عرض مشاركة واحدة
قديم Jul-09-2006, 01:32 AM   المشاركة31
المعلومات

د.محمود قطر
مستشار المنتدى للمكتبات والمعلومات
أستاذ مساعد بجامعة الطائف
 
الصورة الرمزية د.محمود قطر

د.محمود قطر غير متواجد حالياً
البيانات
 
العضوية: 13450
تاريخ التسجيل: Oct 2005
الدولة: مصـــر
المشاركات: 4,379
بمعدل : 0.65 يومياً


افتراضي أثر المعلومات في المجتمع

أثر المعلومات في المجتمع
عرض/إبراهيم غرايبة
يدرس هذا الكتاب طبيعة المعلومات وكيفية الوصول إليها وابتكارها وإدارتها واستخدامها، ويناقش العوامل المتضمنة في عملية الاتصال بين شخصين بما في ذلك الطرق التي نتواصل بها والكيفية التي نفهم بها ما يحاول الآخرون إبلاغنا به. كما يدرس الطريقة التي تؤدي بها البحوث الجديدة إلى تراكم المعلومات التي تسبب لنا مخاوف أو تغيرات في أسلوب حياتنا، وتنطوي على تغير موقفنا إزاء بيئتنا المادية.


- العنوان: أثر المعلومات في المجتمع
- المؤلف: مايكل هيل
- عدد الصفحات: 376
- الناشر: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية/أبو ظبي
- الطبعة الأولى: 2004
- عرض/إبراهيم غرايبة
مجتمع المعلومات
في عام 1981 عين في الحكومة البريطانية وزير لتقنية المعلومات، وفي ذلك العام قال اللورد دينون الرئيس السابق للمجلس الاستشاري للمعلومات العلمية "إن لثورة المعلومات نتائج في مجالات العمل والحياة تقدم لنا فرصا أفضل، وتهددنا بعواقب وخيمة إذا أخطأنا الاختيار".

ويمكن اليوم تأمل قائمة قصيرة ضمن بعض التسهيلات التي تتيحها تقنيات المعلومات التي أصبحت شائعة جدا: الحواسيب الشخصية في المنازل والمكاتب وبطاقات الائتمان والصرف الآلي والصرافة عن بعد، والمعاملات المالية عن بعد، وعمليات الحجز على خطوط الطيران وفي الفنادق عبر الإنترنت، وقواعد بيانات المنازل والسيارات المعروضة للبيع حول العالم، وعروض العمل وفرصه، وأنظمة الطلبيات، وأنظمة الكشف الحاسوبي على أسعار السلع الاستهلاكية المشفرة، ومجموعات النقاش على الإنترنت، والتعلم والتعليم عن بعد، والهواتف النقالة، وأنظمة الأمن والمراقبة.

والواقع أن المعلومات تغير كثيرا في المجتمعات والدول إلى حد يمكن معه القول إنها تعيد صياغتها، فقد أدت الوفرة الهائلة في المعلومات وإنتاجها واستهلاكها وسهولة الاتصالات إلى تداخل المجتمعات وزيادة تأثيرها على بعضها البعض.

وتجري الآن دراسات حول التصويت الإلكتروني ومسح الرأي العام عبر الإنترنت، فإذا أضيف إلى ذلك عمليات الحوار والاتصال عبر الإنترنت وشبكات الاتصال فإن الديمقراطية في العالم تدخل في مرحلة جديدة قائمة على الانتشار ومزيد من الرسوخ والتغلغل في حياة الناس وقراراتهم.

"
لثورة المعلومات نتائج في مجالات العمل والحياة تقدم لنا فرصا أفضل، وتهددنا بعواقب وخيمة إذا أخطأنا الاختيار
"طبيعة المعلومات ونوعيتها

المعلومات خليط من المواد الخام التي يمكن تحويلها إلى منتجات وخدمات جديدة، تماما كما يحول الحديد والقطن الخام إلى منتجات جديدة. وسوف تجعل المعلومات البعض أكثر ثراء، وتحسن الحياة بالنسبة للكثيرين، كما أنها سوف تزيد من مشكلات الكثيرين وتجعل البعض أفقر حالا.


