عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-08-2009, 04:00 PM   المشاركة239
المعلومات

ابراهيم محمد الفيومي
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات
 
الصورة الرمزية ابراهيم محمد الفيومي

ابراهيم محمد الفيومي غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 31463
تاريخ التسجيل: Jun 2007
الدولة: الأردن
المشاركات: 2,507
بمعدل : 0.41 يومياً


افتراضي

احزان اشهر بائع كتب في شارع المتنبي

عبد الجبار العتابي من بغداد: انه اشهر بائع كتب في شارع المتنبي ببغداد، هذا هو نعيم الشطري الذي شهرته طاغية، ولا اعتقد ان احدا من رواد الشارع او العابرين منه لا يعرفه، صار علامة فارقة من علاماته، ودكانه على الرغم من كونه صغيرا الا انه يشكل تجمعا للمشاهير، والاطرف ان الرواد يمازحونه ببيت شعر شعبي دارمي يقول (كلمن يكـلّـك زين كلّه انت كذاب / الشطري صار اسبوع ما بايع كتاب)، وهوو يصف جزء من معاناته في بيع الكتب حين انحسر الاقبال عليها، وهو الذي لايعرف مهنة غيرها، لكن الرجل المحاط بالمعرفة والجمال وخير جليس، يعاني الكثير، تشعره كتلة من هموم مضغوطة، وللتعرف عليه اكثر كانت لنا وقفة معه.

* متى بدأت علاقتك بشارع المتنبي؟
- منذ اواخر عام 1963، حين كنت اجيء اليه لشراء الكتب وارسالها الى مدينة الشطرة والمحافظات، واذكر اننا كنا نحملها في عربات من ذوات العجلات الثلاث وندفعها الى حيث مرآب السيارات لننقلها.


* لماذا اخترت هذه المهنة؟
- هوايتي منذ الصغر القراءة التي ابتلاني الله بها، وصار الكتاب كل شيء بالنسبة لي، وبعدها اسست اول مكتبة في (الشطرة) في شعر ايلول عام 1958، ثم سجنت لمدة سنتين، وبعد خروجي من السجن جئت الى بغداد لابدأ من هذا الشارع.


* ما حكاية المزاد الذي تقوم به كل جمعة و (تلم) الناس عليك بسبب صوتك؟
- اود ان اقول لك اولا انني اول من اوجد بيع الكتب على الرصيف بما يسم (البسطية) وكنت انثر الكتب في (عربانة) واقف على الرصيف ولم يكن هذا معروفا من قبل، ولاقت هذه الظاهرة حضورا كبيرا، اما المزاد فكان قبل عشرين عاما، اي في اواخر الثمانينيات بعد ان حصلت على موافقة من الامن العامة بعد ان اخذت وقتا طويلا، وقد شجعني على اقامة المزاد العلامة المرحوم حسين علي محفوظ والشهيد عزيز السيد جاسم وثامر عبد الحسن العامري والصحفي عادل العرداوي، فهم ساعدوني في الحصول على الاجازة، وجاءت فكرة المزاد من كتاب عنوانه (تأريخ أداب اللغة العربية) لـ (جرجي زيدان) انه كان يستعين بالاب انستاس الكرملي في معرفة المكتبات الشخصية في بغداد والمحافظات، ويقول في الجزء الرابع منه ان هناك في مدينة النجف في مرحلة الاربعينيات يقام كل يوم خميس وجمعة مزاد للكتب القديمة والمخطوطات، وفي هذا المزاد كان الكتاب الجيد يباع بأبخس الاثمان كي يشتريه اصحاب المزاد بينما يباع الكتاب العادي بأغلى الاثمان كي يربحوا من بيعه، من هنا.. جاءتني الفكرة لاقامة المزاد في كل يوم جمعة، وبعد ان حصلت على الاجازة، ولي الشرف ان يكون اول مزاد للكتب في شارع المتنبي بأسمي، وحينها اتيت بأولاد اخي وفرشت لهم الكتب على الارض ورحت انادي لبيعها، ومنها انتشرت ظاهرة بيع الكتب على شكل (بسطيات) فيما كنت الوحيد اقوم بالمزاد.


* كيف هي علاقتك بالقراءة الان؟
- انا قاريء جيد، ولكن حاليا لعدم وجود كهرباء لا اقرأ الا قليلا، فأنا استطيع من خلال المادة التي يتضمنها الكتاب ان اقيمه سواء كان جيدا او لا، هذا بالاضافة طبعا من خلال المؤلف او دار النشر.


* ما مصادر الكتب التي تبيعها حاليا؟
- حاليا ليس لدي سوى القديم الذي اجلبه من شرائي للمكتبات الشخصية القديمة، ولكنني في السابق، في السبعينيات، كنت استورد الكتب من مناشئها كما كنت اطبعها واذكر ان اول كتاب طبعته كان للشاعر كريم العراقي بعنوان (للمطر وام الظفيرة) وبعده طبعت مجموعة للشاعر عريان السيد خلف (الكمر والديرة) وتواصل في الطبع ولازلت الى حد الان اطبع.


* اي الشخصيات الشهيرة مرت في الشارع وتوقفت عندك؟
- كثيرة جدا ولدي مع البعض علاقات صداقة من الجواهري الى علي الوردي الى علي حسين محفوظوالبياتي وعبد الغني الملاح ومحمد الفيتوري واسماء عديدة لا تحضرني الان.


* كيف ترى حال القراءة الان من خلال تواجدك في الشارع؟
- لا يزال هنالك قاريء عراقي جيد رغم الانترنت والفضائيات، وما يشهده الشارع كل جمعة خير دليل، والمقولة الشهيرة التي كانت تقول ان مصر تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ يمكن القول انها انتهت ونستبدلها بالقول ان ان بغداد تكتب وتطبع وتقرأ، اقول هذا على مسؤوليتي.


* ما نوعية الكتب التي عليها طلب اكثر؟
- كتب الفلسفة والتاريخ والادب.


* دعني اسألك عن امنياتك؟
- (صمت الشطري ولم يجب، طال صمته حتى تصورت انه لم يسمع السؤال، لكنه بعد برهة انفجر صارخا وباكيا، وعاتبني على السؤال، لكنني بعد ان هدأ اعدته عليه) فقال: حياتي كلها صعبة!!.


* لماذا؟
- لم ار النور في حياتي ولا الراحة، عشت تعبا نفسيا، ووضعا ماديا صعبا، انا ما زلت اعيش في غرفة حقيرة في منطقة (جديد حسن باشا / خلف شارع المتنبي).


* ما قصة بيت الدارمي الذي نسمعه عنك؟
- الشطر الثاني من تأليفي، كتبته وانا ثمل ولم اعرف كيف، وفعلا مرت علي ايام لم ابع بها الا القليل جدا من الكتب.


* ما الذي تتمناه هذه اللحظة؟
- امنيتي بالدرجة الاولى ان تقوم الححكومة بأيصال الكهرباء الى شارع المتنبي، فما زال الى حد الان بلا كهرباء، والامنية الثانية ان تقوم الحكومة بتأسيس مكتبات للطفل العراقي في كل محافظة وقضاء وناحية وقرية، كما اتمنى ان اغيّر المكان الذي اسكنه وبصراحة انا مديون وامنيتي الخاصة جدا ان اسدد هذه الديون واستريح!!.



الرابط
http://www.elaph.com/Web/Culture/2009/4/427178.htm












التوقيع
إن الكل يموت ويذهب صداه
الا الكاتب يموت وصوته حي
  رد مع اقتباس