[ابراهيم محمد الفيومي]

مكتبة في محطة بنزين!

آيات الحبال

مكانة المحطة المميزة جذبت المكتبة
دوما ما ارتبطت المكتبة بالجامعة وبدور نشر مزحومة بالرفوف والكتب ولا مكان فيها لقدم زائر محب، غير أن هذا المشهد دخلته تحولات كثيرة منها ما يرتبط بخريطة حضور المكتبة في مدينة كالقاهرة مثلا، أسوة بالخدمات التي أصبحت تقدمها أيضا، وهو ما لا يتوافق مع التوقعات التقليدية لجمهور القراء عن أماكن شراء الكتب أو حتى تصفحها. أحد النماذج التي تدلل على حديثنا السابق هو أن تكتشف مكتبة كجزء من "كافيه" والأخير في محطة بنزين، أو أن تجد المكتبة في غرفة تتبع إذاعة تبث على شبكة الإنترنت.
البعض يرى ذلك التطور جزءًا من التغيرات الثقافية التي تطرأ على مدننا العربية، وهو أمر ربما بدأ بنمط المكتبة المختلف مثل مكتبة "ديوان" في أحد أحياء القاهرة الراقية قبل الأعوام الأربعة الماضية تقريبا، حيث ارتسمت صورة جميلة للمكتبة مع خدمات الشراب والأكل والقراءة أيضا.

ملامح بالبنزين

البداية كانت عندما حصلت على دعوة لحضور مهرجان للتبادل وبيع الكتب المستعملة، وكان عنوان المهرجان "دار ملامح للنشر"، لم يكن العنوان المكتوب في الدعوة هو عنوان الدار المعروف، بل كان عنوانا آخر في مدينة نصر (أحد ضواحي القاهرة) وبالتحديد في أول شارع عباس العقاد.
ذهبت للمكان وسألت عن المبنى رقم (1) الذي يفترض أن تتواجد به المكتبة، فتفاجأت أنه ليس عقارا تقليديا بل هو محطة بنزين!!، غلبت خطواتي ترددي وتوجهت للمحطة وإذ بي أجد داخلها محلا صغيرا يحمل اسم "ملامح".
إذن العنوان صحيح، وأنا في المكان المحدد لتبادل الكتب، ومع ذلك بقيت بمشاعر الدهشة والترقب.
فتحت الباب ووجدت على يميني أرففاً كثيرةً عليها كتب طبعة "دار ملامح"، وكتب أخرى لدور نشر مختلفة، بالإضافة إلى الكتب المستعملة.
على اليسار مجموعة من طاولات البلاستيك والكراسي المرتبة والأنيقة، بدت كمقهى شبابي أو "كافيه" بحسب التعبير المتداول، ويعلوها شاشة عرض كبيرة.
"ما الحكمة في أن تكون المكتبة في كافيه وداخل محطة بنزين؟" كان هذا السؤال الذي طرحته على "ياسر خاطر"، مدير المكتبة الذي قال واثقا: "صاحب الفكرة "محمد الشرقاوي" مدير دار ملامح للنشر، والهدف هو أن تكون الكتب جزءا من حياتنا اليومية، فالمحطة جزء أساسي من حياة أصحاب السيارات، والكافيه جزء أساسي في حياة الشباب، فلماذا لا تكون الكتب رابطاً بينهم؟.
أضاف مبتسما: "على هذا الأساس جاءت فكرة هذا الفرع".

