عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-21-2005, 02:16 PM   المشاركة18
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

إدارة المعــرفـــــــةKnowledge Managementإعداد / محمــود قطـــرمدير عام الإدارة العامة للمكتبات الجامعية – جامعة حلوانإدارة المعــرفـــــــةKnowledge Management( النص الكامل)ملخصكثيراً ما يحدث خلط بين مصطلحات البيانات، والمعلومات، والمعرفة، وكثيراً يكون من الصعب التمييز فيما بينها، كما تعددت التعريفات التي تتناول مفهوم إدارة المعرفة ، ومنها هذا المفهوم الشائع الذي يعرفها بأنها "الإدارة النظامية و الواضحة للمعرفة و العمليات المرتبطة بها و الخاصة باستحداثها، و جمعها، و تنظيمها، و نشرها، و إستخدامها، و استغلالها. و هي تتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها بشكل جلي من خلال المنظمة. كما يعتبر الإيقاع السريع للحياة وما ينتج عن ذلك من سرعة في تدفق –بل وتكاثر- المعلومات، السبب الرئيس في إدراك المجتمع الغربي ومنظماته لأهمية الأخذ بمفهوم إدارة المعرفة، فهذه المنظمات أصبحت تلهث وراء أن تكون دورة منتجاتها (سلع أو خدمات) أسرع من دورة المعرفة. أما ملامح إدارة المعرفة بالمكتبات ومراكز المعلومات –في القرن 21-فتتركز في النقاط الثلاث : 1- إدارة الموارد البشرية قلب إدارة المعرفة بالمكتبات. 2- هدف إدارة المعرفة بالمكتبات هو دعم إبداع المعرفة. 3- تكنولوجيا المعلومات هي أداة إدارة المعرفة بالمكتبات.مدخليواجه المهنيون المعنيون بمجال المكتبات والمعلومات تحدياً يتمثل في تحسين وتوسيع نطاق شبكات تبادل المعارف والخبرات المكتسبة على مدى سنوات طويلة من التجارب والتحصيل. وفي الوقت الذي تساعد فيه التكنولوجيات الإلكترونية على تحسين القدرة على تبادل المعلومات، فإن معظمنا يتعرض في الواقع لفيض غزير من المعلومات دون أن تكون لدينا القدرة على غربلة هذه المعلومات من حيث نوعيتها وأصالتها. وبالإضافة إلى ذلك، فرغم زيادة حجم المعلومات التي نحصل عليها في صورة رقمية، فإننا في نفس الوقت نفقد المعارف الضمنية التي تعطي المفاهيم، والرؤى العميقة والمعاني لذلك القدر الهائل من البيانات والمعلومات. وهذا يتأتى -في جانب منه- نتيجة لعدم التسجيل المنهجي للخبرات الفردية بما تنطوي عليه من المعارف الشاسعة وثيقة الصلة بمجال المكتبات والمعلومات.هدف الدراسة والغرض من هذه الورقة هو إدراك المقصود بمفهوم "إدارة المعرفة" بهدف التعرف على الفرص المتاحة أمام المكتبات ومراكز المعلومات للتحول تجاه هذا المفهوم الحديث ، والتعرف على مدى ملاءمة هذا المفهوم لتعزيز عملية الإدارة بهذه المرافق المعلوماتية . كما تحاول الورقة الرد على الأسئلة التالية: ماذا يمكن اكتسابه وتبنيه من التجارب المتاحة في تطبيق هذا المفهوم؟ وما هي الرؤى العميقة التي يمكن أن تفيد في زيادة النهوض بأدائنا في مجال المكتبات والمعلومات ؟البيانات والمعلومات والمعرفةولأنه كثيراً ما يحدث خلط بين مصطلحات البيانات، والمعلومات، والمعرفة، وكثيراً يكون من الصعب التمييز فيما بينها. إلا أنه يمكن تعريف البيانات بأنها المادة الخام والتي يجب علينا أن نجري عليها "عمليات تشغيل" حتى تصبح قابلة للإفادة ، أما المعلومات فيمكن تعريفها على أنها بيانات منظمة ومرتبة لتلبية احتياج معين، أما المعرفة فهي ما يفهمه الناس من المعلومات وكيفية استفادتهم منها. ويُنظر إلى المعرفة على أنها خليط من التجارب، والقيم، والمعلومات المتصلة بموضوع معين وآراء الخبراء في هذا الموضوع، مما يوفر إطاراً عاماً لتقييم واستيعاب التجارب والمعلومات وتسخيرها لخدمة عمل معين. وعندما تقترن المعلومات بالتجربة الإنسانية فإنها تتحول إلى معرفة، وهي ما نحتاجه لتوجه خطانا نحو فهم أفضل للمبادئ اللازمة لإدارة المكتبات ومراكز المعلومات. والمعرفة ليست مجرد نتاج للتقدم وإنما هي أيضاً-وهذا هو الأهم- وسيلة لإحداثه، وحتى يمكن استخدام المعرفة بواسطة البلدان النامية من أجل إحداث تنمية وتقدم وانتعاش مجتمعي؛ فإن هناك حاجة لاستيعاب المعرفة كحس، تماماً كاستيعاب واستخدام حواس النظر واللمس والشم ..