المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات هذا المنتدى يهتم بالمكتبات ومراكز المعلومات والتقنيات التابعة لها وجميع ما يخص المكتبات بشكل عام. |
|
Dec-04-2008, 03:16 PM | المشاركة1 |
المعلومات
مكتبي متميز
البيانات
العضوية: 37503
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: مصـــر
المشاركات: 284
بمعدل : 0.05 يومياً
|
في رثاء المكتبات
باتت معارض الكتب في العالم العربي ظاهرة لا يمكن تجاهلها ولا التغاضي عن موقعها المتقدّم في الساحة الثقافية العربية. هذه المعارض ينتظرها الناشرون مثلما ينتظرها الكتّاب والقراء بحثاً عن ضالتهم، الناشرون ليسوّقوا كتبهم والكتّاب ليلتقوا جمهورهم والقراء ليطلعوا على العناوين المتوالية سنة تلو أخرى. وبدت المعارض في الآونة الأخيرة كأنها تتنافس على «تلميع» صورها وتوسيع مساحاتها واستقطاب ما أمكن استقطابه من ندوات ولقاءات، وإن كانت بلا جمهور في أحيان كثيرة. أصبح معرض الكتاب في حسبان القراء موعداً سنوياً لشراء الكتب و «التموين» ولمواكبة حركة النشر العربية. فالمعرض يمثل الواجهة الأدبية التي طالما مثلتها المكتبات في الحياة الأدبية العامة. إلا أن ازدهار هذه المعارض لم يعنِ يوماً ازدهاراً للكتاب ولا للقراءة. فالإحصاءات التي تُعلن مرحلة تلو أخرى، لا تُطمئن كثيراً بل هي تدفع الى حال من اليأس إزاء مستقبل الكتاب والقراءة. وقد تُمثّل ذروة هذا اليأس، ظاهرة إغلاق المكتبات التي تشهدها أخيراً عواصم طالما عرفت بكونها مدناً للمكتبات. قد يكون ازدهار المعارض السنوية المتكاثرة أثّر سلباً في واقع هذه المكتبات بعد أن سحب «البساط» من تحتها، بحسب التعبير الشعبي، وأوقعها في ما يشبه العزلة أو الهامش. لكنّ أفول نجم هذه المكتبات يدل أيضاً على فداحة التراجع الذي أصاب الكتاب وقراءه. واللافت أن كل مكتبة تغلق أبوابها يحل مكانها مطعم أو مقهى أو محل تجاري، ما يجعل «الإغلاق» هذا فعلاً لا عودة عنه أو قدراً مأسوياً. مكتبات لا تُحصى عمدت أخيراً الى إغلاق أبوابها، واحدة تلو الأخرى، في عواصم عربية لا يمكن تصوّرها بلا مكتبات. مكتبات في الكويت وعمّان ودمشق وبيروت وفلسطين والعراق... لم تبق قادرة على الاستمرار تبعاً لمعاناتها «المادية» البالغة. وآخر هذه المكتبات «مكتبة رأس بيروت» العريقة التي تحتل إحدى زوايا شارع بلس في الحمراء. ستقفل هذه المكتبة أبوابها خلال شهر مودّعة الشارع الذي يمثل ذاكرة بيروت الستينات، بيروت المدينة – المختبر، بيروت مجلة «شعر»، بيروت «الآداب»، بيروت الحداثة... هذه المكتبة مثلها مثل الكثير من المكتبات العريقة لم تكن يوماً «دكاناً» لبيع الكتب، بل كانت أشبه بالملتقى الأدبي اليومي الذي يقصده الكتّاب والقراء ليتناقشوا ويتبادلوا الآراء. شعراء مجلة «شعر» كانوا يلتقون هناك، ورواد الحداثة العربية أيضاً شعراء وروائيين ومسرحيين... سيكون إغلاق هذه المكتبة صدمة ليس لأصدقائها فقط بل لكل من عرفها ودخلها ولو مرة واحدة. قبل أشهر أغلقت مكتبة «الربيعان» في الكويت أبوابها بعدما بلغت خسائرها المادية مبلغها، وكانت من أعرق المكتبات في الكويت والخليج على السواء، يقصدها الزائرون العرب بحثاً عن الجديد والنادر من الكتب. لكنّ الدولة التي لم يهن لها أن ترى المكتبة العريقة مغلقة مدّت لها يد العون وأنقذتها من كبوتها. تغيب المكتبات في العالم العربي وتحتضر ويتراجع جمهورها متجهاً نحو إغراءات أخرى يحملها العصر الحديث. والظاهرة هذه لا تقتصر على العالم العربي بل تشمل العالم أيضاً. فكم من مكتبات أُغلقت في باريس على سبيل المثل. شارع سان جيرمان الباريسي العريق يفقد مكتباته واحدة تلو الأخرى، والمكتبات «الصامدة» مهددة بالإغلاق تحت سيل الإغراءات المالية. وقد تمثل «المخازن» الكبيرة للكتب التي تجذب أعداداً هائلة من الزائرين يومياً، أبلغ تهديد تتعرّض له المكتبات الصغيرة المنتشرة هنا وهناك. وتفتقر هذه «المخازن» التجارية الكبيرة الى الطابع الثقافي الحميم الذي طالما اتسمت به المكتبات تلك. وإن كانت المكتبات العامة في أوروبا والغرب عموماً تعوّض انحسار المكتبات الصغيرة فإن المدن العربية لم ترسّخ ظاهرة المكتبات العامة، ولا عرف القراء بدورهم كيف يجعلونها من أماكنهم الأثيرة وكيف يعتادون عليها ويصبحون أعضاء في نواديها. بيروت التي طالما سمّيت مدينة الكتاب لا تزال بلا مكتبة عامة منذ العام 1975 عندما أتت نار الحرب على مكتبتها الشهيرة. هل يمكن تخيل باريس بلا مكتبتها الوطنية؟ هل يمكن تخيل لندن بلا مكتبتها البريطانية الشهيرة؟ وموسكو بلا مكتبة لينين؟ كم من مدن ارتبط اسمها بمكتباتها العامة، القمينة على الإرث الوطني وعلى الحوار والتواصل بين الكتاب والقارئ. أما المكتبات العامة القليلة أصلاً في العالم العربي، فتكاد تكون مجهولة أو شبه مجهولة، وزائروها ليسوا إلا من القلة القليلة التي ما برحت تدمن فعل القراءة. تزدهر معارض الكتب في العالم العربي وتتنافس وكأنها في سباق محموم على «الأمجاد»، لكنّ المكتبات تنحسر مثل القراء أو تستحيل في أحسن الظروف الى محال لبيع القرطاسية والصحف والمجلات. ما أصعب أن تصبح المكتبة العربية الراهنة «دكاناً» لبيع القرطاسية. |
Dec-04-2008, 04:52 PM | المشاركة2 |
المعلومات
مكتبي متميز
البيانات
العضوية: 37503
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: مصـــر
المشاركات: 284
بمعدل : 0.05 يومياً
|
مصدر الموضوع موقع دار الحياة
http://www.daralhayat.com/culture/11...4bd/story.html |
Dec-23-2008, 01:28 PM | المشاركة3 |
المعلومات
مشرف منتديات اليسير
أخصائي مكتبات ومعلومات البيانات
العضوية: 48653
تاريخ التسجيل: May 2008
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 1,111
بمعدل : 0.19 يومياً
|
الأخت إيمانة، شكرا جزيلا لك .........................................دمت لنا
|
Feb-28-2009, 01:33 AM | المشاركة4 |
المعلومات
مكتبي متميز
البيانات
العضوية: 37503
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: مصـــر
المشاركات: 284
بمعدل : 0.05 يومياً
|
الى / عبد المالك بن ستيتي
جزاك الله خيرا |
Feb-28-2009, 01:42 AM | المشاركة5 |
المعلومات
عضو مخالف
وموقوف البيانات
العضوية: 63936
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 49
بمعدل : 0.01 يومياً
|
سلام،
مشاركة طيبة، واملنا بالمزيد ... |
Feb-28-2009, 06:54 PM | المشاركة6 |
المعلومات
مكتبي فعّال
البيانات
العضوية: 29675
تاريخ التسجيل: May 2007
الدولة: الجـزائر
المشاركات: 127
بمعدل : 0.02 يومياً
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشكر الأخت على هذا الموضوع الذي هو بالفعل في صميم واقعنا العربي و الاسلامي و الحال يغني عن السؤال كما يقال، ,ارى أن مهمة المكتبي ورسالته في هذا المقام ستكون أكبر من ذي قبل كما أرى ،لكونهأكثر من غيره المرشد و الدال على البحث العلمي ،و لكونه أيضا النبراس المضيء الذي ينير طريق للعلم ويشجع عليه ويسهله ويحبب فيه ، ولي مثال بسيطا على ذلك لشاعر قال ابيات للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ابى ليلى النابغة الجعدي الصحابي الشاعر : لا خير في حلم اذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه من أن يكدر و لا خير في جهل اذا لم يكن له حليـم اذا اورد الامـر أصـدر فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم أحسنت لا يفضض الله فاك"، اي لا يسقط الله اسنانك فعاش 120 سنة لم تسقط له سن واحدة ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم . لذلك فنحن من ندل على العلم ونشجع عليه ودورنا كبير في تثقيف وتلقين المتطلع للعلم في كل مكان . كما احب أن انبه لملاحظة آرها منتشرة في أوساط مجتمعنا وهو ثقافة الإقصاء في اتاحة ظروف العلم و التعلم أي المشاركة في المكتبات و مراكز المعلومات و الدراسات ، فلا يسمح بالمشاركة فيها لا لذوي الكفاءات العلمية أما البقية فلا ؟ بينما نرى كل المكتبات المتقدمة تقدم خدماتها لجل المتطلعين للمعرفة ، فالمكتبات الجامعية في ألمانيا مثلا تقدم خدماتها للجميع دون اسثناء فهي لا تقصى أحد من المشاركة ، وما نلاحظه عندنا أننا لا نسمح إلا للفئة الجامعية وهذا خطأ فادح ... فلا بد أن يتاح العلم للجميع وأن تسهل طرقه ومنافذه حتى نصنع مدنا من المعرفة وجمهورا كبيرا من العلماء وحضارة بمعنى الكلمة . الله الموفق . |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
دور أخصائي المكتبات في تنمية الوعي الثقافي للمجتمع من خلال المكتبات العامة | Sara Qeshta | المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات | 15 | Feb-03-2013 05:25 PM |
الفهرس الموحد لكتب المكتبات | د. صلاح حجازي | المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات | 22 | Oct-19-2011 06:24 PM |
كشـــاف مجلــة مكتبـة الملك فهـد الـوطنيـة | الاء المهلهل | المنتدى الــعــام للمكتبات والمعلومات | 17 | Apr-23-2011 02:11 PM |