عرض مشاركة واحدة
قديم Jun-09-2008, 08:49 PM   المشاركة3
المعلومات

السايح
مشرف منتديات اليسير
محمد الغول

السايح غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 16419
تاريخ التسجيل: Mar 2006
الدولة: فلسطيـن
المشاركات: 1,360
بمعدل : 0.21 يومياً


افتراضي


تطوير الإدارة الصفية
الاتصال الصفي الفعال وإدارة الصف
:
يحتاج المعلم إلى امتلاك عدد كبير من المهارات والكفايات ، ويمكن القول أن أكثر المهارات التي يحتاجها هي مهارة الاتصال التي تعد من المهارات الصعبة التي تواجه المعلم سواء كان معلماً جديداً أو معلماً لديه خبرة ، حيث يحدث في كثير من الأحيان عدم فهم التلاميذ لمعلمهم أو العكس. وتعد غرفة الصف المسرح الذي تحدث فيه التغيرات في الأبنية المعرفية التي يمكن أن تشاهد على شكل تغيرات سلوكية ، ولذا يمكن النظر إلى أن عمليات الاتصال تعد متطلباً أساسياً لزيادة مقدرة المعلم على إحداث التعلم المنشود ، فأنماط أو أي سلوك اتصال قد تعمل على إعاقة العملية التعليمية أو تدفعها في الاتجاه المرغوب .

وقد احتلت مهارة الاتصال مركزاً هاماً في مجال البحوث والدراسات التي تستهدف تحسين الممارسات التعليمية التي أظهرت أن نسبة كبيرة من المعلمين وخصوصاً في المراحل العليا من التعليم يستأثرون بوقت الدرس ، فالمعلم يتحدث والتلاميذ يستمعون وموقعه في منتصف غرفة الصف . وغالباً يبقى في هذا الموقع كي يستطيع أن يرسل رسالته إلى جميع التلاميذ الذين يجلسون غالباً على شكل صفوف متوازية ، وقد يعود السبب في ذلك إلى اعتقاد بعض المعلمين أن مشاركة التلاميذ تقلل من إمكانية قطع المطلوب من المنهاج ، حيث يرى هؤلاء المعلمين أن الفرص التي تعطى للتلاميذ في المشاركة في النشاطات الصفية تعيق الأهداف . وقد يعود السبب في استئثار المعلمين لجزء كبير من وقت الحصة إلى قلة امتلاكهم مهارة تنظيم عملية الاتصال.

مفهوم الاتصال والتفاعل الصفي:يعد مفهوم الاتصال ومفهوم التفاعل الصفي مفهومين جديدين نسبياً في الإطار التربوي والتعليمي فقد بدأ الاهتمام بهما يزداد ما بين عام 1960-1970 ، ويمكن تعريف الاتصال بأنه عملية نقل معلومات من مُرسِل إلى مستقبل تتضمن أكثر من طريق واحد لانتقال المعلومات ، وهي عملية معقدة قد يحدث فيها تغيير للرسائل ومعانيها.

أما التفاعل فإنه يتضمن بالإضافة إلى الاتصال الفكري ، الاتصال الانفعالي والذي غالباً ما يهمل ، هذا وتتضمن عملية الاتصال والتفاعل الصفي معاني مختلفة هي :
المعنى الاجتماعي
:

يشير إلى العملية التي يتم بمقتضاها تكوين علاقات بين المعلم وتلاميذه وتتم بها عمليات تبادل للخبرات والمعلومات والأفكار والآراء فيما بينهم ، حيث تتم عملية التبادل للخبرات في جو تسوده علاقات إيجابية بين المعلم وتلاميذه من جهة وبين التلاميذ فيما بينهم من جهة أخرى ، مما يؤدي إلى تفعيل عملية الاتصال.
المعنى السيكولوجي:
قد تكون عملية الاتصال عملية ذاتية داخلية بحيث يتم الاتصال بين الفرد وذاته في نطاق أحاسيسه ومشاعره وتجاربه وسمات شخصيته ، حيث يقوم الفرد بمراجعة أفكاره وآرائه الخاصة ويضعها موضع التحليل والنقد وقد يجري بناء على ذلك تغيرات فيها .
المعنى التربوي:
حيث يشير الاتصال بمفهومه التربوي والتعليمي إلى تلك العملية التي تحدث في الموقف التعليمي التعلمي بين عناصره المتعددة التي تشكل الأداة الرئيسية في تنظيم عملية التعلم . إذ أن عمليات الاتصال والتفاعل الصفي تجري عبر قنوات مختلفة ومتنوعة سواء كانت لفظية أم غير لفظية أم كتابية ، تتراوح بين اللغة المسموعة والمقروءة وما يرافقها من حركات وإيماءات وبين الانتباه والاستماع أو استخدام للأجهزة والأدوات والبرامج والمواد التعليمية والاتصال على هذا النحو عملية تفاعل بين المتعلم والوسط الذي يحيط به وهي عملية تستهدف إحداث تغيرات في الأبنية المعرفية للمتعلم يمكن الاستدلال عليها من خلال ملاحظة التغيرات السلوكية التي تحدث لدى جميع الأطراف المشاركة في هذا التفاعل.
المعنى السلوكي:
يفترض المدخل السلوكي في دراسة التفاعل الإنساني في أن الناس حينما يتفاعلون فيما بينهم فإنهم يفعلون ذلك بطرق كلية ، وهذا يعني أن سلوك التفاعل لا يمكن فصله عن محددات السلوك الأخرى للفرد أو الجماعة كالإدراك والتعلم والدوافع والحاجات والانفعالات والاتجاهات والقيم . فالتفاعل أو الاتصال الإنساني ليس عملية أحادية ولكنه مركب من عمليات تتفاعل فيما بينها بشكل دينامي.

مهارات الاتصال :
الاتصال مهارة مركبة ومعقدة وتتشكل من خلال مجموعة من المهارات ، فأول خطوة في عملية الاتصال تتمثل في أن يكون الفرد على وعي بالصعوبات التي تواجه عملية الاتصال الفاعلة ، ومن أجل تحسين مهارات الاتصال وتطويرها ينبغي لنا أن نهتم بالأمور التالية :
تطوير القدرة اللفظية للمعلم والمتعلم.
تدريب كل من المعلمين والتلاميذ على مهارات الاتصال.
تطوير مهارات الاستماع ، توضيح الأفكار ، وقبول آراء الجماعة ، تشخيص وتحديد الصعوبات.
تطوير القدرة على إقناع الآخرين .
تدريب المشاركين على توظيف المنحى الديمقراطي في الاتصال الأمر الذي قد يؤدي عدم فهمه إلى إعاقة عملية التفاعل.
تطوير أساليب التعزيز وتوظيفها.
استثارة الدافعية لدى المتعلمين.
تطوير مهارة طرح الأسئلة.
تطوير مهارات العمل التعاوني المتبادل بين التلاميذ أنفسهم .
التغذية الراجعة وتوقيت تزويدها للمتعلم.
توفير المناخ المادي والنفسي الذي يؤمن الاتصال المفتوح بين التلاميذ ومعلميهم.

تطوير نظريات الاتصال:
لاقى مفهوم الاتصال اهتماماً كبيراً عبر العصور المتعددة ، منذ أقدم العصور إلى عصرنا الحالي والإنسان يسعى إلى تسهيل عملية الاتصال ، وقد كان أول الطريق هو اختراع اللغة التي تعد أهم وسيلة للاتصال . وقد ظهرت ثلاث نظريات في الاتصال وجميعها تتفق على أن عملية الاتصال تتضمن أربعة عناصر هي:

المرسل (مصدر المعلومات).
الرسالة نفسها.
وسائط الانتقال.
المستقبل.

وفيما يلي أبرز نظريات الاتصال :
1-النظرية الكلاسيكية في الاتصال :
تهتم هذه النظرية بعملية توصيل الأوامر أو المعلومات عبر قنوات رأسية ورسمية أي من المعلم إلى التلاميذ . لذا فإن عملية الاتصال يجب أن تكون هرمية ومخطط لها وهدفها أن يتم إنجاز العمل وزيادة الإنتاجية والفاعلية . وبالتالي يكون الاتصال في اتجاه واحد ورأسي من الأعلى إلى الأسفل أي من المعلم إلى تلاميذه حيث يكون موضوع الاتصال محدد بدقة ، وتكون التغذية الراجعة عبر تقارير تحدد مدى التقدم نحو تحقيق الأهداف ، ويمكن النظر إلى أن عملية الاتصال هي عملية نقل معلومات تتم من شخص إلى آخر ويسير في اتجاه واحد ، وقد أدى هذا إلى الاهتمام الكبير في عملية إعداد الرسالة بشكل متقن. ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الصحف والإعلانات والإذاعة والتلفزيون والكتب.
2-
منحى العلاقات الإنسانية في الاتصال :
تأثرت مناحي الاتصال الحديثة بظهور الحركة الإنسانية التي نالت اهتماماً بالدراسة منذ عام 1930 ، فقد بذلت الجهود من أجل فهم أسباب التشويش والفجوات بين الرسائل المرسلة والرسائل المستقبلة ، والدراسات التي أجريت ليس فقط لمعرفة أثر خصائص المرسلين والمستقبلين كالدافعية وأنماط الشخصية والقدرات ، بل أيضاً لمعرفة تأثير هذه الخصائص في سلوك المستقبل والمرسل .
والاتصال لا يعني فقط الفعل ورد الفعل ، وإنما هو عملية تبادل للأفكار والمشاعر بين شخصين أو اكثر ، ويتطلب هذا النوع من التبادل معرفة البنية الاجتماعية والنفسية لكل من المرسل والمستقبل ، فالمستقبل أيضاً كالمرسل له العديد من الآمال والطموحات والتوقعات والقيم والأحاسيس والاهتمامات التي يجب أن يهتم بها المرسل.
3-
النظام المفتوح في الاتصال:
إن عملية التحول نحو نظرية النظم قد أخذت تظهر منذ عام 1960 ، حيث تهتم هذه النظرية بالعلاقات الداخلية بين الأنظمة الجزئية ووظائف هذه الأنظمة.
أما نظرية النظام المفتوح في الاتصال فإنها تمتد لتزيد اهتمامها لتشمل الإجراءات والطرق المتشابكة لتبادل المعلومات بين عناصر المؤسسة سواء كانت تربوية أو غير ذلك . ويمكن تعريف الاتصال وفق هذه النظرية كما يلي:
هي عملية تبادل المعلومات والمعاني بين المؤسسة والبيئة كما هي بين عناصر المؤسسة المستقلة أي أن الاتصال هو الرابطة التي تربط عناصر وأجزاء المؤسسة بعضها مع بعض وتؤدي إلى التناسق والانسجام بين أجزائها . والاتصال لا يعني عملية نقل الرسائل من المرسل إلى المستقبل ، بل هو عملية تفاعل بين عناصر المؤسسة والبيئة الاجتماعية التي تتضمنها . فإذا كان الأفراد ينتمون إلى بيئات اجتماعية متباينة فإن هذا قد يؤدي إلى إعاقة عملية الاتصال بينهم ، أو قد يؤدي إلى حدوث اتصالات عشوائية.
وفي المجال التربوي فإن عملية الاتصال تعني عملية تبادل المعلومات بين عناصر المدرسة المختلفة من إدارة مدرسية ومعلمين وتلاميذ ولا يكون الاتصال رأسياً من أعلى إلى أسفل بل تبادل بين جميع العناصر .
4-
شبكات الاتصال:
أشارت دراسات الباحثين إلى أن المعلم التقليدي هو معلم يكون اهتمامه مركزاً على كيفية نقل الرسالة منه إلى التلاميذ . حيث يكون هو المرسل في حين يكون التلاميذ مستقبلين.
وغالباً ما يتم ترتيب الطلبة في صفوف ، ويكون المعلم أمام التلاميذ . ووجد أيضاً أن ترتيب المقاعد في صفوف أو دوائر لا يؤثر كثيراً في عملية الاتصال . ولكن الشيء الهام هو أن يشارك جميع التلاميذ في نشاطات الدرس وألاّ يكون المعلم منشغلاً في مناقشة مجموعة من التلاميذ ويترك البقية يقومون بنشاطات غير منتمية لموضوع الدرس . وأشارت الدراسات إلى أن أفضل طرق الاتصال التي يمكن أن يوظفها المعلم هي تلك التي تتضمن طرقاً تظهر مشاركة . جميع الأفراد وتشعرهم بالحرية في المساهمة في طرح الأفكار والأسئلة والنقد والتوصل إلى استنتاجات.

وقد أدت التطورات والتغيرات التي حدثت على نظريات الاتصال إلى ظهور أنماط مختلفة من شبكات الاتصال الصفي . ويمكننا تلخيص هذه الأنماط كما يلي :
النمط الأول:
يوضح الشكل (1) النمط الذي يمثل عملية الاتصال بين المعلم وتلاميذه ، وهو اتصال رأسي فقط أي من المعلم إلى التلاميذ ، حيث يكون دور المعلم مرسلاً ودور الطالب مستقبلاً.
للاسف لا يوجد شكل بسبب خلل فني

ويعد هذا النمط أقل أنماط الاتصال فاعلية حيث يكون موقف الطالب سلبياً ، وهو يشير إلى النمط التقليدي في عملية التدريس الذي يجعل المعلم المصدر الوحيد للمعرفة ، وحصيلة التعلم في هذا النمط تنحصر غالباً في الحقائق والمعارف التي يقدمها المعلم لتلاميذه .

النمط الثاني:
ويعد هذا النمط ( شكل (2) ) أكثر تطوراً وفاعلية من النمط السابق ، إذ يكون الاتصال من المعلم إلى الطالب وبالعكس.
للاسف لا يوجد شكل بسبب خلل فني
وفي هذا النمط يبقى المعلم هو مصدر المعرفة الأساسي ، ويتيح هذا النمط للمعلّم فرصة الحصول على تغذية راجعة عن مدى تحقق الأهداف التي يسعى لتحقيقها ، ولكن هذا النمط لا يهتم بعملية التفاعل فيما بين التلاميذ أنفسهم.

النمط الثالث : وهو أكثر تطوراً وفاعلية من النمطين السابقين :

في هذا النمط من الاتصال يلاحظ أنه يعطى فرصة للتلاميذ أن يتفاعلوا بعضهم مع بعض ، ولا يكون فيه المعلم المصدر الوحيد للتعلم بل يتيح هذا النمط فرصة للتلاميذ أن يتعلموا بعضهم من بعض ، وأن يتبادلوا الخبرات التي قد يكونوا قد حصلوا عليها من مصادر متعددة للمعرفة كالتلفزيون أو الرحلات أو البيت ونلاحظ أن هذا النمط لا يهتم فقط بتزويد التلاميذ بالمعرفة بل يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم والتدرب على طرح الأسئلـة والأفكار الجديدة ومناقشتها فيما بينهم ومع معلمهم ، مما يؤدي إلى نمو شخصيات متكاملة قادرة على التكيف مع الحياة بصورة أفضل ، كما نلاحظ من شكل (3) أن قنوات الاتصال بين التلاميذ محدودة.
النمط الرابع : يعتبر من أكثر أنماط الاتصال انفتاحاً

للاسف لا يوجد شكل بسبب خلل فني
يلاحظ في الشكل (4) أن قنوات الاتصال مفتوحة بين جميع التلاميذ وبين معلمهم . فكل تلميذ في الصف قادر على الاتصال بمعلمه وبأي تلميذ آخر في صفه ، ويلاحظ أن هذا النمط يعطي فرصة لجميع التلاميذ للمشاركة في عملية التعليم والتعلم وهو بذلك يمكن التلميذ من نقل أفكاره إلى جميع التلاميذ في صفه ، ومن الانتقادات التي وجهت لهذا النمط هي صعوبة تطبيقه ، حيث يتطلب ذلك مهارة ودراية كبيرة من المعلم ، وفهم جيد من قبله لأهداف المنهاج حتى لا تبقى مركزة على الكتاب المدرسي وما يحتويه من تدريبات ومسائل وموضوعات ، ونستطيع القول بأن هذا النمط يمكن استخدامه في الصفوف المفتوحة بصورة أكثر فاعلية.

العوامل المؤثرة في عملية الاتصال:
لكي تحقق عملية الاتصال الأهداف المنشودة فإنه لابد أن تتوافر مجموعة من الظروف والشروط المناسبة لحدوث اتصال فاعل ومن هذه الشروط:
وحدة اللغة :
ونعني بوحدة اللغة وجود لغة مشتركة بين أطراف عملية الاتصال ، واللغة لا يقصد بها فقط اللغة المحكية أو المسموعة ، بل قد تكون مكتوبة أو حركات أو إيماءات. فإذا كانت اللغة واضحة فإن ذلك يسهل فهم مضمون الرسالة من قبل المستقبلين لها بحيث يفهم بالمعنى نفسه الذي قصده المرسل.
وضوح الهدف لكل من المرسل والمستقبل.
تبادل الأدوار بين المرسل والمستقبل بحيث لا يبقى أحدهما مرسلاً والآخر مستقبلاً.
وجود قنوات اتصال متعددة يمكن أن تمر عبرها الرسالة كأن تكون لغة محكية أو نقل الرسالة من خلال جهاز أو أدوات ومواد تعليمية متنوعة .
توافر الجو النفسي والاجتماعي الذي يشجع عملية الاتصال.
توافر الدافعية التي تعمل على استمرار عملية الاتصال إلى أن تتحقق الأهداف.
توافر المقدرة لدى المعلمين على تنظيم عملية الاتصال.
قدرة المعلم على استخدام أساليب التعزيز المتنوعة.

أشكال عملية الاتصال الصفي:
إن تنظيم عملية التواصل الصفي من الأمور الهامة التي تدخل في تنظيم المعلم لصفه وإدارته ، ويعد إتقان المعلم لكفايات التواصل الصفي من أهم الكفايات اللازمة للنجاح ، فالمعلم الذي لا يتقن فنون التواصل لا يستطيع النجاح في أدائه لمهامه التعليمية لأن المفاهيم والمبادئ التي يكتسبها المعلمون من خلال تعليمهم الصفي هي نتاج لتكامل بين المضامين التعليمية والتواصل الذي يجري في غرفة الصف والتي يديرها المعلم عادة.
وقد يختار المعلم في إدارته للتواصل الصفي وتفعيله أحد أسلوبين أو كلاهما معاً وهما التواصل اللفظي والتواصل غير اللفظي.

التواصل اللفظي:
يعد التواصل اللفظي أكثر أشكال التواصل شيوعاً وانتشاراً وأكثرها فاعلية في غرفة الصف . ونوعية هذا التواصل تعتمد إلى حد كبير على مدى ما يمتلكه المعلم من مهارات لغوية التي تعتبر مهارة التحدث إحداها . وحتى تحقق عملية التواصل اللفظي أهدافها ، لابد أن يسود غرفة الصف المودة والفهم لجميع ما يجري من تفاعلات في أثناء العملية التعليمية التعلمية ، وأن تتم استثارة اهتمام الطلاب وتشجيعهم على طرح الأفكار والأسئلة وإبداء الآراء بحرية ، إضافة إلى انسجام ما يطرحه المعلم من معرفة وأفكار مع مستويات الطلبة . وفي التواصل اللفظي يتم نقل الأفكار والآراء والمعاني بصورة متبادلة ، أي يحول المرسل إلى المستقبل وبالعكس. وقد احتل التواصل اللفظي مركزاً هاماً في مجال البحوث والدراسات التربوية التي تستهدف تحسين الممارسات التعليمية التعلمية والمتصلة بها ، وقد قام فلاندرز بتطبيق السلوك الذي يدور في غرفة الصف من حيث مصدره إلى ثلاثة أصناف : سلوك المعلم وينقسم إلى سلوك مباشر وسلوك غير مباشر ، وسلوك الطالب ، والسلوك المشترك.

التواصل غير اللفظي:
بالرغم من شيوع التواصل اللفظي في غرفة الصف ، إلاّ أن التفاعل الصفي ليس مقصوراً عليه ، فهناك وسائل تواصل أخرى تضم ما هو غير لفظي وبشكل مثير للاستجابات السلوكية مثل : تعابير الوجه ، والألوان ، والابتسامة وحركات الرأس ، واليدين ، وغيره تسهم في عملية التفاعل الصفي إلى حد كبير .

والسؤال الآن : ما المقصود بالتواصل غير اللفظي؟إن التواصل غير اللفظي هو كافة الرسائل أو المعاني التي يتم نقلها وتبادلها دون استخدام الألفاظ.
ويلعب التواصل غير اللفظي دوراً هاماً في العلاقات الشخصية ، ويقدر حوالي 65% من المعاني المتعلقة بالجوانب الاجتماعية التي يتم تبادلها في أثناء التواصل المباشر تحدث عن طريق التواصل غير اللفظي.
ومن النقاط التي تبين أهمية التواصل غير اللفظي أنه في عملية التواصل يقوم المرسل بنقل رسالتين في آن واحد أحدهما لفظية يستخدم فيها الكلمات ، والأخرى غير لفظية . وعندما تتعارض معاني الرسالتين فغالباً ما تكون الرسالة غير اللفظية أكثر تعبيراً وصدقاً ، أي تقوم الرسالة غير اللفظية بما تعجز الكلمة عن القيام به . ولذا يجب على المعلم أن لا يقصر عملية التفاعل على التواصل اللفظي بل عليه أن يستخدم ما يستطيع من أشكال التواصل غير اللفظية ليغدو تعلمه أكثر فاعلية.

لغات التواصل :
يرتبط بالتواصل غير اللفظي مجموعة من لغات الجسم تندرج تحت اللغات التالية :
لغة الأيدي.
لغة العيون.
لغة التقارب المكاني.
لغة الشفاه.
لغة الأرجل.
لغة الألوان.

1-
لغة الأيدي:

تعد لغو الأيدي من أكثر اللغات غير المحكية شيوعاً واستخداماً ومن أكثرها فاعلية في غرفة الصف . وهي من اللغات المحكية التي غالباً ما تصاحب اللغة المحكية . ومن الملاحظ أن لغة الأيدي تستخدم كلغة إشارة لصم والبكم ، وإشارات المرور ، وفي المطارات وفي المجمعات الكشفية وغيره . وهي لغة تعبيرية تهدف إيصال أفكار معنية يعبر عنها المرسل بحركات مدروسة لليدين للحصول على استجابات مفيدة وصحيحة .
وفيما يلي بعض حركات اليدين التي يمكن استخدامها في غرفة الصف:
أ-الربت على الكتف للتعبير عن الرضا والحنان وتشجيع الطالب وتعزيزه.
ب-تحريك اليد على شكل دائري لتشجيع الطالب على الاستمرار.
ج- رفع إصبع الإبهام إلى أعلى تعبيراً على الموافقة.
د- رفع اليدين إلى أعلى تعبيراً عن الاستحسان.
ﻫ-
رفع كف اليد مفتوحاً أماماً باتجاه الطالب ، تعبيراً للطلب من الآخرين أن يكفوا عن الكلام أو الكف عن أداء عمل معين.
و- الإشارة بإصبع السبابة باتجاه شخص محدد بقصد تحديد شخص معين.
ز- وضع إصبع السبابة على الفم للطلب من شخص معين للكف عن الكلام .

2-
لغة العيون:
تعد لغة العيون من أكثر اللغات غير المحكية تأثيراً في عملية التواصل بين الأفراد ، لأن أي تواصل في العادة يبدأ بعد فترة قصيرة من التقاء العيون ، ليعلن الطرفان استعدادهما للتواصل . وعندما ننظر مباشرة في عيون الآخرين فإننا نطلب منهم التواصل والتفاعل معنا . وهكذا يمكن القول أن حركة العيون وسيلة بليغة للتواصل غير اللفظي ، وكما تلعب دوراً كبيراً في استمرارية العملية التواصلية أو إيقافها.

وهناك أربع وظائف للغة العيون في التواصل هي :
أ- تنظيم تدفق المعلومات : أي بدء وانتهاء المحادثة.
ب-التحديق يسهل ويراقب عملية التغذية الراجعة لأنها تعكس الانتباه والاهتمام .
ج- تحمل العواطف والمشاعر : وغالباً يتجنب الأفراد النظر إلى بعضهم بعضاً حين مناقشة أنباء غير سارة أو تقديم تغذية سلبية .
د- التحديق يرتبط بنوع العلاقة بين طرفي التواصل كالإعجاب ، والحب ، والاهتمام بحديث بعضهما ، والتفاعل بالمشاعر.

وفي غرفة الصف تنقل رسائل مختلفة من خلال العيون من أهمها ما يلي:
أ-تواصل العينين مع الطالب بشكل منتظم مع هزة خفيفة بالرأس تشعر الطالب بالاهتمام والموافقة والقبول على ما يطرحه من أفكار وآراء.
ب-تجنب اتصال العينين مع الطالب تشعره بعدم الاهتمام أو عدم الانتباه.
ج- العبوس والتقطيب والنظر بحدة نحو الطالب تشعره بغضب المعلم وعدم الرضا.
د- النظر نحو الطالب باستهزاء للتعبير عن السخرية والنقد.

3-
لغة التقارب المكاني:
وهي الاتجاه المكاني للمرسل ، أي مكان وقوفه أو جلوسه ، أو مدى قربه من الأفراد حين التواصل معهم . ويجب الحفاظ على حزام أو نطاق مسافة التواصل بين الأفراد يتوافق مع توقعاتهم وطبيعة التواصل ، وإن أي اختراق لحزام المسافة هذا يؤدي إلى عدم الارتياح الذي يمكن أن يعيق التواصل الفعال بين الأطراف المتواصلة ومن الرسائل التي يمكن نقلها من خلال التقارب المكاني الآتي:
أ-الاقتراب من طالب غير منتبه وغير مشارك في التفاعل الصفي لحثه على الانتباه والمشاركة ، وأحياناً لتعديل بعض أنواع السلوك .
ب-الاقتراب من الطالب المنتبه والمشارك في التفاعل الصفي ، لحثه على الاستمرار وتعزيز العمل الذي يقوم به.
ج- الاقتراب من الطالب أثناء الامتحان لإشعاره بالمؤازرة.
د- الابتعاد عن الطالب أثناء حديثه أو إجابته مع القيام بحركة تشير إلى اللامبالاة لإشعاره بالتوقف وعدم الموافقة.

4-
لغة الشفاه:
إن لغة الشفاه تحمل معاني كثيرة ، ومنها ما يشير إلى الدفء والسعادة والصداقة ومنها ما يشير إلى الغضب وعدم الرضا ، كما أن حركات الشفاه لها دلالاتها . ومن الرسائل التي يمكن نقلها عن طريق الشفاه ما يلي :
أ- الابتسامة تشير إلى السعادة والصداقة والقبول.
ب- العبوس وتقطيب الشفتين يشير إلى الغضب وعدم الموافقة.
ج- إصدار همهمات وقد تكون هذه الهمهمات تشجيعية وقد تكون تحذيرية.
د- العض على الشفتين تعبيراً عن القلق والسأم والغضب.
ﻫ-
ضم الشفتين تعبيراً عن التعجب والاستغراب.

5-
لغة الأرجل:
وهي عبارة عن حركات أرجل ، كاستعراض الجيش ، أو الرقص الإيقاعي أو الدبكات الشعبية ، بهدف إيصال فكرة معينة يعبر عنها بحركات الأرجل. ونود أن ننوه هنا إلى أن الأرجل قليلاً ما تستخدم في غرفة الصف ، ومن الرسائل التي يمكن نقلها باستخدام تلك اللغة ما يلي :
أ- الضرب على الأرض بالقدم للطلب من الطلاب التوقف عن الحركة والكلام والانتباه.
ب- المشي بين الطلاب تعبيراً عن المودة وإشعارهم بقرب المعلم منهم.
ج- الركل بالأرجل تعبيراً عن الغضب الشديد والعدوانية.

6-
لغة الألوان :
تستخدم لغة الألوان لإعطاء بعض الدلالات داخل غرفة الصف أو خارجها ، ومن استخداماتها في غرفة الصف ما يلي:
أ- استخدام الألوان في دروس الرياضيات ، بحيث يدل كل لون على شكل معين أو رقم معين.
ب- استخدام الألوان عند عرض مجسم كالكرة الأرضية ، فكل لون يدل على شيء معين.
ج- استخدام الألوان في دروس العلوم ، فيستخدم المعلم أوراق عباد الشمس الأزرق والأحمر للكشف عن طبيعة المادة أهي حامض أم قاعدة ، كما تستخدم الألوان في تلوين مجسم الإنسان للتعبير عن كل جزء ، فاللون الأحمر يدل على الشرايين والأزرق على الأوردة.

ومن استخدامات لغة الألوان خارج غرفة الصف ما يلي :
أ- في الملاعب الرياضية : الأصفر يدل على تنبيه اللاعب ، الأحمر يدل على طرد اللاعب.
ب- إشارات المرور : اللون الأخضر يشير إلى السماح بالاجتياز والأصفر يشير إلى التوقف والأحمر التوقف وعدم اجتياز الإشارة .

مقترحات لتفعيل التواصل غير اللفظي:
من أجل تحسين وتفعيل التواصل غير اللفظي ينبغي لنا أن نهتم بالأمور التالية :
توظيف أشكال التواصل غير اللفظي بما يخدم الموقف التعليمي، مع الحذر بأن يؤدي أي من تلك الأشكال من غير قصد إلى انقطاع التواصل بين المعلم وطلابه.
الانتباه إلى أن بعض الحركات والإشارات والعبارات غير اللفظية قد تعني أشياء ومعاني ودلالات مختلفة من بلد لآخر . وحتى ضمن البلد الواحد نجد بعض الاختلافات من منطقة لأخرى.
ملاحظة أن بعض الإشارات والإيماءات قد تشكل عائقاً من عوائق التواصل ، كالحركات الزائدة لأحد الأطراف ، كاليد أو الرجل التي قد تعمل على تشتيت انتباه المتعلم.
إتقان مهارة التواصل غير اللفظي ، لأن إتقان المعلم لتلك المهارة يؤدي إلى تفعيل التواصل الصفي.
استخدام أشكال التواصل غير اللفظي المفهومة من الأطراف المشاركة في الموقف والمتفق عليها من الجميع ، لأن من أكبر عوائق هذا النوع من التواصل عدم فهمه من الطرف المستقبل.
استخدام الرسائل غير اللفظية مع الرسائل اللفظية لأن الرسائل غير اللفظية تعد من العوامل التي تساعد في تركيز انتباه الطلاب وقد تعمل على زيادة وضوح الرسالة التي تأتي للطلاب عبر رسالة لفظية.
تدريب الطلاب على استخدام وتفسير أشكال التواصل غير اللفظي في غرفة الصف.

ومن الضروري أن نذكر بأن المعلم هو المسؤول الأول والأخير عن سير مجريات الدرس ، وما يتضمنه من تفاعل يتسم بالإيجابية بينه وبين الطلاب والطلاب أنفسهم . وأن فاعلية التواصل تزداد وتتحسن كلما تنوعت فيه أنماط التواصل وأشكاله ، ووظفت بالشكل الذي يخدم العملية التعليمية ويحقق أهدافها المنشودة .
وتجدر الإشارة إلى ضرورة التعرف على الأنماط المشجعة والأنماط المثبطة للاتصال للاستفادة منها في العلاقات مع التلاميذ والناس الآخرين.

الأنماط المشجعة:
وهي الأنماط التي تسعى إلى تقديم الدعم أو المساندة أو التقبل للسلوك وقد تتم من خلال تعبيرات الوجه أو الحركة أو التعبيرات الصوتية ، ومن الأنماط المشجعة ما يلي :
1-
الدعم :
ومن الأمثلة السلوكية على الدعم ما يلي :
أ- التعبير بالوجه : وهو تعبير يتضمن دعماً وموافقة على الرأي أو السلوك كالابتسامة.
ب- الحركة : التي قد تصور موافقة كبيرة تعكس الرضى مثل الربت على الظهر.
ج- التعبير الصوتي : أي نغمة صوتية تدل على الرضى مثل استخدام الصوت المنغم أو تغير في شدة الصوت.
2-
المساعدة:
وهي فعل متصل بسلوك المعلم يهمه الكشف عن مشاعر وحاجات التلاميذ ، ويمكن اعتباره تعزيزاً ومن أمثلته :
تعبيرات الوجه : تعبير يتضمن أن المعلم يفهم أو يعي ما يقوله التلميذ .
الحركة : فعل يهدف إلى أداء مهمة ما للتلميذ يعمل على تلبية حاجته.
التعبير الصوتي : أي تعبير صوتي يكون مفهوماً ومقبولاً ، كأن يكون ضحكة وقد يؤدي هذا التعبير إلى كسر حدة التوتر القائم.
3-
التقبل :
هو تعبير غير لفظي يتضمن رغبة في الاستماع والانتباه ومن أمثلته:
أ- التعبير بالوجه : كأن تكون العينان متصلة مع التلميذ بشكل منتظم ، تشعره بالاهتمام بحديثه ، أو تعبيرات الوجه التي توحي بالاستعداد أو محاولة الفهم.
ب- التعبير الصوتي: حيث يتضمن الصوت نبرة معينة كأن يصدر المعلم همهمات تنم عن القبول مما يشجع التلميذ على الاستمرار في الحديث.

الأنماط المثبطة:وهي تعبيرات غير لفظية قد تؤدي إلى كبح سير عملية الاتصال وتؤدي إلى عدم الانتباه أو عدم الاستجابة أو الرفض.
ومن الأنماط المثبطة ما يلي :
عدم الانتباه :
وهو تعبير غير لفظي يتضمن عدم الرغبة في المشاركة ، ويتم ذلك من خلال :
أ- التعبير بالوجه : الذي يظهر للتلميذ أنه يتجنب عملية الاتصال عن طريق العينين ، وقد يؤدي هذا التعبير إلى فقد الانتباه كلياً.
ب- الحركة : حركة تشير إلى اللامبالاة أو السأم كالوقوف في غرفة الصف .
ج- التعبير الصوتي: تعبير يوضح نفاذ الصبر ويطلب من الآخرين أن يكفوا عن الكلام .

عدم الاستجابة:
وهو إجراء يدل على تجاهل حاجة التلميذ وعدم الإحساس بمشاعره ومن صور عدم الاستجابة :
التعبير بالوجه : تعبير ينم من انزعاج وعدم ثقة وعدم حماس للموضوع.
الحركة : إجراء يدل على عدم الاستجابة كالانسحاب من الموقع.
التعبير الصوتي : وقد يحدث ذلك عندما يتدخل صوت ما ليعمل على قطع عملية الاتصال .


الرفض:
وهو تعبير يدل على رفض السلوك وعدم الرضى عنه ، ويكون ذلك من خلال :
التعبير بالوجه : كأن يتضمن التعبير العبوس أو نظرات السخرية أو التهديد .
ب- الحركة : حركة قد تؤدي إلى هجوم عدواني بالجسم أو باليدين أو الركل .
ج- التعبير الصوتي : نغمة صوتية غير ودية أو ساخطة.


دور المعلم قديماً وحديثاً في إدارة الصف وتنظيمه
:
لقد تأثر دور المعلم بالتغيرات التي طرأت على المدرسة في عملية التعليم والتعلم فعندما كان دور المدرسة يتجه نحو تحقيق الكفاية التعليمية والمعرفية ونقل التراث للأجيال الجديدة ، كان على المعلم أن يقوم بهذا الدور من خلال أسلوب التلقين ، حيث كان ينظر إلى المعلم على أنه المصدر الأساسي للمعرفة ولتوصيل المعلومات ، ومن أجل تحقيق ذلك فإن على المعلم أن يضمن عملية الضبط والنظام في غرفة الصف حتى يضمن جواً من الهدوء التام من قبل التلاميذ ، وبدون ذلك كان يعتقد بأن المعلم لا يستطيع أن يحقق أي هدف من أهدافه التي كان يجب أن يخطط لها بدقة تامة. وتطلب هذا الدور من المعلم أن يكون على دراية ومعرفة كبيرتين بمختلف القضايا والمعلومات العلمية ، وإلاّ فإن أي خطأ يقوم به المعلم سيكون مصدر شك كبير في قدراته ومعلوماته مما يضعف عملية التعلم . وقد أدى هذا الدور من المعلم إلى الاهتمام بالمشكلات التحصيلية . وكان يرى أن حل هذه المشكلات لا يكون إلاّ من خلال الجهد والمثابرة والانتباه ، وبالتالي لم يحاول التعرف على المشكلات النفسية والاجتماعية والتي لها تأثير كبير على النمو المتكامل للتلميذ بما فيه النمو العقلي.
ومع التغير الذي طرأ على دور المدرسة من اهتمام بالنمو المتكامل للتلميذ في جميع النواحي العقلية والجسمية والنفسية والاجتماعية والشخصية فقد أصبح للمعلم أدواراً متعددة عليه أن يقوم بها .

ومن هذه الأدوار ما يلي:

الاهتمام بالنمو المتكامل للتلميذ من جميع النواحي الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.
الاهتمام بمشكلات التلاميذ التحصيلية والنفسية.
توفير المناخ الديمقراطي الذي يعطي فرصة للتلاميذ للتعبير عن آرائهم وأفكارهم وطرح الأسئلة .
التخطيط الجيد لعمليات التعليم والتعلم.
التخطيط الجيد لعملية التواصل بين المعلم وتلاميذه ، وبين التلاميذ أنفسهم.
تقديم الخدمات الإرشادية للتلاميذ.
توفير الدافعية والمحافظة عليها واستثارة اهتمام التلاميذ بأهداف التعلم.
تشجيع الطلبة على التعاون والمشاركة في النشاطات الصفية.
حفظ النظام بطريقة تسهل عملية التعليم والتعلم .
تنمية روح المسؤولية لدى التلاميذ.
المساهمة في تحديد المواد التعليمية المناسبة للتلاميذ.
مشاركة التلاميذ في وضع القوانين والقواعد التي تضمن عملية الضبط والنظام الصفي.
تعرف الفروقات الفردية بين التلاميذ في القدرات والاهتمامات والميول من أجل تخطيط نشاطات تناسب القدرات المختلفة.
تعرف الأساليب والطرائق المتنوعة في التعليم واختيار ما يناسب تلاميذه.
تعرف خصائص المرحلة النائية لتلاميذه.
تعرف مستويات التلاميذ وقدراتهم واستعداداتهم وميولهم واهتماماتهم والتخطيط لدروسه مسترشداً بهذه المعلومات عن تلاميذه .
يثق بقدرات التلاميذ ويترك لهم الفرصة للمشاركة في التخطيط لبعض النشاطات التعليمية وتنفيذها.
الاهتمام بقياس مدى تقدم تلاميذه نحو تحقيق الأهداف من خلال استخدام أساليب متنوعة في القياس.
تزويد التلاميذ بتغذية راجعة عن أدائهم.
تعرف خصائص النمو للتلاميذ ويضمن ذلك خصائص النمو الجسمي والنمو المعرفي والنمو الاجتماعي والانفعالي.

دور المعلم في إدارة وتنظيم البيئة الصفية النفسية والاجتماعية:
تهدف العملية التعليمية التعلمية إلى تنمية شخصية الطالب من النواحي العقلية والجسمية والانفعالية والاجتماعية كافة. وحيث جل الممارسات الصفية القائمة بين المعلم والمتعلم تمر من خلال الجانب النفسي والاجتماعي وعماد هذه الممارسة التفاعل النفسي بين قطبي العملية فإن للإدارة الصفية أسساً نفسية وأخرى اجتماعية ذات أهمية خاصة لأن طرفي الاتصال يتسمان بأبعاد نفسية واجتماعية غاية في الخصوصية.

الأسس النفسية للإدارة الصفية:تنحصر الأسس النفسية التي تقوم عليها التربية ببعدين هما : معرفة طبيعة التعلم ، بمعنى معرفة موضوع التعلم ومحتواه ومناسبته للمتعلم ، والاهتمام بأساليبه وبطرق تدريسه واختيار المناسب لكل موضوع من موضوعات التعلم ، ومعرفة طبيعة المتعلم أي معرفة المتعلم وسماته وقدراته وميوله واستعداداته ودوافعه للتعلم وحاجاته النفسية .
والحاجة هي حالة من النقص والعوز والافتقار واختلال التوازن ، تقترن بنوع من التوتر والضيق لا يلبث أن يزول متى قضيت الحاجة وزال النقص ، سواء كان هذا النقص مادياً أو معنوياً ، داخلياً أو خارجياً . والحاجات هي :
أ- الحاجة إلى الطمأنينة:إن العملية التعليمية التعلمية التي تتم في غرفة الصف عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلم ، ولإنجاح هذه العملية لا بد أن يكون مناخ الصف وبيئته مناسباً لطرفي الاتصال . وخاصة المتعلم لتشجيعه وإدخال الطمأنينة إلى نفسه . فإذا كانت البيئة بيئة قسر وإرهاب وسيطرة مطلقة كان المتعلم مضطراً إلى كبت رغباته وميوله . مما يؤدي إلى نفوره من التعلم وربما تدهورت صحته النفسية ويسعى للتعبير عن ذاته بسلوك غير مقبول.
ب-الحاجة إلى الحب المتبادل والانتماء:
تنطوي هذه الحاجة إلى رغبة الفرد في إقامة علاقات عاطفية مع الآخرين عموماً ، ومع الأفراد أو المجموعات الهامة في حياة الفرد بشكل خاص. وإن من أسباب حالات الشغب في غرفة الصف عدم إشباع مثل هذه الحاجة.
ج- الحاجة إلى تقدير الآخرين:
تشير هذه الحاجة إلى رغبة الفرد في تحقيق قيمته الشخصية كفرد متميز ويؤدي إشباع هذه الحاجة إلى الشعور بالقوة والثقة والجدارة والكفاءة والفائدة . في حين يؤدي عدم إشباعها إلى الضعف والعجز .
ومن الجدير بالذكر أن تقدير الطالب من قبل المعلم والآخرين يؤدي إلى الإحساس باحترام الذات المرتبطة على نحو وثيق بنجاح الطالب في أعماله المدرسية ونشاطاته المختلفة ، فالطالب المقدَّر هو أكثر قدرة على التحصيل الدراسي والنجاح من الطالب غير المقدَّر .
د- الحاجة إلى النجاح :
إن حاجة الفرد للنجاح متوافرة لدى جميع الأفراد . ولكن بمستويات مختلفة والنجاح يمكن الفرد من الثقة بنفسه وقدراته ويجنبه حالات القلق الناجمة عن الخوف من الفشل ويعزز نشاطاته الأكاديمية المستقبلية فالنجاح يؤدي إلى نجاح
ﻫ-
الحاجة إلى سلطة ضابطة موجهة:
تشير هذه الحاجة إلى مساعدة الطالب بتبني القيم والمعايير التي تساعده في إيجاد مجتمع حر منظم ، وترتبط هذه الحاجة بالمراحل التطورية والنمائية التي يمر بها الطالب ، فالطالب في المرحلة الأساسية الأولى حاجته إلى الضبط غير مرحلة المراهقة.
و- الحاجة إلى الحرية :
تشير هذه الحاجة إلى السماح للفرد بأن يختار الطريق الذي يسلكه ، واحترام رغبته في تأكيد ذاته في حدود معينة .كما تشير إلى رغبة الفرد في تحقيق إمكاناته وقدراته على نحو فعلي ، بحيث يغدو الشخص الذي يمكن أن يكون عليه.


الأسس الاجتماعية للإدارة الصفية :
إن الفرد الإنسان ينمو ويتطور في مجتمع أو ضمن جماعـة ، وهذه الجماعة للطفل الصغير بيته ، وللطالب مدرسته ، وللناضج الكبير مكان عمله ، ولذلك فإن الإنسان ينمو ويتطور في مكان وزمان معينين وفي حيز معين ، هذا الحيز هو البيئة وهو المكان الذي يحيط به سواء أكان بيئة مادية أو بيئة ثقافية .
وللمدرسة دور كبير في إكساب الفرد حياة وأسلوب وطريقة المجتمع الذي يعيش فيه ، لأنه يتعلم ذلك في الأماكن التي يكون فيها جماعة ، وأكثر هذه الأماكن وأوسعها انتشاراً وأكثرها تنظيماً هي المدرسة .
والمعلم كونه قائد صفه يعرض طلابه إلى شتى الخبرات التي تغرس بينهم القيم الاجتماعية المرغوب فيها والتي تهيئهم للتكيف الاجتماعي المستقبلي . وللطالب حاجات اجتماعية متعددة على المعلم إدراكها وتلبيتها ، فهو بحاجة إلى تعلم طريقة العيش ضمن الجماعة التي يعيش بينها وأسلوبها لكي يضمن حياته ويرضي رغباته ويسد حاجاته . وهو بحاجة إلى مهارات ضرورية عدة ، يتميز بفرديته وشخصيته المستقلة عن الآخرين . وهو بحاجة إلى قدرات مختلفة ومتباينة تعزز انتماءه ومشاركته في المجتمع الذي سيعيشه . وما سبق ذكره لا يكون ذلك ممكناً إلاّ إذا انعكس عن عملية تدريس ناجحة تتظافر فيها جهود مختلف مدخلات العملية التربوية.
دور المعلم في إدارة وتنظيم البيئة الصفية النفسية والاجتماعية:
يمكن القول أن للمناخ النفسي والاجتماعي في غرفة صف ما تأثيراً كبيراً في تماسك أفراد ذلك الصف وتعاونهم وتقبلهم بعضهم بعضاً من ناحية ، وتقبلهم للمعلم وتعلم ما يقوله من ناحية أخرى . وللمعلم كمرشد وموجه ومنظم للعملية التعليمية دور كبير في الصحة النفسية لإدارته لصفه وتنمية الصحة العقلية لطلابه ، التي ستتيح لهم تعليماً أفضل وتعلماً أكثر فاعلية ، وبالتالي إقبالاً على التعلم واستجابة لما يطلب منهم .
وفي هذا المجال نتوقع من المعلم أن يقوم بما يلي :
إعداد الطالب إعداداً اجتماعياً يحبب إليهم التعاون ، والتكافل ، والعدل ، والنظام ، والتقدم ، ويعرفهم بحقوقهم وواجباتهم ، والاعتراف بحقوق الآخرين واحترام مشاعرهم .
تدريب الطلاب على الخدمات الاجتماعية وتقديرهم القيم الثقافية تقديراً حسناً.
مساعدة الطلاب على التكيف مع أفراد المجتمع الذي يعيشون فيه وبالتالي التكيف مع أنفسهم ، أي تشمل الاستقرار النفسي والاستقرار الاجتماعي .
تنمية الوعي الاجتماعي والشعور بالمصلحة العامة.
رعاية الطلاب كجماعة ليحصلوا على علاقات مرضية ومستوى من الحياة فيه تناسق وانسجام مع رغباتهم وقدراتهم ، وتتمشى مع الصالح العام للمجتمع .
تجنب الطالب آثار الصراع النفسي وما ينشأ من ذلك من أمراض نفسية لذلك يجب أن تكون معاملتنا لطلابنا قائمة على الرفق واللين والتراحم في حزم لا على الضغط والقمع والحرمان.
تلبية حاجات الطالب النفسية والفطرية ، كحاجته إلى الأمن والطمأنينة والحب والتقدير والإحساس بالنجاح وحاجته لسلطة ضابطة وحبه للحرية .
توفير الجو الاجتماعي الديمقراطي القائم على العدالة والمساواة والموضوعية والثقة والمودة.
قبول احترام مشاعر الطلاب والتعبير عن ذلك من خلال الكلام والأفعال.
العمل على إحساس الطالب بالأمن والآمان والحرية في السلوك والتعبير ، وغياب مظاهر العنف والإرهاب في العلاقة بين المعلم والطلاب.
تقبل أفكار الطلاب وآرائهم التي تطرح والعمل على توضيحها واستخدامها كمصدر للمعلومات ، والالتزام بالانفتاح والموضوعية تجاه الأمور التي تطرح في غرفة الصف.
إتاحة فرص تعليمية متكافئة لجميع طلاب الصف في ضوء حاجاتهم وإمكاناتهم فالمحاباة من معوقات المناخ النفسي الجيد في غرفة الصف .
استخدام الثناء والتشجيع والتعزيز الذي يسهم في حث الطلاب على المزيد من المشاركة ، وإزالة التوتر والرهبة في نفوسهم.
إقامة علاقات ودية مع الطلاب تقوم على معرفة احتياجاتهم وإمكاناتهم .
تنمية مظاهر الانضباط الذاتي والطاعة الواعية المفكرة عند الطلاب.
إيضاح دور المعلم في مجال إدارة ألوان النشاط الاجتماعي التعليمي والتعلمي وإصدار التوجيهات وضبط النفس.
انعكاسات البيئة النفسية والاجتماعية على التعليم والتعلم :
إن البيئة النفسية والاجتماعية هي تلك البيئة التي تهيئ الفرصة الكافية للطلاب للنجاح في التوافق الداخلي بين دوافعهم ونوازعهم المختلفة وفي التوافق الخارجي في علاقاتهم ببيئتهم المحيطة بما فيها من موضوعات وأشخاص .
ويمكن القول أن مبادرة المعلم في تنظيم البيئة النفسية والاجتماعية في غرفة الصف تتيح له السيطرة على المواقف وقدرة أكبر على تسهيل وتيسير التعاون والمشاركة بين الجميع ، كما أنها تسمح بإطلاق وتحرير الطاقات الخلاقة للطلاب ،وإتاحة الفرص لكل طالب حتى يحقق ذاته ويمارس حياة اجتماعية تتسم بالإشباع النفسي والثقة والإنجاز والمشاركة الفاعلة وبناء شخصية المتعلم من جوانبها كافة وتعزيز الصحة العقلية لديه لتقويتها.
وعند توفير البيئة النفسية والاجتماعية الفاعلة للطالب في غرفة الصف واستخدامها فإنه يساعد على أمور كثيرة أهمها :
استثارة التوجيه الذاتي عند التعلم ، وتحمله مسؤولية أفعاله وأعماله.
تميز كل فرد بفرديته وبشخصيته المستقلة عن الآخرين.
إشباع ميول الفرد واتجاهاته النفسية.
إقامة العلاقات الاجتماعية في إطار القيم السائدة والثقافة والتقاليد الاجتماعية المتعارف عليها .
معرفة المتعلم إمكاناته وقدراته وتقبله لها.
القدرة على مواجهة المشاكل والصعوبات التي تقابله والسيطرة عليها .
اتزان المتعلم العاطفي والوجداني ، والقدرة على ضبط النفس في المواقف الطارئة .
إشاعة الشعور بالأمن والانتماء والتماسك بين الطلبة.

ولعل من أبرز ما يمكن تحقيقه من خلال البيئة النفسية والاجتماعية الصحية مساعدة الطالب على تحقيق مفهوم حقيقي لذاته ، ومن ثم يصبح قادراً على تقييم أهدافه وطموحاته التي يجب أن لا يمليها عليه أحد يعمل معه ، فالمعلم الناجح هو الذي يرشد الطالب ويوجهه لا أن يسوقه أو يرغمه.



المشكلات الصفية وأساليب التعامل معها
:
توجد أشكال مختلفة من مشاكل الطلبة السلوكية التي تواجه المعلم في غرفة الصف توصف بأن لها أثراً مباشراً على العملية التعليمية التعلمية كنسيان الأدوات المدرسية والغياب المتكرر وعدم الانتباه وكثرة الحركة داخل الصف والتحدث الصفي غير المناسب . ومشكلات أخرى تحد من فاعلية المعلم والطلاب في الصف. وهناك مشكلات تعتبر أكثر خطورة كالتخريب والاتجاه العدواني والتمرد ، ورفض القيام بالمهمات والأعمال المدرسية وتكوين الزمر والتسرب من المدرسة والتكلم بلغة بذيئة ، والسرقة ، ومخالفة أنظمة المدرسة والعزلة وغير ذلك .
وبالرغم من أنه ليس من السهل التفريق بين المشكلات السلوكية وتصنيفها إلى فئات متباينة ، إلاّ أننا نفضل الحديث عن نوعين من هذه المشكلات هما المشكلات البسيطة غير الحادة والمشكلات الجوهرية ( الأكثر خطورة ).


أولاً
: المشكلات البسيطة التي لها أثر مباشر على العملية التعليمية التعلمية :

هي مشكلات تواجه المعلم في غرفة الصف تؤدي إلى إعاقة قدرة الطالب على التعلم أو تدخل في قدرة المعلم على التعليم ومن هذه المشكلات ما يلي:

1- عدم الانتباه أو تشتت الانتباه:
يعد الانتباه من أهم المتطلبات لحدوث التعلم ، ويجب أن ندرك بأنه لا يمكن للتعلم أن يحدث إذا لم ينتبه الطالب للمثيرات المرتبطة بالتعلم . لذا نجد المعلم يحاول باستمرار جذب انتباه الطالب لمجريات الدرس ، باستخدام الوسائل الكفيلة بحفزه وحثه على المشاركة اليقظة في النشاط.
وقد أشارت كثير من الدراسات إلى أن ضعف انتباه الطلاب يؤثر سلباً على تحصيلهم الدراسي . وعليه لا بد لذوي العلاقة أن يحققوا فهماً دقيقاً للعوامل التي تؤثر في انتباه الطلاب وسبل تحسين مستوياته والتقليل من احتمالات التشتت.
وللتعرف على تشتت الانتباه وتشخيص حالة على أنها تشتت في الانتباه لا بد من ظهور ستة أعراض على الأقل والتي حددتها جمعية علم النفس الأمريكية لمدة لا تقل عن ستة أشهر وبدرجة لا تتناسب ومستويات نمو الطالب وهي :
أ- يفشل الطالب عادة في التركيز على التفصيلات أو يرتكب أخطاء نتيجة عدم مبالاة في أثناء تأدية النشاطات في المدرسة أو الواجبات البيتية.
ب- يواجه الطالب في العادة صعوبة في الاستمرار على التركيز في أثناء تأديته للمهام التي يكلف بها أو حتى في أثناء اللعب.
ج- يظهر في معظم الحالات غير مصغ أثناء الحديث معه.
د- لا يلتزم بالإرشادات التي تعطى له ، ويفشل في إنهاء أعماله في المدرسة .
ﻫ-
يواجه صعوبة في تنظيم المهام والنشاطات التي يكلف بها.
و- غالباً ما يكره أو يتردد أو يتجنب الانهماك في مهام تحتاج إلى تقديم جهد ذهني مستمر ، مثل : نشاطات التعلم سواء أكانت في المدرسة أو في البيت.
ز- كثيراً ما يفقد أو يضيع الأشياء الضرورية لتأدية المهام أو المشاركة في النشاطات.
ح- يتشوش انتباهه بسهولة نتيجة مثيرات خارجية.
ط- كثير النسيان أثناء تأديته للأنشطة اليومية.

ونستطيع القول بأن تشتت الانتباه متمثل في عجز الطالب عن انتقاء المثيرات الملائمة والتركيز عليها ، أو عن عجزه في الاستمرار في التركيز على المثيرات المرتبطة بعملية التعلم أو بالمهمة الموكلة إليه.

أسباب تشتت الانتباه :
من العوامل المسؤولة عن تشتت الانتباه ، عوامل داخلية وأخرى خارجية.

العوامل الداخلية :
أ- الاهتمام : فالموضوعات غير المشوقة وغير المثيرة ، والتي لا يهتم بها الطالب من العوامل التي تسبب في تشتت انتباهه وتضعف من قدرته على المتابعة والتركيز.
ب- حالة الطالب الجسمية : فالطالب المرهق جسمياً وعقلياً يكون عرضة لتشتت الانتباه.
ج- حالة الطالب النفسية : إن زيادة مستوى القلق والإثارة عن الحد المناسب تؤدي إلى تشتت الانتباه ، فشعور الطالب بالخوف وعدم الاطمئنان ، ووقوعه تحت ضغوطات ومشاكل أسرية ، وتعرضه للتهديد والعقاب وخوفه من الفشل وهكذا ، كل ذلك يزيد من مستوى القلق عن الحد المعين مما يتسبب في تشتت الانتباه . وتجدر الإشارة هنا إلى أن وجود مستوى مناسب من القلق لدى الطالب يؤدي إلى حالة من الإثارة تزيد من دافعيته للتعلم وتزيد من القدرة على التركيز .
د- قدرات الطالب العقلية : إن الطالب صاحب القدرة العقلية أو التحصيلية المنخفضة قد يفشل في فهم ومعالجة المثيرات المرتبطة بالتعلم بعد أن انتبه إليها وبالتالي فإن احتمالات فشله في تأدية المهمة التعليمية تكون أعلى وكذلك شعوره بالإحباط وبعدم الكفاءة ، مما يؤدي إلى عدم تركيزه وانتباهه لأن الفرد ينتبه للمثيرات التي يفهمها في حين أن انتباهه يتشتت بسرعة عند التعرض لمثيرات صعبة لا تتناسب مع قدراته العقلية .
ﻫ-
ضعف في النمو العصبي أو خلل عضوي: هناك بعض المؤشرات التي تدل على أن أسباباً قد تكون مسؤولة عن الفروق في مقدرة الطلاب على تركيز انتباههم ، وترتبط هذه العوامل بوظيفة الدماغ بشكل أساسي.
2-
العوامل الخارجية:
المناخ النفسي الذي يسود غرفة الصف :
إن المناخ النفسي الذي يسود غرفة الصف يلعب دوراً كبيراً في مستوى انتباه الطلاب وتركيزهم ، فالمناخ النفسي الذي يمنح الطالب شعوراً بالأمن والطمأنينة ، ويشجعه على إقامة علاقات دافئة مع معلميه وزملائه ، ويلبي حاجاته النفسية يزيد من مستوى انتباهه وتركيزه ، وفي المقابل فالمناخ القائم على الصراع والتنافس بين الطلبة والتسلط من قبل المعلم ، الأمر الذي يؤدي إلى تطور اتجاهات سلبية لدى الطلاب نحو المعلم والتعلم وبالتالي أقل انتباهاً وتركيزاً على المثيرات المرتبطة بعملية التعلم .
ب- البيئة المادية لغرفة الصف:
إن الجو أو المناخ المادي المتمثل في تنظيم وترتيب المقاعد والإضاءة والتهوية ودرجة الحرارة والوسائل السمعية أو البصرية، وموقع غرفة الصف القريب من مصادر التشوش كالصوت القوي والرائحة النفاذة والضوء الساطع من العوامل المؤثرة في مستوى انتباه الطلاب وتركيزهم .
ج- الأنشطة الصفية في الدرس:
يفقد كثير من الطلاب تركيزهم لأسباب ترتبط مباشرة بالأنشطة التعليمية الصفية ، فالأنشطة غير المتنوعة ، والتي تفتقر إلى الحد الأدنى من الإثارة والتشويق ، والتي تسير على وتيرة واحدة طوال الوقت أو معظمه إضافة إلى عدم ملاءمتها لمستوى الطلاب ومراحلهم النمائية ، كل ذلك يؤثر مستوى انتباه الطلاب وانسجامهم ذهنياً من غرفة الصف لشعورهم بالملل والضجر ، ولسوء الحظ فإن هؤلاء الطلبة يختارون نشاطات خارجة عن إطار التعلم ، فالنظر خارج النافذة ، ومراقبة طلبة يلعبون في ساحة المدرسة ، والنظر الطويل في سقف غرفة الصف أكثر إمتاعاً وتشويقاً من الانهماك في أنشطة تعليمية مملة وغير مشوقة .
د- نمط الانضباط الصفي:
من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تشتت انتباه الطلاب نمط الانضباط الصفي ، فالنمط التسيبي في غرفة الصف يؤدي إلى انفلات النظام وعدم الالتزام بالقواعد والقوانين كما أن النمط التسلطي يولد القهر ويضع الطلاب في جو ومناخ نفسي غير مريح ، كل ذلك يؤدي إلى الحد من مشاركة الطلاب في الأنشطة التعليمية الصفية ، وبالتالي إلى عدم انتباههم واهتمامهم .
ﻫ-
الإشباع:
إن الموضوعات التي تتصل بحاجات غير مشبعة لدى الطلاب تجذب انتباههم أما إذا وصل الطلاب إلى حالة الإشباع فإنهم يتشتتون.
و- المعلم نفسه :
يكون المعلم في بعض الأحيان مصدراً لتشتت انتباه الطلاب فحديثه بنبرة واحدة طيلة وقت الدرس يؤدي إلى تسرب الملل إلى نفوس الطلاب وتشتت انتباههم كما أن رتابة حركة المعلم في غرفة الصف . وغياب التنويع في أنشطته وأساليبه من أسباب التشتيت لأن التعرض لفترة طويلة من الوقت أو بتكرار عالٍ يفقد هذا المثير جاذبيته لفترة طويلة مما يؤدي إلى التوقف عن الانتباه له.


الوقاية من احتمالات تشتت الانتباه وعلاجه :
يتطلب الوقاية من تشتت الانتباه وعلاجه اتباع ما يلي :
أ- تدريبات لإطالة فترة الانتباه :
يفتقر الطلاب الذين يعانون من تشتت الانتباه ، للقدرة على التعامل مع التغييرات التي تظهر حولهم حتى لو كانت تغييرات إيجابية ، ولهذا فهم بحاجة إلى تدريب لتنظيم وقتهم واستغلاله في تأدية ما يكلفون به من مهمات ، الأمر الذي يؤدي إلى إطالة فترة الانتباه.
القواعد والقوانين والتعليمات :
حتى يتم جذب انتباه الطلاب ، لا بد أن يتوافر في غرفة الصف مستوى من النظام والانضباط الذي يلتزم به التلاميذ وهذا يعني وجود بعض القواعد والقوانين والتعليمات المتعارف عليها والمتفق على تنفيذها من كافة الأطراف ، وإيقاع العقوبة لمن يخالفها .
ج- استخدام التقنيات التربوية وطرائق التعليم الحديثة :
إن استخدام التقنيات التربوية ، يؤدي دوراً فاعلاً في زيادة درجة التشويق والإثارة في غرفة الصف . وجعل وقت الدرس وقتاً حافلاً بالنشاطات الهادفة والتفاعل الإيجابي بين المتعلم وعناصر التعليم ، وبالتالي جذب انتباه الطلاب نحو الأنشطة التعليمية ، ولقد أثبتت جميع نظريات التعلم والتربية وعلم النفس التربوي، أن التعلم الناتج عن تشارك جميع الحواس يكون أكثر معنى من التعلم الناتج عن حاسة واحدة فقط .
د- تنظيم البيئة المادية لغرفة الصف:
يحتاج المتعلم إلى مكان هادئ خالٍ من المشتتات ، فالمتعلم يقضي معظم يومه المدرسي داخل غرفة الصف . مما يتطلب جعل مكوناتها المادية وجوها العام مبعث راحة وطمأنينة فالمكان الجميل والنظيف والمرتب والذي تتوافر فيه التهوية الصحية والإضاءة الجيدة والحرارة المعتدلة والمقاعد المريحة والمنظمة عوامل تسهم في خلق اتجاهات إيجابية نحو مادة التعليم ، وبالتالي جذب انتباه الطالب.
ﻫ-
تلبية الحاجات الأساسية للطالب :
من المفيد العمل على تلبية الحاجات الأساسية للطالب بما يناسب مراحل العمل المختلفة ، فمن الضروري التأكد بأن الطالب يشعر بالأمن والآمان والحب والحرية والطمأنينة والنجاح ، كما أنه يأخذ قسطاً من الراحة ويتناول الغذاء الصحي ويرتدي الملابس المناسبة في أيام الحر والبرد وغيرها فعلى سبيل المثال الطالب الذي يشعر بالخوف أو بالبرد يؤثران سلباً على انتباه هذا الطالب لمثيرات التعلم.
و- تشجيع الطالب على الانهماك في الوقت التعلمي التعليمي:
يعد الانهماك في مواقف الدرس المختلفة من العوامل المؤثرة في مستوى انتباه الطالب ، ويمكن تشجيع الطالب باتباع ما يلي:
أ- الإعداد المسبق للدرس.
ب- إثارة حب الاستطلاع لدى الطالب ، وذلك بربط المادة بخبراته السابقة.
ج- تغيير مكان وقوف المعلم داخل غرفة الصف من حين لآخر.
د- تركيز وانتباه الطلاب في بداية الدرس.
ﻫ-
السير في مراحل الدرس بالسرعة المناسبة لمستوى الطلاب.
و- يقظته ومراقبته أثناء الدرس ، حيث أن الطلاب يحافظون على انتباههم عند شعورهم بأن المعلم يراقبهم بانتظام.
ز- إنعاش انتباه الطلاب من فترة لأخرى بإدخال مثيرات تعليمية مشوقة أثناء الدرس.
ح- إدارة الأسئلة الصفية واستخدامها بشكل جيد .
ط- تعرف مستويات الانتباه والإثارة ، وإنهاء الموقف التعليمي عند شعور المعلم بأن هذه المستويات قد ضعفت ، وإلاّ فإن الوقت سيمضي من إثارة الانتباه على حساب محتوى المادة.

2- الغياب المتكرر عن المدرسة :
يعتبر غياب الطلاب عن المدرسة من الأمور التي يجدر بمديري المدارس والمعلمين الاهتمام بها والانتباه إليها ، لأن غيابهم لا يقتصر على تثبيت عادات غير حسنة فيهم فحسب ، بل يتجاوز قدره إلى تحصيلهم الدراسي ، وقد ينجم عنه مشكلات خطيرة أخرى.
أسباب الغياب:
يمكن التعرف إلى أسباب الغياب من خلال استقصاء حالات الغياب المختلفة المسجلة في سجل الحضور والغياب الذي يوجد في المدرسة ، وقد يرجع أسباب غياب الطلاب عن المدرسة إلى عوامل ثلاثة هي :

أ- عوامل تربوية وتتضمن :
-
عدم ارتباط المنهاج بحاجات الطلاب ، وعدم تلبيته لميولهم وهواياتهم ، فذلك يقلل الرغبة عندهم في متابعة الدراسة والإقبال على المدرسة.
-
ضعف صلة المدرسة بأولياء الأمور والمجتمع المحلي مما يفقد المدرسة تعاون الأهل في حل مشكلة غياب الطلبة.
-
عدم مراقبة ومتابعة المدرسة والأهل غياب الطلاب وحضورهم مما يشجع بعضهم على التأخر أو التغيب عن المدرسة
- عدم توافر الهيئة التدريسية المؤهلة علمياً ومسلكياً التي تحسن التعامل مع الطلبة ، وإشعارهم بالفائدة التي تعود عليهم من وجودهم في المدرسة .
-
طريقة تعامل الإدارة المدرسية التسلطية مع الطلاب تؤدي إلى دفعهم للتغيب عن المدرسة.
-
صعوبة المادة الدراسية وعدم مناسبتها لقدرة الطالب العقلية .
-
عدم توفير أنشطة مدرسية مبرمجة وإشراك الطالب فيها .
-
سوء البيئة المادية لغرفة الصف والمدرسة ، كعدم توافر الإضاءة الجيدة والتهوية المناسبة والتدفئة في الشتاء ، وضيق الغرفة الصفية ، وافتقار المدرسة إلى الساحات المناسبة.
ب- عوامل نفسية : ويندرج تحتها ما يلي :
-
استخدام العقاب البدني في المدرسة وإثقال كاهل الطلبة بالواجبات البيتية بحيث لا يترك للطلاب وقتاً لتلبية احتياجاتهم ، مما يولد اتجاهاً سلبياً لدى الطلبة نحو المعلم والمدرسة مما يدفع الطلبة للتغيب عن المدرسة .
-
فشل الطالب المتكرر وتدني تحصيله الدراسي يضعف ثقته بنفسه ، ويفقده المتعة من وجوده في المدرسة ، والحافز على متابعة الدراسة.
-
خوف الطالب من مدير المدرسة أو من المعلم أو أحد الزملاء مما يدفعه إلى التغيب عن المدرسة.
-
عدم تلبية المدرسة لحاجات الطـالب النفسية ، كحاجته للأمن والاطمئنان وحاجته للحب والنجاح ، وحاجته للضبط الخ.
-
شعور الطالب بالكبت والتوتر والقلق في غرفة الصف تشجعه على التغيب عن المدرسة .

ج- عوامل اجتماعية واقتصادية وصحية : ويندرج تحتها ما يلي:
-
انخفاض مستوى الأسرة الاجتماعي أو الصحي أو الاقتصادي.
-
المشكلات الأسرية التي تسبب إهمال الطالب وعدم رعايته الرعاية اللازمة.
-
حاجة الأب لأولاده لمساعدته للعمل معه في دكانه أو مزرعته لتوفير أجرة العمال.
-
صعوبة الموصلات التي تحول دون التحاق الطالب بمدرسته في الوقت المحدد.
-
اتجاه الأب أو الأم السلبي نحو المدرسة والتعليم .
-
عدم قدرة الأب على تغطية نفقات الأسرة المعيشية.
-
الحالة الصحية للطالب تؤدي إلى تغيبه عن المدرسة وتكراره.

علاج مشكلات الغياب :هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تتبعها المدرسة في علاج الغياب ومنها :
-
توسيع قاعدة الاتصال بالأهالي حتى تتمكن المدرسة من الوقوف على أحوال الطلبة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية إضافة إلى التعرف على اتجاهات أولياء الأمور نحو المدرسة ، وإن تقوية الاتصال والتواصل مع الأهالي والاستفادة منه يعتبر من أكثر المسائل فعالية في معالجة هذه المشكلة.
-
تنويع البرامج التربوية التي تقدمها المدرسة والاهتمام بالأنشطة المرافقة والمصاحبة للمنهاج الدراسي وتشجيع الطلبة المشاركة الفاعلة فيها .
-
إيجاد المناخ التعليمي المناسب في غرفة الصف ، لأن معظم العوامل النفسية التي تدفع الطالب إلى التغيب ناتجة عن كون البيئة والمناخ التعليمي غير مناسب ومنفر للطالب وغير مشجع الأمر الذي يدفعه إلى الهروب والتغيب عن المدرسة .
-
وضع برنامج يهدف إلى تحسين المستوى الصحي في المدرسة والبيئة المجاورة.
-
الاستفادة من برنامج الإرشاد النفسي الذي يوجد في بعض المدارس والاستعانة بالمختص خصوصاً في حالة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية للمساعدة في حل المشكلة.
-
الوقوف على أسباب المشكلة بالاجتماع بالطالب والتعرف على نوع مشكلته الاجتماعية أو الاقتصادية أو النفسية ثم اتخاذ الإجراءات المناسبة لحلها.
-
متابعة مدير المدرسة غياب الطلبة وفي جميع الحالات عليه طلب بيان خطي من ولي الأمر عن سبب الغياب ، وهذا لا يلغي دور المعلم في المتابعة.

3- التحدث الصفي غير المناسب:
مظاهر المشكلة:
تبدو مشكلة التحدث الصفي غير المناسب بواحدة من الآتية :
أ- التحدث مع الزميل المجاور أثناء شرح المعلم .
ب- التحدث بصوت عالٍ وبشكل جماعي عند توجيه المعلم الأسئلة الصفية وبالتالي فإن الطلاب في هذه الحالة يرددون عالياً ( أنا أستاذ .. أنا أستاذ ) وهكذا..
ج- الإجابة على سؤال المعلم دون إذن ، أو يجيب طالب أثناء إجابة زميل له على سؤال المعلم.
د- دعوة الزميل بألقاب غير مستحبة أو مقبولة اجتماعياً أو تربوياً .
ﻫ-
التحدث بلغة غير لائقة اجتماعياً أو تربوياً.

أسباب المشكلة :
أ- عدم معرفة الطالب بقواعد وقوانين وتعليمات الصف.
ب- وجود علاقة متينة بين الطالب والزميل بحيث تشجع أحدهما أو كليهما دائماً على التواصل والتحدث معاً.
ج- حب الظهور أو التظاهر بالمعرفة لغرض نفسي يتجسد غالباً في جذب انتباه الزملاء وكسب ودهم وتقديرهم.
د- الاختلاف مع الزميل أو تعارض رغباتهما أو إهدائهما في مسألة معينة.
ﻫ-
عدم محبة الطالب لزميله أو ميله له نتيجة صفة شخصية فيه.
و- نوع التربية الأسرية للطالب.
ز- إحساس الطالب بالغيرة.

الحلول المقترحة:
للتغلب على هذه المشكلة يمكن اتباع ما يلي :
أ- مناقشة المعلم للطلاب في بداية العام الدراسي وبشكل تفصيلي بالقوانين والأنظمة التي يرغب أن تسود الصف والإجراءات الواجب اتباعها لضبط الصف.
ب- تنبيه الطالب الذي يتحدث مع الزميل أثناء شرح المعلم والطلب منه الالتزام بالهدوء ، ومتابعة ذلك إلى أن يتوقف.
ج- عدم توجيه أية أسئلة صفية للطالب الذي يتحدث بصوت عالٍ أو يجيب على أسئلة المعلم دون السماح له بذلك.
د- استخدام المعلم لإجراء أو أكثر مناسب من وسائل التعزيز السلبي وذلك للحد من سلوك الطلبة الذين يتحدثون أثناء الشرح لتوفير بيئة صفية مشجعة.

4- عدم إحضار الطالب الدفاتر والكتب والأدوات اللازمة :
أسباب المشكلة :
أ- اتجاه الطالب السلبي نحو المدرسة والمعلم والتعليم أو المادة لصعوبتها أو عدم رغبته الذاتية في دراستها.
ب- عدم قدرة الطالب تحضيره المسبق لدروسه وافتقاره لمهارة التنظيم والترتيب.
ج- عدم استطاعة ولي الأمر توفير الكتب والدفاتر والأدوات لأبنائه بسبب الأحوال الاقتصادية.
د- اتصاف الطالب بعادة النسيان.

الحلول الإجرائية المقترحة:أ- دراسة مسبب اتجاه الطالب السلبي نحو المدرسة والمعلم ، والعمل على تغيير الأسباب المثيرة لمثل هذه الاتجاهات.
ب- تعويد الطالب على التنظيم والترتيب وتحديد مكان مناسب للدراسة .
ج- توفير الكتب والدفاتر والأدوات على حساب التبرعات المدرسية للطلبة الذين لا يستطيعون شراءها بسبب أحوالهم الاقتصادية المتدنية.
د- تعويد الطالب على التذكر وعدم النسيان وتعزيز سلوك التذكر بشكل مباشر .
ﻫ-
تذكير الطلاب بخصوص المطلوب من الدفاتر والكتب والأدوات يومياً.

5- عدم استجابة الطالب لتعليمات المعلم :
مظاهر المشكلة :
أ- تجاهل الطلبة لتعليمات المعلم بعدم الاستجابة لها أو التعليق عليها .
ب-استجابة الطالب للموقف بانفعال شديد وغضب ، وبألفاظ سلبية تعارض تعليمات المعلم وتؤكد عدم طاعته له.
ج- تنفيذ الطالب في حالة التوتر الشديد عكس ما يطلبه المعلم في تعليماته .

أسباب المشكلة :
سيادة المناخ السلبي غرفة الصف يؤدي إلى شعور الطالب بعدم الطمأنينة وتوتر العلاقة بينه وبين المعلم .
عدم اهتمام المعلم وسوء معاملته وتسلطه الدائم على الطلاب مما يرفع من مستوى القلق لديهم ، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير اتجاهات سلبية نحو المعلم ومخالفة تعليماته.
عدم انسجام أسلوب التعلم المقترح مع نمط الطالب المفضل.
صعوبة المهمة التعليمية.
سيادة النمط السائب في غرفة الصف .
تساهل المعلم في الإصرار على تنفيذ التعليمات والأوامر أو التعامل مع مخالفيها .
مرور الطالب بخبرات تربوية أسرية غير سليمة.
عدم تحلي المعلم بالموضوعية والنزاهة في معاملته مع طلابه.

الحلول المقترحة:
أ- إصرار المعلم على استجابة الطالب لتعليماته بشكل مباشر وبحزم ودون صراخ
ب
- إعطاء الطالب الوقت الكافي لاكتشاف الأسباب التي تكمن وراء التعليمات.
ج- إعداد المعلم مهمات تعليمية توفر فرص النجاح للطلبة جميعاً وخاصة ضعاف التحصيل.
د- إخلاص المعلم في عمله.
ﻫ-
اتصاف المعلم بالهدوء والاتزان والمرونة أثناء معاملته مع الطلاب.
و- إلمام المعلم بالمادة التي يدرسها إلماماً جيداً .


ثانياً
: المشكلات السلوكية الجوهرية :

إن من أبرز المشكلات السلوكية للطلبة والتي تؤثر سلباً على النظام التربوي والانضباط الصفي المشكلات التالية:
الغش.
الفوضى وعدم النظام.
السلوك العدواني.
السلوك الانعزالي.
1- الغش:
مظاهر المشكلة :
أ- تزوير توقيع ولي الأمر في حالات عدة .
ب- نقل صورة طبق الأصل لواجب يومي من دفتر الزميل بشكل تلقائي دون معرفته مواطن الصحة والضعف.
ج- النظر إلى ورقة إجابة الزميل أثناء انعقاد الامتحان .
د- الطلب من زميل تزويده بإجابة سؤال معين بشكل شفوي.
ﻫ-
كتابة الطالب إجابة بعض الأسئلة المتوقعة على ورقة صغيرة أو على راحة يده أو على المقعد أو الحائط القريب .. الخ.
و- فتح الطالب الكتاب المقرر ونسخ الإجابة حرفياً.

أسباب الغش :
رفض الوالدين المتكرر السماح لابنهم بالذهاب إلى الحفلات المدرسية أو المشاركة في الأنشطة المدرسية وبالتالي يقوم بتزوير توقيع والده.
فشل الطالب في إنجاز الواجب الدراسي في الوقت المحدد فيقوم بنسخ الواجب الدراسي من زميل له أنجز هذا الواجب.
ضغط الأسرة أو المعلم على الطالب لمزيد من التحصيل والحصول على معدل في الامتحان النهائي.
عدم دراسة الطالب لمادة الامتحان المقرر كلياً أو جزئياً بسبب عدم توفر الوقت الكافي لديه قبل الامتحان.
صعوبة المادة الدراسية كلياً أو جزئياً وعدم استيعاب الطالب لها عندما شرحها المعلم .
يمكن أن يحدث الغش بسبب غياب الطالب المتكرر عن المدرسة ، وبالتالي عدم حضوره شرح المعلم للمادة ، مما يؤثر على تحصيله الدراسي.
انشغال الطالب بمشاكل أسرية أو عاطفية حيث تأخذ من وقته الكثير .
عدم مقدرة الطالب على تنظيم وقته وإدارته بشكل سليم .