إلخ، وفي استيعاب واستخدام الحس المعرفي تكمن إمكانيات التغيير، ليس فقط في المنتجات والخدمات، بل أيضاً في الإدارة .إن الاستيعاب الناجح للمعرفة كوسيلة منظومية لإدارة وتسيير التغيير يقود إلى اكتشاف وممارسة السياسات والاستراتيجيات والوسائل الكفيلة بالتغلب على العيوب والعقبات، والمؤدية إلى إحداث تقدم ينقل المجتمع إلى القدرة على منافسة المتقدمين.. إنه "التقدم الأُسٌي" ( ) .وعلى الرغم من بساطة التعريف لكل من المعلومات والمعرفة ، إلا أن الخلط بين تعريف كل منهما ، تعداه إلى الخلط بين مفهومي "إدارة المعلومات" و "إدارة المعرفة" ، فالبعض يتصور أن إدارة المعرفة ما هي إلا تعبير مرادف لمصطلح «إدارة المعلومات». في حين يرى آخرون أنها مفهوم يتركز على الجهود الخاصة بتنظيم المداخل إلى مصادر المعلومات المتاحة عبر الشبكات، وهذا ما يجعلها محور اهتمام المعلوماتيين في وقتنا الحاضر، ويرى فريق ثالث أن «إدارة المعرفة» ما هي إلا آخر صرعات منتجي تقنية المعلومات والاستشاريين بهدف بيع حلولهم المبتكرة إلى رجال الأعمال المتلهفين لأية أداة يمكن أن تساعدهم في تحقيق التقدم التنافسي الذي هم أحوج ما يكونون إليه في ظل العولمة ( ) .تعريفات مفهوم إدارة المعرفةعلى الرغم من الحداثة النسبية لظهور مصطلح " إدارة المعرفة " إلا أنه قد أُفردت له دوريات وكتباً تحمل هانين الكلمتين وبلغ عددها بموقع واحد (amazon.com) وبلغة واحدة 2678 وعاءً ( ) ، وما يزيد عن 2000 مقالة بموقع آخر ((findarticles.com ( ) مما زاد من وعي المنظمات بأهمية إدارة المعرفة ، إلا أنه ما زال هناك عدم استقرار على مفهوم شامل لها ، و قد نتج هذا بسبب حداثة المصطلح بالإضافة إلى دخول المعرفة قاسماً مشتركا بجميع التخصصات ، مما دفع المنظرون لتحديد مفهوم إدارة المعرفة وفقاً لرؤيتهم الخاصة ولطبيعة مشاربهم العلمية ، لكنهم اتفقوا على كونها " مدخلاً لتطبيق التغيير التنظيمي بالمنظمات بهدف تسجيل المعرفة المتاحة بأدمغة الأفراد ومن ثم إتاحتها للمجتمع مما يرفع من الرأسمال الثقافي لهذه المنظمات " . ومن التعاريف الشائعة لمفهوم إدارة المعرفة أنه: "اكتساب عمق النظر والتجارب وتجميعها بطريقة منهجية وتبادلها لتمكين المشروعات من النجاح." ويعرفها "سيدانمانلاكا " بأنها "مجموعة العمليات التي من شأنها توثيق وتجميع ومشاركة المعرفة لاستخدمها مرة/مرات أخرى" ، إلا أن هذا التعريف تعرض لنقد منهجي مبعثه "الميكانيكية" الواضحة بهذا التعريف والتركيز على آلية التنفيذ وليس على جوهر المعرفة ذاتها.ويقدم "سنودين" تعريفاً بديلاً لإدارة المعرفة " أنها تسعى لتحقيق المثالية لإدارة الأصول الثقافية لدى المنظمة سواء أكانت تطبيقات أو منتجات لها ملموسية أو كانت معرفة ضمنية" ، وبهذا يقر "سنودين" بضرورة أن تخاطب إدارة المعرفة كلتا (المعرفتين :الموضوعية والضمنية) والعمل على إيجاد آلية لتفاعلهما سوياً ( ) .أما "سكايرم" ، و هو أحد أبرز من تناولوا مفهوم إدارة المعرفة، فيعرفها على أساس أنها "الإدارة النظامية و الواضحة للمعرفة و العمليات المرتبطة بها و الخاصة باستحداثها، و جمعها، و تنظيمها، و نشرها، و إستخدامها، و استغلالها. و هي تتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها بشكل جلي من خلال المنظمة" . و تقدم المدرسة العليا لإدارة الأعمال في جامعة تكساس في أوستن تعريفاً لإدارة المعرفة يختلف قليلاً عن التعاريف السابقة، فهي تعرف إدارة المعرفة على أساس أنها: "العمليات النظامية لإيجاد المعلومات، و استحصالها، و تنظيمها، و تنقيتها، و عرضها بطريقة تحسن قدرات الفرد العامل في المنظمة في مجال عملهكما أنها تساعد إدارة المعرفة المنظمة في الحصول على الفهم المعمق من خلال خبراتها الذاتية. كما تساعد بعض فعاليات إدارة المعرفة في تركيز إهتمام المنظمة على استحصال، و خزن، و استخدام المعرفة لأشياء مثل حل المشاكل، و التعلم الديناميكي، و التخطيط الإستراتيجي، و صناعة القرارات. كما إنها تحمي الموارد الذهنية من الاندثار، و تضيف إلى ذكاء المنظمة، و تتيح مرونة أكبر" ( ) .