عرض مشاركة واحدة
قديم Apr-19-2007, 03:40 PM   المشاركة12
المعلومات

دكتور محمد زين
مكتبي جديد

دكتور محمد زين غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 28518
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 13
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي عرض الفصل الثانى من كتاب" كفايات التعليم الألكترونى"

اعزائي المشرفين والمشاركين فى منتديات اليسير
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
شكرا لكم جميعاً وهأأنا ذا أوفى بما وعدتكم به من فى كتاب "كفايات التعليم الالكتروني"، وأرجو منكم جميعا المشاركة بالرأى والنقد ان أمكن.
قبل أن أبدأ استعراض موضوعات " التعليم الالكترونى" ينبغى أولاً التعرض لمفهوم الكفايات وهو ما تضمنه الفصل الثانى من الكتاب.
فهيا بنا نرى معاً ماذا عرض لنا الكتاب فى هذا الموضوع.

الكفايات التعليمية وبرامج إعداد المعلم
مقدمة :
تعد عملية إعداد المعلم من القضايا المهمة التي تلقى اهتماماً متزايداً خاصة في الأوساط التربوية في محيط العالم العربي أو خارجه، حيث أحيطت هذه القضية بقدر كبير من الاهتمام يرجع بالدرجة الأولى إلى الدور الذي يقوم به المعلم في المجتمع.
ونظراً لما تتطلبه ثورة المعلومات من تطوير لبرامج إعداد المعلم باعتباره حجر الزاوية فى العملية التعليمية، بدأت عدة محاولات من نتائجها رفع مستوى أداء المعلم فى المهنة، وتوظيفه لكفاءته، وتوجيه مهاراته لمساعدة الطلاب على تحقيق أهدافهم.
ومن بين تلك المحاولات الاهتمام بإعداد المعلم وتأهيله على أسس تربوية ونفسية جديدة قائمة على المدخل التعليمى القائم على الكفايات، والذى يعتبر من أهم الاتجاهات الحديثة فى إعداد المعلم وأكثر شيوعاً وانتشاراً (مها عبد الباقى جويلى: 2001، 138)
وانطلاقاً من تلك الضرورات، يشتمل الفصل الحالى على محورين رئيسيين هما :
المحور الأول : يتعرض لمفهوم الكفايات، والنماذج التربوية لإعداد المعلم، ومنها نموذج إعداد المعلم القائم على الكفايات، ومصادر تحديد الكفايات التعليمية.
المحور الثانى : يتناول برامج إعداد المعلم فى مصر، وبعض الدول الأجنبية، وأيضاً الاتجاهات العالمية والمحلية لإعداد المعلم فى مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات.
وبذلك يحقق هذا الفصل رؤية شاملة لطبيعة الكفايات التعليمية، ومصادر اشتقاقها، وتحليل لبرامج إعداد المعلم فى مصر وبعض الدول الأجنبية، تمهيداً منطقياً لتناول التعليم الإلكتروني القائم على الشبكات ومتطلباته والكفايات اللازمة لإعداد برامجه.

المحور الأول : الكفايات التعليمية :
أولاً : مفهوم الكفايات : Competencies

يعد مفهوم الكفاية Competency من المفاهيم المركبة متعددة الدلالات، ويرجع ذلك إلى أن كل باحث ينظر إلى الكفاية من زاوية تختلف عن غيره بما يتناسب مع دراسته، مما دعا البعض إلى القول بأن الكفاية تعد مفهوماً وصفياً Descriptive أكثر من كونه مفهوماً معيارياً Normative (أحمد الرفاعى بهجت العزيزى: 1994، 349).
وفى هذا الإطار يعرف "توفيق أحمد مرعى" الكفاية بأنها القدرة على عمل شئ بكفاءة وفاعلية، بمستوى معين من الأداء (توفيق أحمد مرعى: 1983، 25).
