عرض مشاركة واحدة
قديم May-25-2009, 11:23 AM   المشاركة11
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


تعجب الكتب واتجاهات القراءة

وائل نعمة
القارئ العراقي أكثر القراء في المنطقة العربية مهتما ومتعطشا للقراءة الا ان سياسة النظام السابق عملت على حجر المنجز الثقافي والابداعي ووضعت القارئ في الاقامة الجبرية بين كتب لايمكن ان تمر من تحت يد السلطة دون ان تنقحها او تمنعها لانها تخالف التوجهات الفكرية والايدلوجية للنظام، ومنها من كان يكتب بيد ازلام السلطة نفسها وهي تجير لمصلحة النظام وتوجهاته ما دفع القارئ والمثقف العراقي الى هجر القراءة بعد ان اصبحت لونا واحدا وتحمل منطقا واحدا وبذلك عزل النظام المثقف عن زاده وعزله عن ارتباطه بالعالم العربي والعالمي، بينما نجد الآن بعد عام 2003 أنواعاً مختلفة من الكتب والمجلدات والدوريات، وقد فتحت عهدا جديدا من القراءة ووضعت القارئ في وسطها حتى ينتقي مايراه قريبا لاختصاصه ولميوله وبالتأكيد ان الاحداث التي مر بها العراق خلال السنوات الست الماضية قد تركت اثرها على اتجاهات وميول القارئ.
علاء الدين إسماعيل صاحب مكتبة الرباط الواقعة في شارع المتنبي والذي يزخر بآلاف الكتب يقول: بعد سقوط النظام السابق أصبح هناك توجه كبير للكتب وللقراءة بشكل ملفت للنظر وحتى في الدول العربية المجاورة قامت دور النشر وخاصة في مصر بفتح معارض للكتاب وعقدت صفقات مع المكتبات العراقية حتى تدفع بالكتب الى داخل العراق.
ومن جهة أخرى رفع الحظر الذي كان مفروضا على دخول بعض الكتب الينا ودخلت الى العراق كتب كنا نسمع بها ولا نراها، ويضيف علاء الدين بأن الاتجاهات والميول كانت مولودة منذ زمن ولكن قد اجلت احلامها بسبب عراقيل كانت مفروضه من النظام السابق ولكنها سرعان ما اخذت موقعها من جديد واقدم القارئ على إشباع ميلوه الفكرية وتوجهاته دونما خوف، واستدرك كلامه بالقول: رغم اعمال العنف وشلالات الدم التي كانت تسأل من قبل العصابات الاجرامية والتي قد اربكت القارئ وجعلته متحيرا ومنشغلا مع هذه الاحداث الاانه استطاع ان يتعدى هذه المرحلة وهناك شواهد شاخصة امامنا فشارع المتنبي بعد ان هدم وكاد ان يختفي هذا المعلم الثقافي المهم رجعنا نحن وانتم نلتقي من جديد ونتجاذب اطراف الحديث حول ماذا يقرأ العراقي الآن.
أشار علاء الدين بالقول: من سنة 2006 لاحظت اقبالا كبيرا من القارئ العراقي على كتب اللغة العربية في كل مجالاتها الشعر والنثر والنحو وحتى المعاجم العربية وليس فقط القارئ يتجه الى الكتب القديمة وانما ايضا يتجه الى الحداثة فتجده يقرأ لكتاب حداثويين في اختصاصات اللغة العربية وتشكل الكتب التي تختص باللغة العربية 40 بالمئة من مبيعاتنا.
