عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-08-2005, 02:42 PM   المشاركة47
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي

مداخلة رقم 22تتصل هذه المداخلة بالعنصر الرابع من عناصر المزيج التسويقي ، وهو عنصر "المكان" ، وهذا العنصر من العناصر الهامة والمكلفة، وتكمن أهميته في قدرته على تحقيق أهداف المكتبة لو أحسن تخطيطه وإنشائه، ومكلف لأنه من المعروف أن التكلفة الأكير في إنشاء المكتبات يلتهمها مبنى المكتبة وتجهيزاته ......المكان Placeيقصد بالمكان : منفذ التوزيع أو قناة التوزيع أو مسلك التوزيع ، حيث يعتبر التوزيع من العناصر الرئيسية للتسويق ، والذي يهدف إلى إيصال السلع أو تقديم الخدمات من منتجيها إلى طالبيها .التوزيع المادي Physical Distributionيعتبر التوزيع المادي واحداً من أبرز الحلقات التي تساهم في إيصال السلعة أو الخدمة إلى المستهلك النهائي أو المنتفع . إنها وظيفة في غاية الأهمية ، حيث درج خبراء التسويق على إدراجها في إطار استراتيجيات التسويق ، باعتبار أن السلعة أو الخدمة مهما بلغت من روعة في النوعية والمواصفات ، فإنها إن لم تصل إلى حيث يريدها المستهلك ، فلا قيمة تسويقية لها ( ).مفهوم التوزيع المادي يرى كتاب التسويق أن التوزيع المادي هو الحلقة المركزية لجميع الأنشطة والفعاليات المتعلقة بانتقال الكميات المناسبة من السلع (أو الخدمات) إلى المكان المناسب، في الوقت المناسب، ويؤكد كوتلر Kotler وأرمسترونج Armstrong إن التوزيع المادي يتضمن الفعاليات التالية :1. نقل السلع / وتقديم الخدمات إلى حيث يوجد المستهلكون / العملاء .2. إيصال السلع / وتقديم الخدمات بأقل التكاليف الممكنة ، وبكفاءة عالية .3. التحرك بالسلع والخدمات حيث يوجد المستهلك القانع ، ومحاولة إشباع رغباته في الوقت المناسب ، والمكان المناسب ، وبتكاليف لا تشكل عبئاً على المستهلك لا يمكن تبريره تسويقياً .4. إيصال السلع والخدمات بالنوعيات والكميات المطلوبة ، وبالسرعة المطلوبة أيضاً .5. اختيار وسائل وأساليب إيصال السلع والخدمات إلى المستفيدين ، التي تحقق أهداف المشروع ، وتطلعات المستهلك معاً ( ).والمكان المقصود بهذه الدراسة ، هو ذلك المبنى الذي تشغله المكتبة العامة والذي يتم من خلاله تقديم خدمات المعلومات لروادها . ويرتبط مبنى المكتبة ارتباطاً وثيقاً بالأهداف المرسومة لها ، حتى يستطيع تلبية مطالبها ، وتسهيل المناشط التي يمارسها المستفيدون والموظفون ، مع الانتباه إلى علاقة الأقسام بعضها مع بعض ، بل أن البناء الجيد للمكتبة بمفهومها الحديث هو البناء الذي ينطلق من الأهداف الفعلية بمنظورها المعاصر على أن أنها مؤسسة ثقافية ، علمية ، تربوية ، هادفة ، بأوعيتها الحديثة التي أصبحت تتجاوز الكتاب والدورية العلمية ، إلى أوعية أخرى لنقل المعرفة ، كالأفلام ، وأشرطة الكاسيت، وأشرطة الفيديو ، والشرائح ، والمصغرات الفيلمية ، والمعالجة الإليكترونية للمعلومات في التخزين والاسترجاع ، كما ينطلق من البيئة ، والإفادة منها ، وتلبية حاجاتها . وهناك أهداف عامة للمكتبات بجميع أنواعها ينبغي أن تكون واضحة في أذهان المشرفين على البناء، مثل كونها مؤسسة ثقافية ، حضارية ، علمية ، تسهم في بناء الإنسان ، وتكوينه ، وتطوير معارفه ، وتربيته. وهي تقوم بأعمال فنية مثل الاختيار ، والتزويد ، والاقتناء ، والفهرسة ، والتصنيف ، والجرد ، والتصوير المصغر ، والمعالجة الإلكترونية للمعلومات وغيرها . كما أن هناك أهداف خاصة بكل نوع من أنواع المكتبات ، فالمكتبة العامة مثلاُ هي اليوم جامعة للشعب ، بعد أن كانت في الماضي متحفاً للكتب ومخزناً لها ، فهي ترشد القراء من مختلف الفئات والأعمار ، فترفع مستواهم الثقافي ، من خلال القراءة، وإقامة الندوات ، والمحاضرات ، وعرض الأفلام ، والرحلات ، والاستماع للموسيقى ، والمعارض ، وبرامج محو الأمية إلى غير ذلك . أما المكتبة الوطنية فهي تعمل على اقتناء الإنتاج الوطني عن طريق الإيداع القانوني ، وإصدار الببليوجرافيات الوطنية ، والمشاركة في التخطيط الوطني للمكتبات ، والمكتبيون والمهندسون الناجحون هم الذين يدرسون الأهداف العامة والخاصة بالمكتبة التي يخططون لها ، ويضعونها نصب أعينهم .