مطالب بمواجهة الدول التي تملك تراثاً «ليس من حقها»
الجزائر - حسين بوجمعة
اختتم أمس المنتدى الدولي لـ «الحماية الدولية للأرشيف» المنعقد في الجزائر، والذي يعدّ «بمثابة تمهيد لاجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الدولي للأرشيف الذي سينعقد بالبلد نفسها في شهر مايو المقبل»، وذلك بحسب ما قال المدير العام للأرشيف الوطني الجزائري عبدالمجيد شيخي، موضحاً أن «المكتب التنفيذي يتخذ كل القرارات التي تلزم المجلس الدولي للأرشيف، وأنه في هذا الإطار سوف يتم بحث موضوع هام وهو في طور الدراسة ويتعلق بالأرشيف المرحل».
وفي هذه المناسبة، دعا المدير العام للأرشيف الوطني عبد المجيد شيخي المجلس الدولي للأرشيف إلى «لعب دور أكثر إيجابية في مسألة إسترجاع أرشيف الدول التي نهبت من خلال إتخاذ قرارات فعالة، لمواجهة الحكومات والدول التي تملك ثراث وأرشيفات ليست من حقها»، مضيفاً» الوقت قد حان لينتقل المجلس الدولي للأرشيف من دور الحياد إلى دور أكثر إيجابية وأكبر دليل على بداية تغير مواقف المجلس تواجد رئيسه بالجزائر». بدوره طالب رئيس المجلس الدولي للأرشيف دافيد ليتش بضرورة تكثيف الجهود بين الدول الأعضاء لاسترجاع التراث الحضاري والثقافي المفقود، لتحقيق هذا الغرض يعكف المجلس على دراسة العديد من الملفات وقد خصص لهذه العملية مبالغ مالية معتبرة. ومن بين أهم التدخلات تلك التي قدمها رئيس لجنة الدرع الأزرق الفرنسي جاكوب كريستوفر وهي منظمة دولية تعمل على حماية الأرشيف من الكوارث والحروب تحت عنوان «الحماية الوطنية للتراث»، إضافة إلى مناقشة أرشيف إفريقيا الغربية الفرانكفونية وحماية الأرشيف وسيادة الدول.
وأكدّ شيخي أن الهيئة التابعة له حاولت جاهدة في السنوات الماضية الحصول على تضامن دولي لاسترجاع أرشيف الجزائر الذي رحلته فرنسا الاستعمارية»، مضيفا» أن الأرشيف الوطني استطاع إرساء فريق عمل تترأسه الجزائر حول لأرشيف المرحل، الذي سيرسم الطرق التي تسمح للمجلس الدولي للأرشيف حل هذا المشكل»، لافتاً إلى أهمية هذا الحدث الذي انعقد تحت إشراف الأمين العام للمجلس الدولي للأرشيف ديفيد ليتش، وبحضور خبراء مختصين لتبيان الأطر القانونية والوسائل المتاحة لتحريك حماية دولية للأرشيف المهدد بالتلف بسبب الحروب والكوارث الطبيعية، وشارك في هذا المنتدى مديرو الأرشيف التونسي والسنغالي واليوناني، ومسؤولون من دول أخرى، وكذا مسؤول عن الدرع الأزرق العالمي وهي منظمة دولية تعمل على حماية الأرشيف من الكوارث والحروب.
من ناحية أخرى، أعلن عبدالمجيد شيخي عن تشكيل لجنة جزائرية فرنسية، تطبيقا للاتفاقية التي أبرمها الأرشيف الجزائري، والأرشيف الفرنسي لتحديد «الأولويات للأرشيف المستنسخ»، موضحاً أن هذه اللجنة سوف «تعكف على وضع استراتيجية عمل وتحديد الأولويات بالنسبة للأرشيف الذي سوف يستنسخ، كما أنها تعمل على تحديد أحسن السبل لدفع التعاون بين البلدين».
وبشأن هذه الاتفاقية قال شيخي: «إنها أول اتفاقية تعقد مع الأرشيف الفرنسي والتي فتحت آفاقا واسعة جدا للتعاون مع الكثير من المؤسسات الفرنسية التي تحوي على أرصدة تاريخية تهم الجزائر»، مؤكدا أنه «تم الاتفاق مع مسؤولي الأرشيف الفرنسي على تناول موضوع الأرشيف على مراحل ابتداء بالمرحلة الأولى، وتتمثل في توفير نسخ للأرشيف المتواجد بفرنسا المتعلق بالثورة الجزائرية في أقرب وقت»،.
وكشف شيخي عن أن هذا الاتفاق مع الأرشيف الفرنسي سوف يتبع قريبا باتفاق مماثل مع الأرشيف العسكري الفرنسي، والمكتبة الوطنية الفرنسية، والمعهد الفرنسي للسمعي البصري، ومؤسسات فرنسية أخرى التي تحوي أرصدة تاريخية حول الجزائر، على أن يعقد قريبا اتفاق حول موضوع المخطوطات الجزائرية الموجودة على مستوى المكتبة الوطنية الفرنسية، وكذا حول الأفلام والتسجيلات على مستوى المعهد الفرنسي للسمعي البصري».
يشار إلى أنه سبق للجزائر أن انتقدت، على لسان وزيرها للمجاهدين محمد شريف عباس إقدام فرنسا على تسليمها أرشيف سمعي بصري، قال إنه بعد الاطلاع على محتواه تبين أنه يمجد الاستعمار، في وقت تطالب السلطات الجزائرية التحصل على خرائط زرع الألغام ووثائق تتعلق بذاكرتها التاريخية والمخططات الهندسية لمدنها.
المصدر : صحيفة العرب القطرية .