدير المبادلات والتطوير بالمديرية العامة للأرشيف الجزائري 1988 · -
ليسانس في الآداب واللسانيات بجامعة الجزائر- العاصمة 1979 · -
دراسة في الحقوق ودورات دولية في ميدان الوثائق· -
مستشار بوزارة التكوين المهني، 1982-1984 -
مستشار بوزارة الشبيبة والرياضة، 1984-1986 -
مستشار بوزارة الثقافة والسياحة، 1986-1988 -
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والعالمية في مجالات الأشيف والتوثيق والمعلومات· -




المصدر : عرين مجلة النادي العربي للمعلومات
الرابط :
http://www.arabcin.net/areen/print_p.../interview.htm












التوقيع
اعمل بصمت ودع عملك يتكلم

  رد مع اقتباس