[عبدالعزيز الخبتي]

أخي الحبيب / عيسى السهلي
تحية طيبة ...... وبعد
أولاً : أشكر لك هذا الطرح الجميل والمنظم والدقيق الذي شمل مجموعة كبيرة من العناصر التي تساهم في تفعيل مراكز مصادر التعلم ... وقد سرني أن أقرأ كل كلمة كتبتها بتروي وتمعن لأنني أعلم أنها ممن يعشق العمل في مراكز مصادر التعلم ؛ وأنها موجهة لكل محب لنجاح هذه المراكز في الميدان التربوي ، بل أن قراءتي لما تكتب أنت يختلف عن قراءة الأخرين لما تكتب ، فعندما أقرأ لك مشاركة عن مراكز مصادر التعلم وتركز فيها على سبل التطوير والتفعيل لهذه المراكز اتذكر أول يوم قابلتني فيه لتستجدي الكل بعدم العمل في مثل هذه المواقع وأنك ستدخل عالماً تجهل الكثير الكثير من جزئياته ، بل أنني لم اتخوف في يوم من الأيام أنك ستكون من المميزين في مثل هذه المواقع ولذا كان إصراري على أن تعمل ضمن فريق العاملين بها من الزملاء في الميدان التربوي ، ولهذا أنت الآن وقبل ذلك تطلب وتنشاد التطوير داخل المركز الذي تعمل به وعلى مستوى المراكز في المنطقة ؛ لذا تجد أنني أقرأ كل كلمة تكتبها بتمعن وتركيز لأنها موجهة ممن أحب المراكز ولمن يعشق هذه المراكز ويتمنى نجاحها وتطورها .
ثانياً : فاجأتني بما ذكرته من أنكم كتبتم أنتم وزملاء لكم بحثاً بعنوان (آراء ومقترحات لتطوير مراكز مصادر التعلم ) فهذا الموضوع لم يعرض علي ولا أعلم عنه شيئاً رغم أنني شرفت بلقاؤكم الأخير وعرض علي العمل الجميل الذي بادرتم به والمتمثل في ( مجموعة الدروس الالكترونية ) التي قمتم بجمعها ونسخها للمراكز ، وتمنيت أنكم عرضتم توصيات هذا البحث علينا في ذلك اللقاء حتى نستطيع التعرف عليه وتبني ما ورد فيه من توصيات تخدم مراكز مصادر التعلم ، وأنا أنتظر منك تقديم نسخة من هذا البحث في أسرع وقت ممكن .
ثالثاً : بودي أن تسمحوا لي بمناقشة ما ورد في الفقرة
( أولاً ) من مشاركتك رغم أنني أفضل مناقشتها بعد تقديم ذلك البحث لي ، لكن طرحك لها في المنتدى بشكل عام يسمح لي أن أناقشها بشكل عام حتى تعم الفائدة للجميع وهنا سأبدأ بالمناقشة وفقاً لترتيبك هذه الآراء وفقاً للأتي :
-- حتى تطمئن ويطمئن جميع الزملاء في هذه المراكز ؛ فإن الوزارة لا زالت تدعم التقنيات التربوية في الميدان التربوي وعلى وجه الخصوص مراكز مصادر التعلم ، بل خصصت لها مخصص مالي ضمن احتياجات التوفير للبند 222/2 والمخصص للمستلزمات التعليمية بل أنها خصصت الصرف منه لهذه المراكز فقط وإن كانت الأولوية لتأسيس المراكز الجديدة لكن ذلك لا يمنع استخدام الفائض منه في دعم المراكز التي سبق لها العمل في الميدان التربوي ، وقد طلبت منكم في اللقاء الأول لأمناء المراكز تقديم احتياجاتكم مباشرة لمكتبي ودائماً اتمنى أن أكون على تواصل معكم جميعاً ؛ فقد أشغلتني المسؤوليات الإدارية عنكم كثيراً ويسرني ويسعدني أن أراكم قريباً مني فأنتم كل همي ونجاحكم نجاح للتقنيات التربوية في الميدان التربوي ، وأعتقد أن الأخ عبدالله الشهري دائما على اتصال بكم وهو صاحب قرار تجاه خدمة هذه المراكز ، كما أنني أعلم أن المدارس عليها من المسؤوليات المالية الشيء الكثير لذا فإننا لا ننتظر منها الدعم المالي للمراكز وإنما ننتظر منها الدعم المعنوي للعاملين بها وحث المعلمين على تفعيلها والمحافظة على التجهيزات الخاصة بها بداخل تلك المراكز وعدم استهلاكها في غير ما خصصت له .
- سبق أن طلبت من إدارة الإشراف التربوي وقسم الإدارة المدرسية أن تضع من ضمن البرامج التدريبية لمديري المدارس موضوع عن التقنيات التربوية بشكل عام على أن يطرح ضمن المادة التدريبية مراكز مصادر التعلم وغيرها من المواقع التي تخدم العمل التربوي وتقع مسؤولياتها على التقنيات التربوية وهي بطبيعة الحال مواقع تخدم توظيف التقنيات التربوية في المدارس وتساهم في إيصال المعلومة للطلاب ، لذا فإن تكرار هذا الطلب والإلحاح على توفره ضمن الحقائب التدريبية لمدير المدارس مطلب لنا سنكرر تحقيقه وأعتقد أن قسم الإدارة المدرسية سيحقق لنا ذلك فهم أكثر الناس حرصاً على التفاعل مع كل المحيطين بالعمل التربوي في الميدان ، كما أنني أؤكد للجميع أن هذا الدور التوعوي يجب أن لا يقتصر على ذلك بل لا بد من إيجاد طرق أخرى تساهم في تفعيل جميع المواقع التقنية في الميدان التربوي ، وقد اختار الزملاء في الوقت الحاضر رسائل البريد الإلكتروني ورسائل الجوال لتحقيق جزء من هذه الرسالة وتعاقدنا مع شكرة الاتصالات على الأخيرة وسيكون لرسائل البريد فاعلية بعد أن تم اختيار وسيط جديد للبريد الالكتروني على مستوى الإدارة وسيتم تفعيل ذلك قريبا ً .
- بخصوص وجود مساعد لأمين مركز مصادر التعلم في كل مدرسة في الوقت الحاضر فإنني أعتقد أن ذلك صعب تحقيقه في الوقت الحاضر ، ونحن نسعى في الوقت الحاضر إلى أن يعمل في كل مركز مصادر التعلم أمين مفرغ كلياً وإلى أن تكتمل جميع المراكز بأمناء مفرغين كلياً نبدأ بعد ذلك في تحقيق ما أن يكون لكل أمين في المراكز التي من فئة ( أ ) مساعداً للأمين .
- يوجد بإدارة التقنيات التربوية وحدة متكاملة لصيانة الحاسب الآلي وصيانة الوسائل التعليمية وتقدم هذه الوحدة خدماتها للميدان التربوي ، لكن المعاناة التي يعانيها العاملين في مراكز مصادر التعلم تكمن في جانب شبكة الحاسب الآلي داخل المركز وما يتعلق بالبرمجيات التي تخدم مستخدمي هذه الشبكة ، وقد وجهة إدارة التقنيات جميع مشرفي الحاسب الآلي بزيارة المدارس التي بها مراكز لحل مثل هذه المشاكل ولا زلنا نوجه الزملاء لحل هذه المشاكل إذا أخبر عنها أمين المركز ، ونحاول أن نحل هذه المشاكل قريباً من خلال بعض الآليات التي طرحها الزملاء وسيبدأ العمل بها في العام الدراسي القادم ومن أهمها تنفيذ دورات تدريبية لأمناء المراكز في جانب الصيانة السريعة للشبكات ، كذلك نفكر في التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في الصيانة ولكن بطريقة محددة توازن بين مخصصات الصيانة وما يصرف لهذه الشركة بشكل يحفظ المال العام .
- بودي أن تقوم بزيارة كلية المعلمين بجدة ؛ وستجد أن تعليم جدة قام بتأسيس مركز مصادر تعلم بها وكان الهدف من تأسيسه هو خدمة الدارسين بهذه الكلية إضافة إلى تدريبهم على استخدام هذا المركز في العمل التربوي بعد التخرج وأخيراً أن يكون ذلك المركز واقعاً ملموساً داخل هذه الكلية ولدى كل الدارسين بها حتى لا يكون مفاجأة للطلاب بعد التخرج ، ولي زيارات متكررة على هذا المركز حتى أطمئن أنه لا زال يعمل ويحقق الأهداف التي من أجلها تم تأسيسه من قبل تعليم جدة وليس من قبل كلية المعلين بجدة ، فإذا كانت المناطق تفتقد لمثل هذا المركز فهذا راجع لهم وأتمنى أن يكون بكل كلية أكثر من مركز مصادر تعلم .
- أن نطالب المشرفين التربويين بضرورة حث المعلمين الذين يشرفون عليهم في المدارس بتوظيف مركز مصادر التعلم في عملهم ... أعتقد أنه لا يوجد مشرف تربوي لا يعلم بهذه الرسالة ، كما أنه لا يوجد مشرف تربوي يزور مجموعة من المعلمين ولا يعلم أن بهذه المدرسة التي يزور معلميها مركزاً لمصادر التعلم ؛ لذا فإن رسالته التربوية تجاه هؤلاء المعلمين هي حثهم بل متابعتهم على توظيف هذه المراكز وغيرها من المواقع التي تخدم التقنية التربوية داخل المدرسة في إيصال المعلومة للطالب ، لكن ما أخشاه أن يكون ذلك المشرف ممن يجهل أهمية هذه المواقع في دعم المنهج التعليمي أو أن يكون كلاسيكياً في طرائق التدريس ... وخوفي الأكثر أن يكون ممن يحارب توظيف التقنيات في العمل التربوي لجهله بها أو وجود حاجز نفسي داخله تجاهها وهذا لا علاج له إلا بدورات صقل وتدريب ولا نمانع من أقامتها إذا طلب منا ذلك أو يتشجع ويترك العمل الإشرافي لغيره .
- سبق أن تم تنفيذ مجموعة من الدورات التدريبية للمعلمين في هذا المجال ولا زلنا ندرب المعلمين في المدارس التي بها مراكز مصادر تعلم ، لكن العدد كبير جداً ووقتهم لا يسمح بمثل ذلك إلا في فترة عودة المعلمين مع بداية كل عام دراسي وقد أقمنا دورات في هذه الفترة وصل عدد المشاركين بها إلى عدد كبير يصل إلى خمسمائة معلم يتم تدريبهم خلال أسبوعين مع بدلية كل عام فقط ، ثم يتم تدريب البعض منهم ضمن آليات متعددة خلال الفصل الدراسي وكذلك في الفترة المسائية بالتدريب التربوي ، لكن السؤال الهام جداً في هذا الشأن يتمثل في مدى معرفة اثر ذلك التدريب على استخدام هؤلاء المعلمين للمواقع التقنية بالمدارس في العمل التربوي ومن ضمن تلك المواقع مراكز مصادر التعلم ، ويجب أن يتم تنفيذ آلية جديدة لمتابعة ذلك من خلال أمناء المراكز لتكون بمثابة التغذية الراجعة لنا في هذا الأمر ونضمن بذلك تحقيق أهداف هذه البرامج التدريبية ونحاول أن نجدد عناصرها بما يحقق أهدافها ، ولا يمانع ذلك أن يكون لأمناء المراكز برامج تدريبية مشابهة داخل كل مركز تدعم تلك البرامج التي سبق أن تم تنفيذها ونحقق بذلك تعاوناً في أن نهيئ معلمينا لتوظيف التقنيات التربوية في العمل التربوي داخل مدارسنا ويمكننا بذلك إزالة جميع العقبات النفسية التي تحد من تفعيل المعلمين لهذه المواقع ومنها ما ذكرته ضمن مشاركتك .
- بخصوص إيجاد نظام صارم يمنع خروج مقتنيات المركز من التجهيزات التقنية والأثاث خارجه أو تفريغ احد قاعات المركز بان تكون مثلاً غرفة للمعلمين ومكاتبهم . أو أن يكون المركز قاعة طعام فمثل هذه الحالات نادراً ما تكون وإذا وجدت فهي تنم عن مدير متسلط أقل ما يقال عنه أنه يجب أن لا يسند إليه مثل هذا العمل ؛ فإذا كانت إدارة المدرسة تفهم العمل التربوي وتضع نصب أعينها مصلحة الطالب فإنها ستسعى إلى تفعيل هذه المراكز وغيرها من المواقع التي تخدم العمل التربوي داخل المدرسة ولكن ليس على حساب الغير ، وإذا حاولت أن توظف تجهيزات تلك المواقع في غير ما خصصت له فإنها تحتاج إلى وقفة من قبل المشرفين في التخصص ومشرفي المواد والإدارة المدرسية ، وقد صدرنا أكثر من تعميم على الميدان التربوي في هذا الخصوص ولا زال المشرفين في إدارة التقنيات التربوية يوجهون أي مدير مدرسة يقع في مثل هذا الأمر بالرجوع عما فعل ويصرون على تنفيذ ذلك حتى لو وصل بهم الأمر للرفع للجهات المختصة ، وإن وجد حالات فهي فردية وقليلة جداً ونسعى إلى حل هذه المشكلة رغم إنها تصدر بسبب قصور في فهم ذلك المدير لرسالة مثل هذه المواقع كما إنها تعبر عن سوء استغلال السلطة في كثيراً من الأحيان وتقديم المصلحة الخاصة على مصالح العمل التربوي ومصالح الطلاب التربوية والتعليمية .
- بخصوص تزويد مراكز مصادر التعلم بالمصادر أنا معك فيما طرحت وأعتقد أن إدارة التقنيات التربوية وليس التطوير التربوي هو من يزود هذه المراكز ببعض احتياجاتها من مصادر التعلم لكن ذلك لا يرقى إلى التطلعات التي تخدم جميع المناهج ، وأعتقد أنه سبق مناقشة مثل هذا الأمر مع جميع أمناء المراكز مع بداية هذا الفصل الدراسي ووصلتني وعود من البعض منهم بتشكيل فريق متكامل لتصميم دروس لمجموعة من المناهج وانتظرت منكم المبادرة ولكن دون جدوى وأنا لا زلت أنظر منكم ذلك لكي ادعم هذا الفريق بكل الإمكانيات المتاحة لدى إدارة التقنيات التربوية لخدمة عمل هذا الفريق ولدى إدارة التقنيات كل التجهيزات المتقدمة لدعم هذا الفريق ولديها أيضاً أكبر وأحدث استديو تعليمي على مستوى المملكة وهو مهيأ للعمل وينتظر مبادرات الزملاء لخدمة المناهج التعليمية .
ثالثاً : فيما يخص الجانب المتعلق بأمين مركز مصادر التعلم والمواصفات والخصائص التي يجب أن يتحلى بها فأنا معك في كل كلمة كتبتها وأتمنى أن تتحقق فيهم جميعاً وأن يكون أمناء هذه المراكز من المتميزين في العمل التربوي وأن يلم كل واحد منهم بما ذكرت ويبقى لنا دور اختيار من تتوفر بهم دافعية العمل في مثل هذا المجال وتطوير قدراتهم بمجموعة من الآليات التدريبية والتربوية التي تحقق وتصقل تلك الصفات والخصائص فيهم .
رابعاً : وهذا خارج سياق الرؤية التي كتبتها ويتعلق باسم المشرف التربوي الذي ذكرته في سياق مشاركتك ، فقد شككتني في ذاكرتي وفي معرفتي بمن يعمل تحت مظلة إدارة التقنيات التربوية من المشرفين التربويين حيث ذكرت اسم أحد المشرفين بأن اسمه ( عبدالصمد ملص ) وعندما استعرضت أسماء المشرفين ومن يعمل في التقنيات لم أجد لهذا الاسم وجوداً في التقنيات ، لكن الأخ / عبدالله الشهري أرشدني للصواب وحدثني أنك تقصد الأستاذ / عبدالناصر مصلوم ... لذا وجب التنويه وتصحيح الاسم .ولك تحياتي ولك ولجميع زملائك كل التقدير والاحترام