ويضيف ان هذا الاتجاه مستمرا الى هذه اللحظة ولكن مايلحظ من تغيير في اتجاهات القارئ هو ماكان مطلوباً في 2006 من الكتب الدينية من فقه وفتاوى وقصص انبياء وسير خلفاء وقد خفت وتيرتها منذ اكثر من سنة بعد ان خصصنا في مكتبتنا وحدها 20 مكانا للكتب الدينية، وعن باقي أنواع الكتب قال صاحب المكتبة هناك اهتمام واضح بدأ منذ فترة ومازال مستمرا هو الاهتمام بالكتب التاريخية مثل كتب التاريخ الإسلامي إضافة الاهتمام بالتاريخ الاوربي والتاريخ الأمريكي وليس اهتمام القارئ منصباً فقط على التاريخ الإسلامي، وأيضاً تحظى كتب الفلسفة وعلم النفس اقبالا وخصوصا من الشباب,فيما النساء فأكثر من يرتاد مكتبتنا من النساء هن باحثات ويبحثن عن كتب اختصاص للدراسات العليا,اما الاخريات فيبحثن عن الروايات والاكثر الروايات العاطفية.
انقلاب القارئ
صاحب مكتبة الضياء للباحث نوري عبد الرزاق يصف حالة التغيرات بتوجهات القارئ العراقي من قراءات سلفية في عام 2006 من امثال الكتب التي تضم فتاوى محرضة وبعض الكتب غير المنصفة وغير المعتدلة والتي قد أثرت الشارع العراقي بالعنف وقد اثرت على عقول الشباب وابعدتهم عن الوسطية والاعتدال ما اثار ردة فعل من الدين نفسه لدى الاوساط الشبابية والاوساط المثقفة بسبب هذه الكتابات وحديتها وعدم تقبلها لمشاريع مختلفة عنها,حيث حدث الانقلاب وذلك بتوجه القارئ الآن الى كتب في الحداثة والعولمة والفكر السياسي والاقتصاد والابتعاد عن الكتب الدينية غير الوسطية،ويصنف التوجهات حيث يقول أن في البدء كان هناك اهتمام وبيع لعموم كتابات ابن تيمية في سنة 2006 و2007 وقبلها كان رواج الكتب التي تتحدث عن حياة صدام وأسراره ودمويته ومعظمها كتابات تخلو من المصداقية لانها غير مدعومة بوثائق ومن بعدها اتجه القارئ الى كتابات تتحدث عن اسرار سقوط بغداد وتراجع الجيش العراقي, ولكن الانقلاب حدث في 2008 حدث بدأ القارئ يبتعد عن كتب فتاوى الموت والتي تصدر من مؤسسات متطرفة دينيا و يبحث في كتب سياسية تتحدث عن الليبرالية والحرية وحقوق الانسان والكتابات التي تتحدث عن اليات المجتمع المدني وكيفية بنائه والكتابات التي تتعلق بالانتخابات، ويضيف: هناك اهتمام بالكتب التي تبحث في الشخصية العراقية وهذا يتضح من الاهتمام بكتابات علي الوردي والتي تتحدث كتاباته عن الشخصية والمجتمع العراقي، هذا إضافة الى اهتمامات القراء بقراءة الكتب التي تتحدث عن التاريخ الاوربي رغبة من القارئ بالتعرف على تجارب تلك الامم ومامرت به من صراعات وحروب وكيف استطاعت ان تتجاوز محنها وتصل الى ماوصلت اليه من رقي وتقدم، واشار الباحث نوري الى ان المراهقين في الآونة الأخيرة بدأ ينصب اهتمامهم في كتب تتحدث عن رموز وطنية امثال جيفارا ويحاولون التشبه به وكأنها ازمة انتماء او ازمة قدوة فالمراهق يبحث عن شخصية تمثل المقاومة الشريفة النظيفة ويحاول ان يتأثر بها ويجعلها قدوة له وبعضهم الاخر يبحث في شخصيات مثل ستالين ولينين ونابليون ومحاولة اكتشاف شخصيات هؤلاء القادة التي غيرت أسماؤهم مجرى التاريخ،ولكن هذا لايمنع ان بعض المراهقين مازالوا يبحثون عن الكتب الجنسية الرخيصة وكتب تقدم المتعة المبتذله واشار الباحث الى ان هذا سببه قلة الاهتمام في المدارس بالارشاد على قراءة الكتب واختيار نوعية الكتاب. وفيما يتعلق بالفئات العمرية الكبيرة فهي تبحث عن التراث البغدادي والعراقي مثل كتابات علي الوردي ومذكرات بعض السياسيين الشيوعيين وكتب تتحدث عن حياةعبد الكريم قاسم ونوري السعيد وزمن الملكية، والنساء لا يبحثن عن الكتب لغرض الدراسات والبحوث فهن يبحثن عن كتب الطبخ والعناية بالبشرة والشعر وتربية الاطفال وبعض المجلات التي تتحدث عن الموضه والفنانين وكتب الابراج التي اصبحت شائعة الآن ويعزو سبب هذا الى ان المشاكل التي تعيشها المرأة العراقية خصوصا في الوقت الحاضر جعلتها تحاول الهرب منها بقراءة الابراج وماقد يخفي لها المستقبل في امل ان يكون القادم أفضل.
