[فؤاد كعبي]

الببليوجرافيات وفئاتها

تعد الببليوجرافيات من أكثر فئات المراجع عددًا، ومن الممكن تقسيم إلى فئات وفقًا لعدة أسس؛ فمن الناحية الجغرافية، هناك الببليوجرافيات الوطنية، والببليوجرافيات العالمية، كما يمكن أن يكون التقسيم زمنيًا، فنجد الببليوجرافيات الراجعة أو التي تعرف بالنتاج الفكري الذي سبق نشره، وهناك الببليوجرافيات الجارية التي تعرف بالنتاج الفكري الذي ينشر أولا بأول، وكذلك هناك الببليوجرافيات التي تعرف بالنتاج الفكري في موضوع معين، وهي الببليوجرافيات المتخصصة.
أما من حيث النوع؛ فهناك الببليوجرافيات التي تعرف بنوع معين من النتاج الفكري، كالكتب أو الصحف أو الرسائل الجامعية أو براءات الاختراع.
أما من حيث الشكل فمن الممكن أن نجد هذه الببليوجرافيات في عدة أشكال منها الورقي أو المقروء بواسطة الحاسب.
والببليوجرافيات عبارة عن قوائم تهدف إلى التعريف بالنتاج الفكري (الكتب، والدوريات، الصحف، والمجلات، ورسائل الماجستير والدكتوراه...) الصادرة في منطقة جغرافية معينة، كما هي الحال في الببليوجرافيات الوطنية، أو تعرف بالنتاج الفكري المنشور في مجال موضوعي معين وتسمى هذه الببليوجرافيات بالببليوجرافيات المتخصصة، كما قد تعرف هذه الببليوجرافيات بالنتاج الفكري الموجه على فئة معينة، وتسمى بالببليوجرافيات المعيارية، أو تعرف بالنتاج الفكري الذي يتميز بخصائص شكلية معينة، كالكتب أو المجلات أو الصحف على سبيل المثال.
أما من حيث التنظيم؛ فتختلف الببليوجرافيات في طرق تنظيمها، فهناك الببليوجرافيات التي تنظم معلوماتها وفقًا لخطة تصنيف موضوعية معروفة، كتصنيف ديوي العشري، الذي تُرتب به الكتب على الأرفف في المكتبة المركزية لجامعة الملك سعود، أو ترتب هجائيًا وفقًا لمسميات مواضيع المعرفة البشرية.
وتجيب الببليوجرافيات عن الأسئلة المتعلقة بالنتاج الفكري مثل: ماذا ألف مؤلف معين؟ أو ماذا نُشر في موضوع معين؟ أو ما هي دار النشر التي نشرت كتاب معين؟ ماذا نُشر خلال فترة زمنية معينة؟ وإجابات هذه الأسئلة جميعًا نجدها في الببليوجرافيات على اختلاف أنواعها، وحدودها.
وما نهتم به هنا هو الببليوجرافيات العامة، التي لا تتقيد بموضوع معين، ومن هذه الببليوجرافيات، الببليوجرافيات الوطنية.
تهتم الببليوجرافيات الوطنية بالنتاج الفكري لدولة معينة بعناصره الثلاثة، وهي ما يصدر داخل الدولة، وما يصدر عن الدولة، وما يُنشر لمواطني الدولة داخلها وما يُنشر لهم خارج حدودها الجغرافية.
وفي الغالب تُصدر هذه الببليوجرافيات الوطنية المكتبات الوطنية في مختلف الدول، وذلك تطبيقًا لقوانين الإيداع، التي تلزم المؤلفين والناشرين داخل الدولة بإيداع عدد معين من نسخ أي عمل ينشرونه بمكتبة الدولة.
ومن هذه الببليوجرافيات الوطنية، الببليوجرافية الوطنية السعودية، التي تُصدرها مكتبة الملك فهد الوطنية بالرياض:
وهي أشمل عمل ببليوجرافي يعرف بالنتاج الفكري العربي السعودي، المنشور داخل المملكة وخارجها، بداية من عام 1301 هـ. وتنظم هذه الببليوجرافية موادها وفقًا لنظام تصنيف ديوي العشري، مع كشافات هجائية بأسماء المؤلفين، وعناوين الكتب، والموضوعات.
ويمكن من خلال هذه الببليوجرافية التعرف النتاج الفكري السعودي الذي نُشر في موضوع معين، وذلك من خلال الكشاف الموضوعي، أو التعرف على النتاج الفكري السعودي الذي ألفه مؤلف معين، وذلك من خلال كشاف المؤلفين، كما التعرف على ناشر كتاب معين، وذلك من خلال كشاف العناوين.
أما المعلومات التي يمكن أن يحصل عليها مستخدم هذا المرجع؛ فتشمل: اسم المؤلف، عنوان الكتاب، مكان نشر الكتاب، تاريخ نشر الكتاب.

الكشافات

تعد الكشافات أحد أشكال الحصر الببليوجرافي الذي يعرف بالنتاج الفكري. وإذا كانت الببليوجرافيات، التي سبق الحديث عنها، تعرف بالأعمال الفكرية نفسها؛ فإن الكشافات تعرف بمحتوى هذه الأعمال، أو بمعنى آخر تعرف بما اشتملت عليه هذه الأعمال من معلومات، وذلك من خلال تحليل هذه المعلومات، وتنظيمها في شكل أدلة أو قوائم، مع الإشارة إلى أماكن وجود هذه المعلومات في هذه الأعمال الفكرية.