السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
و سلامي الخالص إلى كل المختصين في علم المكتبات من طلبة و أساتذة و باحثين و مهنيين .
أريد أن أقدم اعتراض حول ملاحظة السيد غازي الغامدي على علم المكتبات .
إنه علم كباقي العلوم الأخرى :
إذ عرف عدة مفـاهيم من قبل المختصين ، فمنهم من يعرفه على أنه علم قائم بذاته ، و منهم من يعرفه على أنه علم تطبيقي أو علم اجتماعي ، و البعض الآخر يعرفه على أنه نقطة التقاء بين العلوم الأخرى .
فهو علم قائم بذاته حسب ما يبينه التعريف الموالي :
*" علم المكتبـات من العلوم الهـامة التي ظهرت خلال القرن 19 ، و أكد وجوده و تطور و نما نموا مطردا خلال مسيرته و أصبح علمـا يرتبط بالمعرفة الإنسانية و يعمل على حفظها و ضبطها و بثها و تيسير الحصول عليها "
و هو علم تطبيقي من خلال تعريف الموسوعة العربية لمصطلحات علوم المكتبات و المعلومات و الحاسبات حسب ما يلي :
*" هو العلم الذي يهتم بدراسة و تطبيـق الأساليب المهنية في استعمال و استغلال المعلومات ، سواء كانت من داخل أو خارج الجهة التي تقدم خدمة المعلومات للمستخدمين "
* و هو علم اجتماعي ، بحيث اكتسب هذه الصفة نتيجة للبحث عن الأساليب الجديدة و الحديثـة لتطـور نظريـة المكتبـات ، من خـلال البحث في طبيعة المكتبات و محتواها الموضوعي ، مما نتج عنه التركيز على الجوانب الاجتماعية في إجراء الدراسات ، و كذا الاهتمام بدراسة العلاقة بين الكتاب و المجتمع ، مما أكسب علم المكتبات الطابع الاجتماعي .
* و يعرف كذلك على أنه نقطـة التقـاء بين مختلف العلـوم التي درسها الإنسان و طورها لغرض الانتفـاع بها من خلال تطويـر قدراتـه في التأقلم مع الطبيعة و المحيط ، لذلك فهو علم ذو نطاق واسع و رحب بحيث تلتقي عنده جميع المعارف الإنسانية .
من خلال ما سبق ذكره من مفاهيم ، يمكن القول بأن علم المكتبات هو ذلك العلم الذي يربط جميع العلوم الأخرى من خلال اهتمامه بجمع كل مواد المعرفة الإنسانية – بمختلف تخصصاتها و انتماءاتهـا العلمية – و معالجتهـا من خلال ترتيبها و تنظيمها و حفظها و بثها و استرجاعها لتيسير الحصول عليها في أسرع وقت و بأقل جهد ممكن و بأقل التكاليف ، من أجل تلبية مختلف احتياجات و رغبات المستفيدين وفق طرق و أساليب علمية مقننة ، بالإضافة إلى اهتمامه بدراسات المستفيديـن و احتياجاتهم العلمية لتقديم أفضل الخدمات بسهولة و سرعة و يسر .
انطلاقـا مما سبق ذكره ، تكمن أهميـة هذا العلم في المجتمع سـواء في الدول المتقدمة و المتطورة أو الدول النامية و الفقيرة ، كلا حسب الوسائل و الإمكانيات المتوفرة – مادية كانت أو بشرية – و تظهر هذه الأهمية بصفة خاصة في فتح مجال التكوين و الدراسة فيه عبر مختلف مناطق العالم .
و أود من الأخ الكريم أن يشرح لنا ما الفرق بين التخصص و العلم حسب رأيه هو ، و إن كان العلم يشمل التخصص ففي أي علم يمكن إدراج المكتبات كتخخصص .