مما سبق يتضح لنا أن مفهوم إدارة المعرفة يتضمن : تعريف و تحليل موارد المعرفة المتوفرة و المطلوبة و العمليات المتعلقة بهذه الموارد و التخطيط و السيطرة على الأفعال الخاصة بتطوير الموارد و العمليات بما يسهم في تحقيق أهداف المنظمة، و موارد المعرفة في هذا السياق هي المعرفة التي تمتلكها المنظمة أو التي تحتاج إلى امتلاكها و المتعلقة بالمنتجات و السوق و التكنولوجيات و المنظمات بحيث تسهم في زيادة الأرباح أو توفير قيمة مضافة سواء للخدمات أو للسلع ، ولا تتعلق إدارة المعرفة بإدارة هذه الموارد فقط، بل تتعدى ذلك إلى إدارة العمليات الخاصة بهذه الموارد ، وهذه العمليات تتضمن : 1- تطوير المعرفة. 2- الحفاظ على المعرفة. 3- استخدام المعرفة. 4- تقاسم المعرفة ( ) .إلا أن البعض يرى أن " إدارة المعرفة تتألف من العمليات التي تهدف من كسب المعرفة أو استخدامها تحقيق مردود اقتصادي ملموس " ( ) .ومن التعاريف الأخرى لإدارة المعرفة أنه "هي عمليات منظمة من الاكتشاف, الاختيار, التنظيم, التنقية وتقديم المعلومات ونشاطات إدارة المعرفة المحددة تساعد في التركيز على اكتساب وتخزين واستعمال المعرفة لحل المشاكل كما تساعد في التركيز على التعليم الديناميكي والتخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات ويتم قيادة هذه العمليات من قبل أخصائي المعلومات (Inter- Agency Study Team, 2003)." ""إدارة المعرفة: هو مفهوم حديث ومتكامل، وأسلوب أو طريقة في الإدارة، حيث أنها تعمل على تحويل فكر الأشخاص والعاملين ومجموعة الموظفين في المنظمة إلى قوى مثمرة ذات مستوى عال" (Shanhong, 2003). "إدارة المعرفة هي انضباط أكاديمي لإدارة العمليات في المنظمة, حيث تعالج كيفية استخدام الأشخاص للمعرفة, المبادئ, العمليات, التكنولوجيا والتدريب لرفع الرأسمال الفكري للمنظمة من خلال زيادة تتبع المعرفة والتعليم التنظيمي والابتكار والأداء".(FAA Knowledge Services Network, 2003). يوضح (Sveiby, 2003) أن إدارة المعرفة "ليست انتزاع المعرفة المحفوظة في عقول الأشخاص إنما هي الاهتمام بكيفية خلق بيئة للأشخاص لإبداع وخلق ومشاركة المعرفة, وإدارة المعرفة ليست مجرد إضافة بسيطة إلى العمل المعتاد إنما تتطلب تجذّر سلوكي عميق وتغيير استراتيجي, كما أن إدارة المعرفة ليست مجرد استثمار في تكنولوجيا المعلومات إنما التكنولوجيا هي أدوات لتبادل المعلومات ولكنها لا يمكن أن تقود التغيير أبداً."إن التعاريف المثالية الموجودة هي واسعة جداً لفهم تطبيقات إدارة المعرفة كنظام, وتفهم إدارة المعرفة بشكل أفضل من خلال ثلاث أقسام مكونة لها والتي هي أساسية لتطبيق ناجح لأنظمة إدارة معرفة فعالة وناجحة: • التكنولوجيا: مهمتها خزن وتقديم وإتاحة المعلومات, وهي ضرورية لإدارة المعرفة ولا يمكن أن يطبق برنامج إدارة معرفة فعال بدون عمل تكنولوجيا المعلومات. • العمليات: الاكتساب, الإبداع, التنظيم, المشاركة واستعمال المعرفة, إن العمليات والإجراءات تقوم بترميز وتصنيف القواعد والأساليب لتنفيذ مهام المنظمة, والعمليات ضرورية من أجل الانتزاع والسيطرة وتوزيع المعرفة والمعلومات, حيث أنها ضرورية لتطبيق ناجح لبرنامج إدارة المعرفة • الثقافة: سلوك الأشخاص في الإبداع والمشاركة واستعمال المعرفة ضمن المنظمات, والثقافة هي أصعب مكون لإدارة المعرفة, ومهما كان النجاح أو الفشل لبرنامج إدارة المعرفة فهو غالبا مجرد تابع, فيما إذا كانت ثقافة المنظمة تشجع أو تعيق انتقال ومشاركة المعرفة بحرية ضمن هيكل المنظمة إدارة المعرفة هي عمليات منظمة من الاكتشاف, الاختيار, التنظيم, التنقية وتقديم المعلومات ونشاطات إدارة المعرفة المحددة تساعد في التركيز على اكتساب وتخزين واستعمال المعرفة لحل المشاكل كما تساعد في التركيز على التعليم الديناميكي والتخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات ويتم قيادة هذه العمليات من قبل أخصائي المعلومات (Inter- Agency Study Team, 2003). • إدارة المعرفة: هو مفهوم حديث ومتكامل، وأسلوب أو طريقة في الإدارة، حيث أنها تعمل على تحويل فكر الأشخاص والعاملين ومجموعة الموظفين في المنظمة إلى قوى مثمرة ذات مستوى عال (Shanhong, 2003). • إدارة المعرفة هي انضباط أكاديمي لإدارة العمليات في المنظمة, حيث تعالج كيفية استخدام الأشخاص للمعرفة, المبادئ, العمليات, التكنولوجيا والتدريب لرفع الرأسمال الفكري للمنظمة من خلال زيادة تتبع المعرفة والتعليم التنظيمي والابتكار والأداء.(FAA Knowledge Services Network, 2003). ( )المؤتمر الدولي لإدارة المعرفة ICMوقد أصبحت إدارة المعرفة محل اهتمام أكيد كعنصر أساس في نجاح المنظمات الساعية للمنافسة، مما أهلها كي تكون عنواناً لمؤتمرات دولية International Conference on Knowledge Management، فقد عُقدت الدورة الأولى من هذا المؤتمر الدولي في الفترة 27-28 أكتوبر 2005 ( ) .أما المؤتمر الدولي الثاني لإدارة المعرفة IKM 2006 والذي سيعقد العام القادم في الفترة 1-2 أغسطس 2006 بلندن بالمملكة المتحدة، فسوف يناقش القضايا التالية ( ) :• Social Network Analysis • Developing the Knowledge Enterprise • Stimulating Innovation and Creativity • The Challenges of Complexity • Tools &Technologies for Effective Knowledge Management • The Reflective KM Practitioner • Intangibles – their Management and Measurement • Technologies for Knowledge Sharing • Issues in Education and Training • Case Studies on Collaboration and Knowledge Sharing • Social and Psychological Dimensions • Knowledge Discovery (data mining, intelligent agents etc.) • Knowledge Organization (taxonomies, metadata etc.) • Knowledge Issues around Ageing Workforces • Knowledge Management in Design أقسام المعرفة : يمكن تقسيم المعرفة إلى : معرفة موضوعية ، ومعرفة ضمنيةالمعرفة الموضوعية توجد في : الكتب، والمطبوعات، وقواعد البيانات وذلك الكم المتزايد من المعلومات الرقمية التي يمكن الحصول عليها عن طريق الشبكة العالمية العنكبوتية للمعلومات، وتتحسن أدوات العثور على المعلومات والمعرفة عن طريق هذه الوسائل يوماً بعد يوم. وهناك دلائل واضحة تشير إلى أن المعلومات سيزداد تدفقها في المستقبل أكثر مما هي عليه الآن حتى أصبحت المعلومات المتوافرة أوسع من قدرتنا على تقدير مدى سلامتها ودقتها. ولذلك، فإن تطبيق ضوابط الجودة على المعلومات، وتنقيتها والتمييز بينها يعد من التحديات الكبيرة التي تواجه ذوي الشأن في المستقبل كي يمكن زيادة قيمة المعلومات الرقمية. المعلومات الضمنية : هي عمق الرؤية، والتجربة والقدرة على الحكم، وكلها مما يختزنه العقل البشري. ولقد كان هذا الشكل من أشكال المعرفة يمثل على الدوام استكمالاً مهماً للمعرفة الموضوعية. وقد تزداد أهمية هذا الشكل من أشكال المعرفة كلما ازداد تدفق المعلومات. ولقد أُعترِف للعقل البشري منذ زمن بعيد بالحذق الشديد عندما يتعلق الأمر بالمواقف المعقدة التي تنطوي على الكثير من البدائل والسيناريوهات. ورغم التقدم الذي يحققه الذكاء الصناعي، تبقى هناك مساحة شاسعة من المعارف الضمنية التي يتعذر على معظم المستفيدين الوصول إليها. ورغم الاعتراف المتزايد في الوقت الحاضر بالدور المهم الذي تقوم به المعرفة الضمنية، فلم يتحقق الكثير في مجال توجيهها وتبادلها. ولذلك، فمن مجالات العمل المهمة التي تنتظرنا كيفية تسخير تكنولوجيا المعلومات بالشكل الذي يحاكي القدرات البشرية على تقييم المعرفة المتاحة وتقدير مدى سلامتها ( ) . دورة إدارة المعرفة يمكن دمج العناصر الفرعية لدورة إدارة المعرفة في العناصر الأساسية الأربعة التالية : البحث الخلاق ، التوثيق المنظم ، تقاسم المشاركة ، الاستعمال المتكرر . 1- البحث الخلاق : عبر مختلف أشكال أوعية المعلومات سواء التقليدية وغير التقليدية ، المطبوعة وغير المطبوعة والتي تتضمن المواد المنشورة والمؤتمرات والااجتماعات والتجارب والمشاريع والأبحاث والخبرات ..إلخ .2- التوثيق المنظم : بواسطة تقنية مرشحات المعلومات وتقنية قواعد البيانات التي تساعد المنظمات على تجميع وفرز البيانات في علاقات منطقية وموضوعية ، وهذا يستدعي الاستخدام الأمثل للحاسوب وتطبيقاته والمزاوجة بينه وبين وسائل الاتصال وتقنياتها .3- تقاسم المشاركة : من خلال الجماعات ذات المصالح والاهتمامات المشتركة، والتي نراها بوضوح الآن عبر جماعات الاهتمام الإلكترونية والمنتديات التي تجمعهم لتبادل الأفكار والبحث عن حلول مبتكرة ، إلا أن هذه المنتديات تحتاج –إلى جانب التقنية- إلى "مدير معلوماتي" لإدارة هذه الحوارات وتوجيهها نحو المسارات المطلوبة4- الاستعمال المتكرر: يعتبر هذا العنصر المرحلة الأخيرة والهدف الأساس "لإدارة المعرفة" والذي يتمثل في "تمكين" الآخرين من استعمال المعلومات من خلال وسائل اتصال فعالة وتفاعلية مثل الجلسات التدريبية وجلسات العصف الذهني والتقارير .. إلخ ( ) .مبادئ إدارة المعرفة 1. إدارة المعرفة = ضبط وتوثيقيعتتقد كثيرون أن المعرفة يمكن ضبطها بالبرمجيات الحديثة، والحقيقة أن هذه البرمجيات وحدها لاتضيط المعرفة بل تسجنها في قوالب ومعادلات رياضية ، المعرفة تحتاج إلى انضباط في تقنين احتياجات المستفيدين .. وفي المقابل تحتاج إلى انضباط في اتجاهات وقيم وسلوك القائمين على تقديم الخدمات المعرفية ، الضبط هنا لأشياء غير ملموسة ، وهنا مكمن الخطورة ومكمن التحدي معاً .2. بطل واحد لا يكفيلكي تضمن أن تكون خدماتك أو مشروعاتك المعلوماتية ناجحة، لا تعتمد على بطل واحد، بطل كله حماس ، ولديه من "الكاريزما" ما تمكنه من النفاذ إلى المستفيدين من تلك الخدمات أو المشروعات ، فكر قليلاً فيما يمكن حدوثه لو فقدت هذا البطل ، أعرف أنها فكرة كارثية ، ستقل جودة الخدمات وستفقد المشاريع زخمها وحيويتها ..إلخ من مواقف صعبة، لذا .. فالأجدر أن تتضمن منظمتك (مكتبتك أو مركز معلوماتك) أكثر من بطل في كل موقع، فإشكالية الخدمات –ومنها خدمات المعلومات- أنها تقدم من خلال أشخاص ، وفي معظم الأحيان يتم تقييم مستوى تلك الخدمات بجودة مؤديها ، من الآن .. ساعد على اسنتبات أكثر من بطل بمنظمتك .. وثق لن تندم ، فهؤلاء هم الذين سيدعمون مشاريع وخدمات مكتبتك أو مركز المعلومات الذي تديره .3. التغيير الثقافي لا يتحصل بتلقائيةلكي توجد هؤلاء الأبطال بمنظمتك يجب أن تعمل على تغيير ثقافتهم التنظيمية والتسويقية، ويترسخ فيهم قيم واتجاهات إيجابية نحو التعامل مع المستفيدين ومع أدوات وتجهيزات المنظمة، بل مع تجاربهم الشخصية وخبراتهم لتشاطرها مع أقرانهم من الأبطال الجدد، هذا التغيير الثقافي لا يتحصل آلياَ .. أو بمجرد إصدار الأوامر الإدارية .. أو التلويح بالعقاب، إنما يتحصل هذا التغيير بشفافية إدارتك، والتأكيد بأن "إدارة المعرفة" لاتهدف إلى تجريد هؤلاء الأبطال من مصادر قوتهم (سابق الخبرات والتجارب والعلاقات..) ، إنما الهدف هو الحفاظ عليها وتوثيقا بشكل يضمن انتقالها السلس واستمرارها عبر أجيال العاملين ، لا تتسرع .. فليس من السهل الانتقال من نظام إلى نظام .. ضع نفسك مكان أحدهم .. ستشعر بتهديدات وخواطر سلبية، لكن سرعان ما تتحول هذه التهديدات إلى فرص والخواطر السلبية إلى وقائع إيجابية لو وجدت من يمارس معك تطبيق التغيير الثقافي .4. إيجاد مخطط لإدارة التغييرلكي تحدث التغيير الثقافي المنشود لا بد أن تكون لديك خطة عمل، وإذا لم تكن موجودة فأوجدها من الآن، وضع في اعتبارك كافة المستويات الإدارية الموجودة بمنظمتك (مكتبة أو مركز معلومات) ، وضع خطة لهذا التحول، ضع أهدافاً قابلة للتحقيق وقابلة أيضا للقياس ، فمثلاً هذا الزميل القابع في زواية مكتب الاستعلامات .. إنه يعتمد على ذاكرته في حصر الأسئلة التي أجاب عليها، أو عدد الزوار والمستفيدين ، أو عدد الكتب المعارة وأنواعها، أو حتى المشكلات والملاحظات ..إلخ ضع لهذا الزميل خطة وأداة "لتوثيق" هذه الأنشطة وهذه التجارب، ضع له workflow جديد يتناسب مع نوعية التغيير ، هذا مثال بسيط على ما يجب عليك إيجاده عبر الاجتماعات والاستفادة من "التغذية الراجعة" بعد فترة من تطبيق تلك التغييرات بمنظمتك.5. إعمل على المدى الاستراتيجياجعل مسعاك في "إدارة المعرفة" مسعى استراتيجي وليس مسعاً تكتيكياً، فإذا كنت تسعى لتقليل الوقت المستغرق في عملية الإعارة الخارجية لمادة ثقافية (كتاب، دورية، مادة سمعية أو بصرية ..