وقد حدد المكتبي البريطاني المعروف فوكنر براون Faulkner Brown عشر وصايا رئيسية ، تعد هامة لأي مكتبة ، مدرسية كانت أم عامة ، وطنية أم جامعية ، يجب أخذها بعين الاعتبار عند وضع مخططات بناء المكتبة ، وهذه الوصايا هي : 1. المرونة وفق الحاجة ، وبحدود معقولة ، لأن المرونة المطلقة لم تعد ممكنة اليوم بسبب تكاليفها الكبيرة ، الخاصة بتدعيم البناء في جميع الاتجاهات، حتى يمكن تحريك المجموعات ، وتعديل الأماكن في داخل المكتبة وفق الطلب ، وتبعاً للحاجات .2. التماسك والتلاحم ، من أجل تسهيل مرور القراء ، والموظفين والمجموعات .3. قابلية التوسع ، من خلال أخذ حاجات المستقبل بعين الاعتبار .4. الانفتاح والسهولة ، من الخارج وفي الداخل ، وذلك بمساعدة مخطط سهل ومفهوم .5. قابلية التعديل من الداخل ، حتى يمكن تعديل التنظيمات الخاصة بالكتب والقراء والموظفين وفق الحاجة .6. جودة التنظيم ، باتجاه إيجاد نظام اتصال جيد بين الكتب والقراء والاستعلامات .7. الراحة للعاملين والرواد .8. الثبات والمتانة تجاه المؤثرات المحيطية .9. الأمان ، للبناء والمجموعات والموظفين والرواد .10. الاقتصاد في المصاريف والكوادر اللازمة .ويجب أن تعطى لمسألة التكاليف والمصاريف أهمية خاصة ، لأن تكاليف المكتبات وأعمالها تزداد يوماً بعد يوم .ويلعب موقع مبنى المكتبة دوراً حيوياً في تحقيق وظائفها ، وعليه يتوقف قدر كبير من نجاحها ، مهما كان نوع هذه المكتبة ، عامة أم متخصصة ، جامعية أم مدرسية . ولا بد في هذا المجال من مراعاة عدد من الأمور الهامة ، مثل قرب المكان من الرواد وسهولة وصولهم إليه ، قربه من وسائل المواصلات، بعده عن الضوضاء ، المكان الصحي والمتواجد داخل مساحات خضراء أو حدائق قدر الإمكان . وتتولى مواد البناء الحديثة عملية الإقلال من المؤثرات الخارجية كالضوضاء والحرارة والبرودة . وذلك باستخدام المواد العازلة أثناء البناء ، وصنع النوافذ المزدوجة . أما الضوضاء الداخلية فيمكن التحكم فيها بمنع المناقشات بصوت مرتفع وغير ذلك.. وينبغي أن يكون موقع أبنية المكتبات العامة قريباً من التجمعات السكنية، وخطوط المواصلات ، والإدارات والمؤسسات العامة ، كذا الأسواق التجارية ، والنوادي والمطاعم ومراكز الخدمات . وتنسحب هذه المواصفات أيضاً على فروع المكتبات العامة أيضاً ، وهذه يجب أن تكون بدورها في أماكن لا يقصدها الناس للقراءة فقط ، بل لقضاء حاجات أخرى غيرها كالشراء ، أو التسلية ، أو لمتابعة الأعمال إلخ … بل لا يجوز أن تبتعد المكتبة العامة عن هذه الأماكن لمسافة تزيد عن خمس عشرة دقيقة سيراً على الأقدام ، ويتم تحديد موقع المكتبة العامة بدقة تبعاً لنوعها ، كبيرة أم صغيرة ، رئيسية أم فرعية ، وتبعاً للمحيط الذي تقوم بخدمته، فالمكتبة العامة الرئيسية تكون في وسط المدينة ، والفرعية تكون قريبة من المراكز التجارية ، أو قريباً من التجمعات السكنية الضخمة. ولابد أن توفر المكتبات العامة الكبرى أماكن لوقوف السيارات خارجها، وكافيتريا صغيرة ( ) .أما المداخل الرئيسية للمكتبات ، وبخاصة المكتبات الكبيرة ، فيجب أن تكون واسعة جذابة ، علماً بأن بعض المكتبات قد يحتاج إلى مدخلين رئيسيين ، ومداخل إضافية للموظفين ، أو للتفريغ والشحن ، أو للأطفال الصغار ، وذوي العاهات ، وهؤلاء يحتاجون إلى منحدرات خاصة تركّب على أطراف السلالم لتحمل عرباتهم عليها ، ولا بد أن تتمتع هذه المداخل بالجمال والجاذبية ، فضلاً عن الاتساع وقابلية المراقبة ( ) . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــتكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال












  رد مع اقتباس