وفي إشارة إلى النزاعات الصناعية كتب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان "لقد كانت واحدة من حالات سوء التقدير التي وقع فيها عمداء عصرنا من المتعلمين تتلخص في أنهم تصوروا أن مجرد تخيل المشكلة والوصول إلى استنتاجات يحل المشكلة".

إن المشكلات التي سوف يقودنا إليها محتوى نظم المعلومات تحتاج إلى البحث وتقديم النتائج كمعلومات يمكن أن نستعملها ويستعملها السياسيون والعاملون في حقل التعليم وكل أنواع المهنيين لابتداع الحلول وتنفيذها.

ويمكن القول إن المعلومات فئة من المفاهيم، تستوعبها عقولنا ونسجلها عن وعي، ومن شأنها تعديل حالتنا المعرفية.

وعندما نتلقى المعلومات فإنها قد تكون تكرارا أو تأكيدا لمعلومات لدينا بالفعل، كما يمكن أن تكون إضافة على ما نعرفه بالفعل عن أحد الموضوعات، بالإضافة إلى أنها يمكن أن تكون تصحيحا أو تعديلا لمعرفتنا القائمة بالفعل عن أحد الموضوعات، أو فتحا لمجال معرفة جديدة.

والحقيقة أننا نتعامل مع المعلومات ونستخدمها دائما في صورة حقائق بيانات وأهداف وقرارات وسياسات وخطط، وقوانين ومعايير ومزاعم، وأمور أخرى، وهي تختلف عن المعرفة في كون هذه الأخيرة أكثر ديمومة سواء كان الجوهر المعروف شخصا أو موضوعا، فهي تتغير في الواقع العملي بصورة أكبر من المعلومات إذ تؤدي -إضافة أي معلومة جديدة- إلى تعديل معرفتنا بالموضوع دون حدوث تغيير في عناصر المعلومات الفردية التي هي جزء من المعرفة المتغيرة.

يمكن القول إن المعرفة والمعلومة ليستا مترادفتين، ذلك أن المعرفة في جوهرها أمر شخصي، ومن عناصرها الأساسية الفهم والعلاقة بالقيم، وهي تتكون وتزداد بالفكر وباكتساب المعلومات وبإعمال العقل لتقييم نوعية هذه المعلومات الجديدة واستخدامها وعواقبها على ضوء المعرفة الموجودة لدى المرء.

إدارة المعلومات
ظلت الأهمية القصوى التي تولى لإدارة مصادر المعلومات والمعرفة وخدماتها أمرا مقبولا عند كثير من الشركات المتقدمة والمنظمات والمؤسسات الأخرى لسنوات عديدة باعتبارها جزءا من نشاط العمل.

إن عملية إدارة المعلومات تتضمن المهام والمسؤوليات الجوهرية التالية:
- ضمان تمكين كل عضو في المؤسسة من الوصول إلى المعلومات التي يحتاج إليها في الوقت الذي يريده.
- إقامة أنظمة لتخزين الوثائق والتقارير، التي يتم ابتداعها بصورة داخلية، وتنظيمها واسترجاعها.
- انتقاء وحيازة وتخزين مواد منشورة مناسبة.
- توفير مصدر خبرة عن أوجه القصور والقيود والمتطلبات المرتبطة باستخدام المعلومات
- تحديث المواد القائمة.

تختلف طريقة تنفيذ هذه البنود من مؤسسة إلى أخرى، وتطوير السياسات والإستراتيجيات المطلوبة والعلاقات بين عملية إدارة المعلومات وبعض الأنشطة المنفصلة كالتعامل مع وسائل الإعلام وتوزيع المعلومات على حملة الأسهم والمسؤولين والجمهور، كلها أمور يجب أن تتحدد على مستوى مجلس الإدارة.

أما إدارة المعرفة فوظيفتها تهدف إلى توفير قدر أكبر من المعلومات والتفصيلات في التقارير المرفوعة من المرؤوس إلى الرئيس وهذا ما ينشئ دليلا لطاقم العاملين وخبرات الموردين والعملاء والسمات السلوكية الشخصية، ويشجع العاملين على التواصل داخل الشركة وخارجها، وكتابة نقاط دارت في المناقشات، أي إنشاء كليات غير منظورة باستعمال تعبيرات قديمة.