مصنفات متغيرة
وهناك من يرى بأن القارئ العراقي مازال متأرجحا وان الفترة الماضية لم تعط دليلا واضحا على ميول القارئ العراقي لانه كان نهما متعودا على القراءة وخصوصا الكتب التي لم تكن موجودة في العراق هذا ما يراه احد الموجودين في مكتبة عدنان وهو حاتم شكر رجل أربعيني يبحث بين الكتب وعيونه تكاد لا تستقر على نوع واحد حيث يقول:اني لا اجد غايتي وضالتي في نوع واحد من الكتب فقد بقيت سنين طويلة اسمع بكتب عن طريق الراديو تعرض في معارض عالمية وكانت لي رغبة كبيرة في قراءتها واليوم وجدتها ووجدت الأكثر منها واني لا اعرف ماذا اقرأ ومن اين ابدأ ولذلك ارى من غير المعقول ان نحدد للقارئ العراقي ميولا واتجاها واحدا ولكن اعتقد ان السنين القادمة ستكون كفيلة بتحديد الميول،بينما صاحب المكتبة محمد سلمان قال: بحسب خبرتي في مجال الكتب في شارع المتنبي فأني ممكن ان اصنف القراء الى ثلاثة اصناف فهم العلمانيون,المتدينون,والباحثون عن التسلية وقد ظلت هذه المصنفات ثابتة ولكن ما حدث بعد التغير هو دخول كتب كثيرة وعناوين مختلفة جعلت القارئ يخرج من هذا التصنيف ويقفز فوق المحظورات ويطلق العنان لفكره ويأخذ من الكتب ما يراه قريبا منه،
وأشار أيضاً الى ان سبب أقدام الكثير من القراء الى تداول الكتب الدينية في تلك الفترة أي قبل سنة او سنتين فكان لها أسبابها فأن هذه الكتب هي كغيرها كانت ممنوعة وليس من اليسير الحصول عليها فما بالك أنهى توفرت بشكل كبير وبأسعار رخيصة لان إيران ومصر وسعودية ترسل لنا هذه الكتب وهي مدعومة من قبلهم لذلك تكون أسعارها رخيصة،بينما الكتب الفلسفية والأدبية فإنها غالية لانها لا تحظى بما تحظى به الكتب الدينية من دعم ولذلك فأسعارها غالية ولولا النسخ لما كان من اليسير شراؤها.
فيما يقول جمال ساهي صاحب مكتبة المحاكم المختصة ببيع الكتب القانونية بأن في سنوات محاكمة صدام حسين ورجال النظام السابق بدأ المواطن الاعتيادي بالبحث عن كتاب قانون العقوبات العراقي حتى يكون متواصلاً مع المحكمة في قراراتها وحتى ينظر مسبقا ماذا تعني هذه المادة وتلك حتى يصدر عليه الاحكام مسبقا,وعلى العموم فأن عملنا يتعلق بالطلاب والمحامين وهم دائما يأخذون المتون وقوانين الاحوال الشخصية،ولكن عند انفتاح العراق على العالم وبدأ الكلام حول جلب شركات استثمار بدأ البعض بأخذ كتب تتعلق بقوانين الاستثمار وكتب العقود القانونية وأيضاً شروط المقاولات الهندسية وهذا كله متعلق بحركة العمل والبناء والاسثمارات في العراق.
