عرض مشاركة واحدة
قديم Feb-26-2008, 09:05 AM   المشاركة3
المعلومات

عبدالكريم بجاجة
خبير في علم الأرشيف - أبوظبي
الإمارات العربية المتحدة

عبدالكريم بجاجة غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 19513
تاريخ التسجيل: Sep 2006
الدولة: الإمارات
المشاركات: 724
بمعدل : 0.11 يومياً


افتراضي "كوما روسيا 2002 3-4" : الملخصات

"كوما روسيا 2002 3-4" : الملخصات

تعريب: عبد الكريم بجاجة
(Translation in Arabic: Abdelkrim Badjadja)



1- William G. Rosenberg، "أرشفة الثورات الروسية: الإتاحة، نقص الإمكانيات وخسائر في التجربة الديمقراطية"
فرض على المؤرخين بروسيا تحد يجبرهم لتجاوز التحاليل السابقة للذاكرة الاجتماعية مثل تلك التي تتعلق بالفترة الثورية من 1914 إلى 1921. يمكن "للحالة الراهنة المعقدة للتجربة المعاشة" - كما وصفها Rosenberg- أن تهمش إن لم تجسد حقيقتها في الأرشيف أو إذا بقيت خارج الخطاب السائد. كان هذا الخطاب ملك للدولة وحدها تقريباً طوال القرن العشرين كله، و الشيء نفسه بالنسبة للأرشيف. "أرشفة الثورة... تغطي تماماً كل النظريات الإيديولوجية بمفهوم وثائقي وموثوق به".
بقيت المقاومة ضد هذه الظاهرة ثابتة – رغم قمعها في النظام السابق – ولا تزال قائمة منذ إحداث التغيير في الذاكرة الجماعية، وإعادة النظر فيها مع مرور الزمن.
لذا انبثقت حكايات متنافسة بعد إزالة الخطاب الرسمي الأحادي. أصبحت التعددية الآن في التجارب الماضية جاهزة لخطابات ومناقشات جديدة دون سيطرة رؤية على الأخرى.

2- Alexander Chubariyan، "دور الأرشيف في الإصلاحات بروسيا الديمقراطية"
تعتبر الذاكرة التاريخية مصدراً هاماً لمعرفة الهوية الروسية والضمير الوطني. شكلت السنوات 1991-1993 فترة خاصة تميزت بإمكانية الإطلاع على الأرشيف الروسي، وفرت للمؤرخين فرصة جديدة "للانطلاق في كتابة نزيهة لتاريخ روسيا خاصة في القرن العشرين". شهدت العشرية الماضية عدة محاولات للمطبوعات على نطاق واسع، وتغيرات مهمة في النظام الأرشيفي الروسي؛ كما شهدت –وللأسف- في نفس الوقت تراجعا يهدف إلى غلق الملفات التي فتحت حديثاً. ومن جهة أخرى تعززت في السنوات الأخيرة العلاقات الدولية بفضل مشاركة روسيا في المجلس الدولي للأرشيف وفي مجلس أوروبا ومنظمات أخرى.

3- Olga Leontieva، "منظرين في النظام الأرشيفي الروسي"
يقدم "تطور مبدأ مصدر الأرشيف في روسيا" سلسلة تاريخية تبدأ في القرن الثامن عشر. يوصي القانون الأرشيفي الروسي اعتباراً من سنة 1721 بتصنيف الوثائق حسب مصدرها والتمسك بتكاملية الأرصدة. ظهرت خلافات مع مرور السنين بين المؤرخين والأرشيفيين حول القيمة النسبية لمبادئ الملاءمة والمصدر كقاعدة لمعالجة الأرشيف ووصفه. حرر اتحاد الأرشيفيين في صيف 1917 نصاً يهدف إلى تحضير قانون جديد للأرشيف في روسيا. وكرست القوانين الجديدة الناجمة عنه مبدأ التكاملية للأرشيف كعنصر أساسي في النظرية الأرشيفية. تواصلت المناقشات حول مدى مفهوم تشكيل الرصيد الأرشيفي. وفي الستينيات أصبح "مبدأ تكاملية أرصدة الأرشيف" المبدأ الأساسي الذي يحكم الممارسات الأرشيفية الروسية. ثم في الثمانينيات وصفت الأرصدة الأرشيفية بمجموعة وثائق مندمجة في الأرشيف ومرتبطة بينها لأسباب تاريخية و/ أو منطقية.
يتطرق الجزء الثاني من مقال السيدة Leontieva إلى قضية المركزية. كلفت روسيا منذ قانون 1918 وكالة حكومية مستقلة لتسيير كل الأرشيفات، وهي معروفة اليوم تحت اسم "المؤسسة الفيديرالية لأرشيف روسيا Rosarkhiv"". ينقسم أرشيف الدولة إلى ثلاثة مستويات: الأرشيف الفيديرالي، والجهوي، والإقليمي.
ظن الأرشيفيون الروس والباحثون -ولمدة طويلة- بأن هذا النظام يعكس السياسة البلشفية لمركزية الإدارة الروسية. ولكن أظهروا حديثاً بأن فكرة "مركزية إدارة الأرشيف" في روسيا هي في الواقع تقاليد قوية ترجع إلى عهد ما قبل البلشفيين، وأن المرسوم المؤرخ في 1918 هو نتيجة مناقشات من قبل عدة أجيال من الأرشيفيين الروس، و يمكن تحديد ثلاثة نشاطات أساسية مرتبطة بمركزية الأرشيف في روسيا: الإدارة، والحفظ، والإطلاع على الأرشيف.

