بدرخان*.. أخيراً* مكتبة*..في الهرم*
حسن عبد الموجود
رغم امتداد شارع الهرم وازدياد سكانه إلا أنه لم يحظ بمكتبة واحدة*. الآن تنضاف مكتبة بدرخان إلي سينما الهرم،* ومسرح الزعيم*..لتصبح مناطق الإشعاع الثقافية الوحيدة بالشارع الشهير*.
ويبدو أن ربط السينما والمسرح بالثقافة سيكون من الناحية الشكلية فقط نظراً* للطابع التجاري لأغلب العروض بهما،* ولهذا ستكتسب مكتبة بدرخان أهميتها الشديدة لأنها المكان الوحيد الذي سيتعامل مع الثقافة بشكل جاد،* وأيضاً* لأنها مختصة بالكتاب في وقت تتراجع فيه مساحات القراءة،* كما أنها ستتحول إلي نقطة ضوء في الشارع الذي اكتسب سمعته من الكباريهات الليلية*!
كان المخرج السينمائي علي بدرخان* -الذي يرتبط بعلاقات قوية مع المثقفين*- يحلم بتأسيس مشروع ثقافي،* صحيح أنّه أسس جمعية* "بدرخان للثقافة والفنون*" منذ فترة،* إلا أنّ* تلك الجمعية لم ترض* غروره علي الرغم من انتظام نشاطها،* ووجد ضالته في حوار مع صديقه الشاعر إبراهيم داود*. الأخير اقترح عليه إنشاء مكتبة،* وراقت له الفكرة علي الفور*. شعر أن هذا ما يحتاجه الشارع فعلاً،* كما أن المكان متوفر،* فيلا خاصة يمتلكها في شارع* "ستوديو الأهرام*" الذي يقع في مواجهة الخزان بالقرب من محطة المساحة*. الفيلا تنقسم إلي جزءين،* جزء سكني،* وحديقة متسعة كانت خاصة بحضانة،* الحديقة أصبحت الجزء الملحق بالمكتبة*. بدأ بدرخان خطوات تحويل الحلم إلي واقع علي الفور بمعاونة صادقة من مدير المكتبة الحالي الروائي والمترجم إيهاب عبد الحميد*. يقول إيهاب*: "تحمست جداً* للفكرة بمجرد أن عرضها بدرخان عليّ،* وخلال سبعة أشهر كنا قد حصلنا علي جميع الموافقات الحكومية اللازمة لنبدأ في تجهيز المكان،* وخاطبنا كل دور النشر،* وفعلاً* اتفقنا معها جميعاً* علي منحنا كتبها،* باستثناء دارين أو ثلاثة،* كما أننا اتفقنا مع عدد كبير من دور النشر العربية،* وحصلنا بالفعل علي كتبها في معرض القاهرة الأخير،* ونحن الآن نسعي لتأسيس قسم للكتب الأجنبية*" مضيفاً*: "أهمية إنشاء مكتبة في الهرم أنه شارع يحتاج فعلاً* إلي خدمات ثقافية،* فهو ليس مدرجاً* علي قوائم المناطق ذات القوة الشرائية العالية،* مثل المهندسين والزمالك،* كما أن عدد سكانه كبير،* ومن المؤكد أن هؤلاء السكان يحتاجون لمن يخدمهم ثقافياً*"..
اتساع المكان كان دافعاً* للتفكير في أنشطة أخري بخلاف بيع الكتب*: "المشروع قد يكون تجارياً،* نشتري الكتب ونبيعها،* لكن هذا لا يمنع إقامتنا لأنشطة متنوعة،* موسيقية،* وأدبية،* وسينمائية*"..
المكتبة لن تغفل الأذواق السائدة*: "هناك كتب لطيفة ومسلية من النوعية التي يفضّلها الشباب،* من سيبحث عنها سيجدها لدينا،* وأيضاً* من سيبحث عن الكتب الفكرية والمتخصصة سيجدها لدينا أيضاً،* نعرف أن حركة بيع هذه النوعية من الكتب بطيئة،* ولكننا لن نغفل أي ذوق*"!
في حالة تعذر وجود كتاب،* يمكن للمكتبة أن ترسل إلي جهات مختلفة في العالم وتشتريه،* يريد المسئول عن إدارة المكتبة إشعار الرواد بأن المكتبة تخدمهم بحماس حقيقي*: "نحن نريد أن نجمع بين شكلي المكتبة الحديث والكلاسيكي،* الحديث الذي تشعر به في اتساعها ونظامها الفائق وأناقتها،* والكلاسيكي الذي سيتبدي في جو الحميمية الذي يجده الرواد من القائمين علي المكتبة،* يمكنه أن يسأل كثيراً* عن أشياء لها علاقة بالكتب ونحن سنجيبه ليصل في النهاية لما يريده*".
في المكتبة ركن للهدايا،* وهي من الأعمال الفنية،* بالإضافة إلي سيديهات موسيقية ومجموعة صور وحقائب،* وبخلاف إيهاب هناك مجموعة أسماء تشرف علي نشاطات المكتبة،* يحيي شرف،* وطلال عفيفي،* وباسم شرف*: "ثروتنا الحقيقية أنا وعلي بدرخان في الأصدقاء،* لو طلبنا أي شيء،* لو أردنا الاستماع إلي اقتراحات لها علاقة بالفن* والأدب ستصلنا بلا مبالغة مئات منها*".
الرابط
http://akhbarelyom.org.eg:81/adab/articleDetail.php?x=adab2009&y=824&z=826&m=14&d=20 09-04-26