عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-15-2013, 09:23 AM   المشاركة981
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب

مكتبات تتفنن في الترويج للكتاب لتبقى حية




تم النشر في 2013/06/12

إعداد سليمة لبال


رغم سيطرة التكنولوجيا الحديثة على عقول الجيل الجديد، وانتشار الكتب الالكترونية واختفاء المكتبات الموسيقية، ما تزال بعض المكتبات التي توفر الكتاب الورقي صامدة في وجه التغيير، لكن إلى متى سيستمر صمودها؟ وكيف تقاوم في زمن أفلس فيه العديد منها في الكثير من دول العالم التي تشهد تراجعا كبيرا في القراءة؟
هل ستواجه المكتبات المصير نفسه الذي واجهته مكتبات الموسيقى؟
يتوقع البعض ذلك بسبب تزايد مبيعات الكتب على الشبكة العنكبوتية، ما دفع عددا من المكتبات إلى غلق أبوابها مثل مكتبة «فيرجن» و«شابيتر» التي تستعد لذلك، فيما تحولت الفدرالية الوطنية للشراء في فرنسا (فناك) إلى بيع منتجات ثقافية وترفيهية أخرى.
لكن داخل هذه القرية التي هي عالم الطباعة الصغير، تقاوم بعض المكتبات الخاصة من أجل البقاء والحفاظ على علاقتها بالقراء، وقد تمكنت بالفعل من المحافظة على نصيبها في السوق، ما حال دون انهيارها، فما السر وراء ذلك؟
يتميز أصحاب هذه المكتبات بطاقة كبيرة في العمل، وأيضا بحرصهم على التجديد والتغيير. فقد أكد ماثيو دي موتشالين مدير مكتبة «أرميتيار» في رووان ورئيس نقابة المكتبات لصحيفة لوفيغارو «هذه المهنة لم تمت أبدا»، وأضاف «هناك بالطبع قلق، ولكن هناك إرادة أيضا وإيمان بمستقبل أفضل»
أما دنيس مولان صاحب مكتبة تحمل اسمه في بوردو، وهي إحدى أكبر المكتبات في فرنسا، فلم يتردد أبدا في استعمال فنون البيع والعرض وتقنيات مختلفة لبيع الكتاب، وعن ذلك يقول «لست متخوفا من الحديث عن التسويق وأحب زيارة المحلات التي تبيع أشياء اخرى غير الكتب للبحث عن أفكار أخرى استفيد منها».
والمكتبة والعمل فيها أيضا تجارة، وعن ذلك يقول المتحدث ذاته «لا تنسوا بأن علينا أن نحصي في نهاية السنة ما حققنا من نتائج. علينا ان نجد حلا لتراجع المداخيل مقابل ارتفاع النفقات» لكن كيف؟ «بترغيب القراء وحثهم على الشراء والتردد على المكتبات، من خلال آليات جديدة وهذا هو لب التجارة وعمقها».