إضافة جديدة

ويضيف خاطر: "المقهى كان موجودا بالأصل في محطة البنزين لكن من دون الكتب.. لفت نظرنا المكانة المميزة للمحطة على ناصية شارع عباس العقاد بمدينة نصر، وهو من أرقى أحياء القاهرة، ومعظم سكانه من الطبقات العليا، وهو ما جعلنا نتوقع أن المكان يقصده فئة تقدر قيمة الفكرة، ولذلك تم إضافة الجزء الخاص بالكتب للمقهى".
المقهى الذي افتتح في أول أغسطس 2009 حرص مديره "محمد الشرقاوي" ومرافقوه من الشباب أن يجعلوا منه منتدى ثقافيا، فيقول خاطر: "شهد هذا الفرع توقيع كتاب للكاتبة "كرستين نبيل" "قمحاحيا في فرن إفرنجي" بالإضافة إلى عدد من الندوات، وأخيرا مهرجان تبادل الكتب رافقه تجمع جماهيري وتفاعل مع الناس ما ضاعف من عدد المترددين على المكتبة".
المكتبة تقدم جميع الإصدارات الحديثة من الكتب في المجالات جميعها، مع غلبة لكتب الشباب والتي تتناسب مع جيل تستهدفه المكتبة، إضافة إلى الكتب الأكثر مبيعا في الأسواق، وهو ما عملت المكتبة على استثماره عبر الندوات وحفلات التوقيع للتقريب بين الكتاب الشباب وجمهورهم.

أكبر فاعلية

يقيم "ياسر خاطر" إحدى الفعاليات التي نظمتها الدار فيقول: "مهرجان الكتب المستعملة هو أكبر فعالية أقيمت في هذا الفرع وساهمت في إقبال كثير من المهتمين والقراء، والسبب مرده إلى الدعاية الجيدة التي رافقت الفعالية في الصحف والفيس بوك وموقع شبكة روايات التفاعلية".
أثناء الحديث مع "ياسر خاطر" لفت انتباهي فتاة دخلت المكتبة واشترت كتابا وجلست على إحدى الطاولات لتشرب القهوة وبدأت في تقليب صفحاته، اقتربت منها وسألتها: لماذا هنا بالذات؟ فقالت: "أنا أعشق القراءة.. تعودت منذ أن عرفت المكان أن آتي وأشرب القهوة.. شراء كتاب أصبح شيئا أساسيا بالنسبة لي".
على الجانب الآخر كانت امرأة أكبر سنا من الجمهور المتوقع للكافيه، أخبرتني أنها مديرة مدرسة، وأنها اعتادت المقهى، وأنها تجهز مكتبة في مدرستها وهو ما يجعلها تحتاج لكتب كثيرة منها كتب قديمة لا تتوافر في المكتبات العادية، وبالتالي وجدت في مهرجان الكتب المستعملة فرصة مثالية لأجد بعضها.
تركتها بعد أن تناولت عددا كبيرا من الكتب وجلست على طاولة صغيرة تتأمل عناوينها ودرجة تماسكها.

مبادرة أخرى

لم يتوقف الأمر على النموذج السابق بل امتد حضور المكتبة ليصل إلى إذاعة حريتنا على شبكة الإنترنت التي يملكها "أحمد سميح"، وهو الناشط الحقوقي والعضو في حزب الوفد.
الإذاعة التي تبث 24 ساعة على شبكة الإنترنت قدمت نموذجا أو تجربة أعلن عنها مؤخرا وتم افتتاحها بحضور الكاتب المصري "خالد الخميسي" والكاتبة "مروة رخا" وآخرين، حيث أعلن عن مكتبة مفتوحة قام مجموعة من الكتاب بالتبرع بمحتوياتها.
الفرق بين دار ملامح وغيرها هو أن المكتبة تقدم خدمتها مجانا والهدف تشجيع الشباب على القراءة، وهي ثمرة لمسابقة أقامتها الإذاعة في شهر أبريل 2009 بعنوان "اكتب عن كتاب"، وفي يوم تسليم الجوائز على الفائزين أعلن فريق راديو حريتنا المفاجأة، فهل هناك من يندهش لها؟.. قد يكون.. وإلا!.


الرابط
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1256033942652&pagename= Zone-Arabic-ArtCulture%2FACALayout

[HAMZA MALALLAH]

شكرا على الموضوع اخ ابراهيم
وبالتوفيق

[ابراهيم محمد الفيومي]

شكرا لمرورك اخي الكريم