إلخ) أوتقليل الوقت المستغرق في البحث عبر الشبكة العنكبوتية أو عبر قواعد البيانات..إلخ. لا تجعل هذا المسعى مؤقتاً بل إجعله مستمراً ، وحاول أن توجد الحوافز المناسبة لضمان استمرار هذا النجاح على المدى الاستراتيجي .ولكي تحدد استراتيجية قوية ، عليك بداية تحديد أهدافك ومدى ملائمتها للبيئة المحيطة بمنظمتك، فعلى سبيل المثال قد يتسبب "الكساد الاقتصادي" و "زيادة البطالة" إلى إبطاء أو إرجاء تحول منظمتك إلى ما يعرف بإدارة المعرفة ، لذا .. فإن الموائمة مع الاعتبارات البيئية المحيطة بمنظمتك مهمة للغاية لضمان إنجاز استراتيجتك. 6. اختر جزءً وطبقه بعمق واستمراريةفي منظمتك لا تبدأ بالتحول بالكامل مرة واحدة، بل اختر جزءً وابدأ في تطبيق مفهوم "إدارة المعرفة" عليه بتعمق واستمر ، وذلك حتى يعتاده مقدم الخدمة ومتلقيها أيضاً ، فالتحول يجب أن يشمل طرفي عملية الاتصال (المستقبل والمرسل) ، اختر إحدى الوظائف وطبق عليها مفهوم إدارة المعرفة بحيث تصطبغ هذه الوظيفة من داخلها وخارجها بهذا المفهوم ، مع مرور الوقت سيتأصل المفهوم لدى مؤدي ومتلقي الخدمة ، وسيصبح من السهل الانتقال لوظيفة أخرى .. وهلم جراً ، ولكن عليك التأكد من كون انتقالك من وظيفة لأخرى لا يعني اهمالك لمتابعة مدى استمرارية عمل الوظيفة الأولى بمفهوم إدارة التغيير، وقد يتطلب الأمر منك إجراء بعض أعمال "الصيانة الفكرية" لدى المنفذين بمنظمتك .7. لا تقيدك محدودية نقل المعرفةبعض أنواع المعرفة (الضمنية) يمكن نقلها أو تحويلها لمعرفة (موضوعية) وترتيبها في شكل قاعدة بيانات ، على سبيل المثال : في قاعة الرسائل الجامعية.. ستجد حواراً متبادلاً بين مؤدي الخدمة ومتلقيها في هذه القاعة وقد يتكرر في اليوم أكثر من مرة وبالطبع سيتكرر مع مرور الأيام، لما لا تحول هذه الحوارات والخبرات الشخصية إلى معلومات موثقة ويتم أرشفتها في قاعدة بيانات أو حتى في شكل مطبوع إرشادي ، البعض سيقول أن قيود بعض أنواع المعرفة الضمنية تحد من استكمال خطتك لإدارة المعرفة، ليس مهماً، دعها جانباً ، وابدأ بالممكن ثم انتقل للصعب .. فالأصعب .. وهكذا .. ستجد نفسك وكأنك في مباراة ممتعة مع الصورة المجزأة (البازل) .. حينما تجد مكاناً للأجزاء المبهمة بالصورة التي تكونها.فقط لا تستهن بحجم الخبرة، فكم من الخبرات ننفذها بتلقائية ، ولكن حينما نحاول توثيقها أو نقلها للآخر نشعر بصعوبة أكبر من فعلها بنفسك ، ألم تقم بعقد رباط حذائك يوميا ببساطة وبتلقائية، حسناً .. فلتحاول نقل هذه الخبرة (أو هذه المعرفة الضمنية) لأخر .. كم ستسغرق من وقت وجهد لكي تنجح في نقل تلك المعرفة إلى شخص آخر !!8. تنبأ بالخطر وضع توقعاتكعلى الرغم من أهمية "إدارة المعرفة" للموارد البشرية والمادية المتاحة بمنظمتك ، وعلى الرغم كل الجهود التي بذلتها في التحول من (المعرفة الضمنية) المختزنة في عقول العاملين بالمنظمة إلى (معرفة موضوعية) مدمجة في شكل قاعدة بيانات أو في شكل وسيط آخر ، ثم فوجئت بزهد أو بتحول المستفيدين عن التفاعل مع هذا الشكل الجديد، هذا خطر يجب أن تتوقعه وتعد "السيناريوهات" المناسبة للحيلولة دون وجوده أو على الأقل لتحجيمه ومنعه من الانتشار .المهم ألا تفقد المنظمة عملائها سواء كانوا حاليين أو محتملين، الذكاء أن المنظمة تتوقع الخطر وتعد عدتها للسيطرة على الموقف واحتوائه في بساطة وكياسة .9. تكامل إدارة المعرفة مع النظم العاملةحينما تبدأ في تسكين مفهوم إدارة المعرفة في إحدى وظائف منظمتك، عليك أن تجعل هذا يتم في تناغم مع النظم العاملة بمنظمتك من قبل ، اجعل مخرجات الوظيفة التي تدار بمفهوم إدارة المعرفة تلتحم كمدخلات لوظيفة أخرى بالمنظمة ، تناول الأمر برؤية المهندس المعماري الذي يضع في اعتباره كافة التعديلات اللازمة إذا أضاف منشأ جديداً على هيكل المبنى الذي يقوم بتشييده وكيفية إعادة توزيع الأحمال ..إلخ ، فهذه الأمور ستفيد بشك إيجابي في عدم رفض جسم المنظمة لمفهوم إدارة المعرفة باعتباره جسماً غريباً غزاها وعليها محاربته ولفظه .10. إعلم المستفيدين بذاتية الخدمةالمستفيد .. هوالحاضر الغائب بيننا ، ورضائه هو غاية ما نسعى إليه ، لذا .. فعليك أن تتعهده بالتعليم والتدرب على تلقي الخدمة بنظام الذاتية أو بنظام "اخدم نفسك بنفسك" ، سهل له التعامل مع الحاسوب، صمم له شاشات وصفحات بسيطة ومبهجة على موقعك، وحبب له الدخول عليه، وفر له كل المعلومات التي يريدها أو يحتمل أن يريدها، واجعل موقعك بمثابة الصديق الوفي الذي لا يضن عليه بالرأي والفائدة .لا توجه جهودك في التغيير الثقافي تجاه العاملين وتنسى الطرف الأهم .. المستفيد والذي سيتلقى هذا التغيير .. كيف سيتفاعل مع هذا التغيير ؟ كن معه منذ البداية ، وقم بتعليمه وتدريبه ( ).أهمية إدارة المعرفة يعتبر الإيقاع السريع للحياة وما ينتج عن ذلك من سرعة في تدفق –بل وتكاثر- المعلومات، السبب الرئيس في إدراك المجتمع الغربي ومنظماته لأهمية الأخذ بمفهوم إدارة المعرفة، فهذه المنظمات أصبحت تلهث وراء أن تكون دورة منتجاتها (سلع أو خدمات) أسرع من دورة المعرفة ، مما يستدعى منها : 1. التأكيد المتزايد على إعطاء الأولوية للمستفيد أو العميل ، والتحسين المستمر في الخدمات المقدمة له.2. التنبه للمنافسة من المنظمات المثيلة والتي تعمل على اقتناص الموقع السوقي منها .3. تخفيض أوقات الدورةِ الإنتاجية (للخدمة أو السلعة) وتقصير الوقت المستغرق في تطويرِ المُنتَجِ.4. الحاجة الملحة للتكيّف التنظيميِ مع القواعد وفرضيات العملِ المتغيرةِ .5. مسايرة الاتجاه العام نحو تقليص أعداد الأصولِ المستخدمة في إنتاج الخدمة أو السلعة، لتوفير النفقات .6. القدرة على تغيير الإتّجاهات والإستراتيجية ، مع القدرة على نقل هذه القدرة للقوة العاملة بالمنظمة حتى لا تخسر المنظمة المعرفة الضمنية .إدارة المعرفة بالمكتبات ومراكز المعلومات في القرن 21 تتنبأ أدبيات المكتبات بـأن المنظمات العاملة بمجال المكتبات والمعلومات ستتجه حتماً للأخذ بمفهوم " إدارة المعرفة " وذلك خلال السنوات العشر الأولى من القرن 21 ، وترتكز هذه النبؤة على المؤشرات الاقتصادية والآخذة في الانخفاض، والتي تحتم على جميع المنظمات أن ترشد في نفقات إنتاج الخدمات أو السلع للاستحواذ على أكبر فرص تسويقية، و "المعرفة " –شئنا أم أبينا- أصبحت سلعة تتحكم فيها قوى العرض والطلب واقتصاديات السوق، وبالتالي لن تكون مكتباتنا ومراكز المعلومات بمنأى عن متطلبات "الإصلاح الاقتصادي" وستضطر للأخذ بآليات السوق والعمل بالمفاهيم الإدارية الجديدة ، مثل " إدارة المعرفة " .ملامح إدارة المعرفة في القرن 21 1- إدارة الموارد البشرية قلب إدارة المعرفة بالمكتباتيعتبر العنصر البشري الماهر هو بؤرة التنافس بين المنظمات، وبالتالي فإن الموارد البشرية أصبحت محور اهتمام إدارة المعرفة، ففي عصر "اقتصاد المعرفة" ستكون للخبرة والتجربة البشرية قيمة عالية تسعى المنظمات -ليس فقط- لامتلاكها ، بل تسعى لعدم التفريط فيها والتدريب المستمر للحفاظ على مكنونات الموارد البشرية من معرفة ضمنية مثل القيم الإنسانية والتجارب والخبرات .. إلخ ، كما ستعمل تلك المنظمات على تمكين هؤلاء الأفراد من المشاركة في "رأسمالها الثقافي" أخذاً وعطاءً بهدف رفع القدرات الإبداعية والابتكارية لفريق العمل بأكمله .2- هدف إدارة المعرفة بالمكتبات هو دعم الإبداع المعرفي" الإبداع المعرفي " هو صميم مجتمع اقتصاد المعرفة، وبالتالي فإن عمليات معالجة وخزن واسنرجاع ونشر المعرفة ، تعتبر مدخلات له ، لن تكون مكتباتنا أو مراكز المعلومات مكاناً "لتقديس" أو "لتكديس" الكتب أو سائط المعلومات، بمعنى آخر ، لن تكون هذه المنظمات مخزناً للمعرفة ، بل ستكون "جسراً" بين المستفيدبن وبين منتجي المعرفة، بل يمكن لها أن تكون هي المنتج للمعرفة ، وبالتالي فإن لب الخدمة المقدمة -في هذه المنظمات- يجب أن يعتمد على معدلات إنتاجية ومستويات الجودة والأهم هو "السرعة" في تلبية الخدمة ، وكل هذا لن يتأتى إلا من خلال "الإبداع المعرفي" في مزج المعارف الموضوعية بالمعارف الضمنية وإعادة تقديمها للمستفيدين كمنتج معرفي جديد . 