الخبر اليومي 21/03/2009 الجزائر
المؤرخ والمجاهد صالح بن قبي لـ ''الخبر''
''على الجزائر أن لا تثق تماما فيما تظهره فرنسا بخصوص أرشيفنا''
حذّر المؤرخ والدبلوماسي السابق صالح بن قبي، من الوثوق فيما تظهره فرنسا من قابلية واستعداد لفتح أرشيفها الخاص بالجزائر القديمة والثورية، وقال أن ''ذاكرتنا كلها مهربة ويستحيل استعادتها''.
جاء رد بن قبي، على سؤال ''الخبر''، على هامش الندوة التي احتضنتها نهاية الأسبوع ''ميدياتيك'' منتوري بالعاصمة، مباشرا وصريحا بخصوص الاتفاقيات المتعددة التي ستبرم بين الأرشيف الجزائري ونظيره الفرنسي بقوله: ''نحن بحاجة إلى كل ما يتعلق بذاكرة الجزائر القديم منها والحديث، لكنني متحفظ جدا فيما قد يمنح لنا من هذه الذاكرة، لقد لعبت فرنسا وخرّبت كما شاءت في أرشيفنا، وها هي اليوم تروّج لاختفاء بعض القطع الأرشيفية، على أساس أنها سُرقتْ ولا تعلم من سرقها، أعتقد أن فرنسا تواصل التلاعب بحقنا في تاريخنا''. هذا ودعا السفير السابق، المؤرخين الجزائريين إلى المزيد من النشاط: ''لا يعقل أن يصبح ستورا هو المؤرخ لتاريخ الجزائر''، يضيف المتحدث. قبل أن يذكّر الحضور بميدياتيك منتوري، بأن الجزائر تخلت عن تقليد هام في الامتحانات والمسابقات وهو طرح سؤال يخص مادة التاريخ.
عاد بن قبي إلى أهم المحطات التاريخية التي كرّست نضال الشعب الجزائري، وعلى ضوء ما نشره في العديد من العناوين، مثل كتابه ''عهد لا عهد مثله'' أو ''رسالة تائهة''، الصادر عن منشورات الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، حيث قال أن الجزائر لم تكن تستحق أن تستعمر لولا أنها أزعجت فرنسا والغرب كثيرا، لأنها دخلت الإسلام وتخلّت عن المسيحية واليهودية: ''دخول فرنسا إلى الجزائر في 1830، لم يكن صدفة''، يعلق المؤرخ، ويستشهد بمقولة المؤرخ الفرنسي غوتييه حين قال: ''إن دخول الإسلام إلى الجزائر مغامرة جعلت من ثورة 1887 وثورة 1917 مغامرتين باهتتين لا قيمة لهما''. كما أكد الكاتب، أن الجزائر ساهمت كثيرا في نشر الإسلام في القارة السمراء، بفضل الطرق الصوفية الكبرى كالقاديرية والتيجانية والسنوسية. أبدى المحاضر استياءه من المعلومات التاريخية الخاطئة، في حق الأمير عبد القادر وأحمد باي بقوله: ''لقد قاوم الرجلان إلى آخر لحظة وبذلا كل التضحيات لإنقاذ البلاد من الغزو لكنهما وصلا إلى قناعة بأن المعركة لن تنجح عسكريا وأن المعاهدة المبرمة مع فرنسا كانت لإنقاذ الشعب من التصفية والعذاب''
|