أنشطة متنوعة
حقيقة يصعب أن تدخل مكتبة «مولات» في شارع فيتال كارل في بوردو، وتخرج خالي الوفاض، فهذه المكتبة، مثلها مثل العديد من المكتبات، أصبحت أماكن حقيقية للنشاطات، والناس يحبون التردد عليها. وهناك من القراء من يطلب من المكتبات اطلاعه على برنامجها عن طريق البريد الالكتروني، ففي مكتبة «لو ديفان» على سبيل المثال، تعقد صباح كل احد لقاءات منظمة بصفة دورية مع عدد من الأدباء والروائيين، وهو أمر يحبذه القراء ويعزز تواصلهم مع المكتبة.
هذه المكتبة مفتوحة طيلة أيام الأسبوع، ولا يعد صاحبها ساعات العمل، ورغم ذلك فمردودها ضعيف جدا لا يتجاوز 2 إلى 3 في المائة، فما السر في استمراره: انه الشغف وحب الكتاب، هذا هو الأمر الذي يدفعه إلى الاستمرار.
يقول بوردولي دنيس مولات «نحن نستقبل 220 كاتبا في السنة. يبدو الرقم قليلا، لكننا نحاول خلق أحداث ونشاطات. علينا أن نتفانى في عملنا بشكل غير عادي من خلال لقاءات تستمر على الأقل ساعتين».
ويعترف انطوان بوسان، مدير مكتبة «ريشي» في انجرس والمدير السابق لدار «غراسيت»، بأهمية هذه المواعيد الثقافية «أنا انظم نشاطا ثقافيا كل أسبوع ولا أتردد في توجيه الدعوة للكتاب الذين يحبهم الجمهور العريض. لقد أصبحت المكتبة مكانا للحياة، والكثير من الجمهور يطلب مني اسم ضيف الأسبوع التالي» وتتم الأمور على هذا المنوال «لقد حققت زيادة في حجم المبيعات هذا الشهر بلغت 5 في المائة، وحين تتراجع مبيعات الكتب الأدبية كالروايات مثلا فإن كتب العلوم الإنسانية تعوض ذلك. أنشغل دوما بإبراز الكتب الجديدة أحيانا على حساب الكتب التي حققت نجاحا العام الماضي، لكن ما يزال الطلب كبيرا عليها.. إن إدارة 5000 عنوان في مساحة لا تزيد على 800 متر مربع يتطلب الكثير من الدقة».

شوربة الكتب
رغم المساحة الصغيرة التي تتربع عليها مكتبة «ماسينا» في نيس والتي لا تزيد على 270 مترا مربعا، فان ذلك لم يمنعها من تحقيق أرباح بلغت مليوني يورو بفضل عمل تسعة أشخاص فقط، ويقول مديرها جون ماري أوبرت «علاوة على جلسات البيع بالإهداء واللقاءات التي نعقدها، ننظم نشاطات ثقافية يصل عددها إلى 70 نشاطا في السنة، نصفها نقيمه خارج المكتبة في المدارس والمتاحف».
ويستغل مدير هذه المكتبة الجمعيات النشيطة في المنطقة للترويج للكتاب، ولا يتردد في استهداف فئة معينة من الجمهور، حيث نظم في وقت سابق هذه السنة يوما خاصة بالثقافة الأرمينية، وتمكن من استقطاب فئة لم تكن متعودة على زيارة مكتبته على الإطلاق «لا يمكن أن نكون سلبيين في مهنتنا، نحن مكتبة مفتوحة وتمارس وظيفتها 24 ساعة على 24».
وتروي كولين هوغل مديرة مكتبة «لاكورين أو ليفغر» مبادراتها في قولها «نحتفظ بعلاقة منتظمة مع الزبائن، نحن نسألهم عن حياتهم اليومية مثلما نسألهم عن آخر كتاب قرأوه، وفيما يتعلق بالنشاطات التي ننظمها فنحن ننظم (شوربات بالكتب) في مطعم وفي حضور ممثلة كوميدية، هذا يسمح لنا بنسج علاقات حتى وإن لم نربح الآن المال».
وأما هيلين دي لانيري مديرة مكتبة لاماشين ألير فيس بوردو فتقول بأنها تنظم ثلاث او أربع لقاءات في الأسبوع، وأنها تنقل مكتبتها للجامعات أثناء تنظيم الملتقيات والى قاعات السينما.

نواد للقراءة
غالبا ما يقال بأن التكنولوجيا الحديثة تتعارض مع عمل المكتبات، لكن الكثير من اصحاب هذا القطاع يؤكدون بأن فيسبوك وتويتر ساعداهم على التواصل مع القراء وفي تأسيس نواد للقراءة.
وليس صحيحا ما يقال بأن مبيعات أمازون والكتب الالكترونية تهدد المكتبات، ذلك أن مبيعاتها ما تزال هامشية جدا، فقد أشارت دراسة حول الوضع الاقتصادي للمكتبات أجراها معهد «غزار» في فرنسا ونشرت في الثالث من يونيو الجاري إلى أن المكتبات ما تزال على قيد الحياة رغم كل الظروف، ما يعني أن الكتاب ما يزال بخير.

الرابط
http://www.alqabas.com.kw/node/772672












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس