الهدف الأول لهذا العدد من مجلة كوما هو التركيز على الأرشيف الإيبيري الأمريكي، ولكن تم تطويره على قاعدة متعددة الوظائف. من ناحية، يجب عليه أن يكون أولاً في خدمة أرشيفيي أميركا الإيبيرية. ومن ناحية أخرى، يجب أن يُوسع للمجتمع الدولي معرفة النظرية الأرشيفية وممارستها في بلدان المنطقة اللغوية لأمريكية الإيبيرية. تتمنى هيئة تحرير المجلة من خلال التركيز على المنطقة التي لديها انتاج علمي معتبر من حيث علم الأرشيف - أمريكا الإيبيرية - إعطاء بعض الوزن لمبدأ التعددية اللغوية والثقافية التي تدعم التوجهات الاستراتيجية للمجلس الدولي للأرشيف. هذا لتطوير التواصل بين المؤسسات والمهنيين من مختلف مناطق لغوية، وبالتالي ترقية الأرشيف وتنمية مهنة الأرشيفيين.
نتمنى بهذه الطريقة توزيع الوعي حول الوضع الحقيقي للأرشيف في هذه البلدان التي كانت في الماضي تنتمي إلى الإمبراطوريات الإسبانية والبرتغالية، فضلا عن المشاريع والأبحاث التي يقوم بها الناطقين بالإسبانية والبرتغالية.
فقد قررنا تقسيم المشروع إلى ثلاثة محاور نظراً لحجمه:
يغطي المحور الأول مخططات ومشاريع التعاون الأرشيفي الإيبيري الأميركي، وهو يضم ثمانية مقالات. يتصدر الطليعة مقال يطرح التساؤل الضروري الذي من شأنه أن يسمح لنا التفكير في خصوصيات المجتمع الأرشيفي الإيبيري الأمريكي، والآثار المترتبة على مفهوم التقاليد الأرشيفية الإيبيرية، وكيف ينعكس هذا في أمريكا الإيبيرية. يطرح المؤلف مانويل السؤال التالي: "هل هناك تقاليد أرشيفية إيبيرية؟" ويرسم بعض الاستنتاجات المثيرة للاهتمام التي تعطينا بانوراما زمني للتقاليد الأرشيفية الإيبيرية الأمريكية وإقامة التقارب مع نماذج مماثلة في بقية أنحاء أوروبا.
اتَّبعَ نهج مماثل كل من خوسيه ماريا جارديم وماريا لويزا كوندي فيلافيردي في دراساتهما "الأرشيف في منطقة أمريكا الإيبيرية"، وافترضا أن هناك تقاليد أرشيفية في أمريكا الإيبيرية، ولكن بالتركيز على الأرشيف الأمريكي الإيبيري، وتطور برامج التعاون الدولي في هذه المنطقة الجغرافية.
يليه مقالاً بقلم - أليسيا كاساس دي بران، و موريسيو فاسكويز بيفيلاكوا، و وأليخاندرا فيلار أنلول- بعنوان "السوق المشتركة الجنوبية: التدريب المهني ومؤتمرات الأرشيف". تُعدُّ الدراسة وصفاً للسوق المشتركة الجنوبية، وهي منطقة للتجارة الحرة في السلع والخدمات في هذه الكتلة الاقليمية، والتي تعطي تفاصيل عن التدريب المهني في البلدان ضمن هذه المجموعة، و على مؤتمرات الأرشيف التي جمعت أرشيفيي المنطقة منذ عام 1996.
يتواصل هذا الجزء من المجلة بمقال لويس رامون أنسنت كالديرون بعنوان "الأرشيف الإيبيري (برنامج ADAI): عشرة عاما من التعاون الأمريكي الإيبيري في مجال الأرشيف" الذي يغطي الأهداف والتقدم المحرز في التعاون بين حكومات إسبانيا والأرشيف الإيبيري الأميركي. يُعدُّ إنشاء هذا البرنامج نتيجة قرار سياسي اتخذه رؤساء الدول والحكومات في القمم الإسبانية والأمريكية الإيبيرية.
المقالة التالي: "وزارة الثقافة الإسبانية والتدريب المهني في مجال العلوم الأرشيفية في أمريكا الإيبيرية: نظرة عامة على عشرين سنة من التدريب المهني المستمر"، من تأليف سيفيريانو هرنانديز فيسنتي ولويس رامون أنسنت كالديرون. يعطي هذا المقال تفاصيل برامج التدريب المختلفة لفائدة أرشيفيي القطاع العام، والتي كانت تمثل أولوية رئيسية في مؤسسة أرشيف الدولة في اسبانيا منذ عام 1973. وقد اتسع نطاق هذه البرامج منذ أكثر من عشرة عاماً من وجودها، ولكن لم تغب عن هدفها الأول المتمثل في توفير التدريب التقني لأرشيفيي أمريكا الإيبيرية.
ثم يتبع مقالين ذات الصلة حول "مشروع فرز الوثائق في أمريكا الإيبيرية" الذي تموله لجنة البرامج للمجلس الدولي للأرشيف. يصف المقال الأول - من تأليف نورما كاتالينا فينوغليو تحت عنوان " مشروع فرز الوثائق في أمريكا الإيبيرية"- الأهداف والمنهجية المتبعة، والتقدم والنتائج في السنتين الأولى من تنفيذ المشروع. وفي المقال الثاني - تحت عنوان "برامج فرز الأرشيف: الإنجازات"- تُقدم المؤلفة عايدة لوز ميندوزا نافارو نتائج عمل فريق مكلف بالمصادقة على البرامج التعليمية التي تقدم برنامج التدريب الأساسي في جامعات المنطقة.
يختتم القسم الأول للمجلة بمقال ماركوس جونيور تيكسيرا دي اوليفيرا وباتريشيا باربوسا تحت عنوان: "مشروع "المصادر الكنسية في مجتمعات العبودية" في أبرشية بتروبوليس (البرازيل)؛ حالة اثنين من الأرشيفات الدينية وشبكة موضوعية". يبرز المقال أهمية الوثائق الدينية لدراسة العبودية، ويقترح إنشاء شبكة أمريكية إيباريية للأرشيف الكنسية.
يتعلق الموضوع الثاني الرئيسي من مجلة كوما الخاصة بأرشيف أمريكا الإيبيرية بالأرشيف وحقوق الإنسان، وحقوق المواطنين، ويتضمن ستة مقالات:
تتطرق المؤلفة فيرجينيا شاكون أرياس في مقالها حول موضوع- "الأرشيف وحقوق الإنسان في أمريكا. أرشيف المحكمة الدولية الأمريكية لحقوق الإنسان"- إلى الوثائق التي تشهد على اغتصاب حقوق الإنسان - وليس فقط في فترات الدكتاتورية - والتي هي محفوظة في الأرشيف الوطني في بلدان أمريكا الإيبيرية. تعرض المؤلفة الحاجة إلى تصنيف الأرشيف لضمان الاطلاع، كما أنها تتناول دور المحكمة الدولية الأمريكية لحقوق الإنسان- وهي وكالة تابعة لمنظمة الدول الأمريكية- في الدفاع عن حقوق الجماعية والفردية للمواطنين.
تصف المؤلفة روث ايلينا بورخا سانتا كروز في مقالها- "أرشيف حقوق الإنسان في بيرو"- التجارب المتعلقة بتنظيم أرشيف منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان في بيرو، والخدمات التي تُقدم في هذا المجال.
تتناول المؤلفة ماريانا نزار في مقالها -"الأرشيف، والذاكرة، والحقوق: دراسة الوضع في الأرجنتين"- دور الأرشيف كضامن لحقوق الإنسان في السياق السياسي والاجتماعي والإداري في الأرجنتين.
تناقش المؤلفة لورد راموس فولونتيريو القانون المتعلق بحق المعلومات في أوروغواي في دراستها حول: "أوروغواي والحل الوسط الاجتماعي: الآثار وطلبات الحصول على المعلومات و على الأرشيف". وتؤكد على أهمية القانون لتمكين إدارة الخدمات العامة من خلال تعزيز الشفافية داخل الدولة، وضمان الحصول على الوثائق.
تتطرق المؤلفة أليسيا بارنارد أموزوروتيا -في دراستها حول " قضايا معلقة حول الوثائق الرقمية وحفظها في سياق الوصول إلى المعلومات والشفافية"- إلى الأخطار الناجمة عن غياب السياسات، والهياكل، والإجراءات المناسبة لإنشاء الوثائق الرقمية وحفظها، وكيف أن يمكن لهذه الفجوة أن تُؤثر على الشفافية والحصول على المعلومات.
يختتم الجزء الثاني من المجلة بمقال روسانا دي أندريس دياز الذي يتطرق إلى الجانب الاجتماعي من الأرشيف. يصف المقال تحت عنوان ""الأرشيف والضحايا: حلاً مختلفاً" مشروع صادر عن وزارة الداخلية الاسبانية التي نظمت برامج عمل حول استخدام الأرشيف تضمنت القيمة المضافة لتوفير منفعة اجتماعية هامة: مساعدة ضحايا العنف الإرهابي.
يتضمن القسم الثالث من هذا العدد لمجلة كوما دراسات حالة أو مواضيع خاصة تم اختيارها بسبب طابعها الخاص.
يقدم المؤلف مارييلا ألفاريز رودريغيز دراسة تحت عنوان "وثائق حيوية في مراكز الأرشيف: تحديد هويتها والحفاظ عليها". يصف العملية الأساسية لنظام مراقبة الجودة، فضلا عن طرق لتحسين الأنشطة التنفيذية للأرشيف الجاري المعني بالتغييرات الناتجة عن التكنولوجيات الجديدة.
تقدم المؤلفة باتريشيا هوانوكو كاناليس استعراضاً حول "متوسط العمر المتوقع وجودة الأرشيف في تشيلي"، بالإشارة الى الخصائص العامة للنظام التشيلي للأرشيف الحكومي، والمخاطر التي تتعرض لها الوثائق عند إنشائها.
تتناول المؤلفة ماريا مارتينيز دي سانشيز دراسة حول أنواع محددة من الوثائق الكنسية: " من الأرشيف إلى الرفوف: كتب العادات في الكنائس الأسقفية والمصلات الخاصة". يسلط المقال الضوء على نتائج البحوث في مصادر وثائقية عامة أنتجت من الهيئات التي تخضع للقانون الكنائسي.
يختتم المؤلف مانويل فاسكيز موريللو هذا الفصل من المجلة بتقديم دراسة حول نظريته: "دورة حياة الوثائق مع فترات محددة للمراجعة". تحدد هذه النظرية مواعيد فترات المراجعة، فضلا عن الفوائد المترتبة على اعتماد مثل هذا النظام.
تُمثل كل هذا الدراسات الثمانية عشر طائفة واسعة من المؤلفين، 22 في المجموع، ينتمون إلى المجتمع الأرشيفي لأمريكا الإبييري: الأرجنتين، والبرازيل، وشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، والمكسيك، وبيرو، والبرتغال، واسبانيا، وأوروغواي.
نشرت المقالات باللغة الإسبانية من أجل تسهيل الوصول إلى أفراد المجتمع الأمريكي الإيبيري. ومع ذلك، سوف تنشر بعض المقالات باللغة الانجليزية، أو الفرنسية، أو البرتغالية، وستكون متاحة على موقع المجلس الدولي للأرشيف
www.ica.org.
سيتم الإعلام عن ذلك في رأس كل مقال. وتجدر الإشارة فيما يتعلق بدراسة مانويل ريال، إلى أن يتم نشرها كاملة على الموقع، بسبب تقصير النسخة المطبوعة نظرا لطول النص.
في الختام، تقدم لجنة الصياغة الشكر للخبراء الذين ساهموا في هذا المجلة الموجهة خصيصاً لأرشيف أمريكا الإيبيرية، وتأمل أن يتحقق هدفها، و أن تساعد على ترقية معرفة الأرشيف والمهنيين الذين يعملون هناك.
روزانا دي أندريس دياز (Rosana de Andrés Diaz)
نورما كتلينا فينوغليو (Norma Catalina Fenoglio)
الناشرين المشتركين
أعضاء لجنة النشر لمجلة كوما