ويصفها "دودل N.R. Dodl" بأنها القدرات الوظيفية التى يظهرها المعلمون فى نشاطهم اليومى المتصل بعملهم (N.R. Dodl 1996, 2).
ويشير "طاهر عبد الرازق" إلى أنها قدرة المعلم على عمل شئ يتصل بعملية التعليم بمستوى من الأداء يتسم بالكفاءة والفاعلية (طاهر عبد الرازق، محمد الشبينى: 1986، 83).
ويؤيد هذا الاتجاه "محمد مصطفى زيدان" بقوله أن الكفاية هى القدرة على ممارسة عمل أو مجموعة من الأعمال نتيجة التأهيل والخبرة (محمد مصطفى زيدان: 1987، 18).
وفى ضوء ذلك يتبين أن هذه التعريفات لم تتعرض لمكونات ومضمون الكفاية إلا فى شكلها العام، بينما تناول "ياسر عبد المعطى" الكفاية من منظور المكونات باعتبارها معرفة عامة ومهارة واتجاه اكتسبه شخص ما، وهى ترتبط سببياً بسلوكه المؤثر كما نتعرف عليها من خلال أدائه الظاهرى ومعاييره (ياسر يوسف عبد المعطى: 1990، 3).
وفى هذا الصدد يذكر "رشدى طعيمة" أن الكفاية تعنى مختلف أشكال الأداء التى تمثل الحد الأدنى الذى يلزم لتحقيق هدف ما، فهى عبارة عن مجموع الاتجاهات وأشكال الفهم والمهارات التى من شأنها أن تيسر للعملية التعليمية تحقيق أهدافها العقلية والوجدانية والنفس حركية (رشدى أحمد طعيمة: 1999، 25).
ويقدم "محمد محمود الحيلة" عدة تعريفات للكفاية منها : (محمد محمود الحيلة: 2000، 431)
- تعريف "هاوسام وهوستون Hawsam & Houston" للكفايات بأنها القدرة على عمل شئ أو إحداث نتائج متوقعة".
- تعريف "باتريسا كاى P. Kay" بأنها الأهداف السلوكية المحددة بشكل واضح ودقيق للتدريس، وذلك فى جوانب الخبرة التى تشتمل على المعارف والمهارات والاتجاهات، وأنها ضرورية لاظهار قدرة المعلم على التدريس الفعال.
ومن التعريفات التى وضحت مكونات الكفاية بشكل أوسع تعريف "سعدية بهادر" التى ترى أنها جميع المعلومات والخبرات والمعارف والمهارات التى تنعكس على سلوك المعلم، وتظهر فى أنماط وتصرفات مهنية، من خلال الدور الذى يمارسه المعلم عند تفاعله مع جميع عناصر الموقف التعليمية (سعدية محمد بهادر: 1981، 9).
ويضيف "بارنيز وتايلور L.R. Barnes & C.S. Taylor" إلى مفهوم الكفاية

أنها القدرة على اكتساب وتنمية المهارات والمعارف اللازمة والسيطرة على المواقف التعليمية ذات الأهداف المحددة واكتساب الخبرات المختلفة لتحقيق النجاح بكفاءة وفاعلية (L.R. Barnes & C.S. Taylor 1988, 284).
ويتفق معهما "بيتر ارلى P. Earley" الذى يرى الكفاية مجموعة الأداءات اللازمة للمعلم كى يحسن إدارة وتنفيذ الموقف التعليمى وتحقيق أهدافه (P. Early 1993, 207).
ويؤكد هذا المعنى كل من "همام بدراوى"، "محمد الدسوقى" ويرون أن الكفاية مجموعة القدرات وما يرتبط بها من مهارات يمتلكها المعلم، وتجعله قادراً على أداء مهامه وأدواره ومسئولياته بكفاءة بما ينعكس على كفاءة العملية التعليمية ككل (همام بدراوى زيدان: 1994، 62)، (محمد إبراهيم الدسوقى: 1995، 19).
ويشيـــر "ادموندSh. Edmond " أن للكفاية التعليمية أربعة مفاهيم هى : (Sh. C. Edmond 1985, 2-6).
1- الكفاية كسلوك، ويعنى هذا المفهوم عمل أشياء محددة وقابلة للقياس.
2- الكفاية هى التمكن من المعلومات، ويعنى هذا المفهوم استيعاب وفهم المعلومات والمهارات فهماً يتعدى عمل أشياء محددة كما فى المفهوم الأول.
3- الكفاية درجة المقدرة، ويؤكد هذا المفهوم على ضرورة الوصول إلى درجة معينة من القدرة على عمل شئ فى ضوء معايير ومقاييس متفق عليها.
4- الكفاية على أساس نوعية الفرد، ويتصل هذا المفهوم بالخصائص الشخصية للفرد التى يمكن قياسها بناء على معايير موضوعية.

وهكذا فإن مفهوم الكفاية عولج من زاويتين شكلها العام ومكوناتها، ويجمعهما "محمود كامل الناقة" فى تعريف شامل هو أن الكفاية لها شكلان الكامن منها والظاهر، فالكفاية فى شكلها الكامن "مفهوم Concept" ومن هنا فهى إمكانية القيام بالعمل نتيجة الإلمام بالمهارات والمعارف والمفاهيم والاتجاهات التى تؤهل إلى القيام بالعمل. وفى شكلها الظاهر "عملية Process" ومن هنا فهى الأداء الفعلى للعمل (محمود كامل الناقة: 1987، 12).
وقد وجد الكاتب من خلال الاطلاع على عديد من التعريفات، فى الدراسات والبحوث المتعلقة بمجال الكفايات تشابه التعريفات، وأن تعريف الكفاية يعتمد على مجتمع البحث الذى يصفه، وعلى الأهداف المرجوة منها.
وعلى سبيل المثال يصفها "محمد المقدم" بأنها مجمل السلوك الذى يتضمن المعارف والمهارات والاتجاهات التى يكتسبها المتعلم بعد مروره فى برنامج ينعكس أثره على أدائه، ويظهر ذلك من خلال أدوات قياس خاصة تعد لهذا الغرض فى مجال تكنولوجيا التعليم (محمد محمد المقدم: 1991، 31).
ويشير إليها "كمال الدين هاشم" بأنها قدرة المعلم على توظيف مجموعة مركبة من المعارف وأنماط السلوك والمهارات أثناء أدائه لأدواره التعليمية داخل الفصل بدرجة لا تقل عن مستوى معين من الإتقان يمكن قياسه (كمال الدين محمد هاشم: 1991، 39).
ويرى "تمام إسماعيل" أنها مجموعة من المهارات والقدرات التى يمكن أن يكتسبها المعلم فى أثناء فترة الإعداد أو من خلال الخبرة والتوجيه، وتساعده على القيام بتدريس العلوم بنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة (تمام إسماعيل تمام: 1995، 99).

وتأسيساً على كل ما سبق عرضه من تعريفات للكفاية، نجد أنها تتفق فى النقاط الأساسية التالية :
- الكفاية هى القدرة على أداء العمل، كفايات المعلم تشمل مختلف قدراته المرتبطة بأداء مهنة التعليم، وأنها تؤدى إلى مستوى مناسب من الإتقان.
- تشمل كفايات التعليم : المعارف والمهارات والاتجاهات، وبذلك يمكن التحدث عن كفايات معرفية وكفايات أدائية وجميعها قابلة للاكتساب والقياس.
- ترتبط الكفايات التعليمية بكل المهام المتصلة بمهنة التعليم، أى أنها لا ترتبط بالعمل الصفى فقط، بل أيضاً بالأدوار الشاملة للمعلم داخل الصف وخارجه.
- تؤثر الكفايات التعليمية تأثيراً مباشراًَ فى نواتج التعلم لدى الطلاب.

ثانياً : النماذج التربوية لإعداد المعلم :
نظراً لأهمية تكنولوجيا المعلومات فى التربية، فقد بدأ نمو استخدامها فى التربية بصفة عامة وتكنولوجيا التعليم بصفة خاصة، لذا لزم العديد من الدراسات لقياس هذا النمو من أجل توجيهه وتفعيل استخدامه، وفى هذا الإطار قام مكتب القياس التكنولوجى OTA بالكونجرس الأمريكى عام 1980 بدراسة موسعة لأثر نشر تكنولوجيا المعلومات على التربية الأمريكية لتحقيق أربعة أهداف رئيسية: (عبد اللطيف الجزار: 1998، 111)
1- تطوير الجودة فى التدريس والتعليم بواسطة تكنولوجيا المعلومات.
2- تقديم الدعم من أجل تكامل تكنولوجيا المعلومات عبر مناهج برامج إعداد المعلمين.
3- تطوير الإستراتيجيات الإدارية لدعم الهدفين السابقين.
4- مراقبة عملية التغير المؤسساتية اللازمة.
وتأكيداً على هذا الاتجاه ركزت "مارى دييز M. Diez"- فى مقالها الذى قدم إلى الاجتماع السادس والأربعون للمجلس الدولى لإعداد المعلم، والذى انعقد فى تشيلى يوليو 2001- على ضرورة نقل عملية إعداد المعلم من نموذج "المدرسة المجتمع" إلى نموذج "مجتمع المعلمين"، وقد وصفت الخبرة الطويلة فى إعداد المعلم فى "كلية الفيرنو Alverno College" فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تدور عملية إعداد المعلم فى قالب من تنمية القدرات التى تتضمن إكساب المعارف، والمهارات، والاتجاهات, والقيم، والميول، التى تتوزع عبر كل عناصر البرنامج الدراسى، ويتخرج المعلمون حين يظهرون البراهين على امتلاك المعرفة المتكاملة مع هذه القدرات والمهارات (M.E. Diez 2001).
تأسيساً على ذلك، يتحدد مستوى وطبيعة الكفايات اللازمة لإعداد المعلمين فى عصر المعلوماتية فى ضوء مفهوم "إنتاجية التعليم" فى المستقبل، تلك الإنتاجية التى تحدد نموذج إنسان التنمية، وفى إطار مفهوم الجودة الشاملة فإن إنتاجية التعليم تعبر عن قدرة النظام التعليمى على تحقيق الأهداف التربوية (عبد الودود مكروم: 1999، 876).
والتعليم- بحكم طبيعته- مهنة شاقة ومعقدة وخطيرة فى آن معاً الأمر الذى يتطلب الإعداد الجيد والتدريب المستمر للمعلم، والتأكد من أنه يمتلك من المعارف والمهارات والكفايات ما يضمن له التمكن من أداء أدواره المتعددة والمتجددة.
وتشير الأبحاث إلى أن ما يتمتع به المعلم من قدرات يؤثر تأثيراً قوياً على تحصيل التلاميذ الأمر الذى يعزز أهمية وقيمة تحسين وتطوير التدريب الذى يتلقاه المعلم قبل وأثناء الخدمة (C.J. Kenneth 1999, 2). وتشير كذلك إلى أنه كلما كان إعداد المعلم غير واف مع عدم تمتعه بخبرات جيدة فإنه سوف يتجه إلى اتباع أسلوب يمكنه من أن "يعلم"، ولكنه لن يساعد التلاميذ على أن "يتعلموا" (L.M. Soares 1989, 3).
ومع التطورات السريعة والمتلاحقة التى يشهدها العصر، يرى الكاتب أنه لم يعد كافياً أن يتقن المعلم المادة العلمية التى يقوم على تدريسها لأنها ببساطة تتغير وتتراكم بصورة مستمرة، ولم يعد المعلم مجرد ناقل أو ملقن للمعرفة فثمة وسائل جديدة أكثر قدرة وأسرع على ذلك منه، حيث أن "أهم ما يميز هذه الفترة من التاريخ هو الوسائل والأساليب الجديدة تماماً التى يمكن بها تغيير المعلومات ومعالجتها، والسرعات المتزايدة التى يتم بها التعامل معها واستخدامها" (بيل جيتس: 1998، 43).
وفى ضوء التربية الحديثة أصبح ينظر إلى المعلم على أنه ذلك الشخص القادر على أن يؤدى الأدوار المطلوبة والمتوقعة منه بكفاءة واقتدار (طاهر عبد الرازق: 1984، 2).
وأصبح للمعلم دور أخر هو توجيه وحفز تلاميذه للتعلم والبحث عن المعارف الجديدة واختيارها ومعالجتها واستخدامها (جاسم الكندرى، هانى فرج: 2001، 19)، الأمر الذى يتحتم معه أن يكون المعلم معداً إعداداً جيداً من النواحى الأكاديمية والمهنية والثقافية، فضلاً عن أن يكون قادراً على تنمية وتجديد وتحديث معارفه بصورة مستمرة ومتابعاً لكل ما هو جديد فى مجال تخصصه ومهنته.
وانطلاقاً مما سبق، ونظراً للتقدم الكبير فى مجال العلوم الإنسانية بصفة عامة والتربوية والنفسية بصفة خاصة، وتمشياً مع نتائج البحوث والدراسات التى أجريت فى هذا المجال، والتى أدت إلى القناعة التامة بين التربويين بعدم مقدرة النظم التقليدية المتبعة فى إعداد المعلم وتدريبه على تخريج المعلم القادر على أداء الأدوار والمهام الحديثة والمتجددة والمطلوبة منه، سارعت العديد من المؤسسات التربوية والجامعات ومراكز البحث العلمى فى طرح وتجريب العديد من الأساليب التربوية الحديثة فى هذا المجال، وعليه ظهرت العديد من النماذج والاتجاهات التربوية الحديثة فى مجال إعداد المعلم.
وقد صنف "طاهر عبد الرازق" هذه الأساليب إلى أربعة نماذج هى : (طاهر عبد الرازق: 1984، 53-64)
1- النموذج التنموى : يعنى باستمرار عملية اكتساب الخبرة بالنسبة للطالب المعلم، وبهذا تتوفر له فرصة النمو ابتداء من مرحلة ما قبل الخدمة وحتى مرحلة إتمام مرحلة الإعداد الأولية.
2- النموذج السلوكى : يتم بإقامة الدليل المحسوس على اكتساب المهارات التعليمية من خلال ملاحظة أداء المعلم الذى تم تحليل مكوناته وأهدافه ونتائجه، ويؤدى ذلك إلى اعتبار عملية التدريس علماً أو مجموعة من المهارات الفنية.
3- النموذج الإنسانى : يؤكد على أهمية الكفاءة والمهارة فى مجال العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والجماعات، ويؤكد كذلك على فردية الإنسان والاهتمام بإقامة برامج إعداد المعلم على أساس تكامل الموضوعات الدراسية فى ضوء عملية التدريس كفن.
4- النموذج الإنسانى/ السلوكى : وقد نشأ هذا النموذج فى إطار التكامل بين النموذجين الإنسانى والسلوكى، ويؤكد هذا النموذج على أهمية كل من أداء المهارات النوعية والتسليم بوجود خصائص وحاجات للنوع الإنسانى على المستوى الفردى والمستوى الاجتماعى.

أما "جبرائيل بشارة" فقد حدد هذه الأساليب فيما يلى : (جبرائيل بشارة: 1993، 122-134):
1- أسلوب الأداء والتمكن من الأداء : ويقوم هذا الأسلوب على مفهوم التمكن فى التعليم، والذى يعنى قدرة المعلم على القيام بأفعال وأداءات معينة بدرجة من المهارة والجودة وبكفاءة عالية.
2- الأسلوب القائم على منهج النظم وتحليلها : ويرتكز هذا الأسلوب على منهج تحليل النظم والذى ينظر من خلاله لأى نشاط أو ظاهرة تعليمية على أنها نظام متكامل له عناصره ومكوناته وعلاقاته وعملياته التى تسعى إلى تحقيق الأهداف المحددة داخل هذا النظام، وبناء على ذلك فإن تصميم برنامج لإعداد المعلم وفق هذا الأسلوب، يقوم على اعتبار أن البرنامج هو نظام فرعى من نظام أكبر هو نظام التكوين.
3- الأسلوب القائم على التحكم بالنشاط العقلى : ويرتكز هذا الاسلوب على أن معرفة نشاط المتعلم هى الطريقة المثلى والوحيدة، والتى عن طريقها يمكننا توجيه عملية التعلم والتحكم بها، وتساعدنا فى الحصول على ما نرغبه من معارف وقدرات ومهارات، شريطة أن ينفذ المتعلم نظاماً مشابهاً من الأفعال النفسية الداخلية.
وحدد "على حسين" أهم الاتجاهات العالمية فى إعداد المعلم- بصفة عامة- فيما يلى : (على حسين حسن: 1997، 22-26)
1- الاتجاه التقليدى Conventional Preparation.
2- اتجاه يرتكز على الاهتمام بالمتعلم Learner Oriented Preparation.
3- اتجاه يتمركز حول المعلم Teacher Oriented Preparation.
4- اتجاه يركز على الدور الاجتماعى للمعلم Teacher Social Role.
5- اتجاه يؤكد التكامل فى برامج الإعداد Integration of Preparation.
6- الاتجاه البراجماتى Pragmatic Preparation of Teacher.
7- اتجاه "وودرنج" فى الولايات المتحدة Woodring.
8- إعداد المعلم القائم على الجمع بين الفروع المعرفية.
9- إعداد المعلم القائم على أساس الأداء والكفاية :
Performance-based Teacher Education (PBTE)
Competency-based Teacher Education (CBTE)
ويضيف "جوان اجيليسياس J.l. Iglesias" أنه مع بداية عام 2000، بدأت كلية العلوم الإنسانية والتربية بجامعة "أتاكاما Atakama" بشيلى فى تنفيذ منهج جديد فى التعليم الأساسى لإعداد المعلم، يركز على نموذج يعرف باسم "التعليم القائم على المشكلات"، وقد استخدم هذا المدخل فى المناهج لعدة سنوات فى تدريب الأطباء فى الولايات المتحدة وغيرها من الدول، وتعتبر هذه المرة الأولى التى يتم تطبيقه فى تعليم المعلم فى أمريكا اللاتينية، ويقوم هذا النموذج على استخدام مشكلات الحياة الواقعية، والتى هى بمثابة سياق يطور فيه الطلاب المعلمين مهارات التفكير النقدى، وحل المشكلات، وفى الوقت نفسه يكتسبون فيه المفاهيم الأساسية لمجال معرفى معين (جوان ل. ايجليسياس: 2002، 403-409).
وبالرغم من أهمية النماذج والأساليب سالفة الذكر فى إعداد المعلم وتدريبه، إلا أنه يمكن القول أن النموذج القائم على الكفايات يعتبر من أهم النماذج التربوية الحديثة فى إعداد المعلم وتدريبه، والتى شرعت بعض الدول فى الأخذ به، حتى أنه أصبح من أبرز ملامح التربية الأمريكية وأكثرها شيوعاً فى كليات إعداد المعلمين.
وازداد الاهتمام العالمى بهذا الأسلوب، خاصة بعد أن توصلت البحوث التقويمية لتطبيقاته إلى نجاحه وتحقيق الأهداف المرجوة إلى حد كبير، الأمر الذى جعله اتجاهاً يمثل أهمية كبيرة فى مجال البحث التربوى كأسلوب لإعداد المعلمين وتدريبهم حتى الآن.