4- Vladimir Lapin، "تردد عند الإطلاع على فهرس أرشيف"
يقدم هذا البحث أفكارا حول التأثير المتبادل للمؤرخ وللأرشيفي في تطوير وتحسين فهارس الأرشيف الروسية، و لم يتجاهل المؤرخون – المتمسكون بمهنتهم حين يلتقون الأرشيفيين – هذه البداهة: تأثر أداة البحث نوعاً ما بمسار أعمالهم، و كانت أدوات البحث في الاتحاد السوفياتي مصحوبة بمصطلح "علمي".
كان يعتقد مؤلفو الفهارس بأنهم منظمون بطريقة علمية، ومن ثم مرتبطون بمساق الإنتاج التاريخي "العلمي". شكلت نظم الوصف الأرشيفي بدقة لكي تتجاوب تماماً مع التعليمات الإيديولوجية السائدة يومئذ.
أصبحت طريقة إنجاز أدوات البحث إجبارية في البداية لأسباب إديولوجية، ثم أدمجت سريعاً في التقاليد الأكاديمية، و حاول المؤلف للتعليق الأرشيفي، والمحرر للفهرس أو للتحاليل، التوجيه المسبق لأفكار الباحث، ومن ثم التأثير في مسار بحثه. ولكن كانت تلك الإجراءات للوصف الأرشيفي جهودا لتنظيم الفوضى. أظهرت هذه الخطة انتعاشا مدهشا. قام بعض المؤلفون للفهارس الحديثة بوضع بين قوسين المصطلحات الإيديولوجية الماركسية – اللينينية؛ فأعطيت عناية خاصة لأدوات البحث عند القيام بالإصلاحات في نظام الأرشيف بروسيا ما بعد السوفيات. يعترف الأرشيفيون اليوم بأن الباحثين يتطرقون في المستقبل إلى محاور ومسائل لا يمكن معرفتها أو تصورها الآن. هذا يبرهن على التغير الثوري الذي حدث في طريقة التفكير للمهنة في روسيا.

5- Boris V. Anan'ich، "المؤرخ والمراجع، مشاكل المصدقية والأخلاق"
أصبحت في العشرية الأخيرة دراسة العهد السوفياتي، ونشر وتحليل المراجع الجديدة المهمة الأولية لمختص التاريخ الروسي. بينما يصعب التطرق إلى دراسة جادة للتاريخ السوفياتي بدون نشر وتحليل المراجع، يتعرض المؤرخون للعهد السوفياتي إلى صعوبات كبيرة فيما يتعلق بتقييم مدى صواب الأحداث المذكورة في المراجع. اهتم المؤرخون في السنوات الأخيرة بأرشيف كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي، ووثائق الشرطة السرية التي كانت تتكفل بتنظيم وقيادة المحاكمات السياسية في الاتحاد السوفياتي؛ فجابه المؤرخين حجم كبير من الوثائق التي كانت تعكس الأحداث الهامة في الحياة السياسية الداخلية للبلاد، هذا عند تفحصهم لتاريخ المجتمع السوفياتي، و كانت الوثائق مدبرة بدون شك. وما يمكن أن يفعله المؤرخون في هذه الحالة؟ يصعب تمييز البراهين من بين الوثائق المزورة عند تقييم المصادر. يكتسب نشر أبحاث المؤلفين أهمية كبيرة من الجانب العلمي رغم التساهل مع الوثائق المزورة، وتعتبر هذه الأهمية ليس حسب الإخلاقية الموجودة في الحياة العامة والسياسية لتلك الفترة، و يمكن أن تحول المصادر التاريخية إلى تشويه إعلامي إذا وضعت بين أيدي مؤرخين متراخين وغير أكفاء؛ على أن استعمال وسائل البحث المدبرة من قبل المخابرات: (OGPU-NKVD-KGB) والموزعة عبر المصادر يهدد الجهود المبذولة نحو تحليل موضوعي للتاريخ السوفياتي.
يجب أخذ الجانب الأخلاقي بعين الاعتبار لما تنشر وثائق التحريات من جهة أخرى – ولو بعد ستين سنة – لأنه من الممكن أن يوجد أحفاذ الضحايا والمفتشين على قيد الحياة. وظهر من ناحية أخرى اهتمامً بنموذج المصادر خارج نطاق البحث حول المرحلة السوفياتية.
يختم المؤلف مقاله بذكر وجود مجموعة من المعايير المهنية توضح طريقة تحليل المصادر؛ ولكن يركز على عدم وجود منهجية عالمية فعالة بإمكانها أن تسمح للمؤرخ أن يحصل على كل المعلومات الموجودة في المصدر، وتقديمها للقارئ كصورة موضعية للماضي.

6- Jeffrey Burds، "العرقية والذاكرة والعنف: أفكار حول المشاكل الخاصة بالأرشيف السوفياتي وأرشيف أوروبا الشرقية"
ذاكرة الأحداث التي وقعت في أوروبا الشرقية – أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها – مبنية بطريقة عرقية، أي حافظت كل مجموعة عرقية على روايتها للحوادث المأساوية التي عاشتها. يشكل هذا الطرح إحدى العواقب الكبرى التي تعرقل إدراك تاريخ المنطقة. وتجزأت الذاكرة أكثر بعد الحرب مع ظواهر الجاليات وثقافات اللاجئين. ثم غيرت عبر وقائع الحرب الباردة، و يعتقد المؤلف بأن "الخرق الذي يفرق بين الذاكرات العرقية يزداد حدة في حالات العنف بين العروق.
إن حجم الأرشيف الذي يحتفظ بكل الشهادات الناجمة عن المجموعات العرقية ضئيل جداً، بل تم تهميش ذاكرة الأقلية داخل المجتمع.
ثار نقاش واسع في أوكرانيا ما بعد السوفيات لمصالحة التاريخ الوطني مع الماضي السوفياتي. لم تقتصر التحولات الكبرى على معالم ثقافية مختلفة. يلعب البحث عن الهوية الوطنية دور مصفات لتحويل الذاكرة الوطنية المحفوظة في الأرشيف الوطني. لم تبق العرقية والهوية العرقية جامدة، بل بالعكس تتوافق مع الوضعيات المتحولة. كما يعاد تشكيل مختلف الذاكرات بتأثير الهوية العرقية والمحيط؛ ويعرقل جذرياً إدراكها أو إعادة شرحها، ويراقب بالبنية الاختيارية، وتحطيم وإعادة تشكيل الأرشيف. يعتقد المؤرخون بأن الأرشيف المنتج بعد العهد السوفياتي يضم غالباً ملفات مضللة عمداً؛ لذا يصبح التحدي أكبر لتنقيب كل التاريخ المتعلق بالأحداث والسياسات الماضية بسبب الظروف الخاصة بأرشيف أوروبا بعد سقوط السوفيات.

7- Serhy Yekelchyk، "أرشيف عهد ستالين: استعمال سياسي، وقيمة رمزية وعزيمة ناقصة".
لما يذكر المؤرخون الغربيون قضية الأرشيف عند أبحاثهم حول العهد الإستاليني، يتطرقون أساساً إلى العراقيل عند الإطلاع على الأرشيف. كان واضحاً جداً للباحثين المختصين في دارسة عهد الحرب الباردة بأن الإطلاع على الأرشيف يقتصر فقط على بعض الوثائق غير المضرة؛ لكن يعتقد زملاؤهم المختصون في عهد ما بعد السوفيات بأن حقهم في الحصول على الوثائق مضمون.
غير أنه بقيت مشاكل الإطلاع على الأرشيف مطروحة عشر سنوات بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. يبدأ المؤلف بحثه بوصف التفاوت في شروط الاطلاع الذي ميز السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة؛ ثم يبرهن عن وجود مفهومين للأرشيف في الثقافة الإستالينية: الأول سياسي والثاني تاريخي، بمعنى أن الأرشيف السياسي يتضمن أكثر من الوثائق. ينجر عن هذا الضغط الديناميكي التحليل التاريخي.
يؤكد Yekelchyk بأن "إدراك الأرشيف المعاصر كسلاح سياسي محتمل يندرج في الثقافة السياسية الإستالينية". يتفحص العلاقات بين تاريخ أوكرانيا وروسيا في العهد الإستاليني، بالتركيز على الاعتداء والاغتراب اللذان مسا الأرشيف. استخدم الأرشيف كأسلحة سياسية، ورمز للتميز الوطني ومادة للأساطير، كما استعمل في نفس الوقت في البحث التاريخي.

8- Viktoria Zanozina، "مصير مجموعة الصور لسلالة BULLA"
تمتلك مؤسسة الأرشيف المركزي للدولة – الخاص بحفظ الأفلام والصور والوثائق السمعية – مجموعات نادرة من الصور أنجزت من قبل مصورين بارزين في القرنين التاسع عشر والعشرين. يحتوي أهم رصيد على 100.000 فيلم سلبي ووثائق مطبوعة حول أهم أحداث التاريخ الروسي، وهذا من نهاية القرن التاسع عشر إلى الثلاثينيات. أنجزت هذه المجموعة من قبل سلالة المصورين BULLA.
كان يعتبر Karl Bulla (1855-1929) مصور بدون مخاصم في St-Petersbourg يقدر مؤرخو فن الصور بأن نصف الصور المنجزة في St-Petersbourg تنسب إلى إمضاء K.K. Bulla. كان مؤسساً لفن الصورة الصحفية في روسيا ورئيساً لسلالة مصورين مشهورة.
كان أبناؤه Alexandre و Victor في المستوى عند خلافه في المؤسسة الأبوية وفي استمرار تقاليد العائلة في الصحافة وفن الصورة. نسخت 50.000 صورة منتجة من قبل عائلة BULLA قصد حفظها، ولازالت هذه العملية متواصلة في مؤسسة الأرشيف المركزي للدولة للأفلام والصور والوثائق السمعية بـ St-Petersbourg. أدخلت في سنة 2000 قاعدة بيانات في إنترنيت لتقديم الوصف والصور الحالية للمجموعة. ساعدت وثائق عائلة BULLA المهندسين المعماريين والمحافظين في إنجاز مباني جديدة وإعادة بناء العمارات التي هدمت؛ ويستعمل المخرجون تلك الصور في إنتاج أفلامهم؛ و الأمر نفسه بالنسبة للمؤرخين عند تحرير الدراسات والمذكرات والفهارس؛ و يستفيد من هذه الصور محافظو المتاحف ومؤرخو الفن في تركيب المعارض الجديدة وفي البحث عن المعلومات المفقودة.

9- Helena Zinkham، "تراث Prokudin–Gorskii: الصور الملونة للإمبراطورية الروسية، 1905-1915، من تأليف Jeremy Adamson"
يقدم لنا المصور البارز والباحث الروسي Sergei Mikhailovick Prokudin–Gorskii (1863-1944) مجموعة صور نادرة حول الإمبراطورية الروسية بين 1905 و1915. عرضت لأول مرة المجموعة المتكونة من 2600 صورة في موقع الواب لمكتبة "الكونغرس" الأمريكية. يدرس هذا المقال أهمية المجموعة بالنسبة للبحث، كما يوصف التقنيات المستعملة في الفهرس والتصوير الرقمي للصور. نجد في الجزء الأول من المقال السيرة الذاتية لـ Prokudin–Gorskii، كما نجد معلومات حول التقنية الخاصة التي كان يستعملها لإنجاز الصور الملونة، وً حول المواضيع التي أختارها للتقديم أيضا. أما في الجزء الثاني من المقال نجد نصائح للوصف والتصوير الرقمي للأفلام السلبية على الزجاج ودفاتر الصور، مع تحليل للتاريخ المعقد لتكوين مجموعة الصور.
تتزامن هذه الأخيرة مع إدماج قسم الفنون الجملية للمكتبة في فرع الأرشيف المصور الذي سمي "قسم المطبوعات والصور".
10- V.P.Kozlov، "الوثيقة غير النشيطة: دراسة أرشيفية وتحليل المصدر"-
بعد ما ذكر المؤلف الأهمية المتزايدة لتحديد العلاقات بين الأرشيف والمصادر التاريخية، يشرح المسوغات لإدخال مفاهيم جديدة في علم الأرشيف نظرا للنقائص الملحوظة في المفاهيم الموجودة حالياً. يقترح المؤلف مفهوماً جديداً أساسياً – من بين المفاهيم الجديدة – لتقييم الوثيقة: وضعها كوثيقة غير ناشطة – أو "وضعها الهادئ" – الذي يشكل علامة لعدم نفعها في سير العمليات (داخل أي مؤسسة) ومن ثم إمكانية إتلافها. تساعد تقنيات التقييم في مجابهة المشكل ويمكن أن تعتبر سوءا ضروريا. هذا راجع لاستحالة حفظ كل الأرشيف الضخم المنتج اليوم. ينتقد المؤلف وبشدة قرارات التقييم المبنية على إحصائيات الاستعمال (للوثائق)، و يؤكد بأن الوثيقة المحفوظة بصفة دائمة في الأرشيف تصبح مصدراً تاريخياً بأتم معنى الكلمة عند نشرها، إذ تجلب أنظار الجمهور عن وجودها.

11- A.Artizov، "مشروع القانون الفدرالي حول "أرشيف فدرالية روسيا" والتشريع الخاص بالأرشيف"-
إن التشريع الفدرالي حول الأرشيف- الموجود حالياً في مرحلة الإنجاز- يهم الجمهور والأرشيفيين. لم يعكس القانون الفدرالي المصوت عليه سنة 1993 على الوضع الحالي لروسيا، ولا على التغيرات التي وقعت في الممارسات الأرشيفية. إذ يعتبر التمسك بأفضل التقاليد الأرشيفية الروسية ضروريا، و يجب في نفس الوقت الأخذ بعين الاعتبار المعطيات الجديدة مثل اقتصاد السوق، والحق في الملكية الخاصة، والاطلاع على الإعلام. ويتطلب من التشريع أن يأخذ في الحسبان أدوار ومسؤوليات السلطات الفدرالية والإقليمية، و تنازع القوانين الأخرى التي تم التصويت عليها في نطاق الدستور لفدرالية روسيا.

12- Kirill Anderson، "الحياة الجديدة لأرشيف Komintern (الشيوعية الدولية)".
برزت الشيوعية الدولية "Komintern" من أشهر المنظمات السياسية في القرن العشرين. انتقدت هذه المنظمة أو بخرت حتى هذه السنوات الأخيرة – حسب الانتماءات السياسية – بدون ما يعرف نظامها الحقيقي.
أعتمد الجزء الأكبر من الأدبيات حول Komintern على الخرافات والتكهنات وعلى الوثائق الرسمية أين توجد المعلومات بعد تصفيتها.
ولكن يمثل هذا الرصيد – بالنسبة للمرشحين القلائل الذين تمكنوا من الإطلاع على أرشيف Komintern بعد حل المنظمة سنة 1943 – متاهة ضخمة تضم سبعة ملايين من الصفحات المكتوبة في أكثر من ثمانين لغة، مصحوبة بأدوات البحث حررت لحماية المعلومات بدلاً من مساعدة الباحث. تقرر حماية أرشيف Komintern – مادياً وسياسياً – بموجب حكم صادر عن اللجنة التنفيذية لـ Komintern بالاتحاد السوفياتي وعين مكان حفظ الرصيد في الأرشيف المركزي للحزب بمعهد الماركسية – اللينينية للجنة المركزية (CPSU). ثم حولت ملكية الأرشيف إلى الدولة ليصبح هذا الرصيد تابع للأرشيف الفدرالي تحت اسم "المركز الروسي لحفظ ودارسة وثائق التاريخ المعاصر (RCHIDNI)"، تم فيما بعد "مركز أرشيف الدولة للتاريخ السياسي والاجتماعي (RGASPI)". وفي سنة 1996 أبرم اتفاق بين الأرشيف الفدرالي الروسي (Rosarkhiv) والمجلس الدولي للأرشيف لوضع مبادئ قاعدة لمشروع التصوير الرقمي لأرشيف Komintern، وتبعه اتفاق آخر بين المجلس الدولي للأرشيف ومركز RGASPI لتنفيذ المشروع. شاركت في هذه العملية عدة مؤسسات وطنية للأرشيف ومراكز أرشيف ووزارات للثقافة.

13- Gerard Ermisse، "الوضع الحالي للنزاعات في ميدان الأرشيف"
يعتمد المؤلف على ثلاثة أمثلة تعني مديرة الأرشيف الفرنسي، في تحليله حول الوضع الحالي للنزاعات في ميدان الأرشيف يخص المثال الأول نزاع ناجم عن ظروف استثنائية: النهب الذي ترتكبه القوات المعادية – ترحيل الأرشيف الفرنسي من طرف القوات النازية ثم تحويله إلى موسكو من قبل الجيش الأحمر (السوفياتي).
يعالج المثال الثاني قضية التغيرات في رسم الحدود وتوزيع الأقطار – حالة أرشيف بولونيا. بينما يتطرق المؤلف في المثال الثالث إلى عهد الاستعمار وحركات التحرير – حالة الأرشيف المطالب من قبل فرنسا والجزائر منذ 1962. ذكر المثال البولوني كمشروع نموذجي. تعتمد هذه النظرية الجديدة على التخلي عن المطالبة بالأرشيف الأصلي وتشجيع التعاون بين مصالح الأرشيف على المستوى الوطني والمحلي باستخدام الوسائل التقنية الحديثة. تتبع هذه الأمثلة الثلاثة بخلاصات مدعمة بملخصات للقرارات الدولية الحديثة الصادرة عن المجلس الدولي للأرشيف والبرلمان الأوروبي ومنظمة اليونسكو (UNESCO). يلاحظ المؤلف بأن "النزاعات الدولية -حول الأرشيف- تنتهي دائماً باتفاقات سياسية وأرشيفية بغض النظر عن قيمة المبادئ المعترف بها من قبل المؤسسات المختصة خاصة المجلس الدولي للأرشيف واليونسكو، ومهما كانت صلاحية الاتفاقات الدولية حول الموضوع".
اكتسبت ضرورة البحث عن حل للنزعات الدولية أهمية قصوى في النصف الثاني من القرن العشرين مع ظهور معطيات جديدة جعلت من الأرشيف الوطني عنصراً هاماً لهوية الأمم والمجموعات العرقية والمجموعات الاجتماعية بصفة عامة. يحذرنا المؤلف من الشعور الخاطئ للأمن الناجم عن سهولة استخدام التكنولوجيا الجديدة للمعلومات التي توفر بدائل رقمية وقواعد البيانات، كما ينبهنا إلى الاتفاقيات المحصول عليها بطريقة المعاهدات الدولية.

14- E. A. Tiurina، "مؤسسة أرشيف الدولة الاقتصادي بروسيا عند تأسيس هيكل السلطة التنفيذية الفدرالية"
تغيرت جذرياً مراكز الأرشيف التي كانت مسيرة من قبل مؤسسة الأرشيف الفدرالي (Rosarkhiv)، وهذا بسبب إزالة الاتحاد السوفياتي والجمهورية الاشتراكية. قامت مؤسسة Roskomarkhiv ( سابقاً Rosarkhiv) بعمل جبار في وقت التجزأ بالتعاون مع كل مراكز الأرشيف الفدرالي هدفه معالجة ملفات الوكالات الحكومية المنحلة. وحولت في نفس الوقت ملفات أخرى من الوكالات القديمة إلى المؤسسات التي خلفتها.
أصبحت مؤسسة أرشيف الدولة الاقتصادي (RGAE) في وضعية حساسة لأنها كانت تمتلك في آن واحد ملفات وزارية، وملفات وكالات صناعية للاتحاد السوفياتي ولفروعها. فرض على مؤسسة RGAE إدارة ارتفاع عدد الملفات المستوردة وهذا في ظرف زمني قصير جداً. تميزت هذه الوضعية بأكثر سيولة، وبقانون جديد لم يثبت مقدرته بعد، سمح بالتحويل المكثف للملفات مهيكل حسب النظام الجديد. تمت إعادة التنظيم معبرة للوزارات والوكالات التي كانت تنشط في الحقل الاقتصادي ولكن بشبكة في انحطاط مستمر. تمكنت مراكز الأرشيف التابعة لمؤسسة الأرشيف الفدرالي باكتساب خبرة معتبرة عند القيام بأعمالها في ظروف إعادة التنظيم المستمر للوكالات التنفيذية الفدرالية.
يتحدث المؤلف عن إنجازات هذه العملية من بينها الحصول على تمويل هام للحفاظ على الأرشيف في المرحلة الانتقالية. كما سجل من بين الإنجازات التخفيض المعتبر للملفات التي كانت غير مرتبة وغير مصنفة في الوزارات والوكالات السابقة للعهد السوفياتي، ضف إلى هذا اكتساب الخبرات من قبل فريق عمل مؤسسة أرشيف الدولة الاقتصادي (RGAE) في تنظيم وتنفيذ مناهج العمل في إطار عقد مبرم.

15- Tatiana Tchouikova، "الهدف الأساسي: حفظ الوثائق"
تعرضت عدة مؤسسات حكومية ومنظمات إلى تغييرات جذرية أثناء تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية بروسيا في التسعينيات. تغيرت أشكال الملكية، كما ظهرت شركات مساهمة، بينما مست الخصخصة بعض المؤسسات وصفيت أخرى. أثرت هذه التغيرات على ضخامة مشكلة حفظ الوثائق العامة والخاصة، سواء أكانت صادرة عن المؤسسات أم عن الأفراد. يوصف المؤلف الإجراءات المتخذة من قبل قسم جوي جديد للأرشيف بنففورود (Novgorod). تمكن هذا القسم – بفضل قانون جديد خاص بإدارته – بتمويل نشاطاته بمبالغ مالية واردة من الميزانية الجهوية مدعمة بمبالغ أخرى ناتجة عن اتفاقات أبرمت مع المؤسسات الاقتصادية. يقوم هذا القسم بمهمتين مختلفتين. يحتفظ من جهة بوثائق المؤسسات المنحلة أو تلك التي تمت إعادة تنظيمها. ويتكفل من جهة أخرى بمسؤولية حفظ وثائق المؤسسات العاجزة عن القيام بهذه المهمة. إن مركز أرشيف إقليم نوففورود يمثل النظام الجديد الذي طبق سنة 1999 في عدة مناطق من روسيا الفدرالية. يعترف بأهمية الأرشيف المحفوظ في السلسلات الخاصة بمركزه.

16- Inge Bundsgaard، "كيف تصبح أرشيفي! التعاون الأرشيفي بين الدنمارك وروسيا"
تمكن الدانمرك في سنة 1964 بالإطلاع على الأرشيف التاريخي الروسي بفضل اتفاق أبرم بين مديرية الأرشيف للوزارة السوفياتية للخارجية ومؤسسة الأرشيف الوطني الدنماركي. تقرر بحكم هذا الاتفاق تبادل نسخ من الأرشيف المؤرخ من سنة 1493 إلى غاية 1917. تتذكر مؤلفة المقال بداية مشوارها في مهنة الأرشيف لما كلفت سنة 1984 من قبل الأرشيف الوطني بكوبنهاغ (Copenhague) بمعالجة أرشيف الممثيلية الدنماركية في سانت بتارسبورغ (Saint-Petersbourg) في السنوات 1909-1917، اهتمت المؤلفة أثناء معالجتها للرصيد بالتقارير التي كان يرسلها إلى بلده Harald Scavenius السكرتير الأول للممثيلية الدنماركية. إن رسائل Scavenius وملاحظاته الدقيقة حول الوضع الذي أدى إلى الثورة والأحداث التي تابعتها، أدت المؤلفة إلى مواصلة عملها بصفة مسيرة للأرشيف. أدمجت إلى هذا المقال بعض المقتطفات من رسائل Scavenius.

17- Aleksander Fursenko، "دراسة تاريخ الأزمة الكوبية لسنة 1962"
حصل المؤرخ Aleksander Fursenko عضو أكاديمية العلوم الروسية على رخصة لم يسبق لها مثيل للإطلاع على الأرشيف السوفياتي في العشرية الماضية. صدر عن بحثه كتاب حول أزمة الصواريخ بكوبا:
Crisis" One Hell of a Gamble: The Secret Mystery of the Cuban Missile"
ونال هذا الكتاب جائزة.
هذا الكتاب - الذي شارك في تحريره Timothy Naftali والذي نشر سنة 1997 من قبل W.W. Norton et Cie – لقي الترحيب من النقاد الذين وصفوه بـ "أحسن كتاب حول أزمة الصواريخ"، "صورة رائعة"، "غوصة في مهام ثلاث حكومات مختلفة" و"لوحة في مستوى تلستوي - Tolstoi".
يلاحظ المؤلفون Fursenko وNaftali في مقدمة الكتاب بأن القضية "سلسلة من نتائج غير مقصودة ولم تحتوي على أي بطل أو خبيث، والأمر يتعلق بأناس مختلي العقل وفي بعض الأوقات خطرين سببت قراراتهم الخطيرة أحداثا مؤثرة".
ينتقد Fursenko في مقاله بعض الأشخاص – ولهم أهمية متفاوتة – الذين قدموا له أدوارهم المبالغ فيها حول الأحداث عند جمعه للشهادات. يبرهن Fursenko عن التناقض الذي اكتشفه بين الذاكرة الشفهية والوثيقة المكتوبة عند مقارنته بين مصداقية الشهادات بالنسبة للأرشيف الذي كان ممنوعا من قبل و لا يمكن الإطلاع عليه.

18- Galina Lisitsyna، "نظرة روسية حول كتاب American Archival Studies"-
درست المؤلفة Galina Lisitsyna الكتاب "دراسات أرشيفية أمريكية" نظراً لأهميته بالنسبة للأرشيفيين الروس. جمع الناشر Randall C. Jimerson)) 28 مقالا صدرت حديثاً وأعاد نشرها في هذا الكتاب لجودتها وصداها.
تعتقد المؤلفة بأن الكتاب مفيد للأرشيفيين الروس، وتلاحظ بأن "الأرشيفيين الروس وجدوا أنفسهم أمام مسألة مكانة الأرشيف في المجتمع العصري بعد سقوط النظام الشيوعي". تعترف بأن الأرشيفيين الأمريكيين والروس ركزوا على أهمية تحسين طريقة التكوين للأرشيفين وعلى ضرورة تكريس الأرشيف في المجتمع. يستفيد الأرشيفيون الروس بموارد قليلة -بالنسبة لزملائهم الأمريكيين- لتغطية حاجاتهم المهنية والمالية والاجتماعية. ولكن تلاحظ المؤلفة "وجود خاصية روسية توفر مكانة عالية للأرشيف في المجتمع خاصة إذا تعلق الأمر بالدفاع عن حقوق الإنسان في المجتمع". يمنح التكوين الأرشيفي بروسيا في موسكو وسانت بترسبورغ. يتلقى الأرشيفيون الروس دروسا معمقة في التاريخ وهذه العادة تميزهم عن زملائهم في البلدان الأخرى. يتمتع الأرشيفي الروسي –عادة- بكفاءة تجعله أكثر جدارة من الباحث في المسائل المعقدة المتعلقة بتحليل المصادر وتاريخ المؤسسات ونوعية أرشيف الدولة. وتعترف المؤلفة بأن أمريكا الشمالية تتميز من جهتها في المواضيع المتعلقة بالتقييم والفرز، والحفظ والأرشيف الرقمي والذاكرة الجماعية الاجتماعية.

19- V.P. Kozlov، "الأرشيف الروسي شاهد عن التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تحول الألفية"
يركز المؤلف بحثه حول صدى التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الأرشيف في العشرية الماضية. نتج عن سقوط الحزب الشيوعي تحويل وثائقه للأرشيف الوطني، ولكن لم يتم توزيع الأرشيف الرسمي للاتحاد السوفياتي على الدول الجديدة، بل وضع تحت مسؤولية مؤسسة الأرشيف الروسي. شكل تأسيس القانون الخاص بالأرشيف في روسيا الفدرالية سنة 1993 تطور إيجابي في مرحلة التغيرات. بقيت أربعة ملايين ملفات ذات قيمة تاريخية تحت مسؤولية المؤسسات الإدارية، وتدرس حالياً مؤسسة الأرشيف الفدرالي (Rosarkhiv) إمكانية إنشاء قسم التفتيش لمراقبة تطابق حفظ الأرشيف في الوزارات مع المقاييس الأرشيفية.
أنجز فتح الأرشيف في التسعينيات عدة طلبات للحصول على المعلومات صادرة عن مواطنين روس وعن الأجانب، الشيء الذي شجع تحرير فهارس أكثر جودة ونشر الوثائق.
يعمل المركز الجديد لتكنولوجيا المعلومات على تطوير قواعد البيانات المتعلقة بالأرشيف. تأثر سلباً قطاع الأرشيف من عدم التمويل بسبب اقتصاد السوق. ثم تحسنت الأوضاع بعد ما استقرت الظروف الاقتصادية، وتحصل الأرشيف مؤخراً على موارد إضافية لهياكله. إن نتائج المؤسسة الخاصة كانت متفاوتة: ارتفعت ميزانية Rosarkhiv بـ 58% في سنة 2000، ولكن أصبحت الوثائق النادرة مهددة بالسرقة.
يجب على الأرشيفيين الروس في المستقبل أن يحافظوا على التوازن الصعب بين مهمة ضمان الاستمرارية والتجاوب مع واقع المجتمع الذين يعيشون فيه.

تعريب: عبد الكريم بجاجة
(Translation in Arabic: Abdelkrim Badjadja)












  رد مع اقتباس