3- تكنولوجيا المعلومات هي أداة إدارة المعرفة بالمكتباتتعتبرحيازة المعرفة ، نقطة بداية إدارة المعرفة ، وكما أشرنا في بداية هذه الدراسة فإن المكتبات ومراكز المعلومات تقتني حزمة من المعارف الموضوعية (أشكال أوعية المعلومات) والمعارف الضمنية (القيم والتجارب والخبرات الإنسانية)، وتقوم تكنولوجيا المعلومات بأكثر من دور عند العمل بمفهوم إدارة المعرفة، فهي تقوم بدور "الناقل السريع والذكي" للمعرفة من منتجها لمستهلكها ، كما تقوم بدور "المعالج" للمعرفة من شكل غير مرئي أو غير مفهوم للمستفيد إلى شكل بستطيع المستفيد التفاعل معه ، كما ستقوم بدور "المؤمن" للمعرفة من التلف أو السرقة، باختصار ستكون تكنولوجيا المعلومات أداة إدارة المعرفة في تنفيذ العمليات المرتبطة بها و الخاصة باستحداث المعرفة، و جمعها، و تنظيمها، و نشرها، و إستخدامها ، واستغلالها و كل ما يتطلب تحويل المعرفة الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها بشكل جلي من خلال المنظمة ( ) .تَطبيق إدارةِ المعرفة بالمكتبات لتَطبيق إدارةِ المعرفة ، علينا –بداية- التمهيد للتغيير الثقافي ، فليس من المستحسن تغيير نظام إدارة بأكمله بنظام إدارة آخر بأكمله ، ولكن علينا أن نقوم بهذا التغيير عبر إحلال مرحلي مع تثبيت نظام الإدارة الجديد في عقول زملائنا قبل أن نثبته في أجهزة الحاسوب .يجب أن يشعر العاملون بالمكتبات ومراكز المعلومات بالأمان عند التطبيق، يجب علينا أن نؤكد لهم أن زمالتنا في العمل لن تنقطع ، ولن يتم الاستغناء عن خدماتهم بعد أن حصلنا على ما في أدمغتهم من قيم إنسانية وتجارب وخبرات ، بل العكس هو الصحيح ، بمعنى أن الاحتياج لهم أصبح ملحاً فمن منا يريد أن يخترع العجلة من جديد؟ .هذا القلق لا يعتري العاملين فقط ، بل يعتري مدرائهم، فبعضهم يخشى فقدان سيطرته الإدارية على مرؤسيه بعد أن شاركوه "المعرفة" التي طالما ألتمسوها لديه هو وحده ( ) .منافع إدارةِ المعرفة للمنظمات كلما قللنا الخسارة أو المخاطرة، كلما حسَنا الكفاءة التنظيمية ، وكلما اعتنقنا إبداع وجهود ومبادرات إدارة المعرفة ، كلما زادت " القيمة المضافة" للمنظمة .ومن أهم منافع التي تعود على المنظمة من تبني مفهوم إدارة المعرفة :تيسير إتخاذ قرارات أفضل لاعتمادها على أكبر قدر من التجاراب والخبرات.المساهمة في تعظيم الرأسمال الثقافي للمنظمة ، ليس فقط من خلال جععه وتخزينه ،وإنما من خلال استثماره وتوليد مكاسب إضافية .التشجيع المستمر على الابتكار والتفكير الإيجابي لتحسين وتطوير الأداء .التخلص من العمليات والأنشطة الغير ضرورية مما يطور من إنتاج الخدمة أو السلعة وبالتالي تزيد من نسب الاستحواذ على السوق وعملاء جدد .تقليل الوقت المستغرق في الإنتاج سيعمل على زيادة معدلات الإنتاج .ثبت المراجع1. حنين شاه ساز. إدارة المعرفة في المكتبات ودور أخصائي المعلومات فيها. دورية شبكة أخصائي المكتبات والمعلومات. ع 23- ديسمبر 2005.http://www.librariannet.com/main.asp...ate=01/12/2005 2. عماد الصباغ. إدارة المعرفة ودورها في إرساء مجتمع المعلومات .النادي العربي للمعلومات. 2002.3. حواس محمود. اقتصاد المعرفة . (الموقع الإلكتروني لمجلة جسور)- العدد 8- س 1 – أكتوبر 2005 . http://www.artdesert.com/ArticlesView.asp?ID=27%20 4. لجنة الغابات. إدارة المعلومات والمعارف الحرجية. روما: الأمم المتحدة،20015. مجلة العالم الرقمي: إدارة المعرفة لمجتمع عربي قادر على المنافسة .ع 16-13 إبريل 2003http://www.al-jazirah.com.sa/digimag/13042003/agtes50.htm6. محمد رءوف حامد. إدارة المعرفة والإبداع المجتمعي. ط3. القاهرة : دار العين للنشر، 2004.1. http://www.about-goal-setting.com/RD/km-books.html 2. http://www.about-goal-setting.com/KM...highways.html3. http://www.icm2005.org4. http://www.ickm2006.org5. Management in Libraries in the 21st Century http://www.ifla.org/IV/ifla66/papers/057-110e.htm6. Tom, Tobin. Ten Principles for Knowledge Management Success. Gartner Inc., April 2003.7. We Carla O'Dell and C. Jackson Grayson, Jr., If only we knew what we know. .The Free Press, New York 1998. P. 7ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس