[فجر]

دُعيت للمشاركة في محاضرة عن تنمية المرأة، وتدريبها في عالمنا العربي والإسلامي في الملتقى الثاني بالمدينة المنورة. الذي يتحدثٌ هنا جــاسم المطوع لان المقال كتب بواسطته


وأثناء تحضيري لمادة المحاضرة فوجئت بمستوى الاهتمام بتنمية المرأة، وتدريبها حيث أن المؤسسات، والجمعيات المهتمة في هذا المجال قليلة جداً. وزاد من استغرابي أني أكتشفت أن برامج كثيرة تجري في منطقتنا عن تنمية المرأة، وتدريبها بتمويل من الولايات المتحدة الامريكية علماً بأننا نحن أمة (اقرأ)، ونحن أمة العلم، والتنمية للرجال، والنساء معاً، وهذا ماكان ملاحظاً على عهد الرسالة، وكيف أن النبي صلى الله عليه وسلم في موضوع التنمية، والتدريب والتعليم لم يفرق بين ذكر وأنثى بل ساهم في تعليم الجميع، وحث الجميع على التنمية والتعليم، حتى أنه خصص للنساء يوماً خاصاً لتنميتهم وتعليمهم، وقال عليه السلام «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، وقد أورد البلاذري في فتوح البلدان: أن أم المؤمنين حفصه رضي الله عنها كانت تتعلم الكتابة في الجاهلية مع امرأة تدعى الشفاء العدوية، فلما تزوجها رسول الله طلب من الشفاء أن تعلمها تحسين الخط كما علمتها أصل الكتابة.
بل وأثنى رسول الله على المرأة الطالبة للتنمية، والتدريب، والتعليم بقوله «رحم الله نساء الأنصار، لا يمنعهن حياؤهن أن يسألن عن أمور دينهن».
وقد ترجم الحافظ ابن حجر في كتابه (الاصابة في تمييز الصحابة) لثلاث وأربعين وخمسمائة وألف امرأة فقيه ومحدثه وأديبة..
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تعيش المرأة في زماننا بضعف شديد في تنميتها وتدريبها، وتعليمها، وهذا يتطب منا عمل كبير لتحقيق ما أمرنا به الإسلام قبل أن تتدخل دول كبرى وتسحب البساط منا بإقامة مشاريع أمرنا فيها ديننا أصلاً، بل إن المتتبع لترجمة الصحابيات رضي الله عنهن يجد إنهن ساهمن في كل مجالات التنمية، وليس فقط العلمية فالسيدة خديجة رضي الله عنها ساهمت في التنمية الاقتصادية وأم سلمة ساهمت في التنمية السياسية وهكذا كن منارات في دعم مسيرة التنمية مع عدم إهمال التنمية الأساسية وهي التنمية التربوية.