عرض مشاركة واحدة
قديم Nov-20-2005, 08:49 PM   المشاركة29
المعلومات

يسرى زكى علام
مكتبي جديد

يسرى زكى علام غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 5916
تاريخ التسجيل: Oct 2003
الدولة: مصـــر
المشاركات: 0
بمعدل : 0 يومياً


افتراضي

سادسا:
تطور الفلسفة التسويقية في المكتبات ومراكز المعلومات

لقد مر التسويق بمجموعة من التطورات داخل مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات حتى وصل إلى المفهوم الذي نتحدث عنه وكانت هذه التطورات نتيجة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية التي حدثت في المجتمع المحيط بالمكتبات ، وهذه المراحل هي :

1- مرحلة التوجه بالمنتج :
لقد بدأت هذه المرحلة منذ الأزمنة القديمة ففي مكتبات الأديرة وغرف النسخ الملحقة بها كان التركيز على إنتاج الكتب وحفظها وكانت النظرة إلى الكتاب على أنه شيء جميل في ذاته وتسجيلة مادية لتاريخ التعلم وكان على المتعلم أن يأتي للحصول على الكتب والمخطوطات الضرورية0 ( )وكان اهتمام المكتبات ومراكز المعلومات في هذه الفترة منصبا على تكوين مجموعات كبيرة وقوية من مصادر المعلومات المختلفة بغرض تعزيز مكانتها بين مثيلاتها فى المدن أو القطر وكان يقاس نجاح المكتبة آنذاك بكبر حجمها من المصادر المعلوماتية( )
وتتميز هذه المرحلة من تاريخ المكتبات بالتركيز على المكتبة ومجموعاتها وليس على العملاء فكان فريق المكتبة وأمنائها يقررون ما لذى يفعلونه أو الذي يرغبون في عمله ثم يأتي العميل ليحصل على الخدمة ولو العميل لم يستخدم الخدمة التي تقدمها له المكتبة فهناك تبرير بأن الأمناء عملوا ما في وسعهم ويوجد شيء خطأ بالنسبة للعميل( )
وكانت المكتبات تفترض بأن مصادرها ومنتجاتها وخدماتها تتسم بمزايا تجذب المستفيدين أليها بشكل تلقائي وعلى المستفيد أن يصل إلى المكنية أو مركز المعلومات للإفادة من مصادرها وقد استخدمت المكتبات آنذاك طرق تقليدية للتعريف بنفسها ومصادرها وخدماتها مثل لوحة الإعلانات وصحيفة المكتبة( )
هذا المفهوم ( التوجه ) بالإنتاج قد سماه بعض الأكاديميين فى مجال المكتبات والمعلومات بمفهوم الإمداد والعرض والذي يقصد به أن المكتبة قد وجدت لإمداد القارىء نما يحتاج إليه دون أن تناقش الدوافع لهذه الحاجات والمكتبة هنا مركز للسلعة المرغوبة وعلى العميل نفسه تقع مسئولية لاختيار مستوى السلعة التي يرى فيها منفعته( )
ويوضح الشكل التالي مفهوم الإمداد والعرض شكل رقم ( 7 ) مفهوم الإمداد والعرض

ويمكن القول بأن هذه المرحلة تقوم على افتراض مؤداه أن المجهود التسويقي غير مطلوب لجعل المستفيدين يحصلون على الخدمات المكتبية طالما قانت المكتبة ببناء مصادرها بصورة قوية

2- مرحلة التوجه بالمبيعات في مؤسسات المكتبات ومرتكز المعلومات:
في هذه المرحلة حدث تطور في التعليم العام وأصبح التعليم ذو فاعلية عما قبل وظهرت طرق رخيصة لطباعة وتوزيع الكتب واستجابة المكتبات لهذه التطورات ببناء مجموعات متخصصة من مصادر المعلومات لإشباع احتياجات ورغبات المستفيدين وقدمت بعض التسهيلات مثل إنشاء واستخدام الفهارس العامة وذلك لتسهيل عملية استخدام المكتبة وكان هناك بعض من الأشكال الترويجية أو الدعوة المكتبية وعلى الرغم من ذلك فأن صورة الكتاب بالنسبة للمكتبة أنه شيء جيد يستطيع أن يبيع نفسه( )
وتتصف هذه المرحلة بزيادة الطلب على المعلومات وأصبح هناك اتجاه للتعاون والمشاركة في المصادر وظهرت العديد من بنوك المعلومات مثل oclc ويرى كات Catt أن هذه المرحلة مازالت مستخدمة في المكتبات حتى هذه اللحظة( )
ويوضح الشكل التالي مرحلة التوجه بالمبيعات في مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات
شكل رقم (8 ) مرحلة التوجه بالمبيعات

ومن أهم الأنشطة التي تركز عليها هذه المرحلة كانت بعض الأنشطة الترويجية مثل الدعاية والعلاقات العامة.

3- مرحلة التوجه بالتسويق في مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات :
لقد ظهر هذا المفهوم ( التوجه بالتسويق ) في فترة الثمانيات ونتيجة للصعوبات المالية التي واجهتها المكتبات ومراكز المعلومات أخذ بعضها يروج لمفهوم الخدمة مقابل رسوم مالية وأخذ كثير من الكتاب والباحثين يكتبون حول الموضوع فظهرت الكثير من الدراسات والبحوث التي تناولت موضوع تسويق المعلومات بالإضافة إلى ذلك بدأ القطاع الخاص يستثمر موارده في تجارة المعلومات وأصبحت المنافسة شديدة في مجال المعلومات.
وفى هذه الفترة أصبح الاهتمام منصبا بشكل أكبر على دراسات المستفيدين وسلوكهم في الحصول على المعلومات وأصبح حاجات المستفيدين ورغباتهم مركز الاهتمام وبذلك بدأت الكثير من المكتبات ومراكز المعلومات في الدول المتقدمة مراعاة تصميم السلع والخدمات المعلوماتية بما يتناسب مع هذه الحاجات والرغبات والأذواق والاهتمام بعرضها وترويجها بطريقة أفضل لاجتذاب أكبر عدد من المستفيدين.إن هذا المفهوم لكي يتم تطبيقه في المكتبات يتطلب من مؤسسات المكتبات أن يكون المستفيد هو المحور الرئيسي الذي تدور حوله أعمال المكتبة فهي تبدأ من خلال دراسة حاجاته ورغباته من المعلومات ثم العمل على إشباع هذه الحاجات والرغبات من خلال تطوير منتجاتها وخدماتها وتستمر في التطوير لخدماتها طبقا للتطور الذي يحدث في احتياجات المستفيدين ثم تنتهي بمعرفة درجة الإشباع التي وصل إليها وهى في ذلك تستخدم كافة الأنشطة التسويقية المتعارف عليها في الفكر التسويقي

يوضح الشكل التالي مفهوم التوجه بالتسويق في مؤسسات المكتبات ومراكز المعلومات
شكل رقم ( 9 ) المفهوم التسويقي البداية النهاية

4- مرحلة التوجه بالمسئولية الاجتماعية :
يقوم هذا المفهوم على أن نشاط تسويق المعلومات لم يعد حر في أن يخطط ويروج له دون مراعاة مصلحة المجتمع وأبنائه فتسويق المعلومات عليه أن يسعى بالإضافة إلى تحقيق مصلحة المكتبة أو مركز المعلومات إلى تحقيق مصلحة ورفاهية المجتمع بعامة والمستفيدين بخاصة وعلى المكتبات من خلال أنشطتها التسويقية أن تتحمل مسئولياتها في هذا المجال( )
وهذا المفهوم في غاية الحداثة لأنه ينظر إلى التسويق على أنه نشاط يعمل في بيئة اجتماعية ومطلوب تغيير اتجاهات وسلوك الأفراد من خلال هذا النشاط وإذا ما نظرنا إلى فكرة مهرجان القراءة للجميع الذي تنظمه المكتبات العامة والمدرسية في جمهورية مصر العربية فسوف نجد أن هذا نوع من التسويق الأجتماعى

5- مرحلة التسويق الدولي للمعلومات( )
اتصفت فترة التسعينات من القرن العشرين بالانخفاض الواسع والواضح في ميزانيات المكتبات ومراكز المعلومات والاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وزيادة الطلب على المعلومات من قبل المستفيدين وزيادة حدة المنافسة بين المكتبات على احتلال مكانة خاصة في سوق المعلومات وتنوع السلع والخدمات المعلوماتية المتاحة وتعددها , في ظل هذه الظروف أصبح عرض المنتجات من الخدمات المعلوماتية أكبر من الطلب عليها فالمستفيد الذي يريد اقتناء أو شراء سلعة معلوماتية أصبح أمامه عشرات البدائل وتماشيا مع هذه الأحوال والظروف أصبح تسويق المعلومات هو الملاذ والوسيلة الفعالة التي تمكن المكتبات ومراكز المعلومات الاعتماد عليها في ترويج مبيعاتها وكسب الأسواق الجديدة , وقد فتحت التكنولوجيا الحديثة وخاصة الانترنت مفهوم جديد هو التسويق الدولي للمعلومات وبذلك تخطت المكتبات ومراكز المعلومات قطاع التسويق المحلى للمعلومات إلى التسويق الدولي وعبر أقطار العالم المختلفة.ولقد لخص وودWood المراحل الأساسية لتطور الفلسفة التسويقية فى المكتبٍٍٍـــات ( التوجه بالمنتج – التوجه بالمبيعات – التوجه بالتسويق ) بطريقة جدولية موضحا أن هناك مكتبات لاتسوق خدماتها وهى مازالت في مرحلة التركيز على المنتج ومكتبات أخرى تسوق بطريقة غير فعالة وهى مازالت فى مرحلة التركيز على المبيعات وعلى الجانب الأخر هناك مكتبات تسوق خدماتها بطريقة فعالة هذه المكتبات هي التي استخدمت المفهوم التسويقي في مجال عملها( )













التعديل الأخير تم بواسطة د.محمود قطر ; Jan-12-2007 الساعة 10:15 AM سبب آخر: الإخراج
  رد مع اقتباس