ونظراً لأهمية اتجاه إعداد المعلم القائم على الكفايات كنموذج وأسلوب حديث لإعداد المعلمين وتدريبهم، فإننا سنتناول ماهية النموذج ونشأته والعوامل التى ساعدت على ظهوره، والأساليب المستخدمة فى تحديد الكفايات ومصادرها.

ثالثاً : اتجاه إعداد المعلم القائم على الكفايات :
شهد الميدان التربوى فى العالم اهتماماً كبيراً باتجاه إعداد المعلم القائم على الكفايات (C.B.T.E) Competency-based Teacher Education، وأصبح لهذا النموذج قوة فعالة فى دفع عملية التعليم وإعداد المعلمين وتدريبهم.
وانتشر هذا الاتجاه فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتجهت كثير من المؤسسات التعليمية إلى التحول نحو البرامج التربوية القائمة على الكفاية، وخصوصاً فى مجال إعداد المعلم (محمد محمود الحيلة: 2000، 431)، وجاء هذا التحول نتيجة للشكوى من أن برامج التعليم السائدة غير قادرة على الارتباط بحاجات الإنسان المعاصر، ولا تمكنه من مواجهة واقع العصر الذى يعيشه، ولا تحقق هذه البرامج تغييراً فى أداء الخريجين (صلاح عبد الحميد خضر: 1991، 76).
وظهر اتجاه إعداد المعلم القائم على الكفايات كرد فعل للأساليب التقليدية التى كانت تسود كليات إعداد المعلمين ومعاهدهم، تلك الأساليب التى تعتمد على اكساب المعرفة، والتى تفترض أن تزويد المعلم بقدر مناسب من المعارف الأكاديمية والمهنية، وإتاحة المجال للتدريب الميدانى تؤدى إلى تخريج معلم مؤهل (يعقوب نشوان، عبد الرحمن الشعوان: 1990، 103). بينما تقوم فكرة إعداد المعلم على أساس الكفايات على تحليل الوظائف والمهام المطلوبة من المعلم بعد تخرجه، إلى مجموعة من الكفايات يجب على الطلاب المعلمين إتقانها قبل هذا التخرج.
ويشير "رضا القاضى" و"صلاح عرفة" إلى أن انتشار مدخل الكفايات يرجع إلى عوامل رئيسية منها : (رضا القاضى، صلاح عرفة: 1993، 313-314)
1- الزيادة فى إعداد الطلاب المعلمين.
2- التغير فى التوقعات المرتقبة.
3- نتائج الأبحاث المتعلقة بالتعليم والتعلم.
وتؤكد الكتاب على أن تحديد الكفايات التعليمية أصبح أمراً بالغ الأهمية لأن معرفة الكفايات تجعل من الممكن رسم الخطوط العريضة لفلسفة إعداد المعلمين قبل الخدمة فى كليات التربية.
يضاف إلى ذلك، أن تحديد الكفايات التعليمية بعناية يجعل بالإمكان تقويم برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة من جهة، وتقويم أداء الطلاب المعلمين من جهة أخرى، وعليه فإن برامج إعداد المعلمين يجب أن تكون مبنية على الكفايات التعليمية، ولعل هذا الاتجاه هو السائد فى العديد من كليات التربية فى العالم، إذ أن الإعداد على هذا الأساس يجعل التعليم والتدريب أكثر كفاءة وفاعلية.
ويؤيد هذا الاتجاه "فتحى الديب" ويرى أن مدخل الكفايات يشكل نقطة الارتكاز التى تقوم عليها برامج إعداد المعلمين فى دول العالم المتقدم حتى وقتنا الحاضر، مؤكداً أن هذا المدخل يزداد رسوخاً إلى الحد الذى أصبح معه من المسلمات التى تبنى على أساسها تلك البرامج (فتحى الديب: 1997، 96-97).