وبالإضافة إلى حفظ قاعدة بيانات المعلومات على مستوى عال، فمن المتوقع أن تساعد عملية إدارة المعرفة في زيادة ولاء العميل أو على الأقل الحفاظ عليه.

"
إدارة المعرفة تهدف إلى توفير قدر أكبر من المعلومات والتفصيلات في التقارير المرفوعة من المرؤوس إلى الرئيس وهذا ما ينشئ دليلا لطاقم العاملين وخبرات الموردين والعملاء
"أخلاقيات المعلومات

بالنسبة إلى المجتمع البشري تعتبر مراجعة المبادئ الأخلاقية مرارا وتكرارا أمرا مهما، فالمعلومات واستخدامها موضوعات مهمة كمبحث مستقل من زاوية الأخلاقيات لجوانب أخرى من الحياة، إذ تترتب عليها حقوق ومسؤوليات كثيرة وقضايا اجتماعية واقتصادية، تتمثل في حق السعي لتحصيل المعلومات، وحق الدراسة والقيام بالبحث، وحق المعرفة، وحرية المعلومات وحرية الإعلام، وحق تلقي المعلومات، وحدود الرقابة، وحق توصيل المعلومات للغير، والواجبات والمسؤوليات، وأخلاقيات المهنة، وحق المساواة، والفجوة بين ثراء المعلومات وضعفها، والحق في عدم البوح بالمعلومات، والحق في الخصوصية وحماية البيانات، وحقوق الملكية وحقوق التأليف والطبع.

من البديهي أن تترتب على الحقوق واجبات ومسؤوليات، ويصدق ذلك بالتأكيد على التعامل مع المعلومات الحساسة، كما جاء في الوصية الواردة في الكتاب المقدس "أحبب جارك" تلخيصا بليغا للمبدأ الذي يشكل أساسا لطريقة استخدامنا للمعلومات التي بحوزتنا حيث يفهم من كلمة جار كل البشر الآخرين.

أولى هذه الواجبات يجب أن تبدأ بالعلاقة بالعميل وتتمثل في الوفاء بالتعاقد ما لم تتضارب المصالح والثقة، واستخدام المصادر حيث لا يتم الحصول على المعلومات إلا من المصادر التي لا يكون هناك حرج في ذكرها، والكشف عن المصادر، واستخدام كل المصادر الممكنة، والحفاظ على سلامة السجلات، والنزاهة، والأمانة في التعامل.

وتعتمد الملكية على الشكل الذي يستخدم للتعبير عن المعلومات وتسجيلها. فعندما يعبر عن المعلومات بكلمات وأرقام سواء على الورق أو في شكل إلكتروني يعرض على شاشة أو يطبع، تكفل حمايتها قوانين النشر، وأيضا تتم حماية الرسومات واللوحات الزيتية والأعمال الفنية والموسيقى بطريقة مماثلة، فالصوت المسجل تشمله حماية حقوق النشر مضافا إليها تشريعات حقوق التمثيل.

أما التصاميم والعلامات التجارية التي تستخدم للأغراض التجارية فلها نوع من الحماية خاص بها إذا كانت مسجلة في مكتب البراءات في بلد المؤلف، وإذا قدر للمعلومات الجديدة أن تجد لها شكلا ماديا يجعل منها اختراعا فيمكن أن تمنح براءة الاختراع، وتتفاوت الحماية من حيث طبيعة المادة تفاوتا كبيرا.

وفيما يتعلق بالنشر الإلكتروني فقد أشار المؤلف إلى أن هذا الأخير قد أدى إلى ظهور عدد من المشكلات الإضافية التي يتم حلها بالتدريج، وهناك نوعان من البيانات، فإذا حكم على قاعدة بيانات بأنها إبداع فكري سوف تتمتع، بمقتضى قانون الاتحاد الأوروبي واتفاقية المنظمة العالمية للملكية الفكرية الخاصة بحقوق النشر، بالحماية العادية كعمل أدبي.

أما إذا كانت قاعدة البيانات مجرد تجميع، ولكنه تجميع انطوى ابتداعه على بذل مجهود كبير في الحصول على المحتويات وفحصها وترتيبها، فإنها تعطى حماية لمدة 15 عاما من تاريخ ابتداعها ضد أخذ مقتطفات منها.

المعلومات والبيئة
لقد تغير موقف كثير منا تجاه البيئة خلال السنوات الثلاثين الأخيرة تغيرا كبيرا وخاصة في أوروبا الغربية، ففي الفترة التي سبقت عام 1970 كان قليل جدا من الناس منزعجين حقيقة من احتمال أن يكون هناك ضرر لا يمكن تداركه قد لحق بالغلاف الجوي والأرض والمحيطات أو لأنواع النباتات والحيوانات.

ويعتبر التغيير مثالا بارزا للأثر اللافت الذي يمكن أن تسببه المعلومات، فمن جانب كان هناك تقاطر مستمر ومتزايد لأجزاء المعلومات، ويعزز كل خبر جديد الشعور السائد بأن البيئة آخذة في التغير وأنه يجب فعل شيء قبل أن يفلت زمام الأمر.

إن التقنيات الجديدة تسهل جمع المزيد والمزيد من المعلومات، ويمكن تصوير مرور الزمن لمراقبة الحركات في المحيطات، وكيفية انتشار الغازات المنبعثة من البراكين، وكل هذا من شأنه أن يسلط الضوء على ثروة من المعلومات الجديدة عن البيئة التي نعيش فيها وعن النباتات والمخلوقات التي تسكن هذه البيئة.

ومعظم هذه المعلومات لا يشكل سببا للقلق، بل إن الجزء الكبير منها سيمكننا من تحسين الطريقة التي يمكن أن نعيش بها.

"
الحكومات اليوم في عصر المعرفة تطور إدارة المعلومات لتقديم وتطوير خدمات التعليم والصحة والضمان والتوظيف وإنجاز المعاملات
"المعلومات والسياسة والحكم

يتصف موقف الحكومات من المعلومات بالتناقض رغم أنه لا يمكن الفصل بين الحكومة والمعلومات، فالحكومات تحتاج إلى جمع المعلومات التي تعتقد أنها ضرورية للإدارة، ولا يعتقد المسؤولون عادة برغم نصوص قانون حرية المعلومات أن المواطنين والمؤسسات يجب أن يطلعوا على كل الخطط التي يقومون مع الحكومة بإعدادها أو التحقيقات التي يجرونها حتى يقرروا أن الوقت مناسب لنشر تلك المعلومات.

هناك أربعة مجالات رئيسية مشتركة بين الحكومة والمعلومات، وهي الأمن، والتشريع، والإدارة، وخدمة المواطنين والجمهور وتوعيتهم، وتبادل المعلومات وبثها عبر الأقطار لأغراض الإعلام والتجارة، أو في وجهات وأغراض غير قانونية مشروعة.

لكن الحكومات اليوم في عصر المعرفة تطور إدارة المعلومات لتقديم وتطوير خدمات التعليم والصحة والضمان والتوظيف وإنجاز المعاملات.

وقد أوضحت الحكومة البريطانية في عام 1994 أن دورها في تسهيل الاتصالات وتطويرها يقع في تأسيس الإطار التنظيمي، وتشجيع المنافسة، ودعم البحوث، وتحديد التأثير على الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، والرقابة على الموصفات والخدمات.

وتجري الحكومات الغربية اليوم ربطا للمكتبات والمدارس والجامعات والمؤسسات في شبكات تسهل تبادل الخدمات والمعلومات وتقلل التكرار والازدواجية.

وتتيح المعلوماتية فرصا لإعداد مجموعات كبيرة من الوثائق والمواد يمكن إتاحتها بأسعار مخفضة للمواطنين والمكتبات العامة والمؤسسات التعليمية.

المصدر:الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/4...EE782C1D7E.htm












التوقيع
تكون .. أو لا تكون .. هذا هو السؤال
  رد مع اقتباس