عرض مشاركة واحدة
قديم Dec-21-2011, 01:24 PM   المشاركة11
المعلومات

جمرة غلا
مكتبي جديد

جمرة غلا غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 115395
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: السعـوديّة
المشاركات: 1
بمعدل : 0.00 يومياً


افتراضي ضرورة استخدام تقنيات المعلومات في التعليم

ضرورة استخدام تقنيات المعلومات في التعليم

د. سعود بن حمود السهلي
هناك جهود تطويرية كبيرة بلا شك‏,‏ لا تخطئها العين‏,‏ في مسار تحديث التعليم في المملكة وتطويره.‏ وتزايدت هذه الجهود في الآونة الأخيرة، وتوجت بمشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم، فضلاً عن تخصيص ميزانية كبرى للتعليم العام والجامعي. ويُلاحظ أنه كلما تزايدت جهود الإصلاح والتغيير، تزايدت معها أصوات عالية الضجيج تعبيرًا عن مقاومة التحديث والتطوير.
وليس من المتوقع بالطبع أن كل تغيير يقابله رضا تام أو تأييد تام‏,‏ إذ لا بد من مقاومة ومعارضة هذا التغيير‏,‏ بل إنه بحسب قوانين التحول الاجتماعي, فإن المقاومة تشتد وتتزايد كلما اشتد وتزايد جهود التحديث والتطوير‏!
والمنظومة التعليمية من أكثر الأنظمة الاجتماعية حساسية لهذه الجدلية‏؛‏ لأنه يشكّل الميدان الحقيقي لصراع المصالح الثقافية والاجتماعية في أي مجتمع‏.
وانطلاقا من هذه الحقيقة فإن الاهتمام الحادث بالتعليم في وسائل الإعلام المختلفة إنما يعبر عن هذه الظاهرة الاجتماعية‏,‏ أعني ظاهرة التغيير والمقاومة. وبصفة عامة؛ فإن النظام التعليمي في أي مجتمع يضم بحكم طبيعته قضية مهمة يسميها علماء الاجتماع قضية الدور الاجتماعي للتعليم، وهي قضية تتعلق تحديدا بجدلية التغيير والمقاومة‏.‏
وهذه الجدلية نفسها تواجهها جهود التغيير والإصلاح التربوي في المملكة، وربما كان هذا الموضوع شرحه يطول، لكني اليوم أعرّج على إحدى وسائل التحديث والتطوير التقني للعملية التعليمية.. وفي ذلك أقول: باتت التقنيات المستخدمة في تطوير التعليم وتحديثه اليوم إحدى الركائز الرئيسة في منظومة التعليم الحديث مثل: الوسائط المتعددة, نظم التقليد والمحاكاة, شبكات الاتصالات المعتمدة على الحاسبات, والتعليم عن بُعد... والسبورات التفاعلية، وغيرها من التقنيات المهمة، حيث يشكّل مجموعها طرائق مهمة لمنظومة التعليم‏، بوصفها أحدث التقنيات المعلوماتية المستخدمة في التعليم حاليًا، وتعرف بالتقنيات التعليمية الذكية في التعليم التي ستغير وجه النظم التعليمية في هذا القرن!
تعتمد تقنيات التعليم الذكية على الانتشار العريض والواسع لتوظيف نظريات كل من علم الذكاء الصناعي‏. وعلوم الإدراك المعرفية‏؛ فبينما يؤدي التطور في علم الذكاء الصناعي إلى تجويد النظم التعليمية، وتطويرها وكيفية تمثيل المعرفة وأساليب استنتاجها واستدلالها, إضافة إلى الوصف الدقيق للأساليب المعرفية؛ يؤدي التقدُّم في علوم الإدراك المعرفية إلى الفهم المتعمق للقضايا المعرفية الآتية‏:‏ كيف تفكر البشرية؟ كيف تقوم الإنسانية بحل هذه الإشكاليات؟ كيف يتعلم البشر؟!
وطنيًا؛ دعتْ دراسة أكاديمية حديثة، نفخر بها، إلى إدراج (تقنية المعلومات) في المقررات التعليمية؛ وكشفت أن ثمةً نموًا في مستوى التحصيل العلمي باستخدام السبورة (الذكية) التفاعلية وبرامجها, فيما برهنت الدراسة أن السبورة ذات الوسائط المتعددة تؤدي إلى تفاعل المتعلمين من خلال المشاركة والنشاط الفاعل والحصول على معلومات جديدة وإثرائها وإجراء مناقشات فاعلة ومثمرة!
وأوصت الباحثة أماني بنت عبد الله الجوير، من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، في دراستها التي دعمتها مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، بأن تتبنى وزارة التربية والتعليم وضع وتخطيط وتنفيذ آليات استخدام السبورة التفاعلية التي تدعم تطبيق التعليم الإلكتروني، كما تدعم في الوقت نفسه التعليم التقليدي. مع دعم وتشجيع عملية توظيف التقنيات الحديثة، لا سيما السبورة الذكية في التعليم من خلال تصميم وتنفيذ برامج تدريبية لمعلمي ومعلمات التعليم العام كل في بيئته لكيفية استخدام وتوظيف التقنيات الحديثة، ولا سيما السبورة التفاعلية في التدريس، إضافةً إلى توفير الدعم المادي والتقني للمؤسسات التعليمية الحكومية؛ حيث تحقّق هذه السبورة التفاعلية ''الذكية'' ـ بحسب الدراسة التي أجرتها ـ نموًا إيجابيًا لدى المتلقين في عملية التدريس والتعلم، ونموا في مستوى مهارات التفكير المعرفية والتعلم باستخدامها وبرامجها، مؤكدةً مساهمة السبورة في تغيير رأي عدد من التلميذات تجاهها وفاعليتها.
وأثبتت الجوير في نتائج البحث مناسبة استخدام السبورة التفاعلية في بيئة التدريس الجماعي، وأن استخدام السبورة التفاعلية ومصادرها لا يعني في حد ذاته أنه سيغير تلقائياً حركية التدريس الجماعي في المواد الدراسية الأساسية في مراحل التعليم العام، إنما يساعد في توفير الفرصة للتفكير في جوانب الضعف والقوة في التدريس الجماعي والكيفية الممكن تنظيمه بها.
وأكدّت الباحثة الجوير أن البرنامج الحاسوبي المشتمل على عديد من العروض التعليمية متعددة الوسائط والمقدم من خلال السبورة التفاعلية، يؤدي إلى تفاعل المتعلمين مع المواقف التعليمية من خلال المشاركة والنشاط الفاعل باستخدام السبورة التفاعلية ووسائطها في الحصول على معلومات جديدة وإثرائها وإجراء مناقشات فاعلة ومثمرة حول الموقف التعليمي في الفصل الدراسي من خلال الدور الفاعل لتعزيز عملية التعليم والتعلم.
المطلوب الآن، أن تتضافر القوى المجتمعية الناهضة التي تسعى إلى استشراف مستقبل جديد لأجيالنا المقبلة، من أجل توفير هذه الاحتياجات المساندة للعملية التربوية والتعليمية‏..‏ جنبا إلى جنب مع توفير ثقافة دائمة للتطوير والتحديث في المجتمع‏‏؛ وتوفير الشروط الزمنية والفنية‏‏ لجهود هذا التطوير وذلك التحديث اللذين لا بد أن يستمرا بلا انقطاع‏؛ لأنهما لا يتوقفان أبدًا!؛ لأن تطوير التعليم مسألة أمن وطني وليس من سبيل غير الاستمرار فيه‏..‏ والخيار الحقيقي الاستفادة من مخصصات الميزانية الكبيرة للتعليم هذا العام والأعوام المقبلة ـ بمشيئة الله‏..‏ وتوفير الفرص المتكافئة أمام الجميع‏؛ لأن المجتمع لا يتقدّم بجزء، إنما التعليم للجميع والتميز للجميع. ولا بد من تكاتف وتضامن المؤسسات المجتمعية المدنية وتضامن المثقفين المستنيرين، ولا بد أن تضطلع الدولة بدور رئيس في هذا الخصوص؛‏ لأن التعليم هو الأداة الرئيسة للتغيير الاجتماعي، والتطوير المؤسّسي في وطننا الآن‏,‏ من أجل مستقبل أكثر تقدما وإشراقًا، تكون لنا فيه القدرة علي المنافسة ومواكبة التقدم في العالم الذي فرض علي التعليم مطالب هائلة تستلزم شمولية النظرة إلى جوانب العملية التعليمية‏.‏












  رد مع اقتباس