[عبدالكريم بجاجة]

تحية طيبة و بعد؛
يُعدُّ الحفاظ على الذاكرة الوطنية مهمة أساسية لأي مؤسسة أرشيف وطني. و لتحقيق هذا الهدف، يجب تخطيط برامج تنجز في فترات معينة و محدودة، و تشارك في العملية جميع الدوائر الحكومية تحت إشراف مؤسسة الأرشيف الوطني التي تحدد لكل طرف أهدافًا خاصة به. من هذا المنطلق، أين هو البرنامج المسطر للحفاظ على الذاكرة الوطنية؟ لم نسمح لنفسي إبداء الرأي حول برنامج أجهل تمامًا تفاصيله.
في التسعينيات، لما كنت على رأس المديرية العامة للأرشيف الوطني، أشرفت على وضع خطة، و تحديد أهداف، لإنجازها في ثلاث مراحل:
- المدى القصير: 1992-1993، تشخيص وضع الأرشيف في الدوائر الحكومية، و أخذ التدابير الضرورية العاجلة لإنقاذ الأرشيف.
- المدى المتوسط: 1994-1995، إنشاء أقسام أرشيف عبر الدوائر الحكومية، و تحديد أهدافًا تنجز في سنتين تحضيرًا للمخطط الخماسي.
- المدى الطويل: 1996-2000، وضع مخطط خماسي، و تحديد 75 هدفًا يجب تحقيقها في خمس سنوات.
- على سبيل المثال: حددنا برنامجًا لتكوين و توظيف 1000 أرشيفي على مستوى جميع الدوائر الحكومية في ظرف خمس سنوات: الوزارات، و الولايات، و المؤسسات و البلديات الكبرى. أمضيت شخصيًا مقررات التعيين استفاد منها 800 أرشيفي بعد نجاحهم في مسابقات التوظيف؛ بمعنى أخر حققنا في مجال التوظف 80% من الهدف المسطر.
في مجال الأرشيف، على غرار جميع النشاطات الحكومية الأخرى، يجب تخطيط العمل بالنظر إلى المدى الطويل لتطوير قطاع الأرشيف على المستوى الوطني، و المركزي، و الجهوي، و المحلي.