ويضيف "يعقوب نشوان" و"عبد الرحمن الشعوان" أنه بالقدر الذى تستطيع به كليات التربية إكساب الطلاب المعلمين الكفايات التى يحتاجونها، بقدر ما تطمئن إلى قدرتهم على تحقيق الأهداف التربوية تحقيقاً فاعلاً، فى ضوء ما تفرضه حاجات المجتمع المتغيرة والمتطورة والمتأثرة بالعصر الذى نعيش فيه، بما فيه من تغيرات اجتماعية وتكنولوجية تؤثر فى كل من الفرد والمجتمع (يعقوب نشوان، عبد الرحمن الشعوان: 1997، 96-97).
ويشير "فاروق الفرا" إلى أن عملية إعداد المعلم القائم على الكفايات تبدأ بتعريف المحصلات والنتائج- التى يتوقع أن يحققها المعلم- وكل معلم يمكن الوصول إلى الأهداف المناسبة عندما يتوفر له الإعداد المناسب، ويعطى الفرصة لكى يتعلم بطريقة مناسبة فى برنامج تعليمى يشتمل على بعض الكفايات الرئيسية، ويتضمن مجموعة من المعارف والمهارات والمواقف والقيم والاتجاهات (فاروق حمدى الفرا: 1983، 24).
من هذا المنطلق، يستند مدخل الكفايات على تحديد الأدوار والمهام التى يقوم بها المعلم، وتحليلها إلى كفايات، تحدد على ضوئها الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية اللازمة للمعلم لأداء عمله بإتقان، ثم ترجمة هذه الجوانب إلى مواقف وخبرات يوجه الطالب من خلالها نحو تحقيق الأهداف المرجوة.
ويبين "شيشمبا Chishimba" أن هذا المدخل يضمن أن تكون الكفايات التى ينبغى أن يتعلمها الطلاب المعلمين محددة بشكل مسبق، ويضمن أيضاً المعايير المستخدمة فى عمل هذا التحديد، كذلك يحمل الطلاب المعلمين المسئولية فى التمكن من مهارات معينة (س.ب، شيشمبا: 2001، 280).
ويذكر "محمد المفتى" أن هذا المدخل يعتمد فى عملية إعداد المعلم على تطبيق الأنظمة التكنولوجية، وتحليل المهام، وتستخدم الطرق والأساليب الفنية وتوظيفها فى تشكيل السلوك، سعياً وراء إعداد المعلم الكفء (محمد أمين المفتى: 1995، 233).
ويضيف "جريزلاك L.C. Grayslake" أن الكفايات والمهارات المتضمنة خلالها تساعد على نجاح العملية التعليمية من خلال ما يتم إنجازه من أنشطة تعليمية، واستخدام جيد للمواد التعليمية فى المواقف التعليمية المختلفة، وما يتيحه هذا المدخل التعليمى من تبادل الآراء بين المعلمين والمتعلمين حول ما يرتبط بمكان التعلم والمواد التعليمية وأساليب التقييم للتطبيقات التكنولوجية، وهذا يساهم إلى حد كبير فى نجاح التعلم من خلال تقدير الاحتياجات المطلوبة والتطوير المستمر للكفايات، والحرية فى اختيار المواد التعليمية وطرق التعلم (L.C. Grayslake 1994, 5).
وباعتبار أن الكفاية هى مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات التى يجب أن يكتسبها الفرد لكى يصبح مؤهلاً لأداء عمل معين بفاعلية، فإن الجانب النظرى من برامج إعداد المعلم فى إطار نموذج إعداد المعلم القائم على الكفايات، يعد مسبقاً فى ضوء ما تسفر عنه نتائج تحليل مهمة المعلم، ويدرسها الطالب/المعلم، ثم يدرب فى مواقف تعليمية عملية تستخدم فيها الأساليب التكنولوجية، والتغذية المرتدة حتى يصل الطالب/ المعلم إلى مستوى التمكن من الكفايات المطلوبة.
تحياتى لكم جميعاً والى اللقاء مع جزء أخر من الكتاب
د/ محمد زين












التوقيع
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
  رد مع اقتباس