عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-06-2009, 09:02 PM   المشاركة606
المعلومات

سعاد بن شعيرة
مشرفة منتديات اليسير
أخصائية مكتبات ومعلومات

سعاد بن شعيرة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 57892
تاريخ التسجيل: Nov 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 3,009
بمعدل : 0.53 يومياً


كتاب مؤتمر الأحلام المؤجّلة

مؤتمر الأحلام المؤجّلة


مرَّة أخرى يخيب أملنا في الممسكين باتحاد الكتاب ومؤتمرهم. فبعدما أخلصنا النيَّة ولبَّينا الدعوة لحضور المؤتمر المزعوم تحدونا عسى ولعلّ.. وجدنا أنفسنا نشهد بداية الفصل الأول من مسرحية ضعيفة النصّ، سيِّئة الإخراج. فوجئنا بأنفسنا إزاء ''ما يشبه الجمعية العامَّة غير مكتملة النِّصاب'' تكتنفها خروق قانونية بالجملة. فالرخصة القانونية غير موجودة، وهذا سرّ نقل الجلسات من مقرّ تعاضدية عمال البناء بزرالدة إلى قاعة ''مالك حدّاد'' بمقر الاتحاد. والخرق الثاني المُضحِك المبكي معا، هو الخطأُ الفادح في الترتيب العددي للمؤتمر، فقد أعطاه منظّموه الرقم ''''9 والحال أنَّ الصحيح هو رقم ''''10 اللهمّ إلاَّ إذا كانوا في قرارة أنفسهم مثلنا، غير مقتنعين به أصلا، ذلك أن المؤتمر الذي يحمل رقم ''''9 هو ذاك الذي انعقد بمدينة سكيكدة قبل أربع سنوات من الآن والذي هو أصل الأزمة التي يعيشها الاتحاد حاليا.
أمَّا عن مدى تمثيل الحضور لأعضاء الاتحاد فحدِّث ولا حرج. فلا تمثيلية لهذا الاجتماع بتاتا، إقصاء متعمّد وواضح، ميّزه غياب تامّ للأعضاء المؤسِّسين والجيلين الأول والثاني، والأغرب من ذلك عدم حضور أيٍّ من الأسماء الفاعلة في الساحة الثقافية الفكرية الجزائرية، ولا أيٍّ من رؤساء الاتحاد السابقين ومعظمهم أحياءٌ، فضلا عن غياب شخصيات المجتمع المدني مهما كان مجال نشاطها.
كنَّا في غمرة تصديقنا للأحاديث والدعوات ننتظر مؤتمرا جامعا تصالحيا حقيقيا، يلمّ شمل الكتاب وبنهي فرقتَهم وشتاتَهم، مؤتمرا يكون نواةً لعمل يسعى جُهدَه لتوفير أجواء من الألفة والتآخي والاحترام المتبادَل بين أعضاء الاتحاد باختلاف أجيالهم ومناطقهم ومشاربهم واتجاهاتهم ومجالات إبداعهم ولُغات كتابتهم، أجواء من شأنها أن تساعد على مزيد من الإبداع والإنتاج بما يُثري كلّ القِيَم النبيلة التي تجمع يبننا في الانتماء بكل أبعاده، وبما يُعطي عن الكاتب الجزائري صورة تنضح جمالا وألقا وقُدرةً وتمكُّنا، لا اجتماعا لتصفية الحسابات والمحاكمات والانتقام للمخالفة في الرأي والاتجاه وكيفيات العمل.
كنَّا ننتظر مؤتمرا يرأب الصّدوع ويشدُّ الأواصِرَ، لا اجتماعا يُدبَر بليلٍ لتكريس الانقسام وتعميق الخِلاف. مؤتمرا لاتحاد يضمن حقوق الكتاب المادية والمعنوية، ويؤمِّن لكلّ كاتب مكانته الحقيقية في المجتمع ضمن خارطة تتَّسع لنا جميعا، لا اجتماعا إقصائيا تضيقُ صدورُ منظّميه الظاهرين والمستترين بالاختلاف في الرأي وتخاف من المواجهة والنقاش والمقارعة بالحجَّة والدليل.
هذا ما كنَّا ننتظره. هذه أحلامُنا، وهي ـ والوضع على ما هو عليه ـ مؤجَّلة إلى أجل غير مُسمَّى.. إلى أن يشاءَ الله أو يشاء الذين يُحرِّكون الخيوط من وراء ستار.
مرَّة أخرى يُخلِف الاتحاد والجاثمون عليه موعِدا مع التاريخ.















  رد مع اقتباس