الحلول المقترحة:
أ- الاجتماع مع الطالب في فترات الراحة لإيضاح المعلم ما لاحظه من سلوك الطالب ، ومناقشته عن سبب قيامه بالغش ، ومدى خطورة ذلك على شخصيته وسلوكه.
ب-التعرف على مواطن الضعف التي يواجهها الطالب في دراسته ووضع خطة علاجية للتغلب عليها.
ج- تخفيف العبء الواقع على الطالب فيما يتعلق بمادة الاختبار ، وتقليل عدد الصفحات المطلوبة أو عدد الواجبات الدراسية المطلوبة يومياً.
د- التنسيق والتعاون بين المعلمين لتشجيع الطلاب إلى أداء الواجبات بأمانة واهتمام .
ﻫ-
تدريب الطالب على تنظيم وقته وإدارته بشكل صحيح ، لأن عدم تنظيم الوقت من الأسباب الرئيسية في عدم قيام الطالب بالواجبات الدراسية وبالتالي لجوئه إلى الغش بنقل الواجب عن زميل والاعتماد على غيره في إجابته لأسئلة الاختبار.
و- دراسة حالة الطالب الأسرية وتحديد المشكلات التي تأخذ معظم وقته ثم الاستجابة لها إنسانياً وعلمياً بما يتفق مع قدرات الطالب ومتطلبات النجاح المدرسي.

2- الفوضى وعدم النظام :
مظاهر الفوضى وعدم النظام :
أ- كتابة الواجبات المدرسية بطريقة غير مرتبة .
ب-الإهمال في المظهر العام والصحة العامة والنظافة الشخصية.
ج- عدم التقيد بالزي المدرسي.
د- الكتابة على جدران الصف والمقاعد.
ﻫ-
عدم الاهتمام بنظافة الصف أو الساحات أو الممرات.
و- عدم الاهتمام بنظافة وترتيب الغرفة في البيت.
ز- فقدان الأشياء الخاصة بسهولة.

أسباب المشكلة:
أ- التعبير عن الغضب أو الرغبة في الاستقلال.
ب- رفض تحمل المسؤولية.
ج- افتقار الطفل لمهارة النظافة والترتيب.
الحلول الممكنة:
أ- تدريب الطالب على اكتساب مهارات النظافة و الترتيب في وقت مبكر ومتابعة ذلك في مراحل نموهم .
ب- تعويد الأطفال على الاهتمام بنظافة وترتيب الآخرين ، لأن الفرد لا يهتم بنظافة الآخرين وترتيبهم إلاّ إذا أهتم بنظافته وترتيبه.
ج- تعزيز سلوك النظافة والترتيب ، لأن هذا يؤدي إلى تشجيع الأطفال على تكرار هذا السلوك حتى يصبح جزءاً من حياتهم اليومية.
د- إتاحة الفرصة أمام الأطفال كي يظهروا استقلاليتهم وتحملهم المسؤولية فالأطفال مسؤولون عن ترتيب غرفهم ونظافتها ، وترتيب كتبهم وملابسهم وإثابتهم على ذلك .

3- السلوك العدواني:
مظاهر السلوك العدواني :
أ-يبدأ السلوك العدواني كنوبة مصحوبة بالغضب والإحباط وقد يصاحب ذلك مشاعر من الخوف والخجل.
ب- تتزايد نوبات السلوك العدواني نتيجة للضغوط النفسية المتواصلة أو المتكررة في بيئة الطفل.
ج- الاعتداء على الأقران انتقاماً أو بغرض الإزعاج باستخدام اليدين أو الأظافر أو الأسنان أو الرأس أو الرجلين والجسم .
د- الاعتداء على ممتلكات الغير والاحتفاظ بها ، أو إخفائها لمدة من الزمن بغرض الإزعاج.
ﻫ-
إن الطفل العدواني يتسم في حياته اليومية بكثرة الحركة ، وعدم أخذ الحيطة لاحتمالات الأذى والإيذاء.
و- مشاكسة غيره ، وعدم الامتثال للتعليمات وعدم التعاون والحذر والتهديد اللفظي وغير اللفظي.
ز- سرعة الغضب والانفعال وكثرة الضجيج والامتعاض والضبط .
ح-توجيه النقد اللاذع لزملائه ، وتبادل السب والشتم والتلفظ بألفاظ نابية.
ط- تخريب ممتلكات الغير كتمزيق الدفاتر والكتب وكسر الأقلام وإتلاف المقاعد والكتابة على الجدران.

أسباب السلوك العدواني:
عومل بيولوجية غير مكتسبة.
السلوك العدواني المكتسب ومن ذلك :
ملاحظة نماذج من سلوك عدواني من قبل الآباء والأخوة وتقليد الأطفال لهذا السلوك.
إثابة الأطفال لقيامهم بسلوكات عدوانية وتشجع الوالدين أطفالهم على سلوكهم العدواني (اللي بيضربك اضربه).
قلة الحب والاهتمام وكثرة النقد الموجه للطفل.
غياب الأب عن البيت فترة طويلة فيظهر الأطفال تمرداً على أمهاتهم وأخواتهم.
عدم قدرة الطفل العدواني على تذويب المعايير الاجتماعية التي تحرم العدوان.
تعرض الطفل للعقاب البدني عندما يصدر عنه سلوك عدواني.
التنشئة الاجتماعية للطفل العدواني حيث يسود فيها النماذج العدوانية.
مواقف الإحباط التي يتعرض لها الطفل.

الحلول المقترحة لعلاج العدوان :
تنمية وتعزيز السلوك الاجتماعي لدى الأطفال وتشجيع الحياة الاجتماعية فيما بينهم في المراحل المختلفة.
إعادة تعلم الطفل العدواني الأساليب والطرق المقبولة في التعامل مع المحيطين به .
تغيير الظروف البيئية التي أدت إلى عدوانية الطفل وإعطائه النموذج السليم في التعامل مع غيره.
حرمان الطفل المعتدي من المكسب الذي حصل عليه نتيجة عدوانيته حتى لا يرتبط العدوان في ذهنه بنتائج إيجابية.
إحاطة الطفل بالرعاية الاجتماعية والاهتمام به اهتماماً كبيراً حتى لا يشعر بالحاجة إلى العدوان .
التعاون مع البيت للوقوف على أسباب السلوك العدواني للطفل.
اتباع بعض تقنيات تعديل السلوك التي تثبت فعاليتها وجدواها في علاج السلوك العدواني .

4- السلوك الانعزالي :
مظاهر السلوك الانعزالي:
تجنب الاتصال وإقامة علاقات اجتماعية مستمرة بالآخرين.
ضعف القدرة على التحدث مع الآخرين وذلك بالتحدث بصوت منخفض وتجنب التقاء العيون أو التزام الصمت في أغلب الأوقات.
تجنب مقابلة الناس الغرباء والأماكن المزدحمة بالناس.
الإحجام عن الإجابة عن تساؤلات الآخرين.
ضعف الميل إلى المشاركة في الأعمال الاجتماعية التطوعية.
عدم المبادأة في الحديث أو فتح حوار مع الآخرين.
ضعف الثقة بالنفس.
الافتقار إلى المهارات الاجتماعية .
صعوبة الاجتماع مع أناس جدد أو التمتع بخبرات جديدة .
الاكتئاب المستمر الذي لا مبرر له.

أسباب السلوك الانعزالي :
عدم شعور الطفل بالأمان نتيجة إحساسه بالعجز واليأس وعدم الكفاءة الاجتماعية ، والتهديد الدائم بانفصال الوالدين.
عدم الشعور بالثقة بالنفس.
تنشئة الطفل الاجتماعية غير السليمة.
الخوف من الآخرين وبالتالي تجنبهم.
نقص المهارات الاجتماعية لدى الطفل.
رفض الوالدين للرفاق وبالتالي ابتعاد الرفاق عن الطفل.
محاكاة الوالدين ، فالطفل الذي يميل والده للعزلة يسير الطفل بنفس المسار غالباً.

الحلول المقترحة لعلاج السلوك الانعزالي:
تعرف المعلم مظاهر السلوك الانعزالي في مرحلة مبكرة قبل أن يستفحل هذا السلوك لأن العلاج يكون أسهل كلما اكتشفت المظاهر في وقت مبكر.
توزيع الأطفال الانعزاليين على مجموعات الصف ، وتوفير نشاطات تواصلية مثل الحديث مع أفراد المجموعة ومناقشتهم ، والمشاركة في اللعب والعمل.
ج- تعزيز الطفل الانعزالي تعزيزاً مادياً أو معنوياً كلما قام باستجابات وسلوكات تؤدي إلى انخراطه في أي نشاط اجتماعي.
د- استخدام عدد متنوع من الأساليب والطرق التدريسية الممتعة التي تتطلب سلوكات حركية، لفظية لتوفير مستوى معقول من الإثارة داخل غرفة الصف.
ﻫ-
تدريب الأطفال الانعزاليين على لعب الأدوار أو عكس الدور مثل تدريبه على القيام بدور الضيف ، كما يقوم بعد ذلك بعكس الدور بحيث يقوم بدور الزائر وهكذا .
و- تدريب الطفل على الاسترخاء العضلي التام ، لأن الاسترخاء هو مضاد مباشر للقلق ، فعندما يسترخي الطفل يتخيل نفسه يقوم بخطوات سلوكية اجتماعية صغيرة لم يكن قادراً عليها ، كالتحدث أمام الزملاء ومناقشتهم والحوار معهم .
ز- تعريض الطفل ومواجهته بمواقف كانت تسبب له الخجل والخوف الاجتماعي مثل زجه في خضم الحفلة ، أو أن يبادر بعض الزملاء بالتحية ، والدخول في حوارات اجتماعية ، مما قد بساعد على إزالة خجله وخوفه إلى حد كبير.
ح- مساعدة الطفل على تعديل بعض الأفكار الخاطئة عن نفسه ، أو تغيير بعض الأفكار السلبية عن الذات مثل مساعدته على تجنب نقد النفس وعلى الانتباه للحوارات الداخلية الانهزامية التي يرددها عند الدخول في احتكاكات اجتماعية مع الآخرين.
ط- استخدام اللعب الموجه لمعالجة الانعزالية ، وذلك بتوظيف بعض الألعاب التمثيلية لتوفير فرص التواصل والتفاعل الاجتماعي للطفل الخجول، وتقديم التعزيز له لقاء اندماجه في مثل هذه النشاطات.
ي- تشجيع الطفل على إظهار الاهتمام بالآخرين وتنمية علاقاته بهم بصورة تتسم بالدفء والتقبل.

انتهى البحث












التوقيع
اقم دولة الاسلام في قلبك
قبل ان تقمها على ارضك
أبو عبدالرحمن
<a href=http://alyaseer.net/vb/image.php?type=sigpic&userid=16419&dateline=1227596408 target=_blank>http://alyaseer.net/vb/image.php?typ...ine=1227596408</a>
  رد مع اقتباس