وللعشاق والباحثين عن الرسائل والمسجات نصيب في القراءة حيث يفترش علي جاسم هذه الكتب على الارض وتلاقي رواجا عند الشباب والمراهقين ويقول بان بيع هذه الانواع من الكتب بدأ بعد دخول الموبايلات حيث كنا في السابق نبيع كتباً مثل كيف تكتب الرسالة على الورق والآن أصبحت الرسائل مسجات على الموبايل ومعظمها اشعار رومانسية وغزلية تأخذ من مواقع الانترنيت وتوضع بالكتب على شكل مسجات،ويقول بأن البنات ايضا يأخذن من هذه الكتب بالاضافة الى الاهتمام بكتابات الابراج وخصوصا كتاب ماغي فرح الذي يتحدث عن الأبراج، كما ان للأطفال أيضاً نصيب فهناك مجموعة من الكتب والقصص الملونة التي تشهد اقبالا على شرائها ومنها التي تصدر عن دار ثقافة الاطفال العراقية مثل مجلتي والمزمار وبعضها يصدر من دول عربية والتي هي اكثر رواجا وهي مجلة سبيس تون وهي مجلة شهرية ويأتي معها قرص ليزري وفيها الوان جميلة وقصص,بالاضافة الى قصص ابطال الكارتون من سوبر مان وبات مان وغيرها، وقد كان أبو سالي وأم سالي يقفان بالقرب منا حيث كانت سالي ترغب بالقصص الملونة وانتهزا الفرصة بالحديث عن الكتب فأكد أنهما من رواد شارع المتنبي وخصوصا يوم الجمعة وهما دائماً يشتريان الكتب رغم ان اهتماماتهما مختلفة فأبو سالي محامي ويبحث عن كتب القوانين والادب وام سالي خريجة تجارة وتبحث عن كتب الدينية والروايات وكتب فن الطبخ وتربية الاطفال وكتب الزراعة.
الكتب الدينية
في شارع المتنبي تجد مكتبات تختص بأنواع معينة من الكتب دون سواها وحسام صاحب مكتبة الطبري قد اختص بالكتب الدينية يقول: نعم الإقبال كبير على الكتب الدينية ومازال هذا الإقبال، وان أكثر المواضيع الدينية التي تحتويها الكتب والتي تشهد إقبالاً من القارئ الكتب التي تتحدث عن التاريخ الإسلامي وعن قصص وسير الخلفاء وطبعا كان في 2006 الاقبال اكثر على كتب الفتاوى المتعلقة بالمذهبين السني والشيعي على حد سواء،ولكن بعدها في السنوات التي تلتها ازداد الطلب على الكتب التاريخية الدينية، وأيضاً هناك مجموعة كتب من تأليف د.إبراهيم الفقي والتي تتحدث عن بناء الشخصية والتي تشهد إقبالاً.
بينما يقول طلال أبو احمد صاحب مكتبة طلال والتي أيضاً تختص بالكتب الدينية بأن التغير في مواضيع الكتب الدينية، ففي السنوات السابقة كانت التوجهات الى كتب الفتاوى ولكن الآن الأكثر مبيعا هي كتب الفتاوى المعاصرة هذا ما يتعلق بالكتب التي تتكلم عن الفتوى،اما مواضيع الكتب الأخرى فأن القارئ يتجه الآن الى كتب التاريخ التي تتناول فترة حكم للأمويين والخلفاء العباسيين.
القراءة انعكاس للواقع
وبين هذا الكم الهائل من الكتب اختار القارئ العراقي مايلائم المرحلة فان قراءاته انعكاس للوضع القائم في العراق وها هو يبحث عن مقومات المجتمع المدني والابتعاد عن التطرف والبحث في احياء الشخصية العراقية واعادة بنائها ويبحث في حقوقه حتى يعرفها ليدافع عنها امام السلطة ويبحث عن حقه في الانتخابات وفي واجباته تجاه وطنه.

الرابط

http://www.alrafidayn.com/index.php?...nion&Itemid=52












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس