عرض مشاركة واحدة
قديم May-03-2007, 09:19 PM   المشاركة6
المعلومات

امة ربها
مكتبي فعّال

امة ربها غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 26556
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: مصـــر
المشاركات: 137
بمعدل : 0.02 يومياً


افتراضي المعرفة حق اساسي للجميع .........!!!!!!!

كانت الفكرة في الأساس إنشاء موسوعة عالمية مجانية بالكامل. وقد بدأ هذا المشروع فعلا في 15 كانون الثاني (يناير) عام 2001، ليتطور ويصبح الآن أحد أكثر الموسوعات العلمية غنى بالمعلومات على الشبكة الدولية للمعلومات، متضمنا ملايين المعلومات والمقالات بلغات كثيرة، من بينها العربية.

يتألف مصطلح "ويكيبيديا" من كلمة ويكي(wiki) التي تعني السرعة بلغة أهالي جزر هاواي. ويأتي الشطر الاخير في تلك الكلمة من كلمة انسايكلوبيديا (Encyclopedia)، التي تعني الموسوعة باللغة الإنجليزية. وبذلك يصبح معنى المصطلح "الموسوعة السريعة". ويتناسب هذا المعنى مع الهدف الذي وضعه مؤسسها الأميركي جيمي ويلز قبل أربع سنوات. ويتلخص هذا الهدف في توفير المعلومة بسرعة وبشكل مجاني للجميع

موسوعة ويكيبيديا (www.wikipedia.org) تستمد قوتها من فكرتها الأساسية، وهي أنها موسوعة مجانية تماما، من وإلى الجمهور متصفح شبكة الإنترنت، بغض النظر عمن يكون هذا المتصفح واهتماماته. والموسوعة بذلك إنما تحقق أهداف شبكة الإنترنت التي قلما تتحقق في المشاريع الضخمة - عادة بسبب الأهداف الربحية التي تنتهجها هذه المشاريع، بعكس ويكيبيديا. فهذه الموسوعة العالمية، تحقق معادلة وجود المعلومة المجانية والتفاعل، وهي المعادلة التي قلما تحققت في أي موقع آخر.

لكن عنصر قوة هذه الموسوعة هو نفسه قوة ضعفها. فالحرية الكبيرة التي توفرها الموسوعة في المشاركة بصنعها قد تنقلب على رأسها.

ويكي

اللغة التي كتبت بها الموسوعة تسمى لغة ويكي. وهي لغة أكثر سلاسة وسهولة في تعلمها من لغة (HTML) أي النصوص الفائقة الترابط الدارجة في مواقع الإنترنت. ولغة البرمجة التي تعمل الموسوعة بواسطته لا تتميز بسهولتها وحسب، وإنما بأنها أشبه بـ "نظام مفتوح" يمكن لأي كان أن يعدل عليها ويضيف إليها ويحذف منها. وهنا تكمن القوة، لكن هنا يكمن الضعف أيضا.

تكون الصفحة أمامك، وهناك في الأعلى خيار التعديل. لنفترض أنك كنت تقرأ معلومة عن آلة موسيقية ما، وفيما أنت تقرأ، وجدت أن المكتوب ليس مكتوبا ليحيط بكافة المعلومات حول هذه الآلة. لذلك، ستضغط على هذا الخيار، خيار التعديل، وستضيف المعلومات التي لديك على هذه المقالة، وتحفظها. كما يمكن أن تضيف معلومات ذات صلة حول الموضوع، كأن تضيف معلومات، في صفحات أخرى ولكن ذات صلة، عن آلات موسيقية أخرى أو عن فنانين برزوا في العزف على هذه الآلات، وهكذا.

هنا، يتحقق شرط التفاعلية، فيصير أي شخص قادرا على أن يكون مشاركا في الموسوعة. والفائدة في النهاية فائدة عامة ومجانية: هذه أساسيات شبكة الإنترنت وأهدافها. طبعا ليس لزاما عليك هنا أن تشترك في الموسوعة (ولو بالمجان) لتضيف وتعدل وتحذف من المواد المنشورة. يمكنك الاشتراك بالمجان في موقع الموسوعة، لكن هذا ليس شرطا لكي تصبح محررا في الموسوعة. وهنا يكمن بعض الخلل.

فهذه الحرية في التحرير والتعديل والإضافة قد تكون مكلفة. إذ إن هذا قد يعني إصابة الموسوعة بشيء من الانحياز وعدم الموضوعية، وهو شيء لا يجب أن تعاني منه الموسوعات كونها مراجع معلومات، وليست مكانا للتفضّل بآراء، ويجب أن تكون موضوعية قدر الإمكان.

وفي محاولة للتغلب على هذه الإشكالية، الناتجة عن حرية وديمقراطية ينشدها كثيرون، فإن للموسوعة أشخاصا يكونون مسؤولين عن الموقع ومراجعة ما يكتبه "المتطوعون" ويحررونه، للتأكد من موضوعيته... وللتأكد أيضا من إملائه. وهنا نقطة يجب الوقوف عندها. فكثيرون يرون في المستوى "الفني" للمواد المنشورة مصيبة، إذ أنها مواد مليئة بالأخطاء الإملائية (وأخطاء الطباعة التي قد يرتكبها أي شخص ولو بدون قصد)، كما أنها مواد لا يمكن أن تكون في كثير من الأحيان صالحة للنشر، لركاكتها وضعف صياغتها وترهلها العام، ما يجعل من الموسوعة مكانا للتدرب على عالم الإعلام. وهذه النقطة الإيجابية التي يرد بها على النقطة السلبية الأولى، إذ يعتبر كثيرون أن من شأن هذه الخطوة الإسهام في رفع مستوى الكتابة عند غير المتخصصين. علما أن الموسوعة تحافظ على المهنية من خلال اشتراطها الالتزام بحقوق الطباعة وتعليمات النشر المعروضة في الموقع.

على كل، قد لا ينطبق هذا الكلام على الموسوعة بكل نسخها. فالنسخة الإنجليزية التي تحتوي أكثر من نصف مليون مقالة صارت شبه مكتملة، إذ يجد المشاركون الجدد صعوبة في إدخال تعريفات جديدة، فمعظمها موجود بالفعل. والفرصة تكمن الآن فقط أمام المتخصصين في أمور غير تقليدية. لكن الأمر لا ينطبق على نسخ أخرى، كالعربية، التي لا تزال في طور البناء وفي حاجة لكثير من المواد لتصبح موسوعة يمكن الاعتماد عليها.

لكن حتى الكلام عن اكتمال النسخة الإنجليزية من الموسوعة لا يعجب كثيرين يرون أنه مازال هناك طريق طويلة أمام هذه الموسوعة حتى تصل إلى النهاية، فهي تحتاج على الأقل عشر سنوات أخرى، قبل أن يحقق المشروع هدفه بإنشاء موسوعة شاملة ودقيقة وعلى مستوى عال من الجودة.

2001: الانطلاق

أطلق مشروع ويكيبيديا باللغة الإنجليزية في أوائل العام 2001، وتوسعت منذ ذلك التاريخ باستمرار. انضمت إليها عشرات اللغات، من بينها العربية. وقد وصلت محتوياتها إلى أكثر من مليون ونصف المليون مقالة كتبها وترجمها آلاف المتطوعين من مختلف أنحاء العالم. وبالنسبة الى النسخة العربية من ويكيبيديا فقد بدأت عام 2003. وما زالت إلى الآن في طور البناء.

وتعتبر النسخة الإنجليزية من الموسوعة أكبر النسخ وتضم أكبر عدد من المقالات، تليها النسخة الألمانية، مع العلم أن ليس من أهداف الموسوعة التركيز على لغة معينة، إذ أنها موسوعة حرة، متعددة اللغات. وتحتوي الموسوعة أكثر من 590 ألف مقال باللغة الإنجليزية، ويقوم المئات من المتطوعين والمهتمين حول العالم بإجراء آلاف التعديلات يومياً، وكتابة العديد من المقالات الجديدة.

أشقاء

انبثقت من مشروع ويكيبيديا مجموعة من المشاريع تشكل عائلة واحدة، على رغم استقلالية كل منها في عمله. ويبرز من هذه المشاريع ويكاموس (بالانجليزية ويكشيناري www.wikitionary.org )، وهو قاموس متعدد اللغات، وكذلك كتب ويكي (بالانجليزية ويكي بوكس ) ww.wikibooks.org وهو مشروع لتطوير مصادر التعليم المجاني، اضافة الى ويكي اقتباس (بالإنجليزية ويكي كوت )http://www.wikiquote.org/ وهو مشروع يحتوي على مجموعة من الاقتباسات المأخوذة عن اشهر الكتاب. ويلفت في الموقع ايضاً، قسم مصادر ويكي (بالإنجليزية ويكي سورس ) wwww.wikisource.org ويمثل نوعاً من المستودع العام لنصوص المراجع. وبمساعدة هذه القواميس المتعددة المحتويات، يمكن للراغبين الحصول على مختلف المعلومات العلمية والتاريخية والاجتماعية والمساهمة في إغنائها. ولا بد من الإشارة إلى أن غالبية هذه المواقع الشقيقة متوافرة باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية، لأن العمل باللغات الأخرى لم يقطع شوطاً كبيراً من التطور في عملها لحد الآن، مع العلم أن المشروع الذي تقوم عليه الموسوعة غير نفعي ولا يهدف إلى الربح، ولذلك فهو يقوم على التبرعات لأنه يرفض الإعلانات راهناً. وتتمثل الجهة الثانية من التمويل في مؤسسة ويكيبيديا ( www.wikimedia.org ) التي تتخذ من ولاية فلوريدا الأميركية مقراً لها، وتعرّف عن نفسها كمؤسسة للنفع العام لا تهدف إلى الربح. غير أن تزايد أعباء المشروع المالية إزاء التوسع الذي يشهده، قد يدفع المسؤولين عنه الى القبول بمبدأ الإعلان، ولكن بشرط عدم تأثيره في المحتوى التحريري، ويثور نقاش بينهم في تلك المسألة راهناً، وقد ثار أخيرا في "اجتماع على أرض الواقع" جرى في مدينة فرانكفورت الألمانية.

ويرى جيمي ويلز، مؤسس المشروع، ان مردود الدعاية يعين المشروع في خططه المستقبلية، وخصوصاً تجاه البلدان النامية من خلال تمويل مشاريع الارتباط بشبكة الإنترنت.

ويعتبر الوصول إلى الدول النامية وتعميم المعرفة فيها من خلال موسوعة ويكيبيديا أحد الأحلام التي تراود جيمي ويلز، الأميركي صاحب فكرة المشروع ككل. وتكمن المشكلة في عدم توافر خطوط الهاتف، وضعف نسب الدخول الى شبكة الإنترنت، وخصوصاً في الدول الأفريقية. وطرح هذا الموضوع للنقاش خلال مؤتمر ويكيبيديا الأول الذي أقيم في مدينة فرانكفورت الألمانية في النصف الأول من شهر آب (أغسطس) الفائت. كما تناولت فعالياته كذلك سبل تطوير عمل الموسوعة على ضوء خبرات العديد من المساهمين فيها. وفي هذا الإطار تم التأكيد على تحسين مستوى نوعية النصوص، لا سيما مع وجود انتقادات من وسائل الإعلام بهذا الخصوص. وتأخذ هذه الوسائل ومن بينها مؤسسات إعلامية ألمانية، على الكثير من محتويات الموسوعة عدم دقتها إضافة إلى كثرة أخطائها الإملائية. وعلى رغم هذه الانتقادات يرى الخبراء والمعنيون أن ويكيبيديا مشروع طموح يستحق اهتمام الجميع وبخاصة أولئك الراغبين بتبادل المعارف مع الآخرين وتعميمها عبر العالم.

ويكيمانيا

وكان هواة ويكبيديا(المتطوعون الذين يعملون على الموسوعة) الذين يطلقون على أنفسهم الـ "ويكيميديون"، قد تجمعوا في مدينة فرانكفورت الألمانية في آب (أغسطس) الماضي، في مؤتمر "ويكيمانيا"، أول مؤتمر دولي للـ "ويكيميديا". حيث اجتمع نحو أربعمائة من محرري صفحات الموسوعة المجانية من خمسين دولة مختلفة. ومعظم هؤلاء الشباب من الرجال وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً.

ويعتبر هذا المؤتمر فرصة ممتازة للقاء والتحدث مع الأعضاء البارزين في مجتمعات ويكيميديا، والمطورين القائمين على برنامج ميدياويكي، الذي تقوم على أساسه الموسوعة. وقد قدم الباحثون والمتحدثون دراسات وتلخيصا لخبراتهم في ويكيبيديا ومشاريع المؤسسة القادمة، حول مجتمعات ويكيميديا والتقنيات المستعملة وعالم المعرفة الحرة. واحتوى برنامج المؤتمر على مجموعة من المواضيع وحلقات العمل والدورات التي استهدفت كلاً من القادمين الجدد على عالم ويكي والمستخدمين الخبراء على حد سواء. كما قدم المؤتمر لأول مرة عرضا لأبحاث حول الويكي والمعرفة الحرة. ويهدف المؤتمر أيضاً لجمع الأعضاء في مشاريع الويكي المختلفة، وتعزيز الفهم المتبادل بينهم.

والأمر الذي أسعد الـ "ويكيميديين" في شكل خاص، هو تمكنهم من اللقاء بالأصدقاء الذين طالما تحدثوا معهم وتعرفوا عليهم في العالم الافتراضي عبر مشاركتهم على الانترنت، وأتيحت لهم أخيراً الفرصة للالتقاء.

لكن أحد أبرز الأمور التي ناقشها "الويكيميديون" في مؤتمرهم هذا هو السؤال الذي لا بد أن يطرح نفسه قريبا: هل يمكن أن يتم الانتهاء من هذه الموسوعة؟

المصدر
ويكيـبيديا : موسوعة مفتوحة المصدر
(عن المصدر الأصلي : دويتشه فيله